أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المغني محمد ابو زينة - تأملات في تأملات ديكارت














المزيد.....

تأملات في تأملات ديكارت


عبد المغني محمد ابو زينة

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 20:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من اهم الفلاسفة العقلانيين الذين بحثو في مسألة وجود الله وخلود النفس بعد الموت هو الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت, فقد اعتبرهما من اهم المعضلات التي يجب ان يتعاطى معها العقل البشري و قد بين ديكارات ان هاتين المسألتين يجب ان تبرهن بالادلة الفلسفية لا بادلة اللاهوت لانه ان لم تثبت بهذه الادلة فلا يمكننا ان نجعل الكافرين يسلمون بحقيقة الله والبعث بعد الموت.

اراد ديكارت في بداية الامر ان يكون صورة جلية وواضحة عن النفس غير الصورة المعروفة عن الجسم, اذ ان النفس هي جوهر غير قابلة للتجزئة و للتقسيم اما عن الجسم فاننا لا نستطيع ان نتذهنه او ان نتصوره الا بانه قابل للتقسيم الى اصغر الاقسام اي انه اذا فصلنا اي جزء من جسم الانسان فاننا لا نستطيع ان نقول عنه جسدا.

قد يتسائل احدهم كيف لا نحكم على النفس بالتقسيم وقد وردت في الكتب المقدسة كالقران مثلا بانها نفس لوامة تارة ونفس امارة بالسوء تارة اخرى وقد وصفها ايضا بالنفس المطمئة؟
اذا اعتبرنا ان النفس هي جوهر غير قابل للتقسيم فان النفس تتصرف بكمالها عندما تكون لوامة وتتصرف بكاملها عندما تكون امارة بالسوء وبذلك لا يمكننا ان نعتبر ان النفس قابلة للتجزئة.
ماذا يترتب على هذا الكلام:
من خلال ما اورته عن ان النفس لا تتجزئ يمكننا ذلك من القول بان النفس والجسد شيئا مختلفين ومتمايزين وما يتعرض له الجسد من غير المعقول ان تتعرض له النفس وعلى هذا نقيس مسألة دمار الجسد وخلود النفس وبذلك فان النفس خالدة حتى ولو فني الجسد وانهار لانها لا تتعرض لما يتعرض له الجسد من اساب الفناء.

اما عن مسألة وجود الله فقد اعتبر ديكارت ان الايمان هو نعمة من الله بها علينا وقد امن ديكارت ان الله قدد اتانا القدرة على الايمان بالاشياء الاخرى فكيف لا يعطينا ما يؤهلنا الى الايمان به.

لقد اعتبر ديكارت ان فكرة وتصور الله في اذهاننا لا بد من خلالها من وجوده الله ولكن كيف؟؟؟

وجد ديكارت في عصره قمسمين من الملاحدة:
اولهما ان الله ما هو الا فكرة ابتدعها العقل البشري وفقا لمشاعره التي تحنو لحياة اخرى ونعيم ابدي اما القسم الاخر فقد وجدوا في عقولهم القدرة الكاملة التي تمكنهم من فهم الطبيعة وهذا الاخير اعتبره ديكارت بانه سبب لا يجوز لنا الاخذ به لانكار وجود الله وذلك اذا اعتبرنا ان الانسان غير تام القدرة ولا الحكمة واذا من اعتبرنا انا الله لا محدود ولا متناهي.
لطالما كنت اطرح هذا التساؤل على نفسي : ان لم يكن لله اي وجود فمن اين اتى العقل البشري بهذه الفكرة؟
لنفترض ان اله متقنة الصنع وردت في ذهن عامل ما سوق نتسائل ما سبب هذه الفكرة وسوف ندرك ان سببها اما ان يكون العامل ذاته او ان يكون احد غيره و بالتالي لا بد من سبب لوجود فكرة هذه الاله.

لو طبقنا هذه الفكرة على الاله وتسائلنا من اين اتتنا هذه الفكرة والجواب كما في المثال اعلاه انه اما ان اكون انا سبب هذا الادعاء واما ان يكون احد غيري هو سبب هذا الادعاء واذا ما تدرجنا في هذا القول نرجع الى ان الله هو سبب هذه الفكرة التي نملكها عنه.
اذكر اني طرحت هذه المسألة على احد اصدقائي وطرحت هذا السؤال عليه فاجابني ساخرا: نحن نحمل فكرة عن وجود حورية البحر او التيوس الادمية ولككنها تعتبر اوهام لا وجود لها...ولم استطع الاجابة عليه وقتها..
ولكن اجيبه الان بان لا وجود لحورية البحر ولا لتيوس الادمية ولكن اذا تسائلنا من سبب هذه الفكرة لقلنا انه فنان ابتدعها او خرافة تداولها الناس اي انه يوجد سبب لهذه الفكرة مكننا من تخيلها وتصورها وعلى ما اعتقد ان لاوجود لفكرة الاله الا اذا كان هو من ارسخها في عقولنا واذهاننا.

"ما اريد قوله انه حتى لو كانت المشاعر الانسانية هي التي سبت فكرة وجود الاله التي تجلب لنا الراحة والطمأنينة والسكينة ولكني اعتبر هذه الاشياء نتيجة لهذه الفكرة وليس سببا اي انه الراحة التي نشعر بها ونحسها من وجود الاله ناتج عن وجود فكرة الله في اذهاننا وليس سببا لها"








الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إيتمار بن غفير: استئناف إرسال المساعدات إلى غزة -خطأ فادح-
- -جزر الكناري لها حدود-: الغضب يتصاعد في تينيريفي ومطالبات بض ...
- ماذا يحدث في العالم إذا اختفى النحل؟
- -هل بإمكان دول الخليج أنْ توقف الآلة العسكرية الإسرائيلية؟- ...
- حياة فوق الركام ..عودة أسر نازحة شمال سوريا رغم التحديات
- السعودية تحذر من خطورة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها الصارخة ...
- فانس: عملية السلام الأوكرانية وصلت إلى طريق مسدود ولذلك يتحد ...
- حل لغز ثوران بركاني هائل حدث قبل 120 مليون سنة في المحيط اله ...
- بيسكوف: التسوية في أوكرانيا تحتاج عملا ووقتا لدراسة التفاصيل ...
- مصر.. سقوط طائرة في البحر المتوسط


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد المغني محمد ابو زينة - تأملات في تأملات ديكارت