ما أشبه اليوم بالأمس

أحمد الشافعي

الحوار المتمدن-العدد: 3889 - 2012 / 10 / 23 - 08:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا وجه للمقارنة بيننا وبين أي دولة من الدول العشر الكبار ، من اليابان شرقا ، حتى أمريكا وكندا غربا ومن أوربا شمالا حتى مَنْ جنوبا ، لا أحد سوى جنوب إفريقيا التي بدأت تنهض من سنوات عديدة . وفي وسط أفريقيا بدأت أوغندا وبروندي وربما أثيويبيا . أصدقائي مشكلتنا مستعصية ، لأننا عشنا في الاستبداد الشرقي قروننا طويلة ، فتعلمنا عادات وتقاليد أو قل قيودا وأغلالا نرسف وتشدنا نحو الأرض ، نحو حفر ووديان وعرة حضاريا وإنسانيا ، أريد بحثا منصفا عن الفتنة الكبرى مادام الإخوان المسلمين لا يرضون عن طه حسين واتهموه بالكفر ، ولم يقرءوا دفاع وكيل النيابة محمد نور ، الذي كان دفاعه عن كتاب ( في الشعر الجاهلي ) قطعة أدبية رائعة ، ودفاعا قانونيا عن حرية العلم والبحث ، فلنضرب صفحا عن هذا الكتاب ، وعن كتابه الرائع الفتنة الكبرى ، وليأت لنا باحث منهم ويقول لنا عن رأيه في معاوية كخليفة للمسلمين ، بعيدا عن كونه صحابي ، ومادوره في التحريض على العداء ضد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب؟ وإصراره على تسليم قتلت عثمان رضي الله عنه ، وسنرى أنه حين اعتلى كرسي الخلافة نسي تماما قتلت عثمان ، وفي زيارته للمدينة حاصرته فاطمة إبنة سيدنا عثمان لماذا لم يأت بقتلة أبيها ، فتهرب منها ... ما تقييم الباحث التاريخي لهذا الموقف؟ معاوية كان داهية ، ولكن موقعة الجمل قسمت المجتمع الإسلامي إلى شيعة وسنة وخوارج ، ودارت حروب طاحنة ، سقط فيها آلاف من المسلمين ، من يتحمل وزرهم؟ وكان من نتيجتها مقتل آل البيت جميعا ، وأن طاغية وإرهابيا بشعا ظهر في تاريخنا الإسلامي كالحجاج بن يوسف الثقفي ، فروع أهل العراق مما سوغ العنف والقتل والإرهاب في الدولة الإسلامية ، ومهد لكثير من الفتن والقتل ، واستشرى الكذب ، وقنن الفقهاء للتقية (الكذب) . وحين ظهر من يعيد ميزان العدل إلى نصابه قتلوه وأعني به الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز ، والقاتل من؟ .. عمته ، التي يحاول أنصار الإخوان المسلمين تبرئتها ... وأيضا يبررون لقتل عبد الله بن المقفع حين اتهمه أبو جعفر المنصور بالزندقة والإلحاد وقطع من لحمه وشواه على النار وأطعمه إياه حتى مات ، لسبب لا يمت إلى الزندقة أوإلى الكفر بصلة ، جريمة من أبشع الجرائم في التاريخ الإنساني ، كالموت على الخاذوق ، ومأساة المؤرخين إعتمادهم منطق العقلية التبريرية التي أشاعوها بين سطور الكتاب الإسلامي ، وانهارت الخلافة العباسة ، وفي مواجهة فريدة بين هولاكو وآخر خليفة إسلامي أرجو أن يقرأها مدعو الأسلمة ، وكان هولاكو يعاير خليفة المسلمين بخيبته وعدوانيته على المسلمين وعدم رعايته لرعيته ، فيقول له قبل أن يقتله : أنا سخط الله عليك . تخيلوا .. يقولون لماذا القديم؟ لسبب بسيط جدا أن القديم يلقي بظلاله على الجديد ، فما أشبه اليوم بالأمس .

#أحمد_الشافعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات