مصر ليبية

عبدالمنعم الحر

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 01:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

رداً على السيد / أحمد حسنين الحسنية صاحب مقال " ليبيا مصرية ", نشر على موقع الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 في المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان .
وللإطلاع على هذه المقالة الدخول :http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=132630
أقول للسيد / أحمد حسنين الحسنية أن ماذكرفي مقالك ونقلاً عن المؤرخ الأغريقي هيردوتس ، في كتابته عن سكان مصر الملاصقين للنيل من الناحية الغربية ، وذلك بعد طلب فتوى من (موحى آمون) الليبي الموجود في سيوة ، والذي طلب منه توضيح هل المواطنين الملاصقين لنهر النيل من الناحية الغربية هم ليبيون أم مصريين ؟
فكان الرد واضحاً ومفاده أن كل من يشرب من نهر النيل هو مصري ، والذين لايشربون من نهر النيل هم ليبيون .
وهنا عليك أخي أحمد الرجوع إلى الخرائط الليبية ، والبحث عن موقع قبيلة الليبو, والتي تحولت فيما بعد إلى ليبيا ,وهنا وللتوضيح علينا الرجوع للمؤرخين وكتاباتهم بالخصوص :
قال هيردوتس في كتابه الثاني (108 ) ، يري الأيونيين أن المفهوم الخاص لكلمة مصر ينحصر بدلتا النيل ، أما بقية مايسمي عادة بمصر فهو إما يتبع ليبيا أو لبلاد العرب . وعليه:
1- إن كلمة مصر كانت فى القديم تعرف بطيبة "Thebes " والتي يبلغ محيطها بأكمله (6120 ) فرلنغا ----الفرلونغ مقياس للطول يساوي مائتين وعشرين ياردة ---- ويقول هيردوتس " أنه إذا صح ظني فإن الأيونيين مخطئون فى آرائهم عن مصر ,أما إن كانو مصيبين ، فأنا على استعداد لأثبت أنه لا الأيونيين ولا الاغريق يعرفون كيف يحسبون. ذلك أنهم يعتقدون أن العالم يتكون من ثلاثة أجزاء هى أسيا ,وأوروبا , وليبيا . ومن الواضح أنهم يجب أن يضيفوا إلى ذلك كله جزءاً رابعاً هو الدلتا المصرية مادامو لايحسبونها ضمن آسيا أو ليبيا . وحسب نظريتهم فإن نهر النيل هو الحد الفاصل بين آسيا وليبيا ".
2- يقول هيردوتس أنها كل المنطقة التي يقطنها المصريون ، تماماً كما أن سيليسيا "cilicia " هي المنطقة التى يسكنها السيليسيون ، وآشور هي المنطقة التي يسكنها الآشوريون ، والحدود الصحيحة الوحيدة بين آسيا وليبيا هى الحدود المصرية .
وعلى رأي الإغريق الشائع علينا أن نفترض مصر كلها ابتداءً من الشلالات وجزيرة فيله (حتى البحر) يشطرها النيل إلى شطرين أحداهما تابع لليبيا والآخر لآسيا .
ويقول هيردتوس في الكتاب الثانى( 109) :
1- إن الرأي الذي أبديته بالنسبة لمساحة مصر يؤيده وحي صدر عن معبد آمون ,ذلك أن سكان ماريا "marea" علي بحيرة مريوط وأبيس "Abis" المصريتين قرب الحدود الليبية ، ضاقو ذرعاً ببعض الطقوس الدينية ، وخاصة تحريم أكل لحم البقر . ولذلك فقد أرسلوا إلى معبد آمون (في سيوة ) يقولون إنهم لن يلتزموا بالتقاليد المصرية على أى حال ، لأنهم يعتبرون أنفسهم ليبين وليسوا مصريين على الإطلاق ، فقد كانو يعيشون خارج الدلتا ، ولايشتركون مع المصريين في شيئ ، ويرغبون أن يسمح لهم أن يأكلو مايريدون .
على أي حال رفض الموحى طلبهم وأعلن أن مصر هي كل الأرض التي يرويها النيل ، وأن كل الناس الذين يقطنون دون جزيرة فيله ويشربون من ماء النيل هم مصريون . وعلينا الأن أن نتذكر أن النيل عندما يفيض لاتعم مياهه الدلتا فقط ، وأنما أيضاً أجزاء من المناطق المجاورة لمجراه على الجانبيين ، وهما الجانبان اللذان يفترض أن أحداهما يتبع لبلاد العرب والآخر لليبيا ، وتروي مياهه أراضي هذين الجانبين إلى مسافة مسيرة يومين تزيد أو تنقص عن ذلك في بعض الأماكن .
لقد حاول الليبيون غزو مصر حرباً وسلماً فكانت الحملة الأولى بقيادة مري الذي فشل فشلاً ذريعاً في الأستيلاء على مصر . ولكن عندما ذهبت بعض الأسر وسكنت مع المصريين ودخل أبناؤها في الجيش حتى وصلوا إلى مراتب عليا، ووصل أحدهم إلى تكوين أسرة فرعونية وهي الأسرة الثانية والعشرين والاسر التى تلتها , ""فشيشنق "" هو ليبي الأصل مولود في الأراضي المصرية "دلتا النيل " أما تبعية المنطقة الشرقية "برقة " إلى مصر فكانت في عهد البطالمة ، والبطالمة هم مستعمرون استعمروا مصر وجزء من ليبيا .
وأخيراً عليك الرجوع إلى وثائق الاراضي غرب النيل والموجودة بالمتحف المصري ، والتي تثبت أن الأراضي الواقعة غرب النيل تسمي بالأراضي الليبية .
للمزيد أنظر :
- أقوال هيرديتوس عن ليبيا ،القرن الخامس قبل الميلاد ،الكتاب الثانى 108 -109 .
- كامل وهيب ، هيرديتوس فى مصر ، دار المعارف المصرية .
- ول ديورانت ، قصة الحضارة ، ترجمة محمد بدران ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، الجزء الثاني من المجلد الثاني ، الطبعة الثانية ، القاهرة 1961 م .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات