أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير حبشى - أعزيكم .. مات الضمير .. العزاء بالملابس الرسمية .. -النقاب والحجاب والجلباب والقبقاب -















المزيد.....

أعزيكم .. مات الضمير .. العزاء بالملابس الرسمية .. -النقاب والحجاب والجلباب والقبقاب -


سمير حبشى

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 06:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يا إخوتى أصبحنا نعيش فى مصر هذه الأيام ضميرا طفيليا يأخذ جميع الأشكال ، وكثيرا ما يبدو أنه خير لباس يصلح للزمن الذى نعيشه ، وهو فى الحقيقة يفسده ويقلب جده مزاحا ومزاحه جريمة ، لأن الضمير أصبح لا يعبر عن عمق معنى الكلمة .. ولعدم مقدرته على المواصلة كالوجه الحقيقى فى حياة البشر .. حيث أصبح ليس له من المعنى إلا الحروف .. مات الضمير فى أرض مصر منذ حاولت أن تلبس عباءة الكيان العربى .. وكما مات الضمير ودفن فى أرض العرب ، صنعوا له أكبر المقابر فى أرض مصر .. وما يموت فى أرض العرب لا قيامة له ولا ذكرى .. هذا بالرغم من قيمة الضمير الإنسانى فى حياة البشر .. إلا أنه كل ذى قيمة عند العرب مبخوث ومزدرى ولا يباع ولا يشترى ، ولأن الضمير قد توارى واختفى يصنعون له لافتات ومانشتات وشعارات وكلها جوفاء فارغة ، تعظم جيفة ماتت منذ زمن ظهور الإسلام وانتشار دعوته .. فلقد مات الضمير وانكسرت كل الأمانى داخل شرايين البشر ، ونزفت دماء الضمير التى هى الحقائق التى تدفن قبل أن يُوارى جسد الضمير، وتدفن معه كل أحلام البشر ، ولم يبق للزمن من الشعور الصادق والشرف غير الكلام .. فكيف يعيش الضمير النقى فى المنهوبة مصر الضائعة الساقطة بجدارة فى جب عميق من الطائفية ، والتضليل والكذب الذى يمارس بكل برود ؟ .. يضعون الغمامات على أعين البشر وهم يظنون أن وضع الغمام على الأعين يغير الواقع أو يجمله!!! .. نعم الضمير فى مصر مات ، أقولها باسم كل إنسان .. وحل محله في شرايين المسلم فى كل مكان الدمار والموت وأصبحت حقيقة يدركها في أعماقه كل من هو واعى ، ويخشى قولها منذ زمن خوفًا على مستقبل أسرته ممن هم بلا ضمير ، مات ضمير العرب .. فى بلاد الإسلام قايضوا الضمير بالعلاقة مع الشيطان فى تعاليم القرآن . كل شئ مباح ، والقرآن حمال أوجه ، لا يشعرون بشئ من الإنسانية عندما يقومون بخطف قاصر قبطية ، والإعتداء عليها جنسيا ، ويسببون الألم والحزن لأسرتها التى لا حول لها ولا قوة فى مجتمع تحكمه الشريعة الإسلامية ، ناهيك عن الأغتصاب وانتهاك الحرمات !! .. بل التهجير القصرى للأقباط من ديارهم وممتلكاتهم .. أنا أعرف وأعيش هذه المآسى من خلال الخطابات التى تصلنى من مصر وكلماتها التى تنزف دماءا وليس دموعا .. أصبح الوجه العربى الإسلامى مستهلك ولا يصلح لنقل أية رسالة غير الإسلام هو الحل .. أغمضوا عيونهم ليصدّقوا أن السلف كان صالحا فعادوا يجترون الغزوات ونهب وقتل كل من لا يؤمن بما يؤمنون ، والمطالبة بزواج الطفلة وزواج المتعة وما ملكت أيمانهم .. وبدون شرعية وبالتزوير نصًبوا على مصر أحدهم رئيسا .. وقام الرئيس الغير شرعى هذه الأيام بما يسمى المهزلة السياسية الدستورية ، اذ إغتال السلطة القضائية وأقصاها و أمسك بزمام كل السلطات تنفيذية وتشريعية وإعلامية ودينية وأطاح بآخر قناع بلا خجل واسفر عن وجه السلفية الدينية القبيح و قرر الاستحواذ على مصير مصر و توجيهها الى الوجهة التى جاء من أجلها ، وهى أسلمة كيانها واقامة دولة حماس بسيناء كوطن قومى جديد للفلسطينيين ، واختزل حجم مصر فى شخصه وحده .. فهل فى هذا الجو المُتخم بأوزار الجرائم ، والفقر الأخلاقى والحرمان من كل مصادر العلمانية يستطيع أن يعيش الضمير ؟؟ !! . ومع غياب الضمير سوف تفرز هذه الحقبة السوداء كل من هو شبيه بالإنسان وليس بكامل الإنسان ، أشباه صحفيين وإعلاميين هم فى الحقيقة مخبري أمن وأصحاب السلطة وأبواق الإخوان والتيارات الإسلامية.. وهذه حالة الإعلام العربي في كل البلاد العربية الإسلامية هذه الأيام ، فاقد للحقيقة و يعيش أزمة المصداقية ، أو أنه يسخر الحقيقة لخدمة الإسلام السياسى بحيث تصبح للأسف الحقيقة كذباً و خداعاً .. ويختال الخداع ويسير حاملا للراية ، ويصبح الإعلام هو إعلام سلطة و ليس إعلام دولة و شعب .. وعلى هذا المنوال ظهرت مسودة الدستور وبها " القنبلة الموقوتة " والتى تختفى فى معانى الجملة التى تقول " بما لا يخالف الشريعة الإسلامية " .. وبذلك يخرج من المساواة فى الحقوق والواجبات كل من هو غير مسلم .. فهل فى وطن يُسلب فيه حقوق البشر يستطيع الضمير أن يصلب قامته ؟؟؟ !! .. من ينتصر فى مصر للضحايا ؟ القضاء الذى أصبح كل قاض فيه يختفى وراء لحية ، أم الدفاع الذى يتبارى مع القضاء فى أسلمة قوانين البلاد ؟ وكلاهما للأسف أصبحا محور العدالة الضائعة .. ولذا يلطم هذا السؤال عقل كل عاقل ويعصر قلب كل من له قلب إنسان .. ويشنق على الشفاة ضحكات شقت صمت الزمان .. ثم يلقى فى وجه الجميع بالسؤال الحائر .. اين عدل كفتى الميزان ؟؟؟ .. عندما تهرس دبابات الطغاة أجساد الشهداء فى ماسبيرو أو التحرير أو شارع محمد محمود ، وتتناسى العدالة أرواحا زُهقت تاركة ورائها قلوبا ثكلى وقلوبا ترملت وأخرى تيتمت .. يا إخوتى فى ظل الشريعة الإسلامية نحن نحيى فى زمن العدالة الضائعة ... و قلوبا ضائعة .. تبحث عن الأمان عند الذي يلعب بالأمان .. فهل على مسرح العدالة الضائعة فى مصر يجد الضمير هواءا نقيا ليملأ رئتيه ويتنفس ؟؟؟ !! .. فى بلد يتسابقون على الحج والعمرة ، والتى تكلف الآلاف .. والناس تنام فى القبور، و أطفال الشوارع واليتامى المقهورون ، الذين يموتون جوعاً ، وكلِ هم السلطة الإخوانية جمع المال ، والتمتع بالمثنى والثلاث والرباع ، ويحلمون بالسبايا والإماء-- ،لأن شَرعهم لا يعرف الخُلق القويم ، ولا الضمير الإنسانى الرحيم ، والعدل والحرية بالنسبة لهم شيطاناً رجيم ، لأن الحاكمية لله والحاكم هو الله على الأرض - ، فأتوا بزواج الأطفال ،ومضاجعة الأموات ، ورضاع الكبير، والإعتداء على الآخرين ،وفرقوا بين الناس والأجناس دون وعى أو إحساس ، والعنصرية وتكفير الغير هو السبيل للجنة وحور العين .. وأصبحوا يدعون أنهم وكلاء لرب الرحمة والمحبة والسلام على الأرض ، وهم يفتقدون لهذه جميعها ، ولا يعرفون إلا إسلوب الغاب ، الذى يتبع إسلوب العنف والدم ، دون ضمير ولا إنسانية ، فنراهم يستبيحون دم الغير وأموالهم ، بحجة أنهم كفار، وهم المؤمنون الأطهار ، أنهم فى الحقيقة نموذج لكره الفهم والحوار .. وسعادتهم فى هدم وحرق دور العبادة ،والإستيلاء على أموال وبنات الناس باسم الشريعة والدين ، ويكفَرون الديمقراطية ، ويغلقون كل نوافذ الحرية ، ويقفون فى طريق كل تقدم والتطلع للمستقبل بحجة أن هذا ضد الدين وإباحية .. يا إخوتى إنى لا أريد أن أجرح قلوبكم بأكثر من هذا فالمصيبة كبيرة والأمر جلل .. إنى أعزيكم لقد مات الضمير والعزاء بالملابس الرسمية أى النقاب أو الحجاب أو الجلباب والقبقاب



#سمير_حبشى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ترضى بأبى الهول أن يلبس عقالا
- شرخ فى جدار الزمن .. وخراب الوطن


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير حبشى - أعزيكم .. مات الضمير .. العزاء بالملابس الرسمية .. -النقاب والحجاب والجلباب والقبقاب -