أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شابا ايوب - التيار الوطني الد يمقراطي هو الخاسر الاكبر في االأنتخابات العراقية















المزيد.....

التيار الوطني الد يمقراطي هو الخاسر الاكبر في االأنتخابات العراقية


شابا ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 11:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مما لا شك فيه ان أقبال 60% من المواطنين العراقيين على صناديق الأقتراع في الأنتخابات العراقية والتي جرت في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي وفي ظل أجواء سياسية غاية في التعقيد وأوضاع أمنية غاية في الخطورة جراء التهديدات المتكررة من قبل المجموعات الأرهابية الدموية ، يعد انتصارا مذهلا لأرادة الشعب العراقي على قوى الأرهاب الدموي وسياسة العنف التي تتبعها هذه الجماعات، وهي سياسة أضرّت ضررا بالغا بمصالح غالبية أبناء الشعب العراقي ، أذ عرقلت جهود الحكومة الأنتقالية في عملية أعادة البناء وضاعفت من المشكلات المزمنة التي خلّفتها حروب الطاغية وما أعقبها من حصار أقتصادي كالبطالة وانتشار الفساد الأداري والنقص الشديد في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء النقي والبنزين ووقود التدفئة وغيرها أضافةالى تدهور الوضع الأمني وأزهاق أرواح ألاف الأبرياء .
كما يعبر هذا الأقبال عن توق العراقيين الشديد وتعطشهم ألى ممارسة أولى قواعد الديمقراطية ، المتمثلة بأدلاء أصواتهم في الأنتخاب من دون أكراه أو غصب أو وصاية من أحد كما كان عليه الأمر في السابق. ويأتي كذلك تعبيرا عن رفضهم القاطع لأنظمة الأستبداد والقمع وكل أشكال الدكتاتورية ولأنظمة الأضطهاد القومي والتمييز الطائفي والقمع السياسي والأنحياز المطلق لقيم الحرية والديمقراطية وميلهم الشديد للعيش في ظل حكم القانون ودولة المؤسسات. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى كشفت نتائج الأنتخابات العراقية حالة الأنقسام والتشظي في المجتمع العراقي على أسس عرقية وطائفية وعشائرية وبشكل لم يسبق له مثيل وبعيدا عن الرابط العضوي الأساسي والمشترك لكل هذه المكونات ألا وهو الأنحياز الى الوطن الحبيب- العراق وتسخير كل الجهود والطاقات للعمل على تضميد جراحه ليستعيد عافيته، وذلك عبرالتصويت لصالح القوائم التي تضمنت برامجها الأنتخابية معالجات جادة وعاجلة لمشكلاته.
ما هي الخلفية السياسية والفكرية لدى الناخبين العراقيين حين ادلوا باصواتهم في صناديق الأقتراع؟
لا يمكن فصل هذا النمط من التفكبر السياسي عند المواطن العراقي في الداخل بأنحيازه الى قوميته او طائفته أو عشيرته وتغليب مصلحتها على المصالح العليا للشعب والوطن ، عن الاثار السلبية العميقة التي خلّفها النظام الصدامي المقبوربأحتكاره للسلطة وهيمنته الكاملة على وسائل الأعلام والمنابر الثقافية الرسمية ومجالات الأبداع الفني والرياضي وتسخيرها لخدمة الطاغية وزبانيته ومنع وحرمان شرائح واسعة في المجتمع من التعبير عن آرائها ومن حقها في الأنخزاط بأحزاب وجمعيات سياسية عراقية عبّرت عن تطلّعاتها ودافعت وماتزال تدافع عن حقوقها ومصالحها ولها دور بارز ومشهود في الكفاح ضد الأستعمار والهيمنة الأجنبية ومن أجل الحرية والديمقراطية . ومرّر النظام هذه السياسة المدمرة والخطيرة التي ندفع ثمنها الآن تارة بتخوين هذه الأحزاب أوأتهامها بالعمالة للأجنبي أو التآمر على “ الثورة والحزب القائد” وغيرها من الحجج والذرائع الواهية التي ساقها حينذاك لتبرير تصفيتها وأقصائها وأخلاء الساحة السياسية من التيارات الماركسية والوطنية والليبرالية والقضاء على كل أشكال المعارضة بما في ذلك المعارضة الأسلامية ، وتارة أخرى بأطلاق العنان للفكر القومي العربي المتمثل بالمدرسة العفلقية العنصرية المنغلقة على نفسها والتي أستوحت الهاماتها من الفكر النازي ممزوجا بالعصبية القبلية العربية والتستر وراء الأسلام لا كعقيدة سمحاء بل كأداة أحسن استثمارها في الصراع مع التيار الماركسي الشيوعي الذي هيمن على عقول الشبيبة والمثقفين في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات أثر الأنتصارات الحاسمة التي حققها الجيش الأحمر السوفيتي على جحافل الهتلريين آنذاك والنجاحات الكبيرة للأتحلد السوفيتي في مجال العلوم والأقتصاد والرياضة والفنون ، وأكراه الناس على الأنتماء الى حزب السلطة وبصور وأشكال مقيتة . وحينما أشتد التناقض بين جماهير الشعب والنظام بسبب الحروب الكارثية وآثار الحصار الأقتصادي ومجمل سياسات النظام الفاشلة على كل الأصعدة ، ضاعف النظام من بطشه بجماهير الشعب لتتسع دائرة البطش والقمع لتشمل جماعات محسوبة على النظام نفسه أو قريبة منه . وفي ظل غياب سيادة القانون وأستهتارأجهزة تابعة للنظام من قبيل جلاوزة الأمن والمخابرات وفدائيي صدّام وغيرهم وخلاء الساحة السياسية من الأحزاب الديمقراطية المعارضة والصحافة الحرة لم تجد هذه الجماهير الغفيرة والساخطة على النظام بدا من بطش النظام ، مما أضطرها ألى الأحتماء بالعشيرة, كتكوين أجتماعي قديم ، سعى النظام الى أعادة تفعيل دورها للأستفادة منها في حل أزماتة المتفاقمة ، والتقرّب من دور العبادة كالمساجد والحسينيات والكنائس وغيرها بغرض صيانة ذاتها وتطهير أنفسها من ما علق بها من أخطاء وممارسات ربما لم تكن ترغب بها وأنما أجبرت على القيام بها عبر سياسة التضليل ونشر الأكاذيب التي تفنن أعلاميو النظام في رسمها .
كما يعزى هذا التقرب ألى دور العبادة والمرجعيات الدينية ألى حالة اليأس والاحباط وفقدان الثقة بالنفس لدى هذه الملايين المتذمرة والساخطة على النظام في القدرة على أحداث التغيير المنشود خاصة بعد فشل أنتفاضة أذار 1991 في الأطاحة بالنظام
للخلاص من حالة الجحيم التي فرضها النظام عليها وكذلك الدعاء الى الرحمن من أجل أن ييسر لهم حياتهم وينقذهم من شر الطاغية المهووس . وبهذا فقد أصبحت العشائر ودور العبادة الوعاء الذي يتسع لكل هذه الملايين المكتوية بنار الدكتاتورية .
أن تردي الأوضاع الأمنية بعد سقوط النظام وتفشي الجريمة وازهاق أرواح عشرات الأبرياء يوميا بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والقصف العشوائي بالهاونات زاد من التفاف اعداد غفيرة من الجماهير حول المرجعيات الدينية سنية كانت أم شيعية وخاصة في ظل عجز الحكومة الأنتقالية في أحداث أنعطافة نوعية في الوضع الأمني وفي تحسين الخدمات الأساسية اليومية.
اما تصويت غالبية الأكراد والتركمان والكلدوأشوريين السريان لصالح قوائم أحزابهم القومية فأنه يعود في نظري الى ردة الفعل القوية من جانب أبناء هذه القوميات على السياسة العنصرية الشوفينية التي مارسها النظام البعثي السابق جاعلا من كردستان العراق أرضا محروقة كما لم يتوانى النظام في أستخدام الأسلحة الكيميائية المحرّمة دوليا للفتك بأبناء حلبجة ألأبرياء وعمليات ألأنفال السيئة الصيت وسياسة نقض العهود والأتفاقات. ولم يكن التركمان والكلدوأشوريون السريان أوفر حظا من الأكراد فقد واصل النظام حتى ساعة أنهياره سياسة التعريب القسري والصهر القومي محاولا القضاء على ما تبقى من هذه الكيانات القومية الصغيرة بتنسيب أبنائها الى القومية العربية ، وهذا ليس مجرد تهمة باطلة, بل سياسة ونهج دأب النظام على تطبيقهماعلى أرض الواقع . خذ مثالا حيا على ذلك؛ في بلدة كرمليس التابعة لمحافظة نينوى وأثناء الأحصاء السكاني لعام 1977ترك غالبية أهالي البلدة تدوين قوميتهم خشية التصادم مع موظفي التسجيل ومع ذلك دوّن بعض أهالي البلدة قوميتهم بالكلدان فاسرع موظف التسجيل موّبخا الأهالي وأمرهم بشطب كلمة الكلدان وكتابة عربي بدلا منها ، ولمّا رفض أحدهم تنفيذ أوامره أستدعي هذا المواطن للتحقيق معه في مقر منظمة حزب العفالقة في المنطقة وانتهى الأمر بتسجيل قومية هذا المواطن عربي بقلم مسؤول المنظمة رغما عن أنف المواطن.
وحينما انهار النظام في 9 نيسان 2003 وحتى قبل هذا التاريخ كان الناشطون الأسلاميون من السنة والشيعة من الذين يعملون في الخفاء ، مستغلين فرص ترددهم الى المساجد والحسينيات ، قد نظموا وبدعم من دول الجوار أعدادا غفيرة منهم في تنظيمات أسلامية سياسية وعسكرية وتحت مسميات مختلفة في حين أنعدمت كل الفرص أمام قوى التيار الديمقراطي في الوصول الى هذه الجماهير الغفيرة بسبب أقصائه من الساحة السياسية لمدة ربع قرن ، وقصر مدة ظهوره على الساحة ثانية بعد ألأطاحة بالنظام المقبور ، وخطورة الأوضاع الأمنية التي حالت دون أيصال برامجه الأنتخابية والتي أتسمت بالواقعية والعقلانية وركّزت على قيم المواطنة والكفاءة والنزاهة والتآخي القومي والحرية والديمقراطية والفدرالية وهي قيم تسمو على الطائفية العرقية والدينية والقبلية ، فكان هو الخاسر الأكبر في هذه الأنتخابات.
فاذا نظرنا الى تشكيلة الجمعية الوطنية العراقية بعد الاعلان عن نتائج الأنتخابات, نرى أن حصة التيار الوطني الديمقراطي ممثلا بالشيوعيين والماركسيين والوطنيين الديمقراطيين والديمقراطيين المستقلين هي 3 مقاعد فقط وتعادل 1%. وهي حصة أكثر من بائسة مقارنة بالأرث النضالي والأسهامات الكبيرة لهذا التيار في الحياة السياسية والفكرية والثقافية لعقود طويلة . وقد استثنينا في حساباتنا حصة القائمة العراقية التي ترأسها الدكتور أياد علاوي والبالغ عدد مقاعدها 40 مقعدا ، كون أغلب ناخبيها هم قوميون عرب وبعثيون سابقون, وذوي النزعات الليبرالية ، وشريحة من العراقيين من الذين رؤوا في د. علاوي ذلك الرجل القوي ، القادر على دحر الأرهابيين وضبط زمام الأمور في البلد ، وهي رغبة ملحة ينتظر الجميع وبفارغ الصبر تحقيقها ولكن ليس بمقدور علاوي ولا أية شخصية أخرى مهما كانت كفوءة وجسورة قادرة على انجازها ، ما لم يتعاون الجميع بشأنها بما في ذلك تعاون أبناء الشعب مع أجهزة الأمن والشرطة وقوات الجيش والحكومة. كما استثنينا منها 5 مقاعد وهي حصة قائمة رئيس الجمهورية الشيخ غازي الياور لأعتقادنا أن التصويت لصالحها أخذ طابعا عشائريا . أما التصويت لصالح باقي القوائم فقد تم على أساس القومية أو الدين أو الطائفة الدينية .
ما هي أسباب اخفاق التيار الديمقراطي في الحصول على نسبة عالية من الاصوات؟
بالطبع أن فوز التيار الو طني الديمقراطي بثلاث مقاعد فقط بالجمعية الوطنية يعد أخفاقا كبيرا ولّد الصدمة لدى الكثير من أتباع ومعجبي هذا التيار ، وبدأت في الحال تثار تساؤولات عن سبب هذا الأخفاق ومن الذي يتحمل مسؤوليته؟
فالى جانب الأسباب الموضوعية التي مرّ ذكرها ، هناك جملة من الاسباب ذاتية الطابع منها :
1 ـ فشل عناصر هذا التيار من أحزاب وجمعيات سياسية ونقابية ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات أجتماعية بارزة ، علمية وأدبية وفنية وقانونية في أقامة تحالف واسع ينبثق عنه قائمة موحدة تتبنى برنامجا وطنيا وديمقراطيا يلبي الحاجات الأساسية للمواطن العراقي ويعبر عن الأهداف الأساسية للشعب العراقي في الظرف الراهن.
2 ـ سيطرة الأوهام على عدد غير قليل من عناصر هذا التيار بضمان عدد أكبر من المقاعد لقيادييها فيما لو شاركت بالأنتخابات عبر قوائم منفردة ، منطلقة في ذلك من تقديرات وتخمينات غير واقعية لحجم التأييد الشعبي لها ، فكانت النتيجة حصول بعض من هذه الكيانات على بضعة آلاف صوت وقسم آخر على بضعة مئات من الأصوات فقط ، مما ضيّع عليها فرصة دخول قبة البرلمان وضم أصواتها لصالح القوائم الأخرى .
3 ـ قلة الخبرة في ممارسة الدعاية الأنتخابية وغلبة الطابع العفوي عليها ، أضافة ألى عوائق جدية مثل ضعف أمكانيات تمويل الحملة الأنتخابية ومحدودية فرص أيصال البرامج الأنتخابية الى الجماهير الواسعة عبر وسائل الأعلام وبصفة خاصة الفضائيات منها ، وذلك مقارنة بمرشحي القوائم الأخرى كقائمة التحالف الكردستاني وقائمة الأئتلاف الشيعي وقوائم المسؤولين الكبار في الدولة والحكومة . أذ أخفق ممثلي هذا التيار في الوصول الى قطاعات واسعة مهمة وحيوية جدا مثل طلبة المعاهد والكليات والشبيبة والنساء وغيرها ، مما يتطلب أبتكار أساليب جديدة لبلوغ أوساط واسعة منها وصياغة خطاب جديد ينسجم مع حاجات هذه الفئات وتطلعاتها في ظروف الأنتقال من النظام الأستبدادي الى النظام الديمقراطي . كما أن التصديق بنتائج أستطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات مختلفة ، حيث وضعت قائمة أتحاد الشعب بمفردها في المرتبة الثانية بعد قائمة الأئتلاف الموحد والتعويل عليها زاد من أثر الصدمة ، وذلك لأن هذه الأستطلاعات أجريت في ظروف غير طبيعية ولا يمكن مراعاة الضوابط والمقاييس الأحصائية الدقيقة فيها . وكان من أثارها السلبية حالة الخدر التي أصابت عددا من ناشطي الدعاية الأنتخابية والتباطؤ في أداء هذه المهمة، مقابل حالة الأستنفار القصوى لدى ممثلي بعض القوائم الأخرى والمضي في الدعاية الساخنة الى آخر ساعة لابل حتى أثناء ساعات الأقتراع مما يعد مخالفة لقوانين الأنتخابات.
4 ـ حصول خروقات ومخالفات كبيرة لقانون ادارة الدولة العراقية بخصوص العملية الأنتخابية . فقد جرى استخدام الدين والرموز الدينية في الدعاية الأنتخابية ، وهذا أمر مخالف لقانون الأنتخابات العراقية ، ولعبت المرجعية الشيعية ممثلة بسماحة السيد علي السيستانى دورين مهمين أحدهما أيجابي الى حد كبير والآخرسلبي جدا . الأول يتمثل بدعوة سماحة السيد علي السيستاني المواطنين الى المشاركة بالأنتخابات بأعتبارها واجب وطني وشرعي ، وهذا حفز اعدادا غفيرة للأقبال على صناديق الأقتراع ويمكن اعتباره من الأسباب الرئيسية لبلوغ نسبة التصويت 60% مما أضفت هذه النسبة الشرعية لأول انتخابات في العراق بعد 53 عاما ، كما كانت بمثابة صفعة قوية لقوى الأرهاب الدموي ولكل من شكك بقدرات الشعب العراقي وتعطشه لممارسة حقوقه الديمقراطية .
أما الثاني فيتمثل بالأنحياز المبطن لقائمة الأئتلاف الموحد ، وهو أمر يكشف عن تدخل المؤسسات الدينية في الشؤون السياسية واقحام الدين بالسياسة. أن صمت السيد السيستاني عن نشر صورته على بوسترات القائمة وعن أيحاءاته بتأييد هذه القائمة بعينها وعدم أصدار بيان بأسمه أو بأسم مكتبه الخاص, ينتقد فيه هذه الممارسات ، يعتبر بنظر المراقبين موافقة ضمنية لتوجهات هذه القائمة . وقد أستغل بعض ناشطي الدعاية الأنتخابية لهذه القائمة مباركة السيد السيستاني لها بوضع ملايين غفيرة أمام خيارين لاثالث لهما ، أما التصويت لصالح هذه القائمة فيظفرون بالجنة وأما التصويت لغيرها فيكون مصيرهم النار ، كما جاء في التقرير النهائي لمراقبة الأنتخابات الصادر عن منظمة تموز للتنمية الأجتماعية .
كما حدثت خروقات وتجاوزات من نوع آخر, من قبيل استخدام المنصب الحكومي لأغراض الدعاية الشخصية أو لصالح قائمة معينة بذاتها، وهو أمر يحاكم عليه صاحبه في الكثير من الدول الديمقراطية ، وكذلك التمييز في الدعاية الأنتخابية عبر وسائل الأعلام وخاصة المرئية منها ، لصالح قوائم المسؤولين الكبار في الحكومة والدولة . فعلى سبيل المثال لا الحصر أستغل الدكتور علاوي مناسبة عيد الأضحى المبارك ليسبق الآخرين بالدعاية لشخصه ولقائمته وذلك بتقديم منحة مالية لجميع العاملين في المؤسسات والدوائر الحكومية ، ولا يمكن تفسير هذه الخطوة من حيث توقيتها واسلوب تنفيذها ألا بمثابة رشوة أريد منها كسب أصوات هذه الفئة الفاعلة والمؤثرة ، التي يشكل البعثيون السابقون نسبة عالية منهم. أن ما فعله الدكتور علاوي يذكرنا بمهازل الطاغية ومنحه البائسة والتي دفع العراقيون دم أبنائهم لقاء ثمنها . وهنا لا بد من الأشارة الى أن؛ لا يحق لا لعلاوي ولا لغيره من المسؤولين في الحكومة او الدولة أن يتصرّف بأموال الشعب من دون أذن من مؤسسات شرعية منتخبة . ان المنح التي تم توزيعها على الموظفين لم تصرف من جيوب علاوي بل هي من أموال النفط وهي ثروة وطنية وملك للجميع, ولا يجوزأن يتمتع بها موظفوا الدولة دون سواهم ، وأذا كانت نية رئيس الوزراء أسعاد الشعب العراقي بهذه المناسبة العزيزة كان ينبغي أن تشمل المنحة جميع العاطلين عن العمل وكبار السن والطلبة وحتى النساء والأطفال.
ورغم كثرة الأسباب الموضوعية والذاتية التي أثرت سلبا في كسب التيار الديمقراطي لأصوات الناخبين يبقى حصول قائمة أتحاد الشعب مثلا على70000 صوت تقريبا يلقي بظلال الشك على أداء المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات وفروعها في المحافظات وعلى مسؤولي الحكومة لأن هذا الرقم لا يتناسب تماما مع الأرث النضالي للحزب الشيوعي العراقي وسعة أنتشاره في عموم المحافظات وكذلك في بلدان المهجر، حيث توجد أعداد كبيرة من كوادره وأعضائه ومؤازريه، يعيش معظمهم في دول أوروبا الشرقية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسويد وهولندا وأمريكا وكندا وأستراليا، وقد حرم الكثير من هؤلاء من المشاركة بالأنتخابات أما بسبب عدم فتح مراكز أنتخابية في البلدان التي يقيمون فيها أو بسبب قلة عدد هذه المراكز، التي تفصل بينها وبين الناخب مسافات شاسعة تحول دون بلوغهم صنادق الأقتراع.
ومما يزيد من شكوكنا حول نزاهة الأنتخابات وأداء المفوضية العليا للأنتخابات هو حرمان أكثر من150000 ناخب في محافظة نينوى أغلبهم من الكلدوأشوريين السريان واليزيديين والكأكائيين والشبك من حقهم الطبيعي في أنتخاب ممثليهم في الجمعية الوطنية. أن هضم حقوق أبناء هذه الأقليات العرقية والدينية ومحاولة تهميش دورهم في بناء العراق الجديد يعد خرقا فاضحا لقانون أدارة الدولة العراقية ويطعن في نزاهة وحيادية المسؤولين عن هذه الأنتخابات. أن احدى أهم ميزات الديمقراطية
هي مراعاة حقوق الأقلية ، أذ أن هذه الأقلية التي تسير على طريق الصواب قد تصبح يوما ما هي الأغلبية .

فأين أنت من النزاهة والديمقراطية يا مفوضية ...؟



#شابا_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون العراقيون وطنيون صادقون ودعاة حضارة


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شابا ايوب - التيار الوطني الد يمقراطي هو الخاسر الاكبر في االأنتخابات العراقية