وإنتصرت غزة .. إنتصاراً وهمياً!

ماهر عدنان قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 18:19
المحور: كتابات ساخرة
    

غريب وعجيب الحال الذي وصل إليه العرب، هل أدركتهم لعنة فرعونية كما أشار إلى ذلك "أمل دنقل" في قصيدته "خطاب غير تاريخي"؟! أم ماذا؟! فكل يوم أصبحنا نسمع نكتة تنسينا النكتة اللتي قبلها. أخر ما توصلت إليه روح النكتة العربية هي أن غزة إنتصرت على إسرائيل في حرباً إسرائيل هي من خلقتها، وهي من بدأتها، وهي من أوقفتها، وهي حتى من صنعت إسمها (عامود سحاب)! أما عندما تقرأ أي عنوان من العناوين العربية العريضة فستجد أن غزة هي من إنتصرت، وبضربة كاسيوسكلية (على وزن "كاسيوس كلاي، محمد علي كلاي") قاضية على إسرائيل! كيف يا جماعة الخير؟! هل مقتل "الجعبري"، ومعه المئات من الشعب، وتشريد الألاف من الأطفال في مدارس "الأونروا" بعد هدم منازلهم على رؤوسهم يعتبر إنتصاراً يستحق إحتفالاً أسطورياً يفوق سحراً حتى الليالي العربية في قصص الألف ليلة وليلة؟! سئل مرة فيلسوف البسمة الدكتور "جحا" عن عدد المجانين في قريته فأجاب: هذا يطول بي، ولكنني أستطيع بسهولة أن أعد لكم عدد العقلاء. صح لسانك يا "جحا" فيبدو أنك أصدق الصادقين وأكبر الحكماء، فكلامك القديم ينطبق حرفياً على السياسيين العرب وعلى الشعوب المصفقة على كل هرطقاتهم! قبل أياماً قليلة فقط كان العرب نعاجاً ولا أعرف كم دولاراً قبض ذلك "الجن الأزرق" المفتري حتى حولهم بفانوسه السحري (وفي أقل من ثلاثة أيام) إلى أسوداً شرسة جارحة مفترسة في نظر شعوبهم؟! فحول "الجن الأزرق" مرسي إلى ملكاً للملوك، وهنية إلى بطلاً للأبطال، ومشعل إلى صلاح الدين العصرالجديد! وحول كذلك الجن الأزرق وزراء الخارجية العرب من دمى "بينوكيوية" خشبية إلى زعماء زمانهم الأبديين المخلصين!
أما الفضيحة الأكبر فجاءت من إسرائيل عندما حكم "باراك" على نفسه بالإنتصار! فكيف إذن إنتصر "باراك"، وفي نفس الوقت إنتصر "مشعل"؟! كيف تحتفل "تل أبيب"، وفي نفس الوقت تحتفل "غزة"؟! كيف ترقص ليالي "هيفاء" (على قولة فيصل القاسم) أو "حيفا" على وقع أنغام "غزة"؟! سؤالاً محيراً لم أجد له إجابة بعد؟! أم أن الحرب تدخل فيها "إن" وأخواتها، ولعبة مصنوعة، ومعجونة هدفها تبييض صورة البعض، وتصفية البعض، وتشتيت الأفكار وفقط!

#ماهر_عدنان_قنديل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل