هزيمة رومني والرئيس المصري

الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هزيمة رومني والرئيس المصري
من الطبيعي إن يهنئ الرئيس المصري اوباما الثاني الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية وان اختلفت لهجة الخطاب عن خطابه للرئيس الإسرائيلي .. وهل هي رسالة بوجود دول أخري بالمنطقة بجانب إسرائيل .. ربما لأن الرئيس القادم في أمريكا مجبر على إعادة صياغة البيئة السيكولوجية والذاتية للشعب الأمريكي ونخبته الحاكمة .. وفي هذا كان التصور الأمريكي للمستقبل مطروح في خطابات أوباما ورومني علي حد سواء وأقصد بهذا تغيير تصورهم لأنفسهم ومكانتهم في مجتمع الأمم بحيث يكونون أقدر على استيعاب واقع انحسار دور أمريكا فى العالم والحاجة الماسة لإدخال تغيير في منظومة المؤسسات الدستورية الأمريكية والعلاقات بينها.. وفي مصر أصبح الحديث أكثر غموضا عن المستقبل بعدما حدث من انتكاسة لما سمي بمشروع النهضة .. أيضا الوضع الاقتصادي المتدهور ومسالة استيلاء جماعة الرئيس علي الإدارات الرئيسية بالدولة وتفصيل دستوري لدولة دينية ، وهو ما لايسمح به المواطن الأمريكي فالأمور أكثر جدية والشعور بالواقع لا جدال عليه والتعايش بين الثقافات المختلفة والأقليات خط أحمر ، بخلاف العرب الذين يعيشون في كوكب آخر خارج التاريخ وربما الجغرافيا .. ولكن هل ثمة تشابه بين الرجلين .. لقد زار الرئيس المصري السعودية ثم الصين واستغل مؤتمر عدم الانحياز للذهاب إلي إيران .. وسيركز اوباما توجهاته نحو الصين والشرق الأقصى وإيران وطبعا لن ينس أوروبا الحليف واسرائيل أقوي دول الشرق الكبير .. روسيا تمثل هاجس أمني قوي لأوباما بعد مسالة درع الصواريخ وسوريا وايران .. وعودة روسيا بوتين للمنافسة ومحاولة منع الحزام الأخضر حولها أو ما يطلق عليه الهلال السني وإشاراته للجمهوريات السوفيتيه السابقة ستجعل للعلاقة مع أمريكا شكل مختلف .. كانت زيارة الرئيس مرسي للسعودية من هذا المنطلق والواضح أنها كانت أهم من زيارة السودان وليبيا دول الجوار .. أيضا جاءت إشاراته لإيران سلبا وايجابا من هذا المنطلق وموقفه ضد الرئيس السوري كذلك .. ستوضح الأيام القادمة خطوات رئيس أمريكي قوي نجح في التغلب علي منافس يبدو مختلفا ليؤكد الدور الأمريكي الجديد بما يناسب طبيعة العصر وربما ليؤكد من جديد أيضا أنه ليس الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن وننتظر تحركات الرئيس المصري الذي يتجه ببطء نحو سياسات الرئيس السابق نظرا لتطلعات جماعته التي تحاول إعادة عقارب الساعة للوراء بحجة خصوصية الحالة المصرية وكأن مصر هي بيضة الديك بين دول العالم...

#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل