أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سمير ابوحامد - بعد ما ضرطت شدت ليتها














المزيد.....

بعد ما ضرطت شدت ليتها


سمير ابوحامد

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 17:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد ما ضرطت شدّت ليّتها

فجاة وبدون سابق انذار يندفع الغرب وعلى كل الجبهات للحاق بالتطورات المتسارعة في سوريا، ويشاركهم في هذا الاندفاع دول الخليج العربي الممول الاساسي للمعارضة الخارجية لنظام الاسد، وبدا كأنه خيوط اللعبة التي اعتقدت امريكا تحديدا انها تمسك بها جيدا قد فلتت من يديها وكان عليها على عجل ان تعيد الامساك بها او ربما اعادة ربطها بخيوط جديدة لا اعرف اذا كان الوقت المتبقي يسمح بذلك .

تعامل الغرب والعرب من خلفهم مع التطورات في سوريا منذ ما يقارب العشرين شهرا واضعين المصلحة الاسرائيلية في المقام الاول، ومدركين ان لنظام الاسد دورا محوريا لا مناص منه في سوريا الحاضر والمستقبل وانعكس هذا الفهم على الارض بتحديد اسس اللعبة المتمثلة في الحفاظ على ما يسمى بالفوضى المسيطر عليها او بالأحرى الفوضى الداخلية غير العابرة للحدود. وتجلى ذلك على الارض بالتغاضي عن ممارسات النظام التي وصلت لحد قصف الاحياء السكنية بالطائرات الحربية بشكل يومي وعلى مدار الساعة ، وبالمقابل بعدم تمكين المعارضة المسلحة من الحصول على الدعم الكافي للاطاحة بالنظام ، وثالثا وهذا هو الاهم تشكل قوة رئيسة من المعارضة الخارجية تحديدا عبر دعمها ماديا تكون قادرة على تشكيل قطب موازي للنظام ويكون قادرا على السيطرة على الارض فعليا ، والهدف من ذلك كله هو الوصول بالنهاية الى قبول اطراف الصراع الجلوس الى طاولة المفاوضات على مبدأ لا غالب ولا مغلوب وتقسيم الكعكة السورية علة اساس طائفي ومذهبي يضمن السيطرة على المسائل العالقة عبر الحدود والتي قد تؤدي الى فوضى اقليمية عارمة في حال فلتان الامور واقصد هنا مسألة امن الحدود على جبهة الجولان من جهة، وضمان السيطرة على طموحات ايران في لبنان والمنطقة عبر السيطرة على حزب الله من جهة ثانية وحل المسألة الكردية في الشمال بما لا يزعج تركيا من جهة ثالثة واعادة هيكلة العلاقة السنية الشيعية في العراق بما يضعف الدور الايراني في هذا البلد عبرا تنامي الدور السني بايجاد عمق استراتيجي له في تواصله الجغرافي والديمغرافي مع سنة سوريا على الحدود الشرقية .

اذا كانت السنة الاولى من عمر الثورة السورية مشت الى حد ما في هذا الاتجاه، فالنظام بدأ يخسر تدريجيا دون سقوطه بشكل دراماتيكي ، والمعارضة المسلحة تحقق مكاسب ببطء والدعم الخارجي لمعارضة الخارج تمخض عنه تشكيل المجلس الوطني السوري والذي اعتبر فى مرحلة ما ممثلا للحراك الشعبي في الداخل، فان الاشهر الاخيرة بدت وكانها تحمل في طياتها احداثا لا تسر لا دول الغرب ولا الدول الاقليمية المحيطة بسوريا، فالسقوط المتسارع للنظام في المناطق الشمالية والشمالية الغربية وتخليه عمليا عن مناطق واسعة ذات تواصل جغرافي مع بعضها البعض ومع تركيا انعكس على وضعه في دمشق ومحيطها فبدا كانه يفقد السيطرة تدريجيا عليها وهذا ما بدا واضحا في الاسبوعين الاخرين وبدت خشية السقوط الشاقولي تقلق الدول الغربية ودول الجوار، ومن جهة ثانية اصبح الوضع في الشمال والشمال الغربي مثاليا لتواجد وتمدد الجماعات الاصولية والسلفية والقاعدة ويبدو ان انتشارها كان اسرع من المتوقع حتى انها وصلت الى المناطق الجنوبية التي عرفت بانها لم تتلق دعما خارجيا وان الجيش الحر فيها يتكون اساسا ممن شاركوا بالحراك الشعبي والمظاهرات قبل ان يحملوا السلاح، وربما تفجير حي ال 86 بالمزة دليلا على ذلك التواجد، كما انه بدا ان كل هذه الاموال التي صرفت لخلق حالة من المعارضة الخارجية المتمثلة في المجلس الوطني السوري والقادرة على السيطرة على الجماعات المسلحة في الداخل ذهبت ادراج الرياح، وان هذا المجلس المتشكل من طيف واسع من تيارات اسلامية ومدنية وعلمانية وقومية غير قادر على السيطرة على عنصر من حراك الداخل، والاهم من ذلك كله ان الجماعات المعارضة المدنية والمسلحة بالداخل بدأت باعادة تنظيم نفسها بشكل يبدو انه خارج عن اي نفوذ اقليمي كان او دولي .

السؤال الذي يطرح الآن: هل تستطيع محاولات اللحظات الاخيرة باعادة ربط خيوط اللعبة او ايجاد خيوط بديلة عبر ما يجري بالدوحة من اعادة هيكلة المجلس الوطني بطرد القوى العلمانية والمدنية والقومية منه ( باعتبارها قوى هامشية على ارض الواقع ) وسيطرة التيار الاسلامي ( المعتدل محاكاة بتونس ومصر وليبيا ) عليه ومحاولتهم ربط قوى الداخل به عبر توسيع مشاركتها في مؤسساته والاهم من ذلك زيادة الدعم المالي عبر تشكيل ما يسمى حكومة انتقالية من شخصيات وطنية ؟

يبدو ان الوضع في سوريا يسير بشكل متسارع نحو فوضى عابرة للحدود في ظل تسارع نمو وانتشار الجماعات السلفية والجهادية وفي ظل ظهور بوادر سقوط دراما تيكي للنظام والاهم من ذلك كله في ظل غياب قوى بديلة فاعلة على الارض تستطيع ملء الفراغ التالي لهذا السقوط.

يذكرني ما يجري بالدوحة بالمثل : بعد ما ضرطت شدت ليتها



#سمير_ابوحامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سمير ابوحامد - بعد ما ضرطت شدت ليتها