أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤمن المحمدي - الشهيد قزمان بن الحارث .. رد اعتبار














المزيد.....

الشهيد قزمان بن الحارث .. رد اعتبار


مؤمن المحمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 02:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا تقول عزيزي المسلم في رجل قاتل في جيش نبيك وأبلى بلاء حسنا، حتى إنه لم ينسحب حينما انسحب الرجال، بل استمر في القتال حتى أدت به الإصابات إلى الموت؟
إنه شهيد، أليس كذلك؟

حسنا، دعنا نقص عليك قصة رجل فعل هذا ويعتبره نبي الإسلام محمد "من أهل النار". إنه قزمان بن الحارث.

كان هذا الرجل من أهل يثرب، ولما هاجر إليها المسلمون فارين من اضطهاد أهل مكة، أهلهم، لم يكن قزمان من المؤمنين بالإسلام، ولا بنبي الإسلام. وهو ما جعل محمدا يقول حينما يذكر اسمه: إنه من أهل النار.
يوم غزوة أحد، لم يخرج قزمان للقتال، لعدم اقتناعه بجدوى القتال، لكنه عندما استيقظ، ووجد النساء في الدور، والرجال في المعارك، اتحذ القرار بالدفاع عن بني قومه. سحب سيفه، وخرج حتى لحق بالجيش، واخترق الصفوف حتى الصف الأول، وكان صاحب أول سهم ألقي في وجه المكيين.
ونحن نعرف أن المسلمين انتصروا في بداية المعركة قبل أن يفعل خالد بن الوليد فعلته، ويحكم خطته، مما جعل الأمور تنقلب رأسا على عقب، وهنا انسحب كثير من المسلمين إلى الجبال، حتى كبار القادة انسحبوا وفروا.
قليلون هم من ثبتوا، وكان أول هؤلاء القليلين هو قزمان بن الحارث، الذي ظل يدافع عن قومه حتى أصيب في كل موضع بجسده، وعندما انجلى غبار المعركة بشائعة وفاة محمد التي كفت يد المكيين عن جيش المسلمين. تجمع "المؤمنون" حول قزمان الذي كان قد اقترب من الموت، وقالوا له: أبشر يا قزمان، فكان رده: بم أبشر؟ لقد قاتلت دفاعا عن قومي أو كما قال (حتى لا تطأ قريش سعفتنا).
لم يتحمل قزمان جراحه، فانتحر.

ويتلقى محمد نبأ وفاة قزمان فيعتبرها دلالة على أنه رسول الله حقا، إذ أن الرجل قد مات منتحرا، إذًا مات كافرا، إذًا هو من أهل النار!
غير أن لنا ملاحظات على هامش قصة قزمان، تكشف بعضا من طريقة تفكير العقل المسلم، حتى يومنا هذا.


1. رغم أن النبي محمدا يعرف تماما أن قزمان لم يكن من أهل الإيمان، إلا أنه قبل، وهو قائد الجيش، أن يدافع الرجل عن راية الإسلام، حتى إن ضحايا سيفه كان نصف قتلى المكيين يوم أحد. ويقال الثلث. أي أنه كان جيشا بنفسه. وكان تعليق نبي الإسلام وقتها إن الله يسخر الكافرين لخدمة الإسلام.
هذه المقولة المحمدية تتكرر اليوم بحذافيرها، حين تجد مسلما يتحدث عن إنجازات الغرب باعتبارها تسخيرا من الله عز وجل للكافرين، فيتعبون ويخترعون ويستكشفون، حتى يتفرغ المسلمون لذكر الله.
نعلم أن هذا الرأي ليس منتشرا بين المسلمين، لاسيما المتعلمين، لكنه موجود، كما يمكننا أن نلمح هذا الفكر في مواقف أخرى كثيرة ليست بهذه المباشرة، وإذا امتد خيط الأمر على استقامته، ربما كشف لنا هذا كيف يتحالف الإخوان المسلمون مع الإدارة الأمريكية، ولماذا يحصل أمهاتهم وأبناؤهم على الجنسيات الغربية، التي يعتبر أهلها أهل كفر وضلال.


2. على عكس الشائع، من أن الطرح الإسلامي يقدر "الوطنية" و"القومية"، وشعور الإنسان بالانتماء إلى بلده، فإن هذه القصة تكشف أن المشروع الإسلامي لا يعترف إلا بالانتماء الديني، فهذا الرجل قتل دفاعا عن بلده، التي هي بلد الإسلام وعاصمته، ولم يكن هذا كافيا حتى يجد ولو تأبينا مجاملا بكلمات طيبة.
أن تكون مسلما أو لا هو المعيار الأول، وربما الأوحد على مسطرة المسلمين. فقزمان الشهيد من أهل النار، في حين نجد عثمان الذي فر من المعركة قبل بدايتها، في الواقع لم يشارك في أي معركة إلا بأمواله، عثمان هذا في الجنة، بل إنه من العشرة المبشرين بالجنة.


3. يصف كثير من المراجع الإسلامية قزمان هذا بأنه "منافق"، استنادا إلى أن قتاله لم يكن في سبيل الله، وإنما لأهداف أخرى. ومن هنا نفهم أن فكرة "المنافقين" في السياق الإسلامي، التي أفردت لها سورة في القرآن، ليست لها ذات الدلالة التي نعرفها الآن. فإذا كنا نعتبر النفاق هو أن تظهر عكس ما تبطن، فإن الرجل كان أبعد ما يكون عن النفاق، حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
كان بإمكانه وهو يموت أن يقول كلاما كأي كلام يستدر به عطف رفاق السلاح، أو يلقى ميتة أفضل، أو تأبينا لائقا، أو ذكرى، أو خلودا، أو ما أشبه. لكنه كان ثابتا على مبدئه وفكرته. ولو كان فعلها لما نعته المسلمون بالنفاق! بل ربما درسوا سيرته في المدارس، واعتبره المسلمون بطلا من عليه الله بالإسلام في آخر لحظة، وفي تقديري الشخصي البحت أن المسلمين يحبون النفاق عن قول الحق.


4. تعطينا قصة قزمان فكرة أنه كان بيثرب رجال لم يؤمنوا بالإسلام ولا بالرسول، أو آمنوا وكان لهم اجتهاد خاص، وأن هناك تعمدا لإغفال ذكر هؤلاء، ولولا أن الرجل كان شريكا أساسيا في واقعة ضخمة كمعركة أحد، لما ذكر من الأساس، وحتى دوره البطولي لم يكن شافعا للمؤرخين المسلمين حتى يقصوا لنا تفاصيل أكثر عن حياته، وطبيعة علاقته بالسلطة الجديدة في يثرب، وتاريخه قبل الإسلام، وهل كان من الأوس أم من الخزرج، وما هو انتماؤه العقدي والفكري، هل كان وثنيا، أو مسيحيا، أو ..... إلخ.
إنهم يكتفون بذكر أنه "منافق". وهو الأمر الذي يتطلب جهدا بحثيا لإعادة النظر في الحياة السياسية أثناء نشاة الدولة الإسلامية، وتفاعلات هذه الحياة. حتى نعرف أن الأمر لم يكن بهذه البساطة: مسلمون أخيار يواجهون كفارا أشرارا. ويا ليته كان كذلك.



#مؤمن_المحمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنت الله؟


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مؤمن المحمدي - الشهيد قزمان بن الحارث .. رد اعتبار