أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد السويحلى - إجرح وداوى فى دار الفتاوى















المزيد.....

إجرح وداوى فى دار الفتاوى


ماجد السويحلى

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 03:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شئون ليبية

إجرح وداوى فى دار الفتاوى

فى بدعة هى الاولى من نوعها لم يسبقها إليها أحد بين كل دور الافتاء فى العالم تعلن دار الافتاء الليبية عن مناقصة بين شركات الدعاية والاعلان لاطلاق حملة هدفها تحسين صورتها لدى المواطن الليبى وتشجيعه على التواصل معهاوكأن مؤسسة الافتاء منشأة أقتصادية تسعى نحو الربح والخسارة، وكأن الفتوى سلعة تباع وتشترى يجب الترويح لها.
وهذا الاعلان هو إعتراف قوى بأحساس مفتى الديار بمدى كراهية الناس لشخصيته السمحةه وإبتعادهم عنه لتدخلاته المتكررة فى ما لا يعنيه ومحاولاته المضحكة لاحتكار السلطة والسيطرة على صنع القرار و الضعط على المسئولين للتسليم له بالرئاسة بأعتبار أنه أعلم الناس بالدين وأقدرهم على تطبيقه لذلك فهو الاحق بالولاية كما قال الامام أية ألله روح الله الخمينى فى كتابه ولاية الفقيه.
ولانه لا فرق بين دار الافتاءوساكنها ولان هدف الحملة الاعلانية هى تجميل صورة الشيخ فى عيون الاخرين. فإن ما يخطط لانفاقه من أموال الدولة الليبية ليس الدعاية للاسلام بل الدعاية لشخصه الكريم
و فى أول مراحل النقاش لا يستطيع القول بأن كراهية الناس لتصرفاته تعنى كراهية للدين أو إنصراف عنه ولا يمكنه أن يصف معارضيه بأنهم كفار مارقون عن الدين وإلا فالاولى توجيه هذه الحملة لتبصيرهم بحقيقة الدين أو إهدار دمهم ماداموا خارجين عن الملة.
لذا فلا بد له من أن يواجه الحقيقة ويقر بإنصراف الناس عنه ومن الظاهر أنه يشعر بضعف تأثيره عليهم لكنه لا يرى أن العيب فيه بل فى الرعية الساذجة التى لا تفهم أو ترفض أن تفهم فحاول السيطرة على عقولهم بطريقة مكيافيلية لا تمت للاسلام بصلة بل لايعترف هو بها لكنه مضطر لاستخدامها وهى خداع الاخرين بالكلمات. وربما مايرال البعض يذكر حديثه لجريدة الاهرام القاهرية عن تفسير رفضه للانتخابات بأن الشعوب تنخدع بمعسول القول. وبما أن الليبين شعب فإنهم سينخدعون بمعسول القول لذا فعليه أن يحاول لكن ليس عليه أن يتوقع النجاح,
بل ينبغى عليه بداية أن يقر أن العيب ليس فى دار الافتاء وليس فى فهم الناس للدين بل المشكلة هى فى ساكن الدار ومن يتحدث بإسمها ويحاول التدخل فى كل شأن ويسعى إلى فرض رأيه فى كل موضوع متخذا من الدين سيفا وترسا يزاحم ذوى الاختصاصات فى صميم عملهم، يتجاوز سلطاته فيصدر الاوامر ويوبخ المسئولين ويهددهم بما يملك فى يديه من رضاء الله وغضبه ويحاول أن يفرض رأيه عليهم ويرى نفسه قوة فوق جميع القوى وقائدا يلتزم الجميع له بالسمع والطاعة مادام يرى أنه خليفة رسول الله فى الارض الليبية.
إعترض على أعمال المؤتمر الوطنى وإنتقد تصرفات رئيسه وإنتقد القضاة ووصفهم بالفساد وإعترض على الكتب الدراسية التى أقرتها وزارة التعليم ووصف سكان بنى وليد بالفئة الباغية التى تجب محاربتها ومن على من يموت فى قتالهم بالشهادة ثم أخيرا يرسل قوة حراسته لتهاجم مقر المؤتمر الوطنى العام كما هاجمت قناة العاصمة من قبل إحتجاجا على تشكيل الوزارة لان رئيس الوزراء المكلف لم يأخذ رأيه فى تعيين وزير للاوقاف والشئون الاسلامية ( لا أفهم كيف تكون هناك وزارة للاوقاف والشئون الاسلامية ويكون هناك مفتى مستقل أليست الفتوى جزئا من شئون الاسلام؟).
فى عهد القدافى كان الشيخ واحدا من شيوخ القدافى يعمل فى تليفزيونه ويقبض المال على ظهوره أمام كاميراته, وكلما إراد النظام السابق أن يتخذ مظهرا إسلاميا كان مولانا الامام واحدا من بيادقه يسانده بالحضور إن لم يكن بالكلام وأسلوبه واضح فى كتابة مراجعات الجماعة المقاتلة التى أقرت بحرمة الخروج على االحاكم ثم ظهوره فى الاحتفالات التى إقيمت بمناسبة الافراج عنهم بإعتبارها منة من ولى الامر المسلم ( لا تفهم لماذا لم يعرضوا ملف الشيخ على هيئة النزاهة)
فإن كان حينها يضمر الكره ويدعى الولاء فأنه يأخذ بمذهب التقية الذى هو مبدأ أهل الشيعة الذين يحاربهم ويحكم بكفرهم وإن إدعى الضعف وعدم القدرة على المواجهة فإنه يخالف ما يحفظه من قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضوِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)[النساء:97].
وإذا كان الساكت عن الحق شيطانا أخرسا فلماذا لم ينطق حينما فتكوا بالشيخ البشتى وقتلوه صبرا وعذابا وأين كان حينما قتلوا مئتين والفا من الشباب المسلم فى مجزرة أبى سليم. وعندما كان القدافى وإبنائه وعشيرته يسبون الرسول والسلف الصالح سرا وعلنا, وكان يسمع ويرى فلماذا لم يستنكر ولماذا لم يأخذ بقول مالك ( قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : لا يحل لأحد أن يقيم ببلد يسب فيها السلف) . فما بالك ببلد يسب فيه الرسول.
وحين تصدى لامر الفتيا إتخذ منها سلاحا سياسيا لتحقيق مئاربه الدنيوية فتدخل ضد المطالبين بالفيدرالية وهى قضية سياسية لا علاقة للدين بها. ثم لما تظاهرمواطنون بسطاء أبرياء يريدون التعبيرعن رأيهم ضد الميليشيات المسلحة بوسائل التعبير التى كفلها القانن. ووصفهم بالسكارى والمدمنين وأفتى لا فض فوه بتحريمها وإعتبرها خروجا عن الحاكم وحرض المسئولين على إستخدام القوة لفضها أما حين تظاهرت الميليشيات المسلحة وإقتحمت قاعة المؤتمر الوطنى بالسلاح وهددت أعضائه ثم حاصرته فى خروج علنى على السلطة ينطبق عليه حد الجرابة. زم الشيخ شفتيه وقبض بأسنانه على لسانه ورفض إدانتهم بل وأعلن عن تضامنه بإرسال أفراد قوة حراسته للاشتراك معهم والحاكم المسلم الذى حرم الخروج علىه سلما هونفس الحاكم المسلم الذى خرج عليه بالسلاح. كان يجب أن تكون فتواه بتحريم الخروج على الحاكم بغير سلاح ووجوب الخروج عليه بالسلاح.
وحين تفجرت قضية بنى وليد إختارأن يصفهم بالفئة الباغية التى يجب قتالها ووعد من يحاربها بان يحسبه ألله شهيدا لو قاتل وأصيب بالرصاص فقتل. وقرأ من الاية الجزء الذى يخدم مصلحته
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الحجرات 9
أما كان الاجدر به أن يسعى فى الصلح بينهما أما كان الاجدر به أن يقرأ حديث رسول الله
حدثنا عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا حمَّاد بن زيد: حدثنا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس لقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل، قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار). قلت: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه).صحيح البخاري6481
وعلاج الود المفقود بين دار الافتاء والرعية كما يسميها (لانهم فى نظره كالاغنام تقرع بالعصا) لن تحلها الدعاية ولا الاعلان فإن أحبك الناس فقد أحبوك لانك سمح بشوش تبادلهم حبا بحب وإن كرهوك فلن تشترى حبهم ولو أنفقت ما فى الارض جميعا وقال سبحانه وتعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) أل عمران 159
ونستطيع أن نقول بنائا عليه ولانك فظ غليظ القلب فقد إنفضوا من حولك والفعل يوجب رد الفعل والتشنج وكثرة التهديد بالدين وبعقاب الله يؤدى إلى اليأس من رحمة ألله ثم إلى نتائج عكسية يمكن لمن يراقب الامور بعين فاحصة أن يراها فى تفكك السودان إلى دويلات وأن يقرأ أثرها فى تونس والجزائر ومصر حيث إزداد رفض الدين بين المسلمين وتحول إلى ظاهرة تنتشر بسرعة بين الشباب وتهدد بفتنة داخلية بين المسيحيين والمسلمين ثم يرى إزدياد أعداد العابرين إلى المسيحية فى الجزائر وفى المغرب، أما فى تونس فإن واحدا من إعضاء المجمع الكاردينالى الذين ينتخبون البابا قسيس تونسى إسمه محمد
لقد عاشرت عن قرب مفتى ليبيا الشيخ محمد أبو الاسعاد العالم والشيخ الطاهر الزاوى وكانا كما كان الائمة الاخرون شخصيات بسيطة متواضعة لم يدخلوا فى مهاترات السياسة, و لم يهددوا بإسم الدين ولم يكفروا أحدا ولم يتخذوا الفتيا سبيلا لتحقيق المنافع الشخصية أو سلما للتسلط والسعى للسلطة لكن مولانا الامام الحالى يقدم صورة مختلفة ستضر بالدار ولا شك
وحفاظا على هيبتها وعودة الاحترام إلى ىشخص المفتى أو شيخ البلاد. نريد أن يتولى المنصب شخصية سمحة يتسع صدرها للجميع فتقبل المذنب وتقيل عثرة المخطئي وتدعوللمعسر بالمغفرة والرحمة ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة لا أن يهددهم بمكاليب النار وقتل المرتد والتفتيش على الضمائر والتشكيك فى إيمان المسلم لان الله هو( أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) النحل 125
نريد أن نرى عالما لا يتحدث إلا إذا سئل و يقبل يالاختلاف يطرح فى الفتوى الاراء الفقهية المتعددة ثم يترك للسائل أن يختار بينها فلا يلزمة برأي واحد لانه ليس وصيا عليه ولانه لا يدرك على نحو يقينى أى رأى هو الاصح
وأدعو لو إنضم إلحقوقيون إليى فى مطالبة الشيخ بالتنحى عن منصبه لانه وهابى العقيدة وعقيدة الليبين مالكية ومن حقهم أن يكون مفتيهم على نفس مذهبهم ويا حبذا لو إنضم المحامون إليى لرفع دعوى ىعدم دستورية قانون دار الافتاء الملئ بالمطاعن والسخى فى الامتيازات التى منحت للشيخ دون وجه حق مدعيا أنه يطلبها للدارلا لنفسه لانه لا يفصل بين شخصه وبين المنصب الذى يشغله
نريد كذلك ومن حقنا كمواطنين أن نعلم من يدقق فى حسابات الدار ومن أين سيدفع ساكنها تكلفة هذه الحملة الاعلامية التى سيكون هدفها المحدد هو تلميع صورته والدفاع عن أخطائه لانها ستكون من أموال الدولة الذى يضعها فى موقف هزلى مضحك وكأنها تنفق عليه ليخطئ ثم تنفق عليه لتصحيح أخطائه وكما قالت البادية قديما أجرح وداوى، ياشينك دعاوى.

[email protected]



#ماجد_السويحلى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية وإندفاعاتها الغبية


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد السويحلى - إجرح وداوى فى دار الفتاوى