الأول من شهر محرم ... أهمية التاريخ والجغرافيا .

احمد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3913 - 2012 / 11 / 16 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الأول من شهر محرم ... أهمية التاريخ والجغرافيا .

قد لا يشكل الأول من شهر محرم الحرام كحدث تاريخي أهمية في حياة المسلمين بالقدر الذي يشكل فيه الأول من العام الميلادي أهمية عند المسلمين وغير المسلمين، ولا يمكن قياس نسبة الاستعدادات والتفاعل بين اليومين والتقويمين لأنها كبيرة جداً وما يحمله كل يوم من أهمية لاتتناسب وأجراء مثل هذه ألمقارنه لأنها منتفية لمدى محلية الأول من محرم عندنا كمسلمين وعالمية الأول من العام الميلادي عند غير المسلمين والمسلمين معاً.
وفي عجالة لملاحظة أهمية الأول من محرم الهجري على المستوى الإسلامي العام في مسارين تاريخي وجغرافي نلاحظ :

أن الأول من محرم يمثل نقلة نوعية في المفهوم الحضاري عند المسلمين ويمثل الانطلاقة الأولى والمهمة في بناء الحضارة الإسلامية من خلال أدراج وتشخيص بداية جديدة لعصر جديد لحياة مجموعة من الناس كانت تؤرخ لحياتها من خلال الإشارة إلى الحروب والحيوانات او الظواهر الطبيعية ، كتحديد ولادة الناس قبل او بعد عام الفيل او حرب داحس والغبراء او الفيضانات او السيول او الأمراض والأوبئة ، لأنه ارتبط هذه المرة بتنظيم سماوي عن طريق شخص كريم خاتم للرسالات وهو الشخص الحدث الذي يرسم ويصنع التاريخ بحضارية رائعة من خلال تثقيف وتعليم الناس على الاهتمام بقيمة الأحداث واستخدام أسلامية الأحداث للتعبير عن وجودهم وحساباتهم وموروثهم التاريخي بدل عام الفيل والتقويم الروماني وحروب الجهل والتخلف أيام الجاهلية.
كما ويعطي الأول من محرم انطلاق المدنية الجديدة من خلال نوعية التشريع من أحكام تتناسب مع أهل المدينة التي تختلف عن أحكام أهل مكة والصراع الطويل مع قريش ويعطي أيضاً بداية لعلاقة روحية مع جموع الأنصار لبداية عهد جديد .

أما الثاني فهو موقع المدينة المنورة في حياة المسلمين التي منيت بأهمية كبيرة نافست مدينة مكة رغم وجود ركن أساس في الدين الإسلامي فيها لكنها بسبب مشركين قريش كانت جاحدة وعصية أمام الدين الجديد بل أنها تمثل الحصن المنيع لسنوات طويلة أمام انتشار وتوسع الإسلام وما لاقه المسلمون لسنوات طوال من أهل مكة لا يمكن نسيانه رغم طيبة الرسول وتسامح المسلمين تجاه قريش ومشركيها، لكن ذلك له ثمن كبير بحساب الربح والخسارة فعاصمة المسلمين كانت المدينة التي هاجر أليها الرسول الكريم وتشريعات المدينة كانت تشريعات السلم والحضارة والتاريخ والانفتاح على الآخرين ومدفن الرسول ومسجده والمديح كان للمدينة او طيبة التي كانت يثرب سابقا والأنصار هم من الأوس والخزرج الذين ناصرو الرسول وبقي هذا لقبهم إلى يومنا هذا ولقب المشركين التصق بمشركين مكة الذي ضل يلازمهم إلى يومنا هذا ، أنها صناعة جغرافية جديدة خطها الأنصار والمهاجرين بحكمة الرسول الكريم ووحيه الامين لتبقى (طيبة) إلى مشاء الله .


احمد ياسين البوعيون
15/12/2012

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل