أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحفيظ العدل - بيروت صغيرة بحجم اليد














المزيد.....

بيروت صغيرة بحجم اليد


عبد الحفيظ العدل

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


بيروت صغيرة بحجم اليد
يوميات الفجيعة ..وغرائبية الواقع
عبد الحفيظ العدل

هل يكفي ان يقول الشاعر أمجد ناصر في توطئة كتابه"بيروت صغيرة بحجم راحة اليد" الصادر مؤخرا عن دار الاهلية للنشر والتوزيع :"لا اتحدث عن عبرة .ولا عن رواية كاملة.اتحدث عن تدوينات شخصية .عن انفعالات وتفاصيل وشظايا حكايات يوميةلايعول عليها كوثيقة ولاتطمح, بالتأكيد أن تكون كذلك"
هل يكفي ان يقول ذلك ..لنتماهى معه .. ونصدقه ..أم ان القراءة المتأنية لهذا الكتاب..قد تجعلنا نشهر في وجه هذا القول سيف قراءتنا..ونقول ببساطة متناهية ..إن مافي هذا الكتاب هو أضمومة ابداعية ..تضم ذلك جميعا.فليس هناك ماهو ابلغ في الدلالة عن واقع الحال ماضيا كان أم حاضرا..من وثيقة كتبت بمداد القلب.. ون رواية استعارت من الغرائبية كل ملامحها..دون أن يكون الخيال لها متكئا تستند عليه.وإنما هي غرائبية تمتاح من الواقع.وأحيانا يكون هذا الواقع أكثر انزياحا للامعقول ..من أي شطط في الخيال.وإذا كان الشاعر غسان زقطان يقول في كلمته عن هذه اليوميات أن قيمتها "تكمن في عدم ادعائها وفي احفاظها بطاقة الوهلة الأولى, ليس هناك بحث عن بطولة ما, الأشخاص الذين يتجولون في اليوميات أبسط كثير من حيلة البطولة وبلاغتها"فإن القاريء يعيش أحداث هذه الوهلة وبدون رتوش منذ الصفحات الأولى لها.وإذا كان ابطالها أبسط كثير من حيلة البطولة وبلاغتها..فلأنهم يستنطقون بطولتهم من خلال اليومي المعيش آنذاك..في تلك ال"أرماغدون الصغيرة "..التي عاشوا تفاصيلها "على مسرح رقصة الدم والنار من رأس الناقورة في الجنوب إلى المدينة الرياضية في بيروت الغربية "حين "لن يعرف كيف تضيق الأرض وتتحول السماء إلى صفيح ملتهب يلامس الرؤوس,ولن يدرك أن تكون الحياة مجرد مصادفة سعيدةإلا الذين كانوا هناك: في بيروت صغيرة بحجم اليد"
كتاب أمجد ناصر هو كتاب الفجيعة التي مازالت تمسك بتلابيبنا حتى الآن .وإن أتخذت أشكالا وصورا مختلفة.فجيعة لاتبتديء ليل الثالث من يونيو عام 1982 عندما أغتيل السفير الاسرائيلي في بريطانيا شلومو ارغوف على يد احد افراد جماعة "ابو نضال" الفلسطينية..ولكنها شئنا أم أبينا منذ ذلك السقوط المدوي لغرناطة قبل مئات السنين.
"بيروت صغيرة بحجم راحة اليد" هي مدونة وجع يكتبها الواقع بقلم الشاعر والروائي أمجد ناصر..يرسم من خلالهاعذابات حصار فضائحي نزق ..أكتوى به من كانوا في بيروت ذلك الوقت .والذين اضحوا حينها مجرد اخبار تتناقلها وكالات الأنباء.ويرسم من خلالها بطولات التفاصيل اليومية ,,حيث الموت اقرب إليك حينها من التفاتك يمينا او يسارا:"وفجاة انقضت الطائرات والقت قنابلها,وضعنا كلنا,وبصوة غير واعية,أيدينا على اذاننا وأغمضنا اعيننافي حالة تسليم مطلق للقدر....هو الموت جاء فمن يرده؟ لم يكن الموت قريبا كما هو الآن "كما يقول امجد ناصر في يومية 29 حزيران ..وبقدر مايحكي المؤلف عن عذابات الثواني التي عاشها هو ورفاقه ,وكل لبنان خلال تلك الأيام..لاينسى أن يلتقط ببصيرة الشاعر والروائي..محطات قد تبدو هامشا على متن الهول النازل حمما من السماء..ولكنها تؤرخ للحظة كما كانت وكما هي " اليوم كدت أقتل يعقوب أو يقتلني..نشب جدال حاد بيني وبينه على خلفية انتماءاتنا السياسية والايدلوجية ".كما يرصد فرار بعض المثقفين من بيروت عند سقوط أول قنبلة .ولكنه في ذات الوقت يرصد براح الود الذي أخد يتسع بين الأصدقاء ..بحجم اتساع حلقات الموت التي ترسمها الطائرات الاسرائيلية , في كل زاوية وركن من بيروت.
ومن خلال بانوراما الدم التي تلتقطها عدسة يوميات أمجد ناصر ..في كتابه هذا .يختلط الخاص بالعام ..وتسقط الأقنعة عن كثير من السياسات العربية والدولية .بانوراما لاتنتهي بذلك الخروج المثقل بالدهشة حد الوجع للفلسطينيين من بيروت..وإنما تتناسل أسئلة مازلنا نبحث عن اجوبتها حتى الآن ..ولعل ذلك ماتحاول فصول العودة إلى الفردوس المفقود في هذا الكتاب المشاركة فيه.
"بيروت صغيرة بحجم اليد" هي يوميات ..أم رواية ..أم نص مفتوح يستلهم مخيلة الواقع ..لكل قراءته في ذلك..ولكن يبقى القول أننا نقرأ في هذا الكتاب ..أمجد ناصر الإنسان والشاعر والروائي والفوتوغرافي والمناضل معا



#عبد_الحفيظ_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحفيظ العدل - بيروت صغيرة بحجم اليد