أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم كيرياى - مقاربة لمنهجية السياسة الدينية التمييزية














المزيد.....

مقاربة لمنهجية السياسة الدينية التمييزية


هيثم كيرياى

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتبط الفكر الاسلاموى السياسى فى الدولة السودانية بمدرسة الاخوان المسلمين حين النشأة الاولى فى اربعينيات القرن الماضى فيما عرف حينها بجبهة الميثاق الاسلامى , التى تكونت وقتها كمشروع سياسى لصد التمدد الماركسى وقوى اليسار داخل الحراك النخبوى السودانى اى ان المشروع المنهجى الفلسفى كان ابعد مايكون عن احقية الفكرة الاسلاموى التى تحتاج لمنهج دعوى تصالحى بعيدا عن فكرة المصادمة والصراع مع مشاريع فكرية متسقة على نسق انسانى يعالج قضايا مجتمعات وشعوب متباينة عقائديا لصناعة منتوج انسنة يقفذ فوق ارتباطات الدين الى مشرع الانسان والحياة , تلى تلك المرحلة فك الارتباط بين الاخوانجية وجبهة الميثاق والتحول نحو الجبهة الاسلامية القومية كحزب سياسى اسلامى يمارس سلوك الاقصاء والتمييز بمرجعية دينية ضد الاخر المتحرر من قيود الدين فى الحراك السياسى , من يتابع قشورية الفكرة الاستهلاكية التى تمارس باسم الدين كمطية مرحلية تخدم اجندة خاصة تتضح من خلال شكل التطور او التحور الفكرى من تيار اسلامى يدعوا كما ادعوا الى تنقية المجتمع وتطهيره وبعث المشروع الحضارى الى تيار راسمالى حقيقى كشف عن وجه السافر الذى كان يخفيه خلف عباءة الامام عندما صادق السلطة بزى الجنرالات بانقلاب عسكرى فى عام 1989 تلك اللحظة الفاصلة والتاريخ الحرج الذى بين للاخر ان المشروع الدينى كفعل سياسى ومنهج للحكم يتمظهرفقط حين المرحلة والاحتياج للاخر (الناخب) ,
طلت السلطة المطلقة للاسلامين عبر انقلاب عسكرى على الشرعية الديمقراطية الموجودة مما استصحب استحقاقا للاخر ان يتبين فشل المشروع الدينى فى اقناع الناخب بمشروعه الحضارى وسقوطه امام التجربة الديمقراطية السلمية للتداول السلطوى وفق منهجية هشة اتسمت بصناعة فرز مجتمعى على نسق الانتماء الدينى وليس انتماء المواطنة والحقوق ثم تلت تلك الهشاشة اذمة اخرى انتجتها مفرزة الاخوانجية على النسيج المجتمعى السودانى داخل المنظومة الحزبية الحاكمة باسم الدين بنشوء تيارات جهوية وعرقية استصحب حالة محاصصة واقصاء حاد للاخر الجهوى المنتمى للفكرة والمرتبط بالممارسة التاريخية للحزب الاسلاموى ولكنه مختلف عرقيا عنهم فسقط جدار الدين امام مدرسة العرق المسيطر على دولاب الاسلاميين وتحوله الى صراع عرقى ومفاضلة النوع على المنهج ,
بداية التمظهر التمييزى للحركة الاسلامية فى السودان بداة عندما اعتلت سدة الحكم بتحويلها الحرب الاهلية فى جنوب السودان الى حرب جهادية مقدسة تدافع اليها الاف المتشديين باسم الجهاد ضد مواطنيين ثاروا على المركز وقتها رافعيين شعارات مطلبية عادلة مرتبطة بالتنمية المتوازنة واستحقاقهم بمساحة لحكم مناطقى(اقليمى) فتحولوا الى سلم يرتقى به المتشددين الى جنات الفردوس خالقين بذلك حرب دينية ضد المواطنيين الجنوبيين مما ولد استحقاق المفاصلة وذهاب الجنوب من جغرافيا الوطن السودانى صانعا دولته المستقلة كمكسب للنحبة الاسلاموى التمييزية الحاكمة فى المركز ,ثم تحور اخر استصحب الفكرة الدينية بخلق اوار حرب اهلية اخرى داخل النسيج المجتمعى السودانى(دارفور) التى تعتبر منطقة جغرافية يرتبط جميع سكانها بالمذهب السنى الاسلامى اى لاتوجد مساحة هنا لصراع دينى جهادى لكن مايتضح ان شكل التطور البنيوى للفكر الاخوانى يمارس فرازاته الطبيعية هنا بمنتوج العرق والنقاء مارس خلاله تصفية عرقية حادة باسم النوع ,
خلاصة الفكرة ان مايسمى بمشروع اسلاموى لايعبر الا عن فكرة تمييذية بدأت اولا بتمييز دينى استقطع نصف الجغرافيا ثم تحول الى مشوع تمييزي عرقى ينسج الان خيوطه فى منطقة مايسمى بالحزام الافريقى الذى ربما يسجل هو الاخر حالة انفصالية مكونا دولته التى سوف تليها دول اخرى طالما المنتوج الفلسفى لمايسمى بدولة الاخوان مسيطرا على دفة الحكم فى السودان ,
الاذمة الحقيقية هنا ان نستصحب مشروع دينى الى منطقة حساسة تسمى السياسة وعبرها توجد حالة تنفيذية تسمى السلطة لان المستخلص من التجارب يوضح بجلاء ان ماقام على فكرة سيطرة عقائدية لن يفرخ الا حالة متاذمة من التمييز الدينى ثم يتطور الى تمييز نوعى ثم ينغلق على زاته مكونا دوائر مصلحية ضيقة مسيطرة على شكل الدولة



#هيثم_كيرياى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية خطاب الهامش والمركز


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم كيرياى - مقاربة لمنهجية السياسة الدينية التمييزية