أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيناس فارس - حوار مع الظل














المزيد.....

حوار مع الظل


إيناس فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3876 - 2012 / 10 / 10 - 15:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في جوف الليل تجلس تلك المرأة على حافة المستقبل متكئة على حائط الذكريات امام مرآة الحقيقة،تنظر لنفسها ملياً، هي لا تعرف تلك السيدة التى تعكسها المرآة....وحوارٌ يبدأ...
أنا: اراك عبوسة حزينة؟من انت!!!!
الظل: ههههههههه، الا تعرفيني! انا انت وانت انا......
أنا: لكنني لا اشبهك، لا اعرفك...انا لا احمل معول بيدي
الظل: أنا مختبئة بين ثنايا روحك، صنعني مجتمعك ، نحتني وشكلني بمعجون الأديان،فطرني على احكام واعراف وقوانين بائدة...وضعني بين قضبان وهمية ...وزرعني على ارضٍ ترابها خوف وزهرها خجول....
أنا: بارتباك ...ولماذا قبلت بذلك؟
الظل:في مجتمع تاريخه وأد النساء،في مجتمع تربى على اني ناقصة عقل ودين، في مجتمع لا يرى المرأة سوى وعاء لتفريغ طاقاته الجنسية، وماكينة تفريغ الاطفال" والذكور تحديدا"، لا تملكين حق الرفض او القبول....خلقت زهرة برية نقية ...لكنهم ما ان اهدتني الطبيعة انوثة كاملة تتجدد كل شهر ...حتى اقفلوا على جسدي وعقلي كل الابواب....وجرعوني الوصايا المائة.....لا تخرجي...لاتفكري....لا تتحدثي....لا تقرأي....لا تكتبي....لا تجلسي هكذا.....لا تلعبي مع الصبيان...لا تتحسي جسدك...لا تقفي عارية ولو مع نفسك....لا تحبي نفسك...وفي عمرٍ آخر بعد المليون الوصية....وقفوا على بابي في يوم زفافي يطلبون ميثاق الشرف....وشكروا وحمدوا واثنوا على ان الله اكملها معهم بالستر....وخرج المحارب المغاور من حصان طراودة بعد تلك الفتوحات رافعاً راية بيضاء لطخها بدمائي النقية....ولا تنتهي الوصايا....وكيف واذا اصبح لك وصيٌ ووليٌ لامرك...ونعمتك...برضاه تعيشين...وبسخطه تحت اقدامه تموتين....وتصبح الوصايا....لا تعصي وليك...لا ترفضي له طلب....لا تمنعي نفسك عنه فتلعنك الملائكة سبعين مليون الف لعنة.....لا تجادليه...لا تتكاسلي في طلباته....لا تنسي ان من تصلين له بعد الله هو وليك"زوجك".....
أنا: يا الهي...نعم يشغلني ظلم وطغيان المجتمع الذي اعيش فيه....لكنني لم اتخيل انه بالبشاعة هذه....وكيف انتي بداخلي وتعلمين ما لا اعلم؟
الظل: انت تعلمين هذه افكارك ورفضك...لكنك خائفه...ومصرة على ان تبقيني وحيدة احارب بداخلك.....ناديتك كثيرا قبل ان يشيب الشعر ويتجعد الوجه...ويتعب القلب....لكنك كنت خائفة....ترعبك فكرة المواجهة...والوقوف بوجه هكذا مجتمع...
صمت رهيب ونظرات متبادلة.....أنا حزينة على الظل....والظل ناقمة غاضبة على أنا.....
وتقول أنا....لم تخبريني لماذا تحملين معول؟ولماذا يداك مدميتان
الظل: احفر منذ اعوام في نفسك ....احاول ان أصل الى جذور مأساتك وخوفك ووهنك...لاقتلعها..... الحفر ادمى يداي وجسدي....ولكنني سعيدة لاني اغسل روحك بدماء الحرية....الم تشعري بالحفر.....الم تسمعي صوت الآمي وانا احفر...الم تشتمي رائحة دماء....
أنا: بخوف ورعب وصوت خافت ....أحيانا...لكنني كنت لا اعير الموضوع انتباه...فانا اخاف من قبيليتي وولي نعمتي وامري....
الظل: اما سئمت من نفسك !!!! يا حسرتي
صمتت أنا ورفعت ظهرها عن حائط الذكريات....وقالت اريد ان اكون انا التي في احلامي....اريد ان اكون حرة طليقة.....ارفض خنوعي وضعفي.....ارفض خوفي ...وصمتي....اريد ان اتحرر من هذه القيود....ساعديني يا نفسي....
الظل"النفس": ها وقد اعترفت انك انا وانا انت...عملت طويلا لاحررك من قيودك الدفينة..ولكنك كنت خائفة..والان كي تتحرري لا بد ان تحملي المعول عني قليلا وتكسري هذه المرآة وتحطمي اسوار سجنك لتتحرري من سجانك..
أنا : حسنا...
النفس: انتبهي ستدمى يداك...وقبيلتك وولي نعمتك...سيعلقون لك مشنقة...
رفعت أنا رأسها للسماء وقالت : لا بأس ان لحريتي في بلادي ثمن يجب ان ادفعه...فأنا استحقها.. ومدت يدها تناولت المعول وكسرت المرآة........



#إيناس_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا نساء العالم اتحدوا


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيناس فارس - حوار مع الظل