أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد الرملة - احببتك مجبرة














المزيد.....

احببتك مجبرة


سعاد الرملة

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 01:09
المحور: الادب والفن
    


احببتك مجبرة
لم يخطر في بالها يوما ان يطرق الحب بابها , فتستجيب له او ان ترتبط بأي كان ,كي تحيا تجربة الحب من جديد . بعدما حصد الحب امالها في اولى سني عمرها وجرف ربيعها الى نهر الذكريات حيث مواقف مؤلمة لاتنسى وجراحات لا تندمل او تشفى
تلك التجربة البائسة في مقتبل حياتها جعلتها عازفة عن الحب وعن الخوض باية تجربة جديدة ممكن ان تنتهي الى ما انتهت اليه سابقتها فتترك قلبها مكلوما وروحها ممزقة ومعنوياتها مثبطة.
استمر عداد العمر يحصد ايامها وسنينها دون رحمة او وقفة راحة او اطمئنان تلتقط فيها انفاسها وتعيد فيها ترتيتب اوراقها .. ومرت الايام رتيبة مملة وهي منشغلة بوظفيتها وبالعناية بشقيقها المريض والذي كانت العناية به تستهلك جل وقتها وجهدها .. كانت حياتها كئيبة ورتيبة وبيتها صامتا خاليا من الصوت الذي يبعث على الحياة .
فبعد ان اجتاح الحب رفرفات قلبها الاولى وازاهير ربيعها الغض واحال امالها الى خريف مبكر تعتلي شجرات اماله واحلامه جراحات عميقة وامال باهتة ..وجدت نفسها تائهة في دهشة الحيرة والتساؤل , تجدها عندما تفرغ من عملها ومن العناية باخيها تسأل نفسها وبإلحاح...
ترى لماذا حصل ويحصل لي كل ذلك .. ولماذا اعيش هذه الوحدة والالم ولماذا كتب علي العناية بمريض لااستطيع تركه او التخلي عنه لانه لااحد له غيري , لماذا لااستطيع ان احب شخصا بعده وبعد خيانته لي وجرحه الغائر في اخاديد الروح وجنباتها.. هذه المفردة ( لماذا ) لازمتها طوال حياتها ولم تجد لها تفسيرا في قاموس حياتها ومفردات ايامها
حينئذٍ اقسم قلبها ان يوصد ابوابه عن شيء اسمه الحب وان يشطبه من تقويم الايام
عملت بنصيحة احدى صديقاتها في العمل والتي تعرف ظروفها وما تعانيه من وحدة وعزلة فاقتنت كومبيوترا علّها تجد فيه بعض مايبدد وحشتها ويرد وحدتها ويجعلها تنشغل بشيء جديد بعد الرتابة التي جعلت حياتها باردة, باهتة, مملة, كئيبة , كل شيء فيها يتكرر مثل سابقه ولاجديد .. لاصوت في ذلك المنزل لافرح لاتغيير .. حياة اشبه ماتكون بآلة تعيد نفس العمل وتكرره برتابة مقيتة ..
التقت به صدفة عبر النت.. وبطريق الصدفة المحضة التي قادته اليها دخل عليها ليلقي التحية ويعرفها بنفسه .. عرف ظروفها وعرف عزوفها عن الحب نتيجة تجربتها القديمة ولكنه لم ييأس .. فحاصرها غزلا وشوقا ولهفة وحبا وسهرا وشعرا .. تساءلت مع نفسها ايكون هو الحلم الذي انتظرت طوال حياتي والتعويض عن ايام الالم وليل الوحدة والسهد... وهو الذي جعل مني اميرة متوجة على عرش قلبه وهو الذي يبعث لي قصائد تهز وجداني وتعبث بروحي وتداعب انوثتتي واحلامي التي ابتعدت عني مسافات وازمنة .. فقد كان يكتب قصائد الحب والشوق والغزل بكل شوق الدنيا وحنين العاشق وهيام المتيّم ولهفة المحب وكانها فُصِلت على هواي ومرامي.
هل يمكن إلا ان استسلم لحبه الجارف وان احبه مجبرة لأبدد وحدة الايام ووحشة السنين التي تعدو بي فجعلتني افيق من سباتي وقد وجدت نفسي على اعتاب الاربعين
اصبحت تفرح لرؤيته عبر الاثير وتسأنس لحديثه وان قاومت حبه كثيرا كي لاتُجرح مرة اخرى بنفس السكين ذبحتها يوما وتركتها حطاما , الا انها وجدت انها احبته مجبرة في خضم ظروفها المؤلمة والتعيسة وحياتها الرتيبة .. فقد كان نافذة امل وسط العتمة التي تعيشها وتؤرقها..
مرت سنتين وهي تنتظر طلته كل يوم عبر جهاز الكومبيوتر والنت تتلهف لسماع صوته المتهدج عذوبة وكلماته الجميلة وقصائد الغزل التي تدغدغ عواطفها وتلامس حرمانها من الحب سنين .. اصبح الحديث معه عبر النت طقسا يوميا تنتظره بلهفة وتنتظر معه ان يخطو خطو جادة في مسيرة علاقتهما التي استمرت سنتين .. لتتفاجأ ذات يوم من احدى صديقاتها انها تعرفت على نفس الشخص ومن سنتين او اكثر وانه يهديها نفس قصائد الغزل والشوق وان له صديقات اخريات يهديهن نفس القصائد ويردد على اسماعهن نفس الكلام المعسول ونفس الوعود
صرخت باعلى صوتها .. يامن احببتك مجبرة لأبدد وحشة ايامي , لقد طعنتني بنفس سكين الغدر التي طعنت بها يوم كنت في العشرين من عمري واحالتني ركاما .. ان جرحي القديم لم يلتئم بعد لتفتح لي جرحا جديدا ساعاني منه طويلا .
قررت ان تهدي الكومبيوتر الى ابن اخيها وان توصد قلبها هذه المرة بالضبة والمفتاح وان تعود لوحدتها والعناية بشقيقها المريض دون احلام او امال او جراحات جديدة.
سعاد الرملة



#سعاد_الرملة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوا مالله لله وما لقيصر لقيصر
- اين الاحزاب الدينية من اشتغال النساء والاطفال في اعمال شاقة
- يارجال الدين اتركوا المرأة تختار لبسها وعملها بحرية


المزيد.....




- ترامب: ضجيج بناء قاعة الرقص في البيت الأبيض -موسيقى تُطرب أذ ...
- لقطات نادرة بعدسة الأميرة البريطانية أليس... هل هذه أول صورة ...
- -أعتذر عن إزعاجكم-.. إبراهيم عيسى يثير قضية منع عرض فيلم -ال ...
- مخرجا فيلم -لا أرض أخرى- يتحدثان لـCNN عن واقع الحياة تحت ال ...
- قبل اللوفر… سرقات ضخمة طالت متاحف عالمية بالعقود الأخيرة
- إطلاق الإعلان الترويجي الأوّل لفيلم -أسد- من بطولة محمد رمضا ...
- محسن الوكيلي: -الرواية لعبة خطرة تعيد ترتيب الأشياء-
- من الأحلام إلى اللاوعي: كيف صوّرت السينما ما يدور داخل عقل ا ...
- موهبتان من الشتات تمثلان فلسطين بالفنون القتالية المختلطة في ...
- الممثل الخاص لبوتين يلتقي علي لاريجاني في طهران


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد الرملة - احببتك مجبرة