أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - موريس رمسيس - عمال اشتراكيون على الورق














المزيد.....

عمال اشتراكيون على الورق


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3925 - 2012 / 11 / 28 - 11:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم أتعرف على أستاذنا العظيم "نجيب محفوظ" شخصيا لكنى كنت أعتقد أني أعرفه شخصيا من خلال كتابته و مقالاته السياسية الاجتماعية ، فمن عظمة أستاذنا ، كونه متعدد المواهب ، يراه البعض كأديب و كاتب و مفكر كبير و آخرون كـ فليسوف أو آخرون كمصلح اجتماعي ...هكذا ، أي الكل يرى فيه الجانب الذي يهمه شخصيا في الأستاذ .. نعم قد كنت أراه يساريا نصير لفقراء و المحتاجين و المضطهدين في حياته من خلال أدبه و مقالاته الصحفية ، فمن شدة تواضعه كان يلتزم بلباس البذلة الصينية العمالية الفقيرة (غير باهظة التكاليف) طوال حياته فقد كان مثل الراهب في فكره و حياته .. قد كنت أجده بحق اشتراكيا "قولا و فعلا"

الاشتراكي يجب أن يكون معطاء يجب العمل العام المجاني و يعشقه و يقدم على مساعدة الفقراء و المحتاجين بلا مقابل كأخوة له في الإنسانية .. ليس مثل السلفي و الإخوانى يفعل الشيء منتظرا "الحسنات" تمطر عليه من السماء أو تحسب له في ميزان حسابه لذا تجده يقدم الخدمة مقابل التهليل و التمجيد له على الأرض

اليساري يذهب إلى المحتاجين و لا ينتظر قدومهم إليه و يترجم أقواله إلي أفعال و يقدم لهم (الدور التنويري) في الحياة .. عكس الإخوانى السلفي الذي يقدم (الدور التعتيمي) حتى يستمر هو الأقوى .. الأول يريد تنوير الفقراء ليتعرفوا على حقوقهم و واجباتهم و الثاني يريدهم دائما فقراء محتاجين لكونه يحتاجهم أكثر في الانتخابات .. الأول يرديهم معتمدين على أنفسهم في مجابهة مشقة الحياة و متاعبها و الثاني يريدهم متواكلين منقادين لكي يعتبرونه صاحب الفضل و الإحسان عليهم!

ينتظر الفقراء المناسبات و أيام الانتخابات ليحصلوا على رشوة (الزيت و السكر و الشاي و الأرز ) المقدمة من السلفيين و الإخوان لكي يصوتوا لهم و تخرج الفتاوى من شيوخ الضلال و الإظلام تؤيد شرعية ذلك ، مسؤولية اليساري أن يدعو هؤلاء المحتاجين و يشاركهم في مطالبهم لكي يحصلوا على (أعمال ثابتة مستديمة ) تجعلهم لا يحتاجون و لا ينتظرون تلك الهبات المقدمة لهم من السلفيين و الإخوان

السلفيون و الإخوان المسلمين يوعدون الفقراء و المحتاجين بقصور فاخرة في السماء و يبيعونهم الوهم .. لكن اليساريون يعدوا الفقراء و المحتاجين بمساكن نظيفة صحية على الأرض و ليس في السماء و يعدوهم بتحويل العشش الصفيح و العشوائيات التي يسكنوها إلى مساكن آدمية تحوى المياه النظيفة و الإضاءة و الصرف الصحي و يوعدوا بنقل سكان المقابر ليعيشوا مع الأحياء في أحياء المدن

ليس المهم المسميات .. يساري / اشتركي / تعاوني / تضامني / إصلاحي / اجتماعي /.. لكن المهم النوعية و المضمون و كيفه الوصول إلي الفقراء و المحتاجين و إلى الطبقات الدنيا الفقيرة و المُهمشة و حتى المتوسطة في المجتمع و كسب قلوب الجميع قبل كسب ثقتهم من خلال مساعدة الأهالي في المحاكم و الإدارات الحكومية المختلفة

اليساري يعتبر نفسه بمثابة محطة إنذار مبكر لعمال و لفقراء و المحتاجين ، فهو يدافع عن حقوقهم المكتسبة فى الماضي من قبل الدولة و النظام قبل الاتجاه إلى إهدارها في المستقبل! .. كما انه يحذر من اتجاه الأخوان و السلفيين إلي (خصصه المشاريع القومية العملاقة) ليس بهدف استثماري اقتصادي بحت يعود على العمال بالنفع لكن من أجل الهيمنة و السيطرة السياسية و الاقتصادية فقط لا غير

سوف يكون هناك أساليب شيطانية كثيرة يتم فيها استغلال المال الخليجي و الإخوانى و سوف يأخذ مراحل عدة حتى لا ينكشف .. يتم فيه أولا خصخصة أقسام صغيرة بعينها في المصانع و الشركات ثم يبدأ الزحف الأفقي على باقية الشركات و المجمعات الصناعية .. هكذا

لا يهتم العامل البسيط بمعرفة "فائض القيمة" .. يهمه أولا معرفة فائض المهية (المرتب) .. لذا يجب الخروج من حالة المحاكاة الفلسفية و النظرية و التعالي النفسي و الأدبي و الخروج من الأبراج العالية و النزول إلي أرض الواقع و التحدث مع الأهالي و المواطنين و الإبداع في الخطاب الإنساني الموجه الذي يصل إلي القلوب و إلي عقل هذا العامل البسيط

أين الحركات العمالية و النقابات العمالية مما يحدث ألان في الشارع المصري و هل فقط يعترضون في "التأسيسية" على إلغاء نسبة (50%) في الدستور الجديد ، ماذا قدمت لهم تلك النسبة على مدار 60 عام ، غير الوهم ، الجميع من غيرهم كان يستغل هذه النسبة (العمال و الفلاحين) ليدخل بها مجلسي الشعب و الشورى

يجب الإصرار من قبل العمال على النص صراحة في الدستور الجديد بأن نظام الدولة اشتراكي تعاوني تضامني و أن مسؤولية الدولة في (تأمين المواطن صحيا و تقاعدا و تأمينه ضد العجز و الإصابة و الشيخوخة و ضد البطالة في حالة عدم توافر العمل أو الفصل التعسفي لكي تستطيع آسرة العامل العاطل المعيشة بكرامة إنسانية أكثر) و الدولة مسؤولة عن الإطعام و لا يجوز المعاناة (أو الموت) بسبب الجوع أو العطش ...... الدولة أو الأفراد لا يقدمون هبات و لكن يقدمون حقوق إنسانية!!!

يجب عدم الالتفات إلى التحجج الدائم بالانفجار السكاني و قلة الموارد ، فهؤلاء الإسلاميون هم المسؤولون الأوائل عن هذا الانفجار السكاني الحادث على مدار الـ 60 عام الماضية من خلال فتاوى شيوخهم في الجوامع و تشجيعهم المواطنين الدائم على الإنجاب الكثير

الشعب يعول كثير على الحركات و النقابات العمالية و بالأخص على عمال خط حلوان و منطقة شبر الخيمة .... و غيرهم ، لنزول إلى الشارع المصري و في الميادين و مشاركتهم باقية طوائف الشعب بكثافة و بقوة من أجل الحصول على دستور مدني حقيقي غير عنصري ديني يضمن لهم الحرية الحقيقة و عدم استغلال الدين لقهر الإنسان و التحكم فيه و يضمن المساواة و العدالة الاجتماعية بين الناس كما هو حادث في الدول المتقدمة الغربية

مع شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسى الرئيس الطز
- مصر – المسيحية أفضل حل
- الملحدون الناطقون بالعربية - قيمهم و معاناتهم
- بعض كلمات القرآن الغير عربية الغريبة
- بعض الآيات القرآنية – أسباب تخلف المسلمين (3)
- بعض الآيات القرآنية – أسباب تخلف المسلمين (2)
- بعض الآيات القرآنية – أسباب تخلف المسلمين (1)
- بعض مفاسد القرآن الأخلاقية
- بعض أخطاء القرآن الجغرافية
- بعض أخطاء القرآن اللغوية
- حَجَرىِ يا حَجَرىِ (قصيدة)
- الشيطان يتجسد في (محمد) الرسول
- الإسلام و عبادة الشيطان
- تأثير الإسلام على ذكاء و تفكير المسلم
- العلمانية بديل عن صراع الحضارات
- لماذا يعتبر المسلم الوثني الوحيد على الأرض
- سماع (القرآن) و سماع (أم كلثوم)
- نهاية أسطورة - أشرف الخلق و رحمة لعالمين
- مصر - الجيش فقد مصداقيته
- مصر – هل الصين هي الحل


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - موريس رمسيس - عمال اشتراكيون على الورق