أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عاهد عبد الباري - ضد التيار، دعوة لإعادة التفكير في: الأسرة والهرم الاجتماعي – والجنس – والمؤسسة الدينية















المزيد.....

ضد التيار، دعوة لإعادة التفكير في: الأسرة والهرم الاجتماعي – والجنس – والمؤسسة الدينية


مهند عاهد عبد الباري

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 08:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ضد التيار، دعوة لإعادة التفكير في: الأسرة والهرم الاجتماعي – والجنس – والمؤسسة الدينية
بقلم: مهند عاهد عبد الباري

بداية، هل تمثل الأسرة الجزء الرئيس المكون للمجتمع؟ يقول أحدهم: وهل يكون المجتمع بدون خليته الأولى. لكن، ربما هي القراءة الغير تاريخية التي تجعلهم يقرّون بما لا يعرفون، فقراءة للتاريخ البشري تخبرنا بعكس ذلك تماما. والسؤال المطروح عليهم هو كيف نفسّر مجتمعات ما قبل الأسرة؟!

يقول أحدهم إن الأسرة الممتدة ظاهرة اجتماعية “طبيعية”؟ والسؤال الإشكالي هو ما الطبيعي وما الغير طبيعي؟ إن فرض الطبيعي في صياغة السؤال هو ليس أكثر من تأثر بمنطق الجهل ذاته، حيث أن القراءة الغير تاريخية لتطور الأسرة توحي لأصحابها أن المجتمعات كانت منذ الأزل بصيغتها وتركيبتها الحالية، فيترتب على ذلك أن “الحالة الطبيعية” هي الصيغة الحالية للبنية المجتمعية وتحديدا الأسرة فيها. من ثم يستكمل: لقد حُلَّت الأسرة في وأوروبا وهذا فشل اجتماعي! أقول سأذهب للحاضر هذه المرة وأناقش تركيبة الطرح ولنبدأ بماهية “الفشل”؟ إن “الفشل” هو مفهوم عام يتماهى فيه عدم الانجاز بالتأخر، ويكون فك الأقواس بإيضاح المعيارية المرتبطة فيه. هل تتمثل المعيارية بالإنتاجية أو التقدم الاقتصادي، حتى بهذا المعيار “الهم” أو “الآخر” الذي نفترضه يتقدمنا، هل سنربط المعيارية بالإنتاج الثقافي أو الحضاري، الآخر أيضا يتقدمنا. ويصرخ صاحبنا الصرخة الأخيرة: الأخلاق!! هنا، نعود لمنطق المعيارية ذاته فالأخلاق السليمة التي يفترضها صاحبنا هي أخلقه هي أخلاق تطور مجتمعه وعلاقات الإنتاج فيه. وحتى نقطع عليه، لقد بحثت قضية الأخلاق منذ زمن موغل في القدم فخلاف سقراط والسفسطائيين كان أخلاقيا بجزء منه. والتاريخ البشري يكشف تطور وفهم الإنسان لمحيطه الاجتماعي بإنتاج المفاهيم التي تتواءم مع البنى الاقتصادية بعلاقة جدلية متداخلة ما بين القديم والحديث وبين الأنا والآخر.

ولوعدنا لهشام شرابي قليلا لعرفنا أن البنية البطريركية الأبوية للأسرة العربية تمثل أداة لإنتاج الإنسان بصيغ أكثر تطويعا بل وبأكثر انسجاما مع الظلم والقهر والاستغلال، بالتالي فمن المستفيد من استمرار هذا النموذج “الطبيعي”؟ لو نظرنا إلي تركيبة الأسرة – بمنطقها الحالي(=الأبوي)- وبمسميات أفرادها لعرفنا الغرض من استمراريتها: فالأب الذكر هو القائد ورب المنزل وصاحب الحق المطلق في تحديد ماهية الصواب والخطأ، أما الولد فهو العبد المطيع لسيده وأبيه، وليس بسلطة الأب وفقط، وإنما بقوة القانون والدين. وكما يقول بو علي باسين:”فطاعة السلطة لا تتوقف عند سلطة معينة بل تتعداها إلي كل سلطة”. أما البنت أو المرأة فهي العورة الكبرى وهي التي تتحمل الخطيئة الأولى خطيئة عضوها الجنسي! فالمرأة ناقصة في العقل والدين وستفسد الأمة إذا ما حكمتها امرأة. وهي الأخت في مقابل الأب في التصنيف المسيحي. هنا يكون تداخل الثقافي بالاقتصادي بالاجتماعي بالسياسي بالمؤسسة الدينية كل ذلك بهدف تثبيت هرم اجتماعي يعزل نصف المجتمع (=المرأة) عن المطالبة بحقه بإدارة السلطة ومواردها، وبحقه بأن يحيا كانسان.

لماذا تطرح الأسرة كمسلمة تاريخية يُرفض نقاشها، بالرغم من وجود مجتمعات سبقت وجود الأسرة؟! حيث أن وجود الأسرة بنمطها الحالي كان ارتباطا باقتصاد معين سيتغير بالضرورة بناءً على نوعية الاقتصاد المستقبلي. وهذا الذي يفسر الانحلال الذي نعتبره انحلالا للمجتمعات الأوروبية.

لنذهب الآن إلي منطقة أخرى فنغوص بجوهر الحاجة إلي الأسرة انسانيا فهل تلبي مؤسسة الزواج الحاجة الإنسانية والحاجة الجنسية على وجه التحديد؟ وللمجيبين بالإيجاب: فلماذا هذا الانحراف الجنسي للأزواج وللزوجات اذا اعتبرناه انحرافاً؟ هل يلبي الزواج الكاثوليكي المعمول به بشكل أو بآخر لدينا، الحاجة البشرية (الحب الروحاني، والرغبة الجنسية، والعلاقة الاجتماعية، وضرورة الأبناء والأمومة، والالتقاء الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي…الخ)؟

وما هو تفسير حالة الانسان الجنسي المكبوت الذي لا ينظر إلي الآخر المختلف عنه إلا من منظور الجسد المبتذل؟ وكيف يستقيم تحريم الجنس على الصعيد الاجتماعي والثقافي مع التداول الكثيف للأدوات الجنسية والثقافة الجنسية؟ هنا وحتى لا تختلط المفاهيم، علينا أن نثبت ما نعتقده صوابا: إن الحاجة الجنسية بدءا،تمثل ضرورة انسانية أو حاجة فسيولوجية فكما فسرها فرويد أنها تمثل قذف الموت رغبة في استعادة التوازن والحياة، فسرها آخر في الحاجة الطبيعية أو الجنوح للذة، وفسرها آخر بأنها ضرورة لاستمرار العنصر البشري، وقصدنا من الاقتصار على هذه التفسيرات أن الإنسان سوف لن يستمر بدون ممارسة الجنس. والسؤال المؤرق: لماذا يتم تحريم سلوك انساني كالجنس؟ سنستعين بتفسير بو علي ياسين والذي يعتبر أن الجنس أداة لتطويع البشر وصناعة المكبوت، الذي سيفرّغ كبته وبالضرورة في السبل المفتوحة أمامه والتي تتمثل بالعمل وبذل الجهد أكثر، كل ذلك في خدمة الرأسمال.

ولنطرح سؤالا آخر لن نجيب عليه هو: ما الداعي لاستمرار الممارسة الجنسية عند المتزوجين بالطرق الغير “شرعية” وفي الخفاء لو كانت الأسرة ومؤسسة الزواج الحالية تفي بالغرض؟

إذن فنحن أمام أسرة تقوم بتطويع البشر للخضوع للسلطة لا سلطة الأب الذكر والبطريرك وفقط وإنما لجميع أشكال السلطات الأخرى والتي يتربع على عرشها الرأسمال. ونحن أمام تحريم الجنس كأداة لزيادة الطاقة والجهد المبذول من البشر أيضا في خدمة الرأسمال. وهذا الذي يفسر استمرار المؤسسة الدينية ، باعتبارها المتسلح بيد الله والمحافظ على الهرم الاجتماعي بما فيه وضع الأسرة والمرأة وأيضاً حفاظها على الزواج الكاثوليكي وتحريمها للجنس وتصنّيفها لكل من خرج عن شروط إنتاج المستعد للقهر كافرًا وإباحيًا، وهذا الذي يفسر أيضا دعم رؤوس الأموال للمنظومة الدينية وشرائهم لها دائماً.

فنظرة على المتحدثين باسم الدين تكفي لتعلمنا قدر الوظيفة التي ينفذها الدين والمؤسسة الدينية لخدمة السلطان، فقد كان المفتي في عهد عبد الناصر قوميا، وهاهو المفتي في عهد بشار: اشتراكيا ، والمفتي في عهد فتح: يدعو للحل السلمي، والمفتي في عهد الملك عبد الله: يشدد على الحاجة للنظام الملكي!!

لذلك:

فما دامت السلطة: المؤسسة الاجتماعية، والمؤسسة الثقافية ، والمؤسسة الدينية في خدمة رأس المال

فعلينا ضرب قواعدها بالحداثة والتنوير الفكري المتواصل والغير مهادن.



#مهند_عاهد_عبد_الباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأنسنة- كبديل للإمارة, ثنوية التحضر و الوحي


المزيد.....




- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند عاهد عبد الباري - ضد التيار، دعوة لإعادة التفكير في: الأسرة والهرم الاجتماعي – والجنس – والمؤسسة الدينية