الإعدام الدستوري

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

• السيد رئيس جمهورية مصر: إعلانك الدستوري خيانة لآمال شعبنا في الحرية والكرامة الإنسانية، مما يستوجب عاجلاً أو آجلاً محاكمتك بتهمة الخيانة العظمى، علاوة على وجوب محاكمتك على ذمة القضية التي كنت مسجوناً على ذمتها قبل ثورة 25 يناير 2011، وإذا لم يستطع الشعب المصري وضعك حيث ينبغي أن تكون، يكون مستحقاً لما تجره عليه رئاستك من كوارث. . أنا شخصياً أستبعد أن يكون رئيس الجمهورية قد أقر بالفعل بحنثة بالقسم على احترام الدستور، فلو كان هذا قد حدث حقيقة يكون الأمر محسوماً، ويتوجب الآن محاكمته وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، أما صيام الثلاثة أيام الذي قيل أنه سوف يصومهم كفارة، فسوف يفيدونه في المغفرة له في حساب الحياة الآخرة. . هل الالتزام بالشرعية يعني الإقرار بشرعية رئيس انتهك الدستور الذي أتى بموجبه وأقسم على احترامه؟
• أغضب أيها المصري من أجل حريتك. إغضب من أجل وطنك الذي يستباح. إغضب الآن وفوراً من أجل مستقبل أولادك الذي يجري الآن تدميره. . إغضب فالأحياء وحدهم هم القادرين على الغضب!!. . إنهم كمن ينكسون الآن أعلام مصر ليرفعوا بدلاً منها رايات تنظيم القاعدة السوداء، يستبدلون قوة القانون بقوة الخناجر والمتفجرات وبحشود الدهماء والمرتزقة، يستبدلون خضرة وادي النيل بجدب الصحارى المقفرة!!. . بدأت أقتنع بعد نكبة 25 يناير 2011 أن هناك فعلاً بين الشعب المصري من ينشد الحرية ويدافع عنها. . ربما الآن فقط صار الخيار واضحاً أمام الشعب المصري، بين الحرية والحداثة، وبين الاستبداد والتخلف. . وعليه الآن أن يحسم خياره.
• لأول مرة صارت الأمور واضحة وحاسمة، الشعب المصري في مواجهة أعداء الحياة، فلمن سيكون الانتصار؟!!. . الوضوح رائع في الساحة المصرية: المصريون بمختلف أطيافهم في مواجهة الإخوان المسلمين وملحقاتهم. . مش هانفرط. مش هانبيع. مش هانوافق عالأخونة. . سؤال مزدوج واضح الإجابة: لماذا لم يشذ إسلامي واحد ويعارض الإعلان "غير الدستوري"، ولماذا لم يشذ وطني واحد ويؤيد ذلك الإعلان؟!!. . يستطيع مرسي ألا يتراجع، لكن إصراره هذا في مواجهة الشعب المصري، وليس إزاء طرف خارجي يهدد مصالح الشعب. . أطالب صاحب الأمر والنهي أن يسحب هذا الإعلان "غير الدستوري". . حاشا لله أن أقصد الرئيس مرسي العياط!!. . أطالب فضيلة المرشد أن يعرض القرارات على مرسي قبل أن يعلنها المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، حتى يراها سيادته مكتوبة قبل سماعها في التليفزيون.
• أشهد أن الإخوان المسلمين وممثلهم في رئاسة الجمهورية لم يأتوا لنا حتى الآن بما يخالف ما ظلوا يعدوننا أو يهددوننا به طوال ثمانية عقود ماضية. . لا ترحل يا مرسي وابق مكانك، فأنت خير عقاب لمن أتى بك إلى حيث من المفترض ألا تكون أبداً، لمن خان نفسه ووطنه وسلم حاضره ومستقبل أولاده لمن لا يرحم.
• أهم ما من المفترض أن يكتسبه القاضي خلال سنوات عمره ليس فقط درايته الواسعة بالقوانين، ولكن أن يتشكل لديه روح وضمير العدالة، فهل يحدث هذا دائماً؟!!. . صعب علي استيعاب أن هذه الشخصيات وتلك العقول هي التي تتحكم بالفعل في مصير شعب بحجم الشعب المصري. . مستحيل هذا!!. . أشد ما يحبطني أن أجد كائناً ضخماً حصل على أعلى الشهادات العلمية، وعمل طوال عمره في وظائف خطيرة مرموقة ومتخصصة، وطال به العمر ليكتسب الخبرات، ثم حين يتكلم أجد أمامي أجده أتفه من بائع دندورمة على ناصية حارة "كل واشكر"!!
• هل تريد الإدارة الأمريكية بالفعل أي ديكتاتور يحكم الشعب المصري بالحديد والنار، مهما كانت نوعية هذا الديكتاتور؟!!. . بحجة الديموقراطية أيدت هيلاري كلينتون المجرمين المستجرمين، والآن ماذا ستفعل؟
• البورصة تنهار. . خربها وطائر النهضة بيبيض على تلها!!. . يبدو أن التوحد بين إخوان مصر وإخوان غزة سيؤدي بنا إلى التوحد أيضاً في العيش بالتسول ومعونات غوث اللاجئين المصريين داخل مصر. . أطالب بفرع "أونروا" في مصر!!
• ألتمس العذر لعصابة قامت على العمل السري والعنف وعلى السمع والطاعة، فهي لا تدرك قدر شذوذ توجهاتها وقراراتها وقد صارت فجأة سلطة شرعية!!. . لن يستطيعوا إخراج ميليشياتهم، فلو فعلوا سيكتبون نهايتهم بأيديهم.

#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل