النظام الاردني والاخوان المسلمين

احمد خلف الجعافرة

الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لفت نظري قول لاحد المواطنين خلال رده على سؤال حول المشاركه في الانتخابات النيابيه من


عدمها حيث قال:(اذا شاركنا في الانتخابات فكأننا نؤيد النظام ؛واذا لم نشارك فكاننا نؤيد موقف


الاخوان المسلمين)وتعليقا على هذه المقوله اقول:ان اشاعة ان هناك قطبين في الصراع السياسي الدائر في الاردن هما النظام الاردني من جهه


والاخوان المسلمين في الجهة المقابله هي اشاعة سربها النظام الاردني وروجها اتباعه وصفق لها


كل من لا يعرف عن اساليب النظام الاردني اي شيء؛ذالك ان الجميع يعرف ان الاخوان المسلمين


لم يكونوا من المبادرين لاتخاذ موقف جاد وواضح من اجل اصلاح النظام الاردني في البدايه وقد


لاحظنا هذا الموقف بشكل واضح من خلال مطالبتنا بنقابة المعلمين حيث ان اغلب الذين كانوا


يطالبون بكل جرأه وبكل اصرار على احياء نقابة المعلمين هم من غير الاخوان المسلمين ؛ ويعرف


القاصي والداني انه كان لدى المطالبين بالنقابه ثلاث لجان اكاد أاكد ان لجنتين منهما وهما- لجنة


معلمي الاردن ولجنة عمان الحره --لم يكن فيها اي عنصر من عناصر الاخوان المسلمين ؛اما اللجنه


الوطنيه لاحياء نقابة المعلمين والتي كانت تضم قيادات 42 مديرية تربيه فلم يتعدى عناصر الاخوان


بها اكثر من سبعة اشخاص؛اما على صعيد الحراك الشعبي الاردني فنحن نعرف ان الاخوان المسلمين لم ينزلوا الى الشارع


الابعد ان عمد النظام الى ارتكاب خطيئه بحق الحراك الشعبي الاردني عندما حرض زعرانه على


ضرب مسيرة جامع الحسيني التي كانت بتاريخ 15-3-2011 ؛ والكل يعلم ان شباب اليسار الاردني


بشكل عام كانوا قد نظموا اكثر من خمس مسيرات في وسط البلد قبل هذا التاريخ ؛ وعندما جاء قرار


نزول الاخوان في الجمعه التي تلت جمعة 15-3-2011 نزلو بشعاراتهم وهتافاتهم التقليديه مثل


القرءان دستورنا واعادة وزارة التموين ولم يتم طرح مطلب اصلاح النظام الا بعد جلسات وجلسات


مع التجمع الشعبي للاصلاح حتى تم استجلاء كنه شكل الاصلاح الذي نريد وتم الاتفاق على معنى


اصلاح النظام وانه يعني بالضبط الفصل بين السلطات وتحديد صلاحيات الملك بحيث يكون الملك


رأسا للسلطات وليس رئيسا لها ؛هذا من جانب اما من جانب آخر فان الاشاعه التي تم تسريبها من قبل النظام بهذا الشان فهي تعني


ان لامشكله بين النظام الاردني وبقية الاتجاهات السياسيه داخل الاردن وهذا اجحاف بحق تلك


الاتجاهات التي نعرف جميعا انها لم تقبل النظام الاردني الا بعد اعادة الحياه البرلمانيه وبعد السماح


للاحزاب بالعمل اي في بداية تسعينات القرن المنصرم والكل يعرف ان هذه الاحزاب قبل هذا


التاريخ كانت تطالب باسقاط النظام الاردني ولم يتراجعوا عن هذا المطلب الا لان النظام قد تراجع


عن نظرته الاقصائيه لتلك الاحزاب من جانب ومن جانب آخر فان الزمن قد تجاوز الكثير من


الطروحات الانقلابيه التي كانت تنادي بها بعض الاحزاب خصوصا القوميه منها بسبب الامثله الحيه


في الدول العربيه الجمهوريه المجاوره التي لم تكن باحسن حال من النظم الملكيه.اضافة الى ذالك فان الحراك الشعبي الاردني يضم بين جنباته الكثير ممن يختلف جذريا مع ايدلوجيا


الاخوان المسلمين من حيث النظره للكون والحياه ومستقبل التشريع في الاردن وهذا خلاف بين


وواضح الا انه خلاف يمكن اعتباره خلاف لاحق وليس مرحلي مع الاخوان المسلمين ؛ ومادام


الاخوان المسلمين استطاعوا ان يتحولوا -- على سبيل المثال- من المطالبه بمبدأ الشورى وتحولوا


الى النظام الديمقراطي فنحن نعلق على هذا التحول الشيء الكثير عنوانه انهم حزب قابل للتغير


والتحول وفقا لضروف المرحله ؛وهذا طبعا ليس كل شيء في تحول الاخوان فالاخوان قبلوا بالملكيه


الدستوريه بعد ان تم رفضها من قبلهم قبل اقل من ثلاث سنوات من قبل قيادي اسلامي نكن له


الاحترام الا وهو الدكتور ارحيل الغرايبه وقبولهم بهذا المطلب واصرارهم على المطالبه به يعني


لدينا الكثير فهو اولا يعني ان الاخوان قد قبلوا بالدوله المدنيه وثانيا يعني قبولهم للاخر المختلف وثالثا


يعني رفضهم للحكم الثيوقراطي الذي طالما سمعناهم يطالبون به.فاذا كانت المطالب التي يطالب بها حزب الاخوان المسلمين هي نفس مطالب الحراك الشعبي


الاردني الذي يضم بين دفاته كل التشكيلات السياسيه في الاردن فلصالح من يتم وضع الاخوان


المسلمين والنظام الاردني كقطبي رحى دون وضع اي اعتبار للقوى السياسيه الاخرى .

#احمد_خلف_الجعافرة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل