أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكري رشيد - قصة بلاعنوان -2-















المزيد.....

قصة بلاعنوان -2-


الكري رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3879 - 2012 / 10 / 13 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


الكري رشيد:
قصة بلا عنوان -2-
الساعة الثانية بعد الزوال. شرعت في تنظيف البيت وبعدها تحضير وجبة الغداء. إنها يوميات أعزب على طول طريق، لهذا فكرت مستقبلا في أن أكتب يوميات عازب, تبقى رصيدا على عدد الأكلات التي طبختها فأعجبتني، والتي لم يكتمل لها النصيب وحرقت في نصف المشوار. تلك التي نسيتها فوق قنينة الغاز ونمت حتى أنقدها الجيران. فلي رصيد في هدا المجال، يمكن أن يقدم مسلسلا كوميديا في ليالي رمضان.

أشعلت الموسيقى حتى يستقيم الطبخ على أنغامها، فعندما يخيم السكون تتردد أصداء الموسيقى في النفس. الموسيقى هي التي تهب الكائنات أرواحها والعقول أفكارها... والخواطر سموها .. وهي تبدل بالسلوى أحزاننا وتملأ بالزهو حياتنا كما قال أفلاطون.

كانت أغنية "تكبر" لأميمة الخليل كلمات من تأليف شاعر عظيم، تغنى بصوت شدي مثل صوت النسيم. تجعلك تلتحم بها حد الجنون والمجون. أعادتني للماضي، أياما وسنين. استرجعت ذكريات الماضي وحنينه. تذكرت فيها اليوم الذي توقف فيه قلب درويش عن الخفقان، ليخفق أكثر من قلب في العالم. درويش الذي كتب للحب الممزوج بالثورة، بروح نقية كالماء، جبارة عاتية لا تعرف العناء. في هده القصيدة كلام عن الحب في أبهى صوره وأرقاها، اندمجت فيها قيم الحب الممزوج بالنسيم والعنبر، المتصارع مع السلاسل والقيود الّلذان انتهيا بانتصار الحب الوفي المخلص في توحد المتناقضات وصراعها.

كان الغداء على وشك الانتهاء، وكانت أنغام الموسيقى تتمازج برائحة طاجين من الخضر ولحم الدجاج. كنت أتمايل مع الألحان، أتمايل مع ذكرياتي بأحلامي الطفولية. تارة تجدني مبتسما لصفاء ذهني وتارة كئيبا حين تعكر صفوتي، وتارة كل الألوان تجتمع في وجهي على شكل لون قزح.
على أنغام الموسيقى تحضر الذكريات بحيثياتها. فيها ما يقتلك وما يحييك، فيها ما يذكرك بالحب الأول، بالفرحة الأولى، وحتى بالخيبة الأولى. كل شيء يبنى أو يهدم على أنغام الموسيقى. على أنغامها يولد الحب وعلى أنغامها تشيع مراسيم الدفن.

أصبح الغذاء جاهزا. الساعة حوالي الرابعة مساءا، ولم يحضر بعد الرفيق. تراه على أي الألحان يعزف الآن أعلى عزف القيثارة أم على عزف الناي؟ أم تراه على عزف الحب يبكي ويبتسم؟

فللحب أصابع خفية تعزف على أوتار القلب الحان العاشق الولهان. فتطرب لها العواطف ويهيج لها الوجدان.
وعلى أي من أنواع الألحان يتمايل؟ هل هو لحن الفراق الذي يتعب السمع، يهدم الروح ويميت قلوبـا تحيا بالعشق؟ أم هو لحن اللقاء بعد الشوق الذي ينتهي في كل الأحوال بالعناق؟

أم تراه الآن يرقص رقصة زوربا. ففي الألم كما في الفرح والسعادة عليك بالرقص. الرقص كسر للرتابة ومواجهة للألم. لقد نهض زوربا ورقص حين مات طفله، فقيل عنه مجنون. لكنه كان الرقص، فقط الرقص هو الذي أوقف الألم. في رقصة زوربا تندمج الثنائيات ويتوحد العالم، يتساوى فيه الفرح والألم، الجهل والمعرفة، العقل والجنون، الجسد والروح.... ففي هدا العالم كل منا يرقص على طريقته، كما لو كنا في رحلة على ظهر سفينة تداهمها العاصفة، ولا تهدأ قبل أن تحدث ارتجاجا أو رقصا عفويا للسكارى العابرين.....كل الرقصات والألحان ممكنة في لقاء لا أعلم عنه شيئا. قصة غامضة لا اعرف عنها غير بعض الفتات....

أحضرت بعضا من وجبة الغداء، وتركت الباقي في حال مجيئه. أشعلت التلفاز لمشاهدة جديد الأخبار. لا جديد يذكر غير أخبار عالم عربي على وشك الانقراض، موتى في سوريا، موتى في ليبيا... وفي كل مكان من هذه الأوطان نشم رائحة الموت الكريهة.

بلدان أصبحت لغتها الرسمية هي القتل، قتل الأجساد وقتل الأرواح...و.... قتل بشتى أنواع الأسلحة..... شعوب لم تعد تهتم بمن يقتلون ولا كيف يقتلون ولا أين يقتلون، غير حساب الضحايا وأخذ الأرقام... شعوب تحوّلت إلى آلات حاسبة لا تحسب إلا القتلى. وتحصي الأرقام. فأصبحت الحياة كجدول إحصاء. هناك من يحصي خيباته، والآخر يحصي قتلاه، والكل يحصي عدد المرات التي يقتل فيها... فأصبح القتل حرفتنا الأولى ومهنتنا الأولى.

حاكم يقتل شعبه، وحبيبة تقتل حبيبها. وحبيبا يقتل حبيبته، وآخر يقتل في حادثة سير عند السفر. وهناك من يقتله الضجر والمطر...

في استحضار هذا العالم الغريب وتشعباته، حضرت أمامي صورة الرفيق من جديد. تساءلت عن سر تأخره...هل عادت المياه إلى مجاريها وهدأت العاصفة، فتابع طريقه المعتاد؟ أم اشتدت العاصفة وأنسته رقم الباص وعنوان المنزل؟

سمعت جرس الباب يرن فتحت الباب فكان هو. أخيرا عاد...

استقبلته: أهلا بك أيها الرفيق ومرحبا بعودتك. اعتقدت أنك خلفت وعدك، ورحت إلى مكان ما دون سابق إعلام.
رد قائلا: لا يا عزيزي، وعد الحر دين عليه. ما كنت سأفعلها، فأنا أعلم بانتظارك لي. وأنا راغب في العودة، وها أنا ذا عدت.

قلت: يبدوا أنك محتاجا لشيء تأكله، لقد أحضرت طاجين خضر ولحم دجاج.

فرد قائلا: لا...لا... شكرا لك رشيد. لا أملك شهية الأكل صراحة، لقد شربت الكثير من القهوة اليوم، ودخنت الكثير من السجائر، ولم تعد معدتي تحتمل استقبال الطعام...لكن مع دلك، لن أفوت الفرصة لآكله، فما يزال أمامنا العشاء.

علمت أن الأمر لا علاقة له بالقهوة والسجائر، بقدر ما له علاقة بالحب الذي يجعل الانسان يستسلم لفقدان الشهية. طلبت منه أن أحضر له عصيرا، سهل الهضم. سأكون حذرا فيه من أصناف الفواكه المؤثرة على ارتفاع مستوى الحب‏، أحضرت له عصيرا من الخوخ والتفاح دون أن يبدي أي اعتراض شرب كأسين كبيرين. أشعل سيجارته. بدأ يتفقد الكتب الموجودة على مكتبتي فوضع يده على راوية لعبد الرحمان منيف وجبرا خليل جبرا. قرأ العنوان تم نظر إلي وقال:
عالم بلا خرائط عنوان مثير جدا.. إنه فعلا عالم بلا خرائط، حدوده ضائعة، لا ندري من الذي يرسمها وأي الأشكال تتخدّ؟ هل تأخذ أشكال مادية أم وهمية؟..ولماذا الحدود أصلا؟ أليست الحدود التي رسمها البشر هي سبب خراب الإنسانية وحصارها؟ يتنازعون ويتقاتلون من أجلها وحين تغيب صراعاتها، يبدأ الإنسان في رسم حدود من نوع آخر، حدود ذهنية وثقافية تقتل الفكر والتفكير، وتشوه العلاقات الإنسانية.

قلت: فعلا صديقي إننا ننشد وطنا بلا حدود ولا قيود، وإن لم نستطع تحقيقه، فسيظل أملنا على الأقل.... هذه الراوية من أجمل ما قرأت في كل مرة تقرأها تكتشف أشياء جديدة. تتساءل، كيف أستطاع كاتبان في وقت واحد تأليف كتاب متناسق ورائع هكذا. أنسجم خيالهما في رواية واحدة كأن الكاتب واحد وليس كاتبين. روائيان تضافرت مواهبهما تضافراً مذهلا في عمل إبداعي متفرد في جو من الإثارة مليء بالحيرة والسخط، بالرغبة والنشوة، حول مدينة العامرية التي بدت عالم بلا خرائط... رواية تختلط فيها الأجوبة والأسئلة لدرجة العجز عن الفصل بينهما فيبقى الشك والتشويق مُثيرا باستمرار. كان غموض مصرع نجوى العامري وغموض شخصيتها في لحظات كثيرة يختلط بغموض عمورية " المدينة " لفرط ما يحب المدينة و فتاة المدينة. قال عنها في داخل الرواية : " القاسية الماكرة , العاشقة عشق المخابيل الطاهرة طهر الملائكة , الزنديقة زندقة الشياطين ببشرتها الشفافة و شعرها الأسود المسترسل الطويل .." شخصية غامضة ماتت في ظروف غامضة في مدينة غامضة. و حتى نجوى المهووسة بلعبة الموت ..كانت قاتلة او تحض على قتلها بيد من تحب او ربما لم تكن قاتلة بالمعنى الحرفي .. كانت تقاتل لذتها و شبقها , ألمها ,ولعها الذكي والجريء .. كانت مهووسة بما تحمله الكلمة من معنى.

أحسست بانجذابه الغريب لكلامي أتناء تحدثي عن الرواية، فربما قصة نجوى هذه ذكرته بشيء. أحسست بنوع من الفضول يتملكه لمعرفة تفاصيلها لم أكن أنوي الخوض في سرد أحدات الرواية والتعريف بتفاصيلها. كان الهدف من إثارة شخصية نجوى العامري والتركيز عليها هو أن أعرف تفاصيل قصته من خلالها. كنت أعلم أن مجرد العزف على وتر من الأوتار سيجعله يخوض في الحديث دون كلل ولا ملل، ودون تردد أو حيرة.
استرسلت قائلا: إنها رواية تستحق القراءة فهي مزيج من الشك واليقين، العقل والجنون، الحب والكراهية، الواقع والخيال، السياسة والأدب. إن كنت تريد قراءتها فسأعيرها لك.أو اهديها لك في عيد ميلادك.

رد علي قائل: لقد شوقتني لقراءتها فهي تبدو مثيرة ومتميزة وسأقبلها هدية في عيد وفاتي يبدوا أنه لا مكان في هذه أللأوطان للاحتفال بأعياد الميلاد لأننا لم نستقبل الحياة بعد، وحتى إن ولدنا ولدنا ميتين.
قلت: لا..لا. عزيزي نحن أحياء في هدا الوطن نرزق..أرضنا ورثناها عن أجدادنا مهما كانت ناقصة، لقد رووها بدمائهم الزكية..ونحن نرتوي منها وهي من تمدنا بالحياة..علينا أن نغرس فيها وردا نرويه بدماء عروقنا، مهما حاولوا استنزافها مصاصي الدماء.

قال : صحيح رشيد وطننا روته دماء أجدادنا، لكن قطفت محصول تماره أناس تعودوا ممارسة العهر في الصالونات وعلى البولفارات. أما أبناءه الخيريين ما ورثوا غير الذل والخيبات. وطننا أدمن الخيبة والفجيعة والنواح، يبحر إلى شواطئ مظلمة لا مرسى فيها ولا منارات ترشده في رحلته إلى أرض النجاة. وطن كسفينة ركابها خائفون وربانها خائنون، حين تم تصفية كل الربان الشجعان الحقيقيين. فأصبحنا غرباء في أوطاننا يا رفيقي...لقد حارب أجدادنا الاستعمار لينالوا بوطن حر مستقل فكان جزاءهم أن سرق منهم الوطن، بعدما تصافح القائد والعدو في معاهدة سموها "ايكس ليبان" لتقسيم الكعكات، نال منها الخائن و المستعمر النصيب الأوفر ونالت أجدادنا القتل والتشريد والآهات. ونلنا نحن الخيبات المستديمة. فتعودنا على أن نسرق في واضح النهار، دون أن نثور ونغار..تسرق ثرواتنا خيراتنا، وتوارثنا، فنبارك السارق دون خجل. فكيف لنا أن نحب و نحيى في وطن مفجوع بكل أحلامه المسروقة والمصادرة بدون كلل؟.

قلت: رفيقي كيف لي أن أعلمك عشق الوطن وأنت الذي علمتني إياه. أنت الذي كنت ترفع الغبن عن اليائسين والبائسين، وكنت تلتحف بهموم المحرومين. علمتني كيف أحب الوطن حتى الثمالة. حين نحقد على الوطن يا رفيقي نحقد عليه من خلال حكامه الجائرين، في الوقت الذي تضيق بنا الطرقات. ونعجز عن تفكيك اللوحات... نحقد عن الوطن حين نعشقه ونرغب في احتضانه في زحمة من السلاسل والقيود تكبلنا عن عشقه، فيلفضنا ونحن نلهث راكضين من وراءه. تزداد شدة الألم ويبدأ نوع من الحقد سرعان ما يتحول إلى رغبة قوية في تحريره .. حب الوطن ليس كحب امرأة يا رفيقي، حب الوطن كالاضطهاد أن يكون متبادلا ليس شرطا لوجوده.
رد قائلا: الحب هو ما تبقى من القيم الإنسانية النبيلة لأنه يسير في ركاب الخير والعدالة والاعتراف بالآخر واحتضانه. وحبنا للوطن لا يمكن أن يغيب ويضمحل يا رفيقي، لأنه نبت وترعرع فينا...أما الكره فهو القيمة التي مهما طال بقاؤها فهي زائلة لأن طبيعتها ظلامية ولا إنسانية تسير في ركاب الشر والظلم والإقصاء . هناك من يدفعك للكره، بغرائزه البدائية التي سرعان ما تطفوا على السطح، لتحول الشعور بالحب فجأة إلى كره واحتقار. لكن على الإنسان أن يتعلم كيف يحب حتى حين يريد أن يطغى الكره على إحساساته فيتحول إلى حب مضاعف للإنسان وللوطن هكذا نحد من انتشار الكره يا رفيقي.

طالما انتابنا هدا الإحساس خاصة لما نحس بالخذلان من أقرب الناس ألينا. وحين يؤذوننا دون أن نستحق كل هذا الأذى. كم من مرة أتأمل حالي مع بعض الأشخاص، والذين تخيلت لحظة أني أكرههم من كل قلبي، ولا أطيق رؤيتهم، فقد أذوننا كثيرا بما يكفي، وتسبب إيذاؤهم لنا في آثار وذكريات سيئة، قد تبقى موشومة في ذاكرتنا طوال العمر. لكن سرعان ما تتحول هذه الكراهية في لحظات كثيرة إلى إشفاق وتعاطف، إذا تعرضوا لمحنة ما.
الحب النقي الجميل يا رفيقي يوجد في أعلى السلم، ولتصل إلى شعور الكراهية المقيتة، يلزم النزول إلى أسفل الدرجات. وهذا ما لا يمكن أن نصله يوما، حتى في أحلك الظروف والأوقات.
استرسل قائلا: لقد تلقيت رسالة اليوم، من الحبيبة. لم استطع أن أحدد فيها طبيعة مشاعري. لم أعرف، هل أغضب أم أكره؟ أبتسم أم أضحك؟ لم أعد أعلم هل أعيش خيالا...سرابا...جحيما.. كابوسا؟ امتلكتني الرغبة في الكلام والسكوت في نفس الآن. اختلطت المشاعر بالمتناقضات ليخبو صوتها في دهاليز الضياع. تساءلت: هل المدينة التي كنت أشيدها هي مدينة سراب؟ بعدما تمردت كرامتي لتشييد مدينة للحب والوئام... اختلط حابل الوهم بالحقيقة عندي، ولم أعد أستطيع الفصل بينهما. أيهما الوهم هل الذي كنت أعيش فيه ؟ أم هو الحاضر الذي أنا فيه؟ وأيهما الحقيقة؟ هل الحقيقة دائما تكون مرة كالعلقم، عوض أن تحييك، تدميك وتقتلك؟
توقف عن الكلام فجأة، وأخذ يشرب كأسا من الماء. سألته: ما هي طبيعة هذه الرسالة يا رفيقي؟

رد قائلا: رسالة غامضة، كغموض ليلة مكسوة بالضباب. فك شفراتها يستلزم التوقف والوقوف، تم العودة إلى الوراء، للنبش في كل لحظة عشناها معا. علي أن أعيد تشريح القبلات من جديد، لأعيد تذوق طعمها...أن أعيد نحت الكلمات وأعيد تركيبها، كما يفعل المتخصصون في علم الحفريات والآثار، ومن اجل معرفة مدى صدقها. علي أن أخضع عناقنا لجهاز كشف الكذب، حتى أعيد قياس درجة حنانها.

كان يتحدث باسترسال غريب، فجأة رن هاتفي. وأنا أبحت عنه في مكان ما، توقف عن الكلام، أجبت الهاتف. كان أحد الأصدقاء القدامى ممن لم يستكمل مشواره التعليمي، يتعاطى للتجارة. تعود على زيارتي كلما كان مارا للعاصمة للاقتصادية لشراء السلع. طلب مني أن ألتقي به، فهو لا يعرف عنوان منزلي الجديد. حددنا المكان، اعتذرت للرفيق عن عدم استكمال الحديث، وشرحت له الأمر. كانت تبدو على وجهه رغبة عارمة للحديث في الموضوع، ليفرغ ما لديه من حزن. طلبت منه أن يصاحبني لملاقاة الصديق.

التقينا الصديق، تعارفا معا، ثم تحدثنا قليلا في مواضيع، عن أحوال البلدة، وواقع التجارة، ودردشات هنا وهناك. وفي حوالي الساعة العاشرة. أخدنا وجبة العشاء، وكان على محيى رفيقي نوع من الحزن، يحاول أن بخفيه لكن سرعان ما كان يطفوا صافيا واضحا في نظاراته وطريقة كلامه، كان بين الفينة والأخرى يغيب تفكيره، وكنت الوحيد الذي اعرف وجهته. كانت رغبتي قوية أن أشاركه همومه، أن نساهم معا في فك غموض وشفرات رسالة حبيبته، كان بإمكاني السهر لأخفف قليلا من لوعة أحزانه. لم تكن هناك إمكانية الاستمرار، خاصة أمام صديقنا، نظرا لخصوصية موضوعه، فبقي الموضوع معلقا إلى حين استكماله في صباح أو مساء يوم ننتظر قدومه.






#الكري_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكري رشيد - قصة بلاعنوان -2-