أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناتالي دوم - ما الذي يعزز النضالات الجماعية؟ و ما الذي يضعفها من الداخل؟ تأملات عملية حول الممارسة النضالية















المزيد.....



ما الذي يعزز النضالات الجماعية؟ و ما الذي يضعفها من الداخل؟ تأملات عملية حول الممارسة النضالية


ناتالي دوم

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 09:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



المقابلة التالية أجريت مع مناضلة فرنسية، ومن ثمة تكتسي استنتاجاتها خصوصية الوضع النضالي في بلدها. لكن ثمة طبعا خصائص تطبع كل مجموعة مناضلة، و بالتالي فائدة الاستئناس بفرضيات المناضلة الفرنسية لمساءلة تجاربنا النضالية و تأملها. [المترجم ]





ليست الممارسة النضالية نهرا هادئا طويلا. فالالتزام النضالي بمختلف الجبهات، المناهضة للرأسمالية، و البيئية، و المناوئة للطاقة النووية، تعني مواجهة القمع الحكومي. وتعني أيضا التعرض للامبالاة قسم من السكان أو عدائهم.، و الإحساس بكامل ضغط النظام القائم و جموده. لكنها أيضا ، و غالبا، مواجهة التوترات و الصراعات داخل المجموعات المناضلة ذاتها. تعني أن يعيش المناضل-ة لحظات إحباط، و خيبة سياسية، أو علائقية، تضعف، و تشل، و تدمر أحيانا المجموعات المناضلة من الداخل. كيف يمكن تجاوز المشاكل الداخلية التي تضعف المنظمات المناضلة؟ ما هي العوامل التي تساعد على نشوء صراعات حامية ومستمرة مع المدة؟ فيما يلي فرضيات مناضلة، ناتالي دوم، تعرضها في مقابلة مع مجلة La Traverse .

نشرت بالعدد الأول من مجلة La Traverse مقالا بعنوان "نحن بحالة إلى رؤى ايجابية" تساءلت فيه عن حالة الاحتجاج في فرنسا. و وضعت الأصبع بوجه خاص على المصاعب "الداخلية" التي تضعف المنظمات السياسية. نود اليوم تعميق ذلك التفكير حول الممارسة النضالية. هل لك أولا أن تقدمي نفسك للقارئ-ة في بضع كلمات؟

ناتالي دوم: أود تركيز الاهتمام بالأحرى على ما أقول و ليس على شخصي، لذا سأختصر. أنا مناضلة ملتزمة منذ أكثر من عشر سنوات في حركات احتجاج ضد الطاقة النووية، و ضد الرأسمالية، وضد الميز الجنسي و نضالات أخرى. ارتاد يوميا الأوساط اللاسلطوية، و المناضلة من أجل البيئة، و النسوانية، فاعلة أو شاهدة على قواها و على مكامن ضعفها. أكتب بين الفينة و الأخرى بمختلف وسائل الإعلام البديلة. و ناتالي دوم اسم مستعار .


ما هي العقبات الرئيسة التي واجهتك على امتداد تلك السنوات؟

أكثر العقبات إثارة هي المواجهات مع الشرطة و النظام القضائي. عندما نوضع في اعتقال احتياطي ثم نحاكم بعد نشاط احتجاجي، سواء حصل لنا ذلك شخصيا أو لرفاق لنا، نعيش لحظات مرعبة، و نحس في أجسادنا قوة النظام المسيطر. و ثمة صعوبة أخرى كبيرة، أقل إثارة لكنها أشد إحباطا، تتمثل في لامبالاة قسم كبير من السكان، وحتى معاداة من جانبهم أحيانا. من المنهك الشعور أن مطالبنا تهم، مظهريا على الأقل، أقلية من الأشخاص. بوجه الأزمات الاقتصادية، و الكوارث البيئية، و الفضائح السياسوية، يمكن أن نأمل عددا اكبر من الناس في النضالات، و في الاجتماعات العامة، و في المنظمات المناهضة للرأسمالية. لكن مع نظرة استدراكية لتلك السنوات العشر، ما أثر في أكثر ، و شكل المحن الأكثر تدميرا، على المستوى الفردي كما الجماعي، هو المصاعب داخل نضالاتنا ذاتها.


ماهي تلك المصاعب "الداخلية"؟

أرى منها بوجه خاص ثلاثة. أولها هي الصراعات. أن نبني التنظيم جماعيا ليس أمرا هينا، فثمة توترات في العلاقات، و مصاعب تواصل، و صراعات حول السلطة، و تعقيدات عاطفية، و خلافات سياسية... قليلة هي النضالات الجماعية ،حسب علمي، التي لها مناعة ضد تلك المحن التي تضعف و تشل و تفجر أحيانا من داخل الديناميات النضالية.

ثاني المصاعب هي إكراهات الحياة المادية و العلائقية. أن تناضل أمر يتطلب وقتا، و طاقة، و تهيؤا ذهنيا. كما يجب في الآن ذاته تأمين المناضل حاجاته المادية، له و لأقرابه، و مساندة الأشخاص المحيطين به، و مواجهة تقلبات الحياة، و مشاكل الصحة ، و الحوادث. نجتاز جميعا، ذكورا و إناثا، محن هذا التوتر بين الضرورات العملية و الالتزامات السياسية. هذا بدءا بمسألة العمل، الذي نادرا ما يتلاءم مع الممارسة النضالية. فبعد يوم عمل مضن، يصعب المشاركة في اجتماعات، و الالتحاق بتحركات نضالية، أو التركيز على نص سياسي. و إذا أضفنا إلى هذا الحياة العاطفية و العائلية، و الأمراض، و ضرورة مرافقة الأقارب الذي يواجهون مصاعب، نحصل على لوحة عامة لما تعيشه أغلب النضالات الجماعية، أي النقص الكبير في الجاهزية و الطاقة، و الكثير من التبدل، و قليل من الأشخاص القادرين على الاستمرار في التزاماتهم.

و أخيرا، ثمة أطوار الإحباط السياسي. أن تناضل ضد الطاقة النووية و ضد الميز الجنسي، و ضد الرأسمالية، يعني أن تواجه عمالقة من غرانيت. التغيرات بطيئة جدا. و النضالات وعرة، ومنهكة، و طويلة الأمد. و غالبا ما نشعر أننا أقلية و أننا عاجزون. و يصعب بوجه هذا القدر من المحن ألا يجتاز المرء لحظات شكوك. ينقص التحفز، و تنقص الجاهزية لنضالات نعتبرها، في العمق، بخسة و ميؤوسا منها. تعبر أزمات الإحباط هذه مجموعات كاملة ، لم تعد تعلم ما يجمعها، دون الاعتراف بهذا، و تعوزها الطاقة في نضالاتها، و تشعر بنوع من الاحتضار.

كل هذه المصاعب تتراكب و تفسر إلى حد بعيد، برأيي، النزيف الداخلي للقوى الاحتجاجية. و تحدث ، بنظري، من الضرر في معسكرنا أكثر مما تسبب "هجمات" النظام القائم، و القمع البوليسي، و المحاكمات، و الهجمات السياسوية.


هل يمكن حقيقة الحديث عن مشاكل "داخلية"؟ المصاعب التي أتيت على ذكرها هي عواقب مباشرة لسير عمل المجتمع. الإكراهات المادية مرتبطة بالنظام الاقتصادي، و الإحباط السياسي مرتبط بحالة المجتمع...

طبعا، كل شيء مرتبط. ومع ذلك يبدو لي وصف المصاعب بكونها داخلية وصف في محله بقدر ما أن الصراعات، و مصاعب جمع ضرورات الحياة مع الالتزام السياسي، و أطوار الإحباط، تصيب المناضلين/ آت في دواخلهم، في كينونتهم، في قلوبهم... و هذا مزعزع بالأحرى.


ننكب للبدء على مسألة الصراعات الداخلية. ما هي بوجه عام أسبابها، و كيف يمكن تجاوز هذا المشكل الذي ينال من العديد من مجموعات المناضلين؟

ليس لدي إدعاء و لا قدرة الجواب على هذا السؤال العريض و الشائك! سأقاسمكم ، لا غير، سبل تفكير، و فرضيات عمل. بدءا أظن أن أول ما يجب على المرء/ة المنتمي لمجموعة مناضلة هو محاولة امتلاك أوضح رؤية ممكنة على ما يجمعنا. عندما بدأت أناضل، و أنا طالبة شابة، كانت لدي رؤية ساذجة جدا و رومانسية لعالم النضال. كنت أرى المناضل/ة كشخص نزيه و مترفع ، و مخلص كليا للـ"قضية". اليوم بت أدرك أن الممارسة النضالية النزيهة و المترفعة غير موجودة. فتربيتنا، و ما لٌقن لنا في المدرسة، و الأسرة و العالم الاجتماعي برمته نادرا ما يجعل منا أشخاصا متفتحين و متطوري كل الإمكانات و المزايا و رصينين. نحن مثقلون بجراحات و تساؤلات وجودية تستدعي الحل، و بانتظارات علائقية ، و نحن ندخل الحياة النضالية بكامل هذه " العدة الداخلية". عبر نضالاتنا، نحن جميعا، ذكورا و إناثا، نبحث عن "شيء آخر"، عن مكافآت، عن تقدير، عن سلطة، و عن علاقات اجتماعية و صداقات، و دفء إنساني، و عن معنى نعطيه لحياتنا. يظل هذا السعي إلى مكافآت عند أغلب المناضلين/ة متسترا إلى حد ما، و لا يشغل كامل مكانه. وعند بعض الأشخاص، وهذا أمر يجب قوله، يحتل السعي إلى مكافآت حيزا اكبر من المتناسب. و في ذهنا جميعا أمثلة مناضلين/ة يحتكرون بلا توقف الكلام، أو يسعون إلى التحكم في كل شيء، و آخرون /ة يتمسرحون أو يلعبون دوما على الجانب العاطفي، و آخرون نزقون و عدوانيون جدا أو قاطعون في طرق التعبير لديهم. .. يبدو أن مشاكل التقدير و المكافآت و السلطة هذه وحدها تفسر معظم الصراعات داخل المجموعات المناضلة.

هذا رؤية اختزالية شيئا ما، أليس كذلك؟ في أغلب الأحيان تتعلق الصراعات برهانات سياسية، مع تعارضات حقيقية حول الأهداف، و حل كيفيات التنظيم و النضال.


بنظري، ثمة خلافات عديدة تبدو سياسية لكنها تخفي صراعات الأنا و الأشخاص. هذه فرضيتي، و ليست بالضرورة صحيحة. لكن من خلال تجاربي، لدى شعور عميق أن في الاجتماعات، و في التعبئات، و في المنظمات الاحتجاجية، "شيء آخر" غير الصراع بحصر المعنى، أي انها مسرح إنساني حقيقي بكوميدياه و تراجيدياته، و لطافات متكلفة، التي غالبا ما تدفع إلى مستوى ثان الأهداف السياسية المفترض أنها تجمعنا.

هل هذا فعلا خاص بالعالم الاحتجاجي؟

ما من شك أن الأمر قائم في الوسط النضالي بقدر ليس أقل و لا أكثر مما في العالم المهني، وعالم الصداقة أو الأسرة. أرى بجميع الأحوال أوجه شبه عديدة. و أتساءل، من جهة أخرى ، ألا نجتاز حقبة حيث في جميع دوائر المجتمع يصعب أكثر فأكثر أن "نعمل معا"، و أن ننصت لبعضنا البعض، و أن نناقش بهدوء، و أن نضبط صراعاتنا، و يلطف كل منا أناه. بجميع الأحوال، يثيرني عدد المتحدات النضالية التي تضعفها صراعات داخلية. منظورا إليها من خارج، قد تبدو هذه الصراعات تافهة، وحتى مضحكة، بعيدة تماما عن الأهداف السياسية المعلنة. لكن عندما نراها من داخل، غالبا ما تكون جحيما، و يتطلب تجاوزها الكثير من الطاقة و الصبر.


عودة ً إلى مسألة الأنا [بصيغة الجمع]، نشرنا قبل سنوات كراسة بعنوان "ثقافة النرجسية"، حول نظريات الباحث في علم الاجتماع كريستوف لاش (Christopher Lasch ) . تساءل هذا الباحث كثيرا حول الحركات الاحتجاجية بالولايات المتحدة الأمريكية. و يرى أن المجتمع الرأسمالي العصري ينتج أفرادا يستبد به أكثر فأكثر الألم النفسي ، أنانيين، و متعطشين لنيل التقدير و للقوة . و يوجد أيضا هذا الميل داخل الحركات الاحتجاجية و يضعفها كثيرا، مفاقما الصراعات حول السلطة، و الانطواءات الهوياتية، و الصراعات النرجسية. و يرى كريستوف لاش أن هذا احد الأسباب الرئيسة لأفول الحركات الاحتجاجية الراديكالية لسنوات 60-70.

نظريات كريستوف لاش متجاوزة شيئا ما، لكنها تسائلنا دوما. احتفظ منها بوجه خاص بتحذيراته من الخطابة الماركسية، أو الايكولوجية، أو المناهضة للرأسمالية، أو النسوانية عندما تكون بأيدي شخصيات ميالة إلى السيطرة، إذ قد تشكل أسلحة تلاعب مرعبة داخل حقل الاحتجاج. يندد كريستوف لاش بالمناضل الذي يقوم، تحت غطاء "مناهضة الرأسمالية"، باستغلال مادي لأريحية رفاقه ، أو المناضل الذي يستعمل بمهارة الخطابات "النسوانية" لممارسة أشكال سيطرة حقيقية على النساء و الرجال المحيطين به، أو المناضل الذي يقوم باسم " اللاسلطوية" بترجيح حريته على حرية الآخرين، وهذه كلها مواقف تمارس في معظم الأحيان بدون ماكيافيلية، لكنها تسبب مع ذلك خرابا في المجموعات الاحتجاجية. على كل حال لاحظت أن توصيفات كريستوف لاش هذه تتناسب مع أوضاع كثيرة عشتها في السنوات العشر الأخيرة.

ويمكن أن نعثر على تحذيرات أخرى من هذا القبيل في كتب الباحث الاجتماعي بيار بورديو، لا سيما نظرياته حول التميز الاجتماعي. يصف جيدا كيف يحتل بعض المناضلين مراكز القرار، و يعرضون أنفسهم دوما بما هم "الأشد جذرية بين الجذريين"، ثم يقومون، مستندين على التقدم في العمر، بتحويل هذا الرأسمال الرمزي المتشكل على هذا النحو، إلى مراكز سلطة داخل النظام السائد، و يصبحون أساتذة مستبدين، و رؤساء مصالح، و مسؤولين سياسيين. أرى انه من المهم التعرف على كل هذه النظريات. فمن شأنها ان تساعدنا على التعرف على نحو أفضل على بعض وضعيات السيطرة، و تشخيص حالات ضيق نشعر بها في المجال الاحتجاجي. لكن أرى انه من المهم أيضا أخذ مسافة من هذا كله ، و عدم إلصاق استدلالات تبسيطية على أوضاع هي في آخر المطاف مغايرة تماما.

في الجوهر، أيا كانت الأسباب، هل تشكل الصراعات الداخلية فعلا مشاكل بحد ذاتها؟ أليس المطروح بالأحرى هو التوصل إلى تجاوزها أو لا؟

نعم، طبعا. أن تناقش مجموعة، و تعبر عن نفسها وجهات نظر مختلفة، و تبرز تعارضات سياسية، فهذا أساس الديمقراطية، و أمارة أن مجموعة ليست توتاليتارية. المشكل يكمن، قبل كل شيء، في إساءة تدبير الصراعات: فكيف العمل لتفادي ، بأقصى ما يمكن، الصراعات الشخصية و تفضيل الصراعات السياسية؟ كيف يمكن تفادي أوضاع الإهانات ، و الرقابات، و حالات الطرد، و الانشقاقات؟ كيف يمكن إنماء مناخ استماع و تسامح؟

أي وصفات تقترحين؟

أرى أن أولى مهام كل شخص ملتزم سياسيا هو البدء في العمل على نفسه. نحن منتجات النظام الرأسمالي و مجتمع بطريركي [قائم على سلطة الذكور]، وكلنا مشبعون بالنزعة الفردية و الأنانية و بالتوق إلى السلطة الكلية و بالعدوانية الاجتماعية و بالميز الجنسي و بالعنصرية. لكن بإمكاننا ، و يجب علينا أن نشتغل على ذواتنا لمحاولة تحسين سلوكنا داخل المجموعات.

ماذا تقصدين بهذا؟ هل يتعين على كل مناضل/ة أن يتابع فحص ذاته لدى طبيب نفساني؟

أرى أن ثمة طرقا عديدة يتخذ بها المرء مسافة من نفسه. يمكن فعلا اختيار مواكبة مع مختص في علم النفس يشعر المرء بالثقة فيه. كما يمكن خلق مجموعات نقاش بين الرفاق أو بين الأصدقاء. و يمكن تجريب ممارسة التحليل الذاتي [1]. و يمكن للمرء أن يغوص، وحده أو جماعيا، في كتب علم النفس الاجتماعي و علم الاجتماع. يمكن استكشاف أشكال تعبير فنية، بالرسم، و الكتابة و الموسيقى، الخ. أيا كان الشكل الذي وقع عليه الاختيار، الأساسي فيما يبدو لي هو إيجاد الوقت و الفضاءات لتعميق الأسئلة الأساسية المرتبطة بالتزامنا السياسي: لماذا نناضل؟ لماذا اخترنا هذا النمط من النضال و ليس نمطا آخر؟ اي مجتمع نريد؟ إلى اي حد نحن مستعدون للسير نحوه؟ أين تنبعث المصاعب المرتبطة بطفولتنا، و بتربيتنا، و بتاريخنا الشخصي، في طرقنا في النضال؟ في ماذا نشكل عناصر دعم أو مصاعب في المجموعات التي نشارك فيها؟

هل قمت أنت شخصيا بعمل التأمل الباطني هذا؟

أحاول، لكن الامر صعب. أمارس منذ سنوات عديدة تمارين تحليل ذاتي. و أشارك في مجموعات نقاش مع رفاق. و أهتم بعلم النفس الاجتماعي. و عبر هذه الأبحاث، لدي انطباع بالدخول في متاهة مساراتها مضيئة أحيانا و مقلقة جدا أحيانا أخرى. بجميع الأحوال تتيح لي هذه العملية فهما أفضل لكيفية اشتغال شخصيتي، و تحسين كيفية نضالي و هذا ما آمل.

إذن حل تجاوز الصراعات حل فردي محض؟

اشتغال المرء على ذاته أمر أساسي بنظري. لا أرى كيف يمكن أن ننظم أنفسنا جماعيا و على نحو ديمقراطي بدون حد أدنى من الشخصيات القادرة على وضع نفسها موضوع سؤال، و على النقاش و الاستماع، و الصبر و التسامح، و التعبير عن الأفكار بوضوح، و تجاوز الصراعات بهدوء. يكفي النظر إلى الأهمية التي يتخذها في ديناميات المجموعات الأشخاص المتسمون بالتوازن و الهدوء، أولئك الذين يتفادون صب الزيت على النار، و الذين يلطفون بعض النقاشات، و يقترحون حلولا للخروج من الأزمات. يجب الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، لكن ثم حاجة إلى مزيد منهم. و في الآن ذاته تلزم حلول جماعية لحل الصراعات الداخلية.

ما هي تلك الحلول الجماعية؟

لا أعرف أي طريقة سحرية. ألاحظ فقط ، عبر تجربتي، ان بعض المجموعات المناضلة تبدو ذات عدة أكبر لتجاوز الصراعات الداخلية من غيرها.

ما هي ؟

انها المجموعات المناضلة التي تواجه بعزم ، منذ تأسيسها، مسألة الانشقاقات و تتخيل حلولا لتجاوزها، بتخصيص وقت خاص لمناقشتها، و بأخذ الوقت، عند نهاية كل اجتماع هام، لتقاسم المشاعر حول النوعية العلائقية للمبادلات، و اخذ الوقت لتحديد دقيق جدا للأهداف السياسية المشتركة، بقصد تفادي أكثر ما يمكن من الأوهام، و اللافهم و التناقضات التي ستنفجر آجلا أو عاجلا، بالسعي إلى حل جماعي للصراعات فور ظهورها، دون ترك الأوضاع تتعفن، و باستقدام، بين فينة و أخرى، ملاحظين أو موفقين من خارج للحصول على وجهة نظر و نصائح حول حياة المجموعة، و باقتراح أوقات تكوين حول التواصل غير العنيف، و بإرساء تقنيات مناقشة تشجع الإنصات و أشكال التبادل البناءة...

بهذا الصدد، قمنا قبل سنوات باستجواب جمعية فيروس 36 التي تجرب و تطور أدوات نقاش ديمقراطي عدة : عصي [ جمع عصا] الكلمة، و نقاشات في مجموعات صغيرة، و النقاشات في شكل نجمة، و التموقع في محور، وكلها تقنيات لتعلم الإنصات المتبادل، وأخذ وقت للتفكير، و اتخاذ القرار جماعيا.


هذه الأدوات مثيرة جدا للاهتمام ، وهي نقاط ارتكاز، وقد تساعد على تحسين طرقنا في التواصل. لكنها بنظري لا تحل كل شيء. لا بل قد تعقد بعض الأوضاع، و تجعل علاقات السيطرة اقل ظهورا، و اقل قابلية للتحديد. لا يتعلق الأمر بحلول سحرية ، كما تشرح جيدا جمعية فيروس 36. بجميع الأحوال، فيما يخص العوامل التي تعزز تماسك المجموعات السياسية، أضيف الفعل.


الفعل؟

أي النضال جماعيا بشكل ملموس. فما من شيء أسوأ من قضاء الوقت في نقاشات مملة دون "ساعات طيران" مشترك. إنه عبر الفعل (الممارسة) بتقاسم لحظات قوية يتم التقارب، و التلاحم بوجه الخصم، و يضفى الطابع النسبي على التوترات بين الأشخاص بوجه خطورة الرهانات السياسية التي نناضل من أجلها.

- تحدثت حتى الآن عن الصراعات الداخلية في نفس مجموعة النضال. ماذا عن الصراعات بين مختلف المجموعات المناضلة؟ غالبا ما يلاحظ، في كل مدينة، توترات بين مختلف التيارات المناضلة، مع اتجاهات متباينة داخل كل " أسرة سياسية".

أرى أننا لن نحقق شيئا ما لم نخلق، في مناسبات بعينها و حول نضالات بعينها، جبهات وحدوية كبيرة تجمع كل القوى الحاضرة. هذا لا ُيعلن بمرسوم، و الطريقة الوحيدة لتحقيق تلاقي النضالات هذا هي ، برأيي، الإكثار من فضاءات اللقاءات، ونقاط الاتصال، وفرص النضالات الجماعية، و كل ما يتيح أن تبنى شيئا فشيئا، بعمل علائقي مديد، "نفوذية" بين مختلف الاتجاهات السياسية. هذا صعب و قاس إلى حد ما. لكن هل يجب انتظار أن يبلغ الوضع السياسي درجة خطورة إضافية كي تتجاوز الحركات الاحتجاجية "الحروب الصغيرة" الشخصية و الأيديولوجية، و تشرع في التنظيم معا؟


لنتناول الآن الصعوبة الكبرى الثانية التي أشرت اليها في بداية المقابلة، أي مسألة إكراهات الحياة المادية و العلائقية.

إنها مسالة واخزة، تلاحقني منذ عشر سنوات. كيف نجد ما يكفي من الوقت و الطاقة للمشاركة في النضالات السياسية، مع تأمين الحاجات المادية، و القدرة على مساعدة الأقارب، ومواجهة مخاطر الحياة، دون أن يشارك المرء بأنشطته الاقتصادية في النظام الذي نريد محاربته؟ إنها معادلة صعبة لكنها أساسية.


كيف يمكن حل تلك المعادلة ؟

لا أعرف أي حل بسيط و قابل للتعميم. و على العكس، اعتقد أنه من المهم تناول هذه المسألة بشكل جماعي، و إخراجها من المجال الخاص, ففي معظم الأحيان، لا تناقش خياراتنا الفردية إلا في إطار الثنائي (صديق وصديقة او زوج و زوجة) او في حلقة أقرب الأصدقاء. و يكاد الأمر يكون محرما داخل متحداتنا [مجموعات النضال] ، و نادرا ما نتحدث عن خياراتنا في الحياة، بينما هي تؤثر في التزامنا السياسي، و جاهزيتنا، و طاقتنا البدنية و النفسية.

التناول الجماعي للتساؤلات الوجودية، هذا صعب. فيه تدخل في حميمية الشخص...

ليس المقصود فرض توجيهات دقيقة، بل تعميق تصوراتنا حول هذه المسألة، و التفكير جماعيا في خياراتنا في الحياة: اي حياة نريد؟ أين تؤثر خياراتنا المهنية في كيفيات تفكيرنا، و قدرتنا على المقاومة مع المدة؟ ما هي الأنشطة الاقتصادية التي تتيح، على نحو مباشر أو مداور، إضعاف الرأسمالية و تقريبنا من المجتمع الذي نصبو إليه؟ ما هي الأنشطة المهنية التي تتيح لنا التحرر على الصعيد الشخصي و الجماعي؟ هل يمكن في شبكاتنا السياسية تحقيق تعاضد العناية بالأشخاص المرضى، و الأقارب المسنين، و الأطفال، و كل العلاجات التي غالبا ما تبقى محصورة في دوائرنا الخاصة او تسند للدولة؟ أي لأجوبة شخصية و جماعية بناها مناضلون آخرون في الماضي؟ إنها أسئلة مثيرة، نادرا ما نطرحها. معظمنا يدخل حياة البالغين و الحياة المهنية دون أن تتاح فرصة التفكير فعلا في حياتنا. بوجه عام، نتبع المسار المرتبط بوسطنا الاجتماعي، و اقتراحات محيطنا، و صدف الحياة. طرح كل هذه الأسئلة هو شروع في اختيار أفضل لحياتنا و لما تتيح من نضالاتنا السياسية.


خياراتنا في الحياة هي، قبل كل شيء، نتيجة لقاءات و فرص، مرتبطة بمحيطنا الاجتماعي الأصلي، وهي إلى حد بعيد "خيارات غير مختارة". أليس من الوهم السعي إلى إضفاء صبغة عقلانية على هذا كله؟

الأمر هو، قبل كل شيء، مسألة مشروع سياسي. لا يناضل المرء /ة فقط عبر التزاماته في جبهة النضال هذه أو تلك، بل أيضا بحياته، بمعيشه اليومي، بأنشطته الاقتصادية. أعلم جيدا أنه من الوهم الظن بإمكان تحكم المرء بكامل حياته. نحن محددون بوضعنا الاجتماعي، و بتاريخنا، و عصرنا. لكن، يمكن بالأقل التفكير في ذلك و السعي إلى تحويل اتجاه ما هو محتم علينا، و التعرف أكثر على الخيارات الممكنة. متى يكون لدينا الوقت للقيام بذلك؟ منذ تمدرسنا حتى نهاية دراساتنا ليس لدينا أكثر من شهرين من الوقت الحر. ثم نتقيد مع الحياة المهنية، مع ، في أحسن الأحوال، بضعة أسابيع العطلة السنوية. و ندخل حياة البالغين دون أن يتاح لنا الوقت من قبل للتفكير بتمهل وهدوء فيما نريد فعله بحياتنا. التفكير عملية تتطلب وقتا، و سكينة، و أخذ مسافة من الأمور. هذا أحد الأسباب التي تحدو بي إلى أن أنصح الأشخاص الذين يمكنهم ذلك أن يمنحوا أنفسهم مدة ، سنة أو أكثر، في حياتهم من أجل وقفة تأمل، وأخذ الوقت الكافي للتفكير، و تعميق التفكير في بعض النضالات، و استكشاف بدائل. بجميع الأحوال ساعدني ذلك شخصيا كثيرا.

حاليا ما هي الحلول المادية التي تبدو لكم أكثر تلاؤما مع الأنشطة النضالية؟

الجواب صعب. ثمة تمظهرات عديدة. فبعض المناضلين يكتفون بالحد الأدنى من التعويضات الاجتماعية للعاطلين كي يفوزا بأقصى ما يمكن من وقت للتطوع في الجمعيات و في متحدات نضال، و في بناء مشاريع بديلة. و يختار آخرون مهنا بدوام جزئي، بمضمون سياسي إن أمكن، في جمعيات دفاع عن البيئة مثلا، او جمعيات سياسية أو اجتماعية. فيما يكتسب آخرون مهارات يدوية و يعملون مؤقتا بضعة أشهر في السنة، ليتوفر لهم باقي الوقت. وثمة أخيرا من ينخرط في خلق بنيات مسيرة ذاتيا ذات هدف اجتماعي، سياسي، بيئي، مثل مزرعات منتجات بيولوجية، و دكاكين بقالة، ومخبزات، و ورشات تحويل، و حانات جمعياتية، و جمعيات تثقيف شعبي، و دور نشر ملتزمة، و جرائد بديلة، و رياضا جماعية... تكمن قوة هذه البنيات الجماعية في قدرتها على أن تجمع حولها "منظومة" سياسية كاملة، ونسج روابط متينة بين الرفاق، مع استمرار الانفتاح على المجتمع. وتكمن أيضا في قدرتها على دعم النضالات الاجتماعية، بالتمويل، و فضاءات الاجتماعات، و الدعم المادي. أميل حاليا إلى اعتبار هذا الخيار الاقتصادي الأكثر قابلية للاستمرار، و المساعد أكثر على تلاقي النضالات.


ما رأيك في المناضلين /ة المندمجين في حياة مهنية " كلاسيكية" أكثر، لكن ملتزمون مع ذلك في نضالات احتجاجية عديدة؟ أليس ثمة تناقض مثلا في العمل في شركة متعددة الجنسية و النضال إلى جانب ذلك؟

أحاذي عددا لا يستهان به من المناضلين الأجراء في شركات متعددة الجنسية أو في الإدارة، يخصصون وقت فراغهم ومواردهم المالية لدعم النضالات، و يحاولون بكل السبل الممكنة القيام بدور سلطة مضادة في بنيتهم. احترمهم و اقدر دعمهم، طالما لا تبدو لي التزاماتهم السياسية ضربا من "صمام تعويض"، وكيفية للتحرر من الشعور بالإثم. بجميع الأحوال ألاحظ انه من الصعب جدا الحفاظ على هكذا موافق سياسية مع المدة، فالتوفيق صعب للغاية. يبدو لي إذن مهما جدا القول إنه مع المدة يخاطر المرء بفقد استقلاله الفكري إذا بقي ، بعمله، تابعا لبنية تمده كل شهر بالأجرة التي يحتاج، و إن الأمر يستدعي التصدي للمشكل بعزم و بناء مخارج من الرأسمالية تدريجيا، للذات و للآخرين.

لإنهاء هذه المقابلة، نود أن نتناول معك مسالة الإحباط السياسي. هل تجتازين ، شخصيا، أطوار شك في التزاماتك؟


طبعا. عندما يناضل المرء من أجل مجتمع ديمقراطي أكثر، و بميز جنسي أقل، و مساواة أكثر، فإن الواقع اليومي محنة. فأن ترى كل ما يوم ما يثير سخطك، من بؤس اجتماعي و تلوث وكل تجليات الرأسمالية، و غطرسة الأغنياء، و الإعلان التجاري، فهذا منهك. النظام القائم قارض. معظم التفاعلات الاجتماعية خارج "دوائرنا المناضلة" المألوفة تصفعنا بقوة كل ما نريد تغييره. كل خطوة خارج النموذج السائد تعرضنا لضغوط الأسرة، وملاحظات زملائنا، وعدم تفهم قسم من أصدقائنا الذي يرون في الالتزام السياسي أمرا سلبيا، و تعبيرا عن الهامشية. يكفي النظر إلى مثال الميز الجنسي. فبالنسبة لمناضلة نسوانية، كل تفاعل اجتماعي يذكر بمستوى ذكورية المجتمع الذي نعيش فيه. الميز الجنسي موجود في كل مكان، في الاعلانات التجارية، في وسائل الإعلام، في روض الأطفال و المدرسة و العمل و في أسرنا و في الشارع و في علاقاتنا العاطفية... لذا يمثل تبني أفكار نسوانية سباحة بلا توقف ضد التيار، و التعرض لعنف رمزي كبير. من المريح أكثر الانسياق مع الحقبة و التكيف مع ما ينتظره منا المجتمع، و العمل، و الاستهلاك، و الانطواء ، و المقبول سياسيا.


ماذا تفعلين شخصيا عندما تجتازين أطوار إحباط؟


أولا، أحاول أخذ مسافة من الأمور ، و الارتياح، و التسلي، و التجول، و قضاء وقت مع الاصدقاء، و ارتياد أماكن بديلة تعجبني. باختصار أحاول إعادة شحن البطاريات، لأنه يصعب جدا تناول مسائل وجودية دون حد أدنى من الطاقة البدنية و الذهنية. أحيانا يساعدنا أخذ المسافة هذا على رؤية الوضع على نحو مغاير. ثم أحاول تدقيق التزاماتي و طرح أسئلة إستراتيجية. الأمثل هو القيام بهذا العمل جماعيا، في مجموعة ، بين رفاق. ما نتائج نضالنا لحد الآن؟ ما الذي لا يسير على ما يرام؟ وما الذي يسير جيدا؟ كيف نحسن نضالاتنا؟ ما هي الأهداف الجديدة المطروحة؟ ما الانتصارات الصغيرة الواجب استهدافها في السنة المقبلة؟ و أحاول أيضا الغطس في تاريخ النضالات، ودراسة مسار مجموعات مناضلة أخرى، وفهم مصاعبها، ونجاحاتها: تاريخ الاشتراكية الثورية، كمونة باريس، تاريخ الحركة النسوانية، و الحركة البيئية، و الثورات عبر العالم... إن الارتباط بتاريخ المقاومات ، و الاندراج في منظور مديد زمنيا، يساعد على إضفاء نسبية على مصاعبنا الآنية. هذه الطرائق غير مواتية طبعا سوى لفترات الإحباط السياسي. أما عندما يسقط المرء في انهيار حقيقي، او في تبعية كبيرة إزاء مخدر، أو هواجس انتحارية، وهذا مع الأسف قائم لدى عدد من المناضلين، فإن الأمر مغاير تماما. و يتطلب تخصيص مقابلة خاصة به، و الحديث عن نظرية مناهضة العلاج النفسي l’antipsychiatrie و عن مجموعات الدعم، و أماكن العودة إلى المبادئ، و العلاقة بالأدوية... و هذا موضوع شاسع جدا.

مهما يكن من أمر، اعتقد أن المرحلة صعبة بالنسبة للالتزام السياسي، بفعل مناخ اليأس السياسي السائد. على عكس ثوريي القرن الماضي، لم يعد بوسعنا الاستناد على المنظورات الاشتراكية و الشيوعية و اللاسلطوية الكبرى ، التي لم تعد تنجح في إلهام أحلام عدد كبير من الناس. لم يبق ثمة ذلك " الإيمان السياسي" الذي يمنح قوة تجاوز كل شيء. أرى انه يجب علينا أن نعيد بناء آمال شعبية جديدة، أكثر مصداقية، و نفاذ بصيرة، و قوة. إنها إحدى خلاصات مقالي بعنوان "نحن بحاجة الى رؤى ايجابية".

.... ختاما، بعد كل ما قاسمتينا، ما هي آمالك السياسية للسنوات العشر المقبلة ؟

آمل أن أواصل البناء و المشاركة في المنظمات السياسية التي تجنح، شيئا فشيئا، إلى مجتمع أكثر عدالة و ديمقراطية و شروطا لائقة، و مساواة. آمل أن استمر في دعم المبادرات المحلية و الوطنية التي أراها سديدة بأفضل ما استطيع. أتمنى أن أعيش مفاجآت سياسية جميلة مثلما كانت الحركات الاجتماعية في 1995 و 1968 و 1948 و 1936، لحظات التاريخ تلك حيث تجاوز الغليان السياسي الأوساط المناضلة .

و آمل أن أكون ذلك اليوم مستعدة للمشاركة فيه مشاركة تامة، و أن أكون قوة اقتراح و فعل. أتمنى أن أصمد ذهنيا و ألا أقع في شرك اليومي، و ألا انتهي مناضلة لاسلطوية شائخة ساخطة... آمل بوجه خاص أن أحافظ على النفس الحماسي ذاته و الاندفاع نحو الآخرين الذين حفزوا التزامي في النضال قبل عشر سنوات.

المصدر : مجلة la Traverse 3 العدد

http://www.les-renseignements-genereux.org/

تعريب: المناضل-ة




1- Cf. L’art d’être, Erich Fromm, éditions Desclée de Brouwer, 2000



#ناتالي_دوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناتالي دوم - ما الذي يعزز النضالات الجماعية؟ و ما الذي يضعفها من الداخل؟ تأملات عملية حول الممارسة النضالية