أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر ن. حسين - قربان الحويزة














المزيد.....

قربان الحويزة


حيدر ن. حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


لطالما اثار استغرابي تفاؤل حميد و ابتسامته .
وكم كان قوي ذلك الفتى الذي تصطك اسنانه تحت سياط برد كانون وهو يواجه الشتاء بقميصه الابيض الذي خذلته فانيلته الداخلية في معركته مع الصباحات القاسية فقرر خوضها وحده .
كان عليه ان يقود دراجته عشرة أميال كل صباح ليصل الى مدرسته وسط النكات و الضحك الذي يطلقه عليه البعض لما كان يرتديه من ملابس مهلهلة و حذائه البلاستك المقطعة التي شاركت حميد معاناته لسنين عدة .
لم تكن تلك الضحكات الساخرة و لا ما يقوله اصحاب الكروش المملؤة بالدنانير الكويتية من ابناء المقيمين لتثير غضب حميد او تجعله يتحسر على ما لديهم او يتمنى ان يكون مثلهم .. ابداً لم يكن حميد كذلك . و عندما كانت الدراسة تنتهى في بداية الصيف ويتم توزيع ( الشهايد ) كان حميد مستعجل كعادته . ولا ينتظر الاصطفاف المعد لتكريمه كونه الطالب الاول . وهذا ما يجلب الفرح للست هيفاء و الست سلوى اللتين تجدان في الغاء الاصطفاف فرصة للأختلاء بالعشاق واستلام الاتعاب من آباء الناجحين بالواسطة .
انا كنت اعرف سبب استعجاله ..
كان على موعد مع ( عبود الكورجي ) .. ليتفق معه على ( كص طابوك اللبن ) . الف طابوكة بدينار . و الفين طابوكة بدينار و نص .
عشرون الف طابوقة مجموع ما يصنعه حميد خلال الصيف ... يصنع اللبن و يسبح في شط الجنايز .. لكون الطيانية التي ينام فيها حميد ليس فيها بانيو!!!
شيئان كان يحلم بهما حميد كل ليلة
كيف يمن الله عليه بموت ام حسن الملاية . لكي لا يضطر لدفع خمسة دنانير للقراية والمقتل .
وكيف يمكنه مضاجعة الست سلوى معلمة الحياتية . التي اعتاد على مشاهدتها عارية في احلامه القصيرة .
وفي صباح ليس ككل الصباحات الصيفية شاهدت حميد قادم من جانب شط الجنايز من دون ان يغتسل فيه . ومن جانب آخر من القرية كنت اشاهد السيارة البيضاء اللندكروز المشؤومة ,, انه ابو سيناء مسؤول المنطقة الحزبي . لم اكترث له لأن عمري اقل مما يجعلني مطلوب للتجنيد او الجيش الشعبي . وانصرفت للحديث مع حميد فعلمت ان عبود اخبره ان لا كص لبن هذا الصيف . وشاهدت في عينيه حيرة لم اعدها لدى هذا العملاق الصغير . اشرت اليه بالدخول الى المظيف حيث يوجد ابو سيناء المسعول الحزبي وليتني لم افعل .
مطلوب متطوعين لحصاد الاهوار , العمر ليس مشروط و الراتب 250 دينار . وكان ذلك كافيا لصديقي حميد كي يوافق . فكان اول القائمة و كان الوحيد فيها .
هذا عرض لا استطيع مقاومته ... اربعة اشهر و يكون معي الف دينار .. ساشتري بايسكل جديد و ملابس جديدة لأمي و سابني حماماً بجوار الطيانية , واشتري حذاء .
ومضى حميد الى قدره . فغاب شهر و عادة في اجازة ومعه 250 دينار و شيلة لأمه . وغاب شهر آخر و عاد , و غاب شهر ثالث .
كان في رحلة حميد الأخيرة من المغامرة الكثير و كانت هور الحويزة . حرب ضروس دارت حيث يعمل حميد بحصاد القصب . وقذيفة مدفع لا تعرف طيبة حميد نالت منه هناك .
كم هو قاس ذلك الغروب . وكم هي محزنة أم حميد فقد جاؤوها بحميد داخل صندوق من الخشب وضعته بجوار الطيانية و اجتمعت النسوة بقيادة الملاية أم حسن و مارسن هوايتهن باللطم .



#حيدر_ن._حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر ن. حسين - قربان الحويزة