أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - قراءة في ( انتصار ) غزة















المزيد.....

قراءة في ( انتصار ) غزة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 12:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


[email protected]

الرحمة للشهداء, العزاء لذويهم, الشفاء للجرحى, والنصر للمقاومة, وهزيمة الانكفاء للعدوان الصهيوني, ففي الحياة لا مجال للتعادل, فاما النصر او الهزيمة, والقرار خيار, قرار اتخذته غزة بالمواجهة والصمود, وقرار اتخذه الثالوث الصهيوني باراك نتنياهو ليبرمان بالاكتفاء والانكفاء, ومنذ ملاحظة بوادر الرد العسكري الوطني الفلسطيني على العدوان الصهيوني, قلنا في اول مقال لنا تعليقا عليه, ( غزة بشارة النصر ) فتهنئة النصر لشعبنا وخزي الهزيمة للعدوان الصهيوني,
لم يداخل شعبنا الفلسطيني يوما الشك بقدرته على الصراع والانتصار, وانما داخله دائما الشك بكفاءة واهلية القيادة, لذلك لم يكن غريبا من شعبنا انه وقف دائما لجانب المبادرة الوطنية واختلف حول المبادرين, ولم يداخله يوما الشك بقدرته على البناء التقني لاحتياجات الصراع, وانما داخل القيادة الشك بقدرات الشعب على العطاء, فغادرت القيادة الثقة بالشعب وانتظمت في صفوف الرسميات الاقليمية والعالمية, دون ادراك ان جوهر مهمة القيادة هو تعبئة القدرات الشعبية و توظيفها في الصراع, وهو ما تستطيعه عادة اي قيادة, غير ان التوجه الايديولوجي السياسي للقيادة هو الذي يحدد ان تكون هذه التعبئة وطنية ام لا,
لقد اثبت الفلسطينيون بقدراتهم العسكرية المحدودة, في معركة الكرامة عام 1968م, وفي الصمود امام الاجتياح الصهيوني على لبنان عام 1982م, وها هم يثبتون في صمود قطاع غزة عام 2012م, انهم هم اللذين يمنحون انظمة المنطقة فرصة اصلاح النتائج المدمرة التي لحقت بانظمتهم في هزيمة حزيران 1967م, فردت ( وترد ) هذه الانظمة الجميل الفلسطيني بطعنات في ظهر مطلب وقوى التحرر الوطني الفلسطيني, وتكشفه للعدو الصهيوني, ولا فارق كيف يتجسد ذلك ماديا في الواقع,
هل انتصرت غزة بالاسناد الرسمي, ام انتصرت الانظمة بصمود غزة وانتصارها, هذا هو السؤال الذي يجب ان يجاب عليه بصورة صحيحة, وحينها.... حينها,,,,فقط, يمكن الادراك عقائديا لضرورة استعادة المصالحة السياسية على درب تاسيس وحدة وطنية فلسطينية سليمة, وحينها فقط يمكن لانتصار غزة ان ياتي اوكله الوطني الصحيح, فهل هذا ما انتهى اليه العدوان الصهيوني على غزة؟
ان العرس الاقليمي ( الرسمي ) الذي زف صمود غزة الى العالم, لم يكن من اجل العيون الفلسطينية, بل من اجل استفراد هذه الانظمة بنتائجه السياسية, ووضعه على مائدتها دون السماح للطرف الفلسطيني الجلوس الى هذه المائدة, وحتى الولايات المتحدة الامريكية بعظمتها وجبروتها جلست الى هذه المائدة وغذت مصالحها على هذا الصمود والانتصار الفلسطيني فعاقبت به ثالوث نتنياهو باراك ليبرمان, وعززت ضد الكيان الصهيوني دور تحالفها العربي التقليدي و ( الربيعي ), فانتصارات حلفائها في ثوراتهم ( الديموقراطية ) لم تكن بالخطوة الكافية لذلك,
ولو اخذنا مصر مثلا, فانها وحتى عشية عصر مبارك, كان النفوذ الصهيوني الاقليمي يحاصرها, ولم تستطع ثورة 25/ يناير تحريرها من اتفاقيات كامب ديفيد, فكانت مضطرة لاعادة تاكيد التزامها بها مرارا وتكرارا, صباحا ومساءا, كنشيد وطني, تحت طائلة التهديد الصهيوني اما بالاجتياح العسكري لسيناء او بتهجير شعبنا من القطاع اليها, وربما كان ذلك من بنك اهداف الاجتياح البري الصهيوني لو حدث, ولا يعيقه حتى الان, سوى ادراك القيادة الصهيونية لفداحة الخسائر التي ستلحق بجيش الاحتلال عسكريا, وما سيتلقى معه الكيان نفسه من خسارة سياسية عالميا, وها هي مصر بموقعها من اتفاقية وقف اطلاق النار في غزة, بدأت بالتحرر من اذلال اتفاقيات كامب ديفيد, فانتقلت من وضع الالتزام بتنفيذ اتفاقيات كامب ديفد, الى وضع الرعاية والاشراف السياسي والاداري لالتزام الطرفين ( حماس والصهيوني ) بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار,
اننا لا نمانع طبعا ان تستفيد مصر وباقي الانظمة, حتى تركيا وايران, من الصمود الفلسطيني, طالما ان استفادتهم هذه تصب في منحى اضعاف الكيان الصهيوني, ولكن, ما هي الصورة السياسية التي سيصبح عليها الوضع الفلسطيني في الصراع في المنطقة وعالميا تبعا لاتفاق وقف اطلاق النار, والتي اما ان يستفيد منها شعبنا او يتحمل نتائج اخطائها؟
كثير من الاسئلة لا يجيب الاجابة عليها اتفاق وقف اطلاق النار, حيث تختفي في تفاصيله غير المعلنة, في وقت لم يعد كافيا فيه من خطاب المقاومة الفلسطينية ولا من خطاب رسميات المنطقة ولا من خطاب رسميات العالم السياسي, ابقاء شعبنا في زنازين الكليشيهات والبنود العامة من صيغ الاتفاقيات, والتي تجهض حق الحوار الوطني لها, وتحيل الشعوب الى منفذين ومتحملي نتائج فقط, ومن هذه الاسئلة:
1- ما هو المعنى السياسي لخطاب استعادة الوحدة الفلسطينية, تحت مظلة اعلان اتفاق وقف اطلاق النار؟
2- ما هي المضامين السياسية لاجراءات واليات تنفيذ وقف اطلاق النار, وهل ستتحول حالة وقف اطلاق النار الى حالة تهدئة ومن ثم حالة هدنة, وما مداها الزمني؟
3- ما وضع حق المقاومة ووظيفة سلاحها, طالما ان المقاومة والكيان قدما التزامات متبادلة بعدم الاعتداء
4- ما دور منظمة التحرير والسلطة كعنوان سياسي وحيد للشرعية الفلسطينية في الاتفاق سياسيا واجرائيا؟ ولماذا غيبت عن المشاركة ؟وهل يطرح ذلك ثنائية تمثيل و ازدواجية قضايا ليصبح لدينا قضية غزة المنفصلة عن قضية الضفة, علما انه سبق وتم الفصل في القضية الفلسطينية بين ملف احتلال عام 1948م وملف احتلال عام 1967م, ويعمل الكيان الصهيوني على فصل ملف القدس عن كليهما
ان ما نشر من اتفاق وقف اطلاق النار لا يجب بالمطلق على البعض من هذه الاسئلة, ويعطي ملامح للاجابة على الاخرى منها, لكن ما هو اكيد في المعروض منه هو:
1- ان جوهر الاتفاق يقوم على مقايضة حرية المعيشة في قطاع غزة بامن الحياة اليومية للمستوطنات الصهيونية في جنوب فلسطين
2- ان قطاع غزة بات له تمثيل سياسي مستقل مواز لتمثيل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية للضفة الغربية, وقد جسد ذلك توقيعه المنفرد على اتفاق وقف اطلاق النار بقبول اقليمي عالمي ( والملاحظة الاهم هنا هو الدلالة السياسية لمشاركة وزيرة الخارجية الامريكية لوزير الخارجية المصري في الاعلان عن التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار حركة حماس ( الارهابية ) طرفا رئيسيا فيه )
3- تغير شروط المصالحة الفلسطينية, والذي بدأ فعليا منذ فوز الرئيس محمد مرسي بموقع الرئاسة المصري, ونكصت اثره حركة حماس عن اتفاقية الدوحة, وقلنا حينها ان حماس تطرح اعادة تفاوض حول شروط المصالحة, وها هو منحى اعادة التفاوض تتبدى ملامحه في خطاب انتصار ( حركة حماس )
4- ان اتفاق وقف اطلاق النار يحمل عقابا للكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية ومكافأة لمصر
لقد احست الرئاسة الفلسطينية مبكرا بما تتجه اليه سياسيا مجريات الاحداث قبل واثناء العدوان الصهيوني على القطاع, وقد عبرت مرارا وتكرارا عن مخاوفها من اختراق اقليمي لاستقلالية الصراع الداخلي حول التمثيل والعنونة السياسية للشرعية الفلسطينية, وهو ما يفسر اصرار القيادة الفلسطينية على الحصول على تاكيد دولي عالمي بوحدانية العنوان السياسي للشرعية الفلسطينية من خلال توجهها للجمعية العامة للامم المتحدة,
لقد انتهت المعركة مع الجار الصهيوني اذن, وعدنا للمعركة الداخلية التي سيتعارض فيها نتائج العدوان على غزة مع النتائج المتوقعة لتوجه منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية للجمعية العامة للامم المتحدة لرفع المستوى السياسي للتمثيل الفلسطيني فيها الى دولة غير عضو, وما ارجو ان اكون مخطئا في توقعي له هو ان اتفاق وقف اطلاق النار اجهض سياسيا انتصارنا عسكريا



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولتين بين توم الامريكي وجيري الصهيوني:
- حماس بين جهوزية الاجتياح البري الصهيوني ووساطات وقف اطلاق ال ...
- الخيار ( الوطني ) الوحيد امام حماس, الحاق هزيمة عسكرية كبرى ...
- غزة بين, (وقف اطلاق نار و تهدئة) او (وقف اطلاق نار وهدنة) او ...
- غزة بشارة النصر, العدوان السبب والتوقيت:
- لتصعيد في غزة جزء من التسخين الاقليمي :
- ياسر عرفات وعدالة التاريخ :
- حول اعادة انتخاب اوباما
- كذبت حماس ولو صدقت
- رد سريع من مواطن فلسطيني على تصريح الرئاسة المصرية:
- ازمة النضال الفلسطيني بين تنسيق السلطة الامني وتنسيق حماس ال ...
- الى نسرين غنام : لا تلومي شيوخ النضال الفلسطيني
- تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس :
- اغتيال وسام الحسن عملية صهيونية سورية مشتركة
- حتمية جسر الانشقاق وحصول المصالحة لفلسطينية:
- رسالة الى رئيس ( كل ) الفلسطينيين محمود عباس:
- الزيارة القطرية بين جسرالانشقاق الفلسطيني او ترسيخه
- امير قطر يزور قطاع غزة ام حركة حماس؟:
- اغتيال وسام الحسن في لبنان ؟ :
- ما وراء زيارة امير قطر لقطاع غزة؟


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - قراءة في ( انتصار ) غزة