أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر كمال الخطيب - السوريون على موائد السوريين














المزيد.....

السوريون على موائد السوريين


عمر كمال الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 01:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس لعيب في ألسنتهم أو لنقص في عقولهم يسكت السوريون عن أخطاء المعارضة ,بل لامتلاكهم من المعرفة والوعي ما يخولهم معرفة الماضي التعيس لهذه المعارضة وما تعانيه من ضعف وتخبط وما للنظام في تكريس ذلك من أياد سوداء .وليس هو كذلك حب السوريين الأعمى للمعارضة ما يجعلهم يغضون الطرف عن تقصيرها بل لنفاذ بصيرتهم ولئلّا تصير سيوفهم المشرعة في وجه النظام مسلطة على رقاب المعارضة في ظل نظام يتهم الشمس بكسر زجاج النوافذ في دمشق .وليس من الفطنة كسوريين إذ نشعر هذا الاستعصاء في واقع الثورة أن نلوم النظام السوري وهو الواضح في قتله واستقتاله أمام مصالحه ,مصرحا منذ الهتاف الأول بأنه لم يفهم لغتنا , وبأن أجوبة ما سألناه ستكون ما نرى من ناره في الشارع لا ما نسمع من أبواقه على الشاشات بل تفرض أن نعيد البحث في إمكانياتنا والنظر بدقة لمعرفة العائق أمام إرادة لو أُحسن تصريفها لاقتلعت نظام الخدمات الهش هذا منذ زمن _وإن كان الأمر لا يستدعي دقة النظر _فمعارض حديث السوريين عن معارضيهم وما يصل منها حد الاتهام يوجب القول بأن ثباتكم على تصريحاتكم الإنشائية المتكررة الجافة من مثل (الثورة مستمرة- رحم الله شهداءنا - الحرية للمعتقلين)أمام التغيير المتسارع الحاصل في الواقع السوري وأمام الإنزلاقات المحتملة بل والمرتقبة للأسف لا يرقى مستوى الحدث السوري ولا يبشر خيرا ولا يعكس إلا تصحركم السياسي ونفاذ أدواتكم وانخفاض مستوى تمثيلكم وشرعيتكم _صرّح الشعب السوري بذلك أم لم يفعل_ومرد هذا هو الخذلان الذي يستشعره السوريون والناتج عن تمترسكم في تجمعات كتيمة لا ينفذ إليها الشباب وكأن أعضاء الهيئات والتجمعات والمجالس أعضاء منزلين معصومين عن أخطاء قد يقترفها السوريون بمشاركتهم لهم, وناتج كذلك عن التباين المخزي بين واقع الداخل السوري وبين واقع تنظيماتكم فشهداء الثورة يتشاركون قبورهم الضيقة في الحدائق والمنازل المدمرة وكذلك المعتقلين يتناوبون على زنازين الأفرع الأمنية في مختلف المحافظات أما أعضاء تنظيماتكم السياسية المعارضة ف(هم أو لا أحد) ولم تلد أمهات السوريين غيرهم لهذه المناصب , وثالثها هو الفارق المخجل بين مشاكل السوريين ومشاكل معارضتهم فقد تعدّت مشاكلهم السياسة برمتها منذ زمن ودخلت وبقوة للأسف طور الأزمة الإنسانية الأخلاقية اليومية فما يشغلهم اليوم تأمين توابيت وإمكانية تشييع ونفاذ أدوية وترميم مسكن وسؤال دائم عن مصيرهم غدا وحظوظهم في البقاء أحياء أما مشاكلكم فلا زالت تقتصر على مقعد إضافي لتيار ما في المجلس أو دراسة إمكانية تمديد لرئيس المجلس , لقد اتسعت أزقة الشام للسوريين على كثرتهم وضاقت بكم قاعات القاهرة واسطنبول وروما مؤخرا _على قلّتكم_ويبقى الأخطر في الأمر هو وقوعكم في فخ التقاطع مع النظام ومشابهته _من حيث لا تعلمون_فأنتم هو في تغييب الشارع السوري عن الحاصل في أوساط المعارضةوأنتم هو في تسوية مشاكلكم على حساب السوريين وأنتم هو في تحييد الشباب عن العمل السياسي وحصره في تياراتكم تيارات ما قبل الثورة وفي ذلك إقصاء لكل فكر جديد عن الظهور وقولبة المعاني الجديدة للواقع على أحجام مفرداتكم التقليديةوأنتم هو في مبادلته التهم والاستفادة في أحيان كثيرة من منهجية تفكيره واستعارة أدواته وحتى القذرة منها كالورقة الطائفية إن صب ذلك في مصلحتكم وهذا يعني مفارقتها لمصالح السوريين في العيش المشترك*الحاصل في سورية ثورة وإن كان لا بد لفهم المسألة من وجود طرفي نزاع فهما نعم الشعب والنظام الأسدي ولكن حذارأن تكونوا نقطة ضعف الثورة أو مقتلها فقد عهدنا منها في كل هذا الإستغناء العربي والعالمي عنها والإستفراد الوحشي بها بأنها تداوي جرحها منفردة وتسقط أولا أعباءها لتمضي أخف وأسرع لإسقاط النظام.



#عمر_كمال_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون على موائد السوريين


المزيد.....




- عشر سنوات على الاتفاق النووي الإيراني.. من أروقة الدبلوماسي ...
- بعد هروبه من السجن داخل كيس غسيل.. السلطات الفرنسية تلقي ا ...
- ترمب يدعو أنصاره إلى التوقف عن نبش ملفات إبستين
- في عيده الـ100... مهاتير يقود دراجته وسيارته ثم يدخل المستشف ...
- اتجاه المصالحة: تفاصيل لقاء سري بين مساعدي تشارلز وهاري
- انتشال 6 جثث بعد غرق قارب قبالة جمهورية الدومينيكان
- إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء جميع الرحلات بعد تحطم طائرة ص ...
- حصيلة اشتباكات السويداء ترتفع لـ89 قتيلا بينهم 14 من الأمن
- شركتان تعلنان انتهاء البحث عن باقي أفراد طاقم سفينة هاجمها ا ...
- زيلينسكي ناقش مع المبعوث الأميركي تعزيز الدفاعات الجوية


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر كمال الخطيب - السوريون على موائد السوريين