أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بطيخ - على شباك مركبة














المزيد.....

على شباك مركبة


محمد بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


* كتاب سوهاج

ليس من الضروري أن يكون وراء نشدنا غرض سافل . توقفت عن الحب من أجل التبرير , والتبرير من أجل رفع كفتي والإنشاد . تأثرت كثيراً بمشهد اللافتة القديمة , وتمثُّل الطبيب في خيالي بشكله الرثّ . احتارت عقولنا فعلا , ما بين اعتبار "القِدَم" هيبة , وما بين اعتباره ضَعه . مداعبة الخيال هنا ممزوجة ببعض الماضي , من أروع اللحظات تلك التي تتيح لك السخرية منها , أو من شقيقاتها السابقات , طالما أنه أنت موضوعها . بلا تحسُّب.

استيقظت . فتحت بؤبؤ عينيّ باتساع , وبهاء . لا شئ يحدث خارج المعتاد سوى اندهاشي/قلقي . أنا لا أكتب إلا عندما أكُ مستفزّاً , لماذا لا أكتب عن الحب ؟ , وما الذي يُمثل استفزازاً لكينونتنا الساكنة لكي يجعلنا نكتب/نصرخ ؟ , وما هو أصلنا أصلاً ؟. لكن جل ما ساورني من قلق , وحفّذني للاستيقاظ واللحاق قد زال . ما نوع ذلك الاستفزاز الناتج من اكتشاف أن شيئاً هناك لا يحدث ؟ : البارد ؟! ها ؟!.هل تصلح بعض الموسيقى لإصلاح المعطوب من الأمل ؟ هل تفلح في ملء أياً من الملل والروتينية التي لا تزال موجودة , حتى بعد الاستفزاز ؟ وبعض الاستيقاظ ؟ . *الجاز . دائماً يقوم بكسر الملل بملل أعمق منه , يأخذه للأسفل ولا يعود . لكن *لويس آرمسترنج دائماً في نهاية المقطوعة يستكثر علينا الحظو بفتوة , يكسر شوكة الجاز (المُمِل) بالبهجة , صوته المذكّر بـ*"ماما أفريقيا" , كستالين الذي اعتاد كسر شوكة العسكر وآلته , بالمدنية , بالعمل .. صندوق الموسيقى , يبدو مألوفاً جداً , لدرجة تلاشي أي لذة عند فتحه كل تارة , لذا , سأدمر الصندوق , وأتلذذ في إعادة جمع مقطوعاته من جديد .

لا أعلم فيما كان الرب يفكر وهو يتفنن في صناعة ذلك الصندوق الغريب العجيب المثبت في الرأس ؟! لماذا هكذا الإنسان بعقله كبركة متجانسة , تصبغها نقطة من الحبر كلها بكثافة متساوية , على الرغم أن الماضي موضوع , والحاضر موضوع , والمستقبل أمل ؟! . نحن في محاربة الإذلال , صناعة التاريخ في كسره , نحن في حالة الموات , تلك الحالة التي اجترتنا لتبرير الخضوع .لماذا كل تلك الأوشحة؟ , والدروع ؟ , المؤكد أنها السبب الأول في صناعة الأسلحة الفتاكة بحياة البشري وليس العكس . الإنسان قد تعلّم القتل لأنه أراد اقتحام المجهول , حتى لو كان من وراء رداء , الحرية الحرية , التي تعقدت كلما تقوقعت بداخل موضوع .

رائحة البيرة تفوح حولي بشكل كامل , أنا لست في مكان ثابت –كعادتي- , أسير نحو جهة لم أتذكرها تلك اللحظة . لم يسعفني المنطق إلا بعد أن أحسست بالمياه تتدفق أسفل كتفي . كان صاحب منفذ بيع المشروبات وقح فيما فيه الكفاية بأن يصف تجارته بال"وساخة" ليتهرّب من تبديل القنينة–الغير صالحة- لي ! على كم جهة يجب أن نحارب الآن ؟! حتى أن تلك الكلاب المسعورة بداخلي لم تجبني تلك اللحظة .

تنهار –هي- الآن , ونحن نتلّمس الطريق للبناء وسط السيل. لأول مرة وأنا أغادر شباك المنفذ أشعر أن هنالك شئ لا حيلة فيه , ربما –هي- من علمتني ذلك ! وأن الدنيا لا فراغ فيها لأي نوع من أنواع ردود فعل الغضب ! الصراخ , البكاء , التكسير ,,, إلخ . عدت عنيداً إلى ابن القحباء ذلك , وهددته بما ملكنيه إليّ القانون . إذن , هناك شيئاً في هاتي الدُّنا قابل للعدول عن اعوجاجه ,, لهذه الدنيا سليط , سليط على مُنى النبلاء فقط .

كان لابد من البحث قبل الخوض . المعادلة معكوسة . نتيجة الفشل حتمية . العمل البشري (مع التحفّظ على التوصيف) ها هنا مثل الدُّمية الميتّة , لا تأكل ولن تكبر , لذا سيمر الوقت وتصبح أكثر الذكرايات حميمية أكثر هشاشة من كلمة طائشة !! , نحن لا نبني , ولكن نبتذل .. أحياء يلتقون مع أموات , في كل المشاهد , الحيّ هو المعصوف به في الغالب ,, سيعود الميّت إلى سكونه , من الكرب إلى القبر ,, سكون حركه اهتزاز الكرب في الطريق الترابية بأيدي الأحياء ,, الأحياء هنا –فقط- مثل العمال , ينشدون الحراك , يقومون به , ثم ,,, تندثر آمالهم بالطعن بحنجر السكون ,, من الجهة الأخرى ...

أنانيتي هي سر اهتمامي بك. سرقتك من المحيط المكروه,, اختناق الوجدان بالشبق, احتكار شغفك بعينيّ, اختلاقك لمساحة جيدة من الخيال,,, أنتِ, تلك البنايات, وأملي لما بداخلها, قصر الثقافة, لندع ما بالداخل ولنتلهّى بحُسن البناء, الذي كحُسنك, لنسير في هذه الحياة بالحُسن, باستشرافه, وضعه في فعل الأمل, التقاطه من جوهر كل تلك الأشياء المُزيّنة من على مسرح الكوميديا السوداء .. سأعود لكِ فيما بعد, كما لم أغادر.



#محمد_بطيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بطيخ - على شباك مركبة