أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام جودة - الشعب الفلسطيني أمام منعطف تاريخي















المزيد.....

الشعب الفلسطيني أمام منعطف تاريخي


بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن النظر الى تطورات الوضع الفلسطيني خلال الاسابيع الأخيرة دون الشعور بأننا أما مرحلة جديدة من تاريخ صراعنا مع الاحتلال ودولة الكيان الذي استمر على مدار مايزيد على ستة عقود ونيف من الزمن ، كانت فيها الوقائع تدور لصالح هذا الكيان الذي غرس على أرضنا ليكون قاعدة متقدمة للقوى الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميريكية للحفاظ على مصالح تلك الدول وتأمين ممراتها الى مناطق عديدة في عالمنا ، كذلك طموحاتها في السيطرة على منابع النفظ باعتباره شريان الحياة لتلك الدول وأداة رخيصة لتطورها الصناعي والاقتصادي على مدار عقود من الزمن على حساب الشعوب العربية التي عانت و لازالت من حالة الفقر والحرمان والتبعية لتلك الدول الاستعمارية.
وهنا يمكن الحديث عن المستجدات في عاملين جديدين ومهمين لهما انعكاساتهما على تلك التطورات في الحالة الفلسطينية الراهنة وهما:
1) فشل العدوان على غزة وانتصار المقاومة.
2) النجاح السياسي الذي تحقق بقبول فلسطين دولة كعضو مراقب في الأمم المتحدة.
ان العدوان الأخير على غزة لم يكن مشابها" لما سبق من اعتداءات وحروب شنتها اسرائيل على الشعب الفلسطيني راح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا بين شهيد وجريح ، وذلك دون رادع أو محاسبة على تلك الجرائم ، لقد كان شعبنا خلال الاعتداءات الماضية يتلقى الضربات دون قدرة فعلية أو عملية لمجابهة ذلك بشكل مؤثر أو فعال ، ولكن هذه المرة كان لشعبنا ولقواه المقاومة موقف آخر وقدرة مستجدة فاعلة للرد على هذا العدوان والحاق الأذى بهذا العدو المتغطرس واصابته في العمق حيث الكتلة السكانية والمدن الرئيسة وحيث لم يتوقع حجم هذا الرد ومداه مما شكل حالة من الخوف والرعب لدى المستوطنيين الاسرائيليين في مختلف تجمعاتهم السكنية ، ولم تستطع كل وسائل وتقنيات اعتراض صواريخ المقاومة أن تقلل من الأثار النفسية والمعنوية على الاسرائيليين جراء ما يحدث ووقوعهم في دائرة الاستهداف في مناطق متعددة خارج نطاق المدن والبلدات الحدودية القريبة من خطوط التماس مع قطاع غزة.
في مقابل ذلك ورغم حالة الدمار والخسائر البشرية التي تعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة نتيجة العدوان والغارات من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية على السكان المدنيين ، مما أدى الى استشهاد ما لايقل عن مائة وسبعون فلسطينيا" معظمهم من النساء والأطفال، الف ومائتي وخمسون جريح، وتدمير العشرات من البيوت والمؤسسات المدنية، فان الفلسطينيين في قطاع غزة كانوا في حالة من النشوة والفرح لرؤيتهم لأول مرة أن المقاومة قادرة على الرد على هذا العدوان في عمق الكيان وايلامه وافشال مخططاته ومنعه من المغامرة باجتياح بري وجد نفسه فيه أمام حسابات جديدة لم يعهدها من قبل متوقعا" مجابهة ساخنة وخسائر بشرية في جنوده قد تقلب موازين عديدة في معادلة الردع التي حاول الجيش الاسرائيلي باستمرار الحفاظ عليها والتي تلقت ضربة موجعة من الرد الصاروخي للمقاومة على عدوانه.
ان طلب العدو هذه المرة للتهدئة شكل علامة فارقة في موقفه الدائم سابقا" من قدرته على بدأ المعركة حين يريد وايقافها في الوقت الذي يتناسب مع مخططاته ، مما يعد فشلا ذريعا" بدى من خلاله حالة التراجع والارتباك التي حلت بأهدافه المعلنة والتي فشل في تحقيق أي منها ، وبدت المقاومة والصمود الفلسطيني في وضع أفضل في مجابهة هذا العدوان وتغيير قواعد اللعبة التي اعتاد عليها هذا العدو المتغطرس ، وأيا" كانت نتائج التدخل المصري ودول أخرى في تحقيق التهدئة فان العلامة البارزة التي ستظل في الأذهان ، أن هذا العدوان فشل في تحقيق أهدافه وتلقى ردا" مقاوما" وصمودا" شعبيا" استطاع أن يهز جبهته الداخلية في عمقها وأن يشل حياة أكثر من نصف سكانه وجعلهم يشربون من نفس كأس الألم والمعاناة التي طالما أذاقوها لأهل قطاع غزة.
لقد استطاع الشعب الفلسطيني عبر هذا الصمود والتلاحم النضالي في غزة والضفة أن يحقق معادلة جديدة في مسيرة الصراع مع هذا المحتل وأن يفرض وقائع جديدة أجبرته أن يقبل بشروط المقاومة لتحقيق التهدئة وهذا في حد ذاته يشكل انتصارا"مهما" مهما كان حجمه، فانه علامة فارقة في التحول نحو لغة جديدة في قاموس الصراع والمواجهة مع هذا العدو، فهذا التحول الجديد لقدرات المقاومة الفلسطينية يشكل مقدمة لتبني استراتيجية جديدة وعملية لمواجهة عدوانية اسرائيل وصلفها وأطماعها التوسعية واستمرارها في رفض تنفيذ كل المقرارات الدولية والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
ان دعما" عربيا" لوجستيا" للشعب الفلسطيني ومقاومته في المستقبل أصبح ضروريا" بل حتميا" لخلق حالة من التوازن والقدرة على انجاز أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ، اذا استمر هذا الكيان في عدوانيته ورفضة للأعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حق العودة للأجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194، كما أنه يتوافق والمتغيرات على الساحة العربية لاعادة بناء المواقف على ضوء فشل الأطروحات العربية لتحقيق السلام مع هذا الكيان الغاصب.
وفي السياق الثاني فان الانجاز "الانتصار السياسي" الذي تحقق في الأمم المتحدة بقبول فلسطين دولة كعضو مراقب في الأمم المتحدة ،(بموافقة 138 دولة) والذي لم يكن بعيدا" عن مجريات الحدث الأول ، يشكل تحولا" جديدا" في الوضع الفلسطيني وقدرته على الحركة في اطار المزاوجة بين كل أشكال العمل الفلسطيني المقاوم لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني وطموحاته، ويساهم مساهمة فعلية في بناء تلك الاستراتيجية الجديدة للعمل الفلسطيني الموحد والمشترك بين مختلف التوجهات الفلسطينية لخلق حالة من النهوض الفلسطيني المستند للتأييد العربي والاسلامي والاقليمي، على طريق تحرير الأرض والانسان ، كما يردم الهوة بين الماضي والحاضر في المتغيرات على منهجية التسليم بأسلوب واحد لمواجهة تبعية الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ان من المهم أن هذا الانتصار السياسي في الأمم المتحدة ، يجعلنا نبتعد عن مربع أوسلو واتفاقياته التي تسببت في الكثير من المعاناة لشعبنا وأضاعت سنوات من التفاوض العبثي الذي لم يستند الى عوامل القوة والعطاء والتضحية عند الشعب الفلسطيني ، عبر منهج التفاوض ولا شىء غير التفاوض ، كما أنه يخرجنا من عباءة الرباعية ومواقفها الداعمة للمواقف الاسرائيلية وعدم قدرتها على تحقيق أي خطوة باتجاه تنفيذ القرارات الدولية بسبب المواقف الاميريكية وسياستها الداعمة بالمطلق لهذا الكيان الغاصب ، لقد ساهمت تلك المرحلة في هذا التوسع الاستيطاني على حساب الاراضي الفلسطينية، وفي بناء جدار الفصل العنصري ومحاصرة المدن الفلسطينية وترويع المستوطنين لشعبنا في الضفة الغربية وتهويد مدينة القدس وتهجير سكانها وفرض حصار دائم عليها.
ان القرار الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يشكل تحولا" في الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة تحت الاحتلال ويمنح شعبنا أدوات جديدة لمواجهة عدوانية اسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية ويعطي صفة شرعية لمقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل لتحقيق التحرر والاستقلال ، ويمكننا من الانضمام الى معظم الهيئات الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية التي تكفل لنا ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة على ما ارتكبوه بحق شعبنا من جرائم ، كما أنه بهذا القرار يعتبر كل معتقلينا هم أسرى حرب على أساس القانون الدولي تنطبق عليهم كل المواثيق والأعراف الدولية ، كما أنه في هذا الوضع فان الاستيطان الاسرائيلي هو بمثابة جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
اننا بما تقدم كفلسطينيين نعبر الى منعطف جديد على صعيد صراعنا مع هذا العدو الغاشم وسياساته العنصرية والاستيطانية، ونحن هنا نرتكز على عوامل جديدة ومؤثرة نستطيع من خلالها تغيير طبيعة التوازن في المواجهة مع هذا الكيان على مختلف الصعد لتحقيق أهدافنا الوطنية وطموحات شعبنا ، اذا أردنا أن نوظف هذه العوامل بجدارة واقتدار في اطار المزاوجة بين كل وسائل المقاومة والعمل السياسي في اطار وحدة الهدف عبر استراتيجية جديدة تقوم على وحدة العمل الفلسطيني ووحدة مؤسساته وهيئاته من خلال انهاء حالة الانقسام البغيض التي لم تعد مقبولة ولا بأي شكل من الاشكال على شعبنا الذي هو صاحب القضية وأساس التضحيات على طريقها .
إن ما تحقق من انتصار في حلبة المواجهة مع العدو على ساحة العمل المقاوم وساحة العمل السياسي يشكل جسرا" متينا" وقويا" لتحقيق الانتصار الثالث في هذه المرحلة عبر إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة العملية لأبناء الشعب الواحد وقواه الوطنية والاسلامية في تحمل تبعات المرحلة القادمة وهو الطريق الوحيد لانجاز الانتصار الأكبر في تحرير الأرض والإنسان وشروق فجر جديد لدولة فلسطين الحرة والمستقلة.



#بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين كلام السفية الجاهل ومعرفة العالم


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام جودة - الشعب الفلسطيني أمام منعطف تاريخي