سرقة من المهد إلى اللحد

تيموجين كان

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قصة جيل سرق حتى آخر يوم يعيشه الآن

أنا في العقد الخامس من العمر , ترعرعت في أسرة فلاحية متوسطه وفي قرية متحابة متعاونة ذات طابع ديني متسامح وبسيط وغير معقد يعمل أهلها بجد لسد حاجاتهم الحياتية وكانت تسيطر على أفكاري فكرة المساواة والمحبة وإن الناس سواسية وإن فكرة المساواة كانت تشغل بالي بإستمرار وحبي للعلم والمعرفة والوصول إلى المجتمع الفاضل كان كل همي ,
ومن هنا بدأت السرقة , سرقتي أنا , سرقة الطموح والآمال البراقه الي كانت تشغل بالي ..
سرت في الطريق الديني ولكن لم أصل الى ما أريد من التغيير للأفضل , في تلك الأحيان لاحت شعارات الساسة اللصوص البراقة , من مساواة وحرية وتطور وتحديث وهنا مشيت في طريق الإبتزاز والسرقة لطموحي وأمانيي وأفكاري ,
تصورو أيها الأخوة لهذا المثال الحي ّ :
كنت صغيرا حوالي التاسعه من العمر , ايقظتني أمي لأوصل العنزات الى القطيع المتجمع في ساحة القرية , ليأخذه الراعي الى المراعي , وبعد أن ذهب الراعي , شاهدت ثلاثة أو أربعة رجال يجلسون بجانب الحائط وأحدهم كان يساري متعصب يروي حديثه التالي , يقول لمن حوله .. :
هل تعلمون أن السوفيات يعلمون الحيوانات وحتى الحشرات حيث علموا النمل بالإشارة ليخرج من عشه الأول ويصطف خلف بعضهم ويشكلو كلمة مو .. والعش الثاني يخرج ليكتب كلمة سكو .. وبذلك تصبح الكلمة موسكو ,
ومن شدة دهشتي سألته :
عمو وهل يكتبون في بلاد السوفييت بالعربية مثلنا .. ؟
وكان سؤالي سؤال الطفل البريئ ... فنظر إليي نظرة حاقدة غاضبة .. وانصرف دون أن يكلمني ولم أعلم لماذا تصرف هكذا إلا بعد سنين النضج والإدراك , حيث فات الأوان وحيث كانو يسوقون الزيف والكذب والتضليل لعقولنا ويسخروننا لتنفيذ مآربهم الذاتية والعائلية الدنيئة , حيث لا علاقة لهم بالمبادئ ولا بالمساواة ولا بالحرية , إنهم أكبر لصوص ومبتزين لأخلاقية شعبنا وطيبته وتسخيره لأهدافهم الغير نبيلة ,وهكذا تمت سرقة سوريا بواسطة المبادئ و الأهداف البراقة حتى نام الشعب السوري خمسين عاما يدفع و يدفع و يدفع لأجل الأهداف السامية المزيفة من تحرير فلسطين الى الاشتراكية المزعومة و الحرية التي لم يراها يوما حتى أضحت سوريا مشاعا لكل أفّاق و لص .
أرجو من الجيل الجديد والشاب أن يفكر أكثر ويحلل أكثر ولا يتعصب لأي كان , فكرا أو حزبا أو دينا أو شخصا .. كائنا من كان ليحمي نفسه من السرقه والإبتزاز الذي تعرض له جيلنا , وقد تكون أسوأ عبارة بحق المجتمع البشري ... أنه مفطور على الإفتراس ...
تيموجين

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات