المجتمع العراقي بين المعاناة والامل

كامل جواد عاشور

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما اكثر معاناة الشعب العراقي في عصر الديمقراطية والتعددية الحزبية التي كان المواطن يستبشر منها نهاية لمعاناته وحلا لمشكلاته، لكن للاسف قد تلاشت كل هذه الامال التي كان يحلم بها المواطن لبناء حياة سعيدة مليئة بالرفاهية، واصبحت كارثة يعاني منها الفرد المسكين، مستغلين طيبته وبساطته من خلال شعاراتهم الرنانة وتصريحاتهم الوطنية للاسراع في انتخابهم على المراكز العليا املً في تقديم افضل الخدمات لهذا الشعب المظلوم
وبعد جلوسهم على الكراسي واستلامهم المرتبات العالية وانغماسهم في عيشة الترف والرفاهية، تناسوا ان هناك شعب ينتظر منهم تنفيذ مواعيدهم التي اوعدوها له واصبح كل حزب او كتلة تحاول ان تحصل على الجزء الاكبر من كعكة خيرات الوطن.
وبدأ الفساد الاداري والمالي واهملت الخدمات وكثرت السلبيات والخروقات الامنية التي اصبحت من ثوابت يوميات الشارع العراقي من القتل والانفجارات التي يقع ضحيتها المواطنين الابرياء.
وكلما استغاث المواطنون من هذه الاعمال التدميرية عزفوا عليهم نغمة تشكيل اللجان التحقيقية المعتادة.
طبعا ليس هناك نتيجة لهذه اللجان ولم يطلع المواطن ولم يحصل على اية نتيجة لهذه التحقيقات منذ بداية الفساد الاداري والمالي الى الان .
اما الخدمات فاصبحت من المنسيات واذا ارادوا توفير بعض منها فتستغل من المسؤولين والاتفاق مع الشركات المتقاول معها لغض النظر عن العمل الذي يقوم بتنفيذه
لتصبح من الحالات الاعتيادية بين المسؤولين وبات العمل الذي ينجز من اسوا الاعمال لغياب الرقابة المهنية، وهذا ساري في معظم وزارات ودوائر الدولة.
اما الخدمات الصحية فأصبحت من سيء الى اسوأ فالادوية الفاسدة منتشرة، وخدمات المستشفيات متردية، والصيدليات يتولى ادارتها اشخاص غير مؤهلين لها اكاديميا، فضلا عن ضمور الرقابة الصحية واهمال وزارة الصحة لكل الخروقات المهنية .. مما جعل البعض يتلاعبون في صحة المواطن واقتناء الادوية الفاسدة وغير المرخصة وبيعها دون ذرة ضمير يحاسبهم على هذا العمل الذي يضر بصحة المواطن الذي بات لا حول له ولا قوة.
الامر الذي دفع بعض اصحاب الضمائر الميتة والنفوس الجشعة بتبنى ظاهرة ذبح الحمير وبيع لحمها على المواطنين وقد استغاث المواطنون امام وزارة الصحة والوزارات ذات العلاقة لمحاسبة هؤلاء المجرمون ولكن دون جدوى لعدم اهتمام المسؤولين وانشغالهم في كسب السحت الحرام من اموال الشعب دون مخافة الله، فأتقو الله يا من عهد اليكم الشعب المسؤولية وسلمكم الامانة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل