أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زيد القريشي - مأساة العراقي!!! ... الحلقة الثانية














المزيد.....

مأساة العراقي!!! ... الحلقة الثانية


زيد القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 00:17
المحور: كتابات ساخرة
    


مأساة العراقي....
أن َّ العراقي عندما يخرج إلى العمل, لا يجد النور. و عندما يعود إلى البيت, لا يجد ُ النور أيضا.فلا يرى النور إلا في عيون الله و لا يقرأ كلمة (نور) إلا في الكتب السماوية! فيسمع في عز الظلمة ضجيج و أنين المولدات التي لا تتوانى إطلاقا عن إسعاد الناس البسطاء بوجود (النور) الضائع مع ضياع الأحلام الوردية!
مأساة العراقي....
أنه يرى الفتيات اللواتي يعشن َّ ريعان الشباب متشحات بالسواد.فلا تجد ُ سوى دموع الأسى و الضيم يداعب خدودهن َّ, و الحزن قد كوى الكلوم إثر فقدان أخ ٍ أو صديق أو عزيز لهن َّ.
مأساة العراقي....
أن َّ العراقي لا يزال ُ مضرب الأمثال. ففي آخر إحصائية حديثة في العراق, وجد أن نسبة عدد الفتيات البواكر 63%في حين نسبة الشباب 37% .مما تكشف ُ الإحصائية بوجود أزمة حالية و أزمة مستقبلية بتزايد عدد العوانس نتيجة الظروف الاجتماعية المتمثلة بالإضراب عن الزواج و موت العديد من الشباب.
مأساة العراقي....
أن َّ فصول السنة الأربعة قد أُختزلتْ جميعا في فصل واحد, و هو فصل الصيف.فجميع أيامه أصبحت (صيف), و يا له من صيف!فبدأ العراقيُّ يحلم ُ بالمطر في شدة ِ حر الصيف اللافح!فيصبح ُ العرق بين ليلة ٍ و ضحاها مطر الصيف المُعوَّل عليه!حتى أن َّ سماعه لأغنية فيروز (حبيتك بالصيف,حبيتك بالشتي) في الصباح تثير به المواجع و الآهات و الأحلام بمجيء قطرة مطر ٍ ندية تلملم ُ عنه قطرات عرق حر الصيف.
مأساة العراقي....
أن َّ العراقي متطرف.إن أحب َّ فقد أحب َّ بتطرف, و إنْ كره فقد كره بتطرف.لا يوجد عنده حل وسط .فلا تتلاءم معه المقولة المشهورة (خير الأمور أوسطها).
مأساة العراقي....
أنه منهار نفسيا ً,ممزق ُ اجتماعيا ً,مفلس ماليا ً,فاشل بالحب,مهزوم أنثويا ً,يعاني من ازدواجية الرأي ,متضارب الأهواء,منحاز لنفسه,نرجسي ٌ في خصائصه,يُعاني من الفراغ و يحاول ملء الفراغات!يسير بلا أمل (لان أمل تزوجت!). مُقَّلد ٌ ما بعده مُقلد,و لا يهتم بالآخرين.
مأساة العراقي....
أنه يكسر ُ دوما ً جميع العلوم و التطبيقات.ففي دراسة حديثة بعلم النفس, وجد أن الإنسان المتعرض لضغوط نفسية لمدة ستة أشهر متواصلة, يقوم في نهاية المطاف إلى الانتحار! فما بالك أن العراقي يعاني من ضغوط نفسية كبيرة أكثر من عشرة سنين متواصلة متمثلة: بالموت و القتل و فقدان الأحباب و الدمار, و لم يفكر بالانتحار!!! ليثبت مرة أخرى... أن كل كلام العلم عبارة عن خرافة و أكذوبة صاغتها أنامل ساحر أفَّاق دجال!
مأساة العراقي....
أنه عندما يعود إلى بيته,يدرك أن (خارطة الطريق) المعتادة قد تغيرتْ بين ليلة و ضحاها.فيجد ُ أن َّ جميع المداخل إلى منطقته قد أُغلقتْ! فيحس ُّ أنه يمضي إلى منطقة أخرى لا يعرفها!فيتبع أسلوب (تسلق الجبال)(فيصعد الرصيف و يصعد الجادات), لينطبق من البيت الشعري..." و من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحُّفرْ).و ما أنْ يصل إلى فرع الشارع الذي يقع به بيته, يجد أنه مغلق, فيضطر إلى الذهاب من الجانب الأخر!
مأساة العراقي....
أن َّ جميع أيام العراقي تتشابه في سيَرها.فاليوم لا يتغير عن الغد, و الغد لا يتغير عن بعد غد.فيحس ُّ العراقي ُّ أن َّ عامل الزمن قد توقف عنده.فالأيام جميعها متشابهة و الأشهر جميعها متشابهة, و حتى الوجوه غدت له متشابهة بالمرة! ففي كل يوم, يجد ُ نفسه مكبلا ً بسلاسل انقضاء الأيام إلى أنْ يجد أن أيام عمره قد نفذت دون أن يدري!
(إذا لم تمر بهذه المآسي و أنت عراقي, فأنت محظوظ. و إذا مررت بهذي المآسي, فليعنك الله و يعيننا)!!!







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة العراقي!!!


المزيد.....




- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زيد القريشي - مأساة العراقي!!! ... الحلقة الثانية