أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - حول لقاء المالكي بالحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

حول لقاء المالكي بالحزب الشيوعي العراقي


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 15:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في مقالة سابقة – وضوح ما بعده من وضوح – كنا قد وعدنا بالحديث عن هذا اللقاء وبداية أقول – للحقيقة – بأن هذه المقالة كنت قد كتبتها – في حينها – أي منذ اللقاء – لكني آثرت تأجيل نشرها لوقت آخر مناسب وذالك لسببين ، الأول أن ليس من طبيعتي استباق الحدث خصوصا إذا كان مفاجئا – كما هو اللقاء – والثاني هو أن الحزب الشيوعي العراقي قد تعرض إلى النقد من جانب عدد من المثقفين والإعلاميين لهذا اللقاء ، وما أردت لمقالتي هذه أن تدخل ضمن إطار هذا النقد للحزب ، كون الحزب الشيوعي العراقي حزب عريق – كما هو معروف – وذات تأريخ ناصع وتجارب ثرة وله بصماته الواضحة على مجمل أوضاع البلاد السياسية منها أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية في كل العهود – منذ تأسيسه – وهذا ما يدركه المالكي جيدا ويدرك نفوذه وقاعدته الجماهيرية .
والآن – كما أرى – قد حان الوقت المناسب لنشرها لأنها تأتي في سياق مجمل أوضاع البلاد المتردية – عامة وفي كل الميادين – وتتجه من سيء إلى أسوء بفعل الصراعات – اللامسؤولة – والتي لا زالت محتدمة بين المتصارعين ويشتد أوارها يوما بعد آخر ، وهم جميعا متفقون على أن لا يتفقوا ، حتى فقد فيه الشعب وكل قواه الوطنية المخلصة أي بصيص أمل في انفراج الأوضاع أو حلول للأزمة المستعصية والخروج بالبلاد من محنتها ، الأمر الذي يؤكد أن أي لقاء مع أي من المسؤولين بما فيهم المالكي ليس إلا للتخدير والتضليل وكسب الوقت ، وفي هذا الإطار جاءت دعوة المالكي للحزب الشيوعي العراقي قبل بضعة شهور وتحديدا بعد انعقاد المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي الذي وضع فيه الإصبع على الجرح في الكلمة التي ألقاها سكرتير الحزب في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمام الحاضرين والوفود من كل القوى والشخصيات الوطنية ومن بينهم ممثلوا الحكومة و ممثل عن حزب الدعوة ،فهو قد شخص بدقة وعمق أسباب الأزمة ومسبباتها ، وانتقد بشكل جريء و صريح نهج المحاصصة الطائفية مؤكدا على أن المحاصصة هي أساس البلاء ، وأكد بجرأة بأن المتنفذين يحتمون بالأجنبي والمليشيات المسلحة وانتقد ظاهرة وجود المليشيات المسلحة كونها خرقا للدستور وتتعارض مع مبادئ الديمقراطية والدولة المدنية الدستورية ومؤسسات المجتمع المدني ، وأوضح كيفية الخروج من الأزمة – المفتعلة - وطرح الحلول الناجعة لكل المعضلات والمشكلات ومن جميع النواحي – أمنيا – وسياسيا – واقتصاديا – واجتماعيا – ولا نريد الإطالة هنا بسرد كلمة الحزب التي نرى فيها برنامج متكامل ودليل عمل لكل الوطنيين المخلصين إن صدقت وطنيتهم وخلصت نواياهم ، - وكما نرى - فهي أحد أسباب دعوة المالكي للحزب ، ومن هنا فهي تعد مراوغة ومناورة سياسية - من جانب المالكي – وهي ذات أبعاد – سنأتي على ذكرها - .
والواقع فإن هذا اللقاء كان مفاجئة للشارع العراقي وحتى للشيوعيين أنفسهم وتكمن المفاجئة في أن العلاقة بين المالكي والحزب الشيوعي كانت في حالة من التوتر الشديد – أشبه بالقطيعة – منذ تظاهرات شباط الاحتجاجية – 2011 – التي وقف فيها الحزب الشيوعي – كما هود معهود به – إلى جانب الشعب وشبيبته الواعية ومنظمات المجتمع المدني وكل قطاعات الشعب في مطالبه العادلة والمشروعة بإصلاح مسار العملية السياسية ونبذ المحاصصة الطائفية المقيتة وتحقيق الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية الضرورية للمواطنين والقضاء على البطالة بإيجاد فرص عمل للعاطلين خصوصا للشباب الخريجين ... الخ وقد تصدر الشيوعيون تلك التظاهرات ، الأمر الذي أغضب المالكي وحكومته من الحزب الشيوعي ، وواجهت التظاهرات السلمية- كما شاهدها كل العالم - بإجراءات بوليسية وأطلقت الرصاص على المتظاهرين وشنت حملة اعتقالات للناشطين الشباب ثم تبعتها بحملة بوليسية أخرى لمداهمة مقرات الحزب الشيوعي واعتقال من فيها إضافة إلى فضيحة الكتاب السري من المخابرات العراقية باعتقال الشيوعيين وبالأسماء كما نشرته – طريق الشعب – وصحف أخرى – ومن العوامل المهمة الأخرى وراء دعوة المالكي للحزب الشيوعي هي الأزمة الخانقة التي كان يواجهها – المالكي – والتي كادت تعصف به وبحكومته جراء المعارضة و الصراعات الشديدة ، ليس من جانب الكتل النافذة الأخرى فقط بل ومن جانب التحالف الوطني ذاته الذي ينتمي إليه المالكي و الذي تجسد بانحياز أكبر كتلة برلمانية – من داخل التحالف الوطني – التيار الصدري – إلى جانب القائمة العراقية والتحالف الكردستاني بطلب سحب الثقة عن المالكي واجتمعت هذه الأطراف الثلاثة في أربيل والنجف لهذا الغرض للإطاحة بالمالكي وحكومته ، وخلاصة القول : أن هذه الأزمة الخانقة وعوامل أخرى كثيرة هي وراء دعوة المالكي للحزب الشيوعي والتي تهدف إلى صرف أنظار الشارع العراقي عن حدة وعمق الأزمة والتخفيف من وطأتها – على أقل تقدير – وبالتالي هي محاولة لاستنباط موقف الحزب الشيوعي من تلك الأزمة – هل الحزب مع سحب الثقة أم ضدها – وكيف ستكون سياسته مستقبلا ، وكمحاولة لتلطيف الأجواء واستعادة ثقة الحزب صرح المالكي – خلال اللقاء – بأنه يريد تجاوز الطائفية ويسعى لأن يكون حزبه – الدعوة – عابرا للطائفية بأن يضم في صفوفه – السني والشيعي – والعربي والكردي – والسافرات والمحجبات – بحسب قوله – فالمالكي يدرك جيدا بأن الحزب الشيوعي يرفض الطائفية قطعا ويؤمن فقط بالهوية الوطنية الأصيلة بعيدا عن الهويات الفرعية وبهذا التصريح تلويح للحزب ... فالانتخابات مقبلة ، لكن الأشهر التي مرت على هذا اللقاء – وإلى يومنا هذا تؤكد بوضوح أن نهج المحاصصة الطائفية ثابت ومرسوم وهذا ما تجسد في قرار مجلس النواب – الأخير – بالتصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات والإبقاء عليه كما هو دون تعديل ضاربا عرض الحائط قرار المحكمة الاتحادية العليا الملزم بتعديل القانون ، أليس هذا قفز على الدستور واستهتار بإرادة الشعب ؟ ولم يثمر اللقاء عن شيء يذكر باتجاه خدمة مصالح الشعب العراقي ... فمصالحهم الشخصية هي فوق المصالح الوطنية العليا وما تفعيل قرار المخصصات المالية ، مليونين وربع لكل نائب كل ثلاثة أشهر أي بواقع 750 ألف دينار شهريا نثرية لشراء القرطاسية والمجلات والصحف إلا تأكيد لهذه الحقيقة .
وأخيرا لا ندري كيف يمكن لحزب الدعوة أن يضم كل هذه الأطياف ... فحتى السني المسلم لا ينظم إليه لأنه يتعارض مع معتقداته المذهبية فكيف بالمسيحي أو الصابئي أو اليزيدي ، إذ و كما هو معروف لكل العراقيين بأن حزب الدعوة الإسلامية ومنذ تأسيسه عام – 1957 – هو حزب لطائفة الشيعة .. . ونسأل الله أن يوفق المالكي بهذا المسعى ليستعيد هوية حزبه الوطنية وإن بعد فوات الأوان والله على كل شيء قدير .



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت في الحياة-4-
- سياسة ..ام ارتزاق ؟
- الموت في الحياة -5- الآخيرة
- الموت في الحياة -3-
- الموت في الحياة -2-
- الموت في الحياة 1
- مغالطات الحجي
- وضوح ما بعده من وضوح
- ناموا لا تستيقضوا 000 !!
- رب البيت
- الدين ... والسياسة – 2 –
- الدين ... والسياسة
- خياران ... لا ثالث لهما
- بين الفتاوى ... وواقع الحال
- قوى وشخصيات التيار الديمقراطي
- مؤشرات ودلالات(5)
- مؤشرات ودلالات(4)
- مؤشرات ودلالات(3)
- مؤشرات ودلالات (2)
- مؤشرات ودلالات(1)


المزيد.....




- مشاهد جديدة من إنقاذ حصان علق فوق منزل بسبب فيضانات البرازيل ...
- مصر.. يوسف زيدان يرد على علاء مبارك مع استمرار جدل -زجاجة ال ...
- طريقة بسيطة لتحسين صحة الرجال في منتصف العمر
- خبير: روسيا والصين تبنيان عالما بديلا يضعف الغرب
- حصان بلا رأس وكلب بلا عينين.. لقطات طريفة لحيوانات أليفة في ...
- احتفالاً بالموسم الجديد للزراعة.. الثيران المقدسة في تايلاند ...
- البنتاغون جهز مسبقا دفعة من الأسلحة لأوكرانيا قبل الإعلان عن ...
- البيت الأبيض: لا مؤشرات لدينا تؤكد نيّة إسرائيل اجتياح رفح
- نائب فنزويلي: بوتين يعيد بناء العلاقات الدولية وسيدفن هيمنة ...
- -شجار- فريد من نوعه خلال حفل زفاف.. شقيقة العروس تنقض على أف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - حول لقاء المالكي بالحزب الشيوعي العراقي