إسماعيل محمد إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 08:41
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
لم يكن من بد من الخوض المستمر في هذا الموضوع دون حصره بمناسبة ما , ما دام للرجــــل رجولته وللمرأة أنوثتها وما دام الرجل لم ير اكتماله إلا بالهيمنة الطاغية على امرأته وابنته وأخواتـــه ولربما على أمه لأن الرجل ـ الذي ليس كالرجال ـ يرى أنه أوحد القرار في شــــــــؤون بيتــــه فهو رجل في المجتمع الرجولي ويأخذ بهذا ، مغلقا الباب على حقيقة أن المرأة كانت أيضا في المجتمع الأمومي صاحبــة القرار, ومتناسيا أن السؤال عن وأد البنات ( بأي ذنب قـُتلتْ ) لم يعد قابلا للتذكير به منذ عهد النبي محمد ( ص ) ولذا استوجب تعديل العيش ليكون لكلا الجنسين في الخلق حقه في القرار الذي يخصهما معـــا , وإلا فعلى الله جل جلاله أن يبدل في الإنسان عقله ليخلق في رأس المرأة ( روبوتـــا ) لا تحركــه إلا أوامر الرجــل , عقلا لا تحركه المشـاعر والأحاســـيس و( خلق الســماوات والأرض ) وأن يخلق للرجـــــل عقلا آمرا مطاعـا من ( روبوت) أعمى . معذرة قارئي العزيز إن كان ذا قد خلق في ذهنك انطباعــا بغير ما أقصد , وكأن حدود موضوعنا لا يتعدى صراع المرأة والرجل , إنما لأضربه مثلا لمن يبخسون المرأة حقهــــــــا في أن تكــون ( بشرا سويا ) , ومن يجعلون من النساء عبيدا للرجـال ما دام الكثير من تابعي الديانـــات يحددون ملكيتهــــن للرجل ( وليس لها من حق إلا خدمة البيت ومن فيه والإنجاب) ولا شيء آخــــــر وإلا فلها الويــل ( الإلهي ) ـ كما يزعمون ـ الذي استوجب العمى موضوعا تحت واجهة الفقه بهتانـــــا , وهاك المثل التالي :
في إحدى غرف ( البالتوك ) دخلت إمرأة لتتحدث باحترام بعد الســلام , فما كان من المشـرف على تلك الغرفة إلا أن صب جام ( غضبه ) ليعلن أنه ( غضب الله ) عليها إذ أســمعت صوتها للرجال مما يغريهــم على اشتهاء ما يغضب رب العزة !!! فما الذي نقوله في هذا الذي يعتبرونه تجديدا أدخلته تعاليم محمد عبد الوهاب في الإســلام , فيما لم يكن في حقيقته إلا دينــــا قائما بذاتـــــه متخذا من الإسلام اسمه ومن قواميس الجريمة تعاليمه .ا
المرأة في مجتمعاتنا ( النايمة ) تتعرض لإضطهاد مركب
من رجل البيت الذي يكدح لتوفير لقمة العيـش فيأتي متعبا لتراه زوجه وقد صيّر ( غضبه ) على رأسها (غضبا لله ) الذي ( لم يعطه إلا العمل المضني !!).ه
ومن الدولــة التي لا تتيح قوانينهـــا للمرأة في أن تكون ( بشرا ) يمتلك الحــق في الرأي والمشاركة في تسـيير دفة الأسرة والمجتمع بما يضمن حقا متساو في الطمأنينة والأستقرار والعمل والأجــــر في العمل المماثل .ا
ومن المجتمع الذي يرى في المرأة مخلوقا ( تكرم عنه , وأجلك الله منه )ا
ومن نفسـها ـ يا ويلي ـ حين تتكـون كل هذه التصورات في عقلها قانونـــــــا تخضع نفسها له تلقائيـــا وقد تكون المظاهرة النسائية التي أيدت إلغاء قانــون الأحوال المدنية الصادر في عهد ثورة تمـوز /1958 تلك التي خرج فيها جمع من النســـاء ( مغلفات بالسواد ) حتى لم تعد تعلم ما إذا كن نســـاء حقيقيات أم رجال بزي نساء من أجل الكثرة ّ! ترى والحال هذه كيف لا نشعر بأن المرأة أيضا تبهرها وسامة الرجـــل لنأمر الرجل الوسيم بلبس البرقع خشــية على المرأة من ( نقص عقلها ودينهــا ) !!! أم أن على المرأة أن ترى الوســيم ( ثورا ) لأن على الرجــــل المتدين أن يدعو الله ليريه المرأة ( بقرة ) !! لئلا يغويان بعضهمــــا, وعذرا أن هذه النعـوت لم تكن من عندياتي بل من أفواه ( رجال تعكزوا بهتانـا على دياناتهــم وما هـــم برجال ) وأســتغفر الله من ( نقص العقل والدين ) المزعــوم والمختلق في حق المرأة في أن يشـــــمل هذا الزعم الأسود ببطلانه أزواج الرسل عليهم الصلاة والسـلام أو بناتهم ! , وأمهاتنا .ا
المرأة مكتمل ( عقلها ) ـ كما أزعم وأن بعض ( الزعم ) إثـــــم ! ـ فأصبحتْ في العلم محامية ومهندســـة ودكتــورة وبروفيسورة علوم الذرة , وملكة ووزيرة ورئيسة وزراء تدير دولا قويــة ومتطورة , وأصبحت بطلة في غزوها الفضاء, وشرطية تلاحق عصابات الجريمة وجندية تسـتخدم الدبابات والمدرعات والطائرات المقاتلة وكل صنوف الأسلحة , فكيف يمكن لرجـل إن سـرّحتـَهُ بخمـسة نعاج أضاعها أن يعادل 2× أنديرا غاندي أو 2 × تاتشر أو 2 × بناضير بوتو وأمثالها اللواتي يمكن ان يصبحـن في العراق مثلا أوفي أي بلد مثـْلَ ما في الهند وبريطانيا وباكســــتان وبنغلادش !! شـــريطة أن ننهض من غفلتنــا أو من غفــوة عقولنا أو خدرهــا بممنوعات تنسب إلى السماء التي لا ترتضيها وإن رضتها فلعالم ينتمي لما قبل الوعي المستمر بالنمو !! ليخلق الدسـاتير والقوانين الراعية لحقوق الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه ومعتقده.ا
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟