أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إدريس ولد القابلة - أكتوبر 1957 تحرير الساقية الحمراء واد الذهب والرد كان عملية إيكوفيون















المزيد.....

أكتوبر 1957 تحرير الساقية الحمراء واد الذهب والرد كان عملية إيكوفيون


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3873 - 2012 / 10 / 7 - 03:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


للذكرى ليس إلا

أكتوبر 1957
تحرير الساقية الحمراء واد الذهب والرد كان عملية إيكوفيون

في أكتوبر سنة 1957، قام جيش التحرير المغربي – المنطقة الجنوبية- بدعم من عناصر من جيش التحرير في الشمال لم تكن تريد الاستسلام والتخلي عن السلاح إلى أن يتم تحرير كافة التراب الوطني، وبعض القبائل الصحراوية، بتحرير واد الذهب و الساقية الحمراء من السيطرة الأسبانية. وكان الرد الاستعماري في فبراير 1958 بقدوم كل من فرنسا على إعداد جيش قوامه 15000 جندي مدججين بالسلاح والمدفعية الثقيلة والدبابات مدعمين بالسلاح الجوي والطائرات الحربية. وتحدد الهدف في القضاء نهائيا عن جيش التحرير وسحقه.
إن حدة المقاومة وكفاح عناصر جيش التحرير بالجنوب أدى بإسبانيا وفرنسا إلى التفكير بجدية في كيفية القضاء على تلك المقاومة التي كانت سائرة نحو التجدر وسط الجماهير ولذلك كان تنفيذ عملية إيكوفيون (المكنسة) سنة 1958، وإذا كانت هذه العملية العسكرية تطلبت اتحاد قوتين استعماريتين مع استعمال سلاحهما الجوي، فهذا يعني أن جيش التحرير بالجنوب كان قد عزم على المضي في الكفاح لتحرير الأرض. كما أنه يعني كذلك أن المعركة كانت ضارية وأن فرنسا وإسبانيا أقلقهما الأمر إلى حد توحيد الجهود للتصدي له.
فبعد الإحباط الذي امتلك أعضاء جيش التحرير الأوفياء للشعب عندما لاحظوا أن الاستقلال المعلن عنه استقلالا منقوصا ومبثورا ولم يشمل كل الأجزاء المحتلة قرروا الاستمرار في الجهاد والكفاح ورفضوا التخلي عن سلاحهم، ولذلك اتجهوا إلى الجنوب. وبالتالي فإن عملية إيكوفيون استهدفت بالأساس عناصر جيش التحرير الذين رفضوا التخلي عن السلاح والالتحاق بالجيش الملكي والاندماج فيه. وهنا تكمن نقطة الالتقاء بين فرنسا وإسبانيا والنظام المغربي.
إذن إن عملية إيكوفيون عملية فرنسية إسبانية مع تسهيلات منحها القائمون على المغرب لاستعمال طريق تندوف والتراب المغربي من طرف الجيوش الفرنسية وكان هذا في غضون شهر فبراير 1958.
آنذاك انطلقت العملية وارتكزت على التمشيط المنهجي قصد تطويق جيش تحرير الجنوب المكون من صحراويين وأعضاء جيش التحرير الآتين من الشمال والوسط. ومن المفارقات أن هذا الجيش ضم جملة من أباء وأقارب من هم الآن في صفوف الانفصاليين. ومن ضمن هؤلاء محمد ولد حمانة ولد الديوهي والد محمد علي بيبا (الوزير الأول السابق للبوليساريو) وسالك ولد عبدالصمد والد محمد سالم ولد السالك (وزير سابق للبوليساريو) وحدة والد سيد أحمد (مسؤول في البوليساريو) والصديق ولد البشير والد بوفتاح ماء العينين الصديق (وزير الخارجية بالبوليساريو) ومولاي أحمد ليلي والد محمد لمين (مستشار محمد عبد العزيز) والشيخ ماء العنين لاراباس والشريف الدليمي (عامل بوزارة الداخلية و والد الدليمي غيلاني الذي عين مؤخرا سفيرا في إحدى الدول الإفريقية) والزروالي بريكة عم زكريا جمال (ممثل البوليساريو بألمانيا) وحسنا الدوية عم محفوظ علي بدية (الوزير الأول بالبوليساريو) وامحمد عمر ولد امبارك والد عمر منصور (ممثل البوليساريو بمدريد).
وبسبب هذه العملية القمعية الهادفة لتصفية المقاومين، اضطر أكثر من 40 ألف صحراوي للهجرة نحو طانطان وكلميم. وهي العملية التي شاركت فيها وحدة المظليين الفرنسية المرابطة بالمستعمرات وهي نفس الوحدة المساهمة في "ديين بين فو" وهي معركة معروفة ومشهورة خلال حرب الفيتنام في أبريل 1954. وشارك فيها 15 ألف جندي و 130 طائرة حربية، وأسفرت على ما يناهز 15 ألف ضحية من شهيد وجريح ومغادر لأرضه رغما عنه.
وعموما كانت عملية إيكوفيون في وقت انطلقت فيه تحركات وانتفاضات سنة 1957 في الريف، وفي وقت تطورت فيه حرب العصابات بالجنوب والتي أجبرت الإسبانيين على التراجع إلى مواقع ساحلية كما أرغمتهم على مغادرة السمارة. ولابد في هذا الصدد، وفي إطار الموضوعية التاريخية الإشارة إلى افتعال تنظيم مؤتمر لجيش التحرير بالجنوب بمدينة إنزكان لتدارس الوضع وفعلا حضر الكثير من أعضاء جيش التحرير إلى عين المكان إلا أنهم فوجئوا بحضور فيلق من الجيش المغربي الذي أرغمهم على التخلي عن أسلحتهم. و حسب أكثر من مصدر، تمكن المقاوم سعيد بونعيلات من الفرار وقصد الرباط بنية اغتيال الملك.
وقد تساءل الكثيرون عن سر تغييب هذه الحادثة وباستمرار عند دراسة تاريخ المغرب المعاصر أو الحديث عنه ولم يذكرها إلا القليلين جدا ومن بينهم أبراهام السرفاتي الذي اعتبر أنه تم السماح للجيوش الفرنسية باستعمال طريق تندوف التي كانت تحت السيادة المغربية.
و ضحايا عملية "إيكوفيون" هم من كانوا موضوع الخلاف بين المغرب والانفصاليين حين إعداد لوائح الاستفتاء بالصحراء. فالبوليساريو ظل متشبث ومتمسك بإحصاء إسبانيا، لسنة 1974 كأساس لمن له حق الإدلاء بصوت. والرباط وردا منها على هذا المعطى، ووفق ظروف إجراء الإحصاء الكولونيالي شككت في هذا الإحصاء، وعارضته بداعي أن عددا كبيرا من ساكنة الصحراء مورس في حقهم التعذيب والإبادة جراء معركة “إكوفيون، إظطروا على إثرذلك، إلى الهجرة نحو شمال المغرب الأكثر أمنا للاحتماء من بطش الآلة العسكرية (الإسبانية الفرنسية). ما حدث في منتصف الخمسينات من انخراط فئات عديدة من أبناء القبائل الصحراوية في المقاومة المسلحة ضد المستعمر الاسباني ، وما تعرضت له قطعان الماشية خلال عملية " إيكوفيون" من شبه إبادة ، كل هذا أرغم الكثيرون على الرحيل . وبالتالي، فإن هؤلاء المبعدين قسرا لم يشملهم هذا الإحصاء، وهم كذلك صحراويين لهم الحق في التسجيل والإدلاء بصوتهم في أي استفتاء يجري فوق أرض الصحراء . لذا طالب المغرب بتسجيل 120 ألف إسما صحراويا سبق للاستعمار أن أبعدهم و كنموذج من الفارين من تنكيل الاستعمال رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز الذي عاش مع والديه داخل المغرب.
وفي غضون شهر يونيو الماضي، أعلنت السلطات عن العثور على جثت وبقايا عظام بشرية قديمة بمدينة طرفاية، يرجح أنها لضحايا عملية "إيكوفيون التمشيطية" الشهيرة.
وقد سبق المقاوم محمد بن حمو – وهو أحد رموز ومؤسسي جيش التحرير وقاداته، و كان من بين المشرفين على جيش التحرير بالجنوب و رفض التخلي عن سلاحه والالتحاق بالجيش الملكي ما دام أن استقلال المغرب لم تكتمل – أن كشف أن عدد أفراد جيش التحرير
لا يتجاوز 3000 فردا، غير أنه عندما تم تشكيل جيش التحرير في الصحراء وصل عدد جنوده إلى 12 ألف فردا مع احتساب جيش التحرير بالمغرب الشرقي الذي كان يضم 4000 جنديا تقريبا الذي كان يقوده محمد الفكيكي بوراس، المساند القوي للثورة الجزائرية. أما جيش التحرير الجنوب فكان يقوده محمد بن حمو المسفيوي، وكانت قيادته على المستوى السياسي تتكون من : محمد بنسعيد أيت يدر، عمر المسفيوي. وكاتب القيادة العليا لجيش التحرير بالجنوب كان هوالمرحوم محمد باهي.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تقريره الأول بعد التأسيس هل كشف المجلس الاقتصادي والاجتما ...
- مافيا الكيان الصهيوني وملاذها بالمغرب: أخطر مجرمي إسرائيل يع ...
- مازالت الصفقات العمومية -كعكة- تسيل لعاب الفاسدين
- هل -العم سام- يجبلنا على كرهه وبغضه؟
- الأخطاء الطبية بالمغرب
- المعارضة المغربية الحالية فُرض عليها وضع المعارضة واقع حالها ...
- التقرير السياسي للمجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل ...
- هل المغرب -وردي- أم -أسود قاتم-
- هل ظاهرة تهريب الكوكايين في الأحشاء بدأت تغزو المغرب؟
- الدانمارك تسعى لإعادة الاعتبار للدركي المغربي مكتشف البترول
- قلق وتذمر وارتباك علامات تطبع الدخول السياسي والاجتماعي والج ...
- الحق في الحصول على المعلومات في المغرب
- المغرب:هل نحن على ابواب السكتة القلبية أو الدماغية؟
- الشفافية تستلزم رؤية واضحة حتى لا تصبح مجرد قعقعة
- فضائح المؤسسات العمومية مغاربة خانوا ثقة الملك والشعب
- إفلاس صندوق المقاصة مناسبة أخرى للتفكير في تغيير نموذج التنم ...
- هل أمريكا بصدد إعادة ترتيب أوراقها بشمال إفريقيا عسكريا وأمن ...
- متي سنتخلص من تسو نامي تهريب الأموال؟
- التصدي للاعتداء الجنسي على القاصرين تنامي صادم بالقنيطرة وجه ...
- من سيخلف عباس الفاسي؟ بعد فشل التوافق تم تفعيل استراتيجية ال ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إدريس ولد القابلة - أكتوبر 1957 تحرير الساقية الحمراء واد الذهب والرد كان عملية إيكوفيون