أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي. - هند احمد ابراهيم - دور الحركات الاجتماعية فى احداث الثورات دراسة حالة :حركة كفاية -6ابريل















المزيد.....



دور الحركات الاجتماعية فى احداث الثورات دراسة حالة :حركة كفاية -6ابريل


هند احمد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 19:01
المحور: ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
    


لقد شغلت ظاهرة الحركات الاجتماعية اهتماما بالغا فى الاونة الاخيرة من قبل الاكاديمين والباحثين . نظرا لطبيعة الدور الذى باتت تلعبه الحركات الاجتماعية فى عالمنا العربى فظاهرة الحركات الاجتماعية هى ظاهرة عرفها القاموس العربى منذ فترة قصيرة نسبيا لم تسمح ببلورة رؤية علمية متكاملة حول هذه الظاهرة باعتباره جديدة على الواقع السياسى المصرى , الا ان التجربة العملية لعدد من هذه الحركات اثبتت مدى قدرتها على التاثير داخل المجتمع بما لديه من رؤى وادوات استطاعت من خلالها ان تلعب دورا فاعلا على الساحة السياسية وبرز ذلك الدور فى عدد من المواقف التى اتخذتها الحركات الاجتماعية المصرية .
كما كان ينظر اليها على انها البديل الديمقراطى فى العالم العربى الذى ظهر نتيجة عجز الاحزاب السيسية والنقابات العمالية عن اداء ادوراها فى ظل انظمة قمعية عمدت على وضع كافة القيود امام ممارسة العمل السياسى ,الا انها تمكنت من احداث الفارق والتغيير منذ نشاتها , فقد تشكلت هذه الحركات اتساقا مع واقعا العربى وجاءت معبره عن هذا الواقع فالحركات الاجتماعية ماهى الا مراة تعكس التغيير فى المجمتعات النشاه فيها .
فقد شهدت مصر موجه من الحركات الاجتماعية لم تشهدها من قبل فى تاريخها السياسى استطاعت هذه الحركات احداث حالة من الحراك السياسى والاجتماعى داخل المجتمع المصرى مما كان له اثره فى نشر ثقافة الاحتجاج.وكسر حاجز الخوف والمطالبة بالحقوق , فقد تمكنت الحركات الاجتماعية بما لديه من وسائل جديدة وغير معتادة من ان تلعب دورا فاعلا على الساحة السياسية المصرية, كما تمكنت من ان تحظى بتاييد العديد من الشخصيات الوطنية والمثقفين فى كافة المجالات.
فقد جاءت هذه الحركات تعبر عن مختلف فئات الشعب المصرى وتطالب بالحرية والكرامة والعدالة لكافة الشعب دون ان تستثنى فئة بذاتها .ومن ثم فليس من الغريب ان تتخذ كافة الحركات الاجتماعية من التغيير شعارا لها واساسا لوجودها وممارستها للعمل السياسى .
وبالنظر الى نشاة الحركات الاجتماعية نجد ان كافة هذه الحركات ظهرت فى ظروف استثنائية كوجود العديد من الازمات التى تعرقل التحول نحو الديمقراطية فى كافة الدول العربية, بالاضافة الى وجود عدد من العوامل داخلية التى اسهمت بدورها فى ميلاد تلك الحركات الاجتماعية ومن ثم نجد ان حركات التغيير الاجتماعى فى العالم العربى ولاسيما فى مصر لم تقم من اجل تقديم نموذج سياسى بديل للحكم القائم ولم تسعى الى الوصول لسلطة بقدر ما تسعى الى التعبير عن حالة من عدم الرضا عن الوضع القائم وغياب الشرعية السياسة.
ومن ثم فقد كان لنشاة الحركات الاجتماعية ودورها الذى لعبته داخل المجتمع المصرى اثره فى احداث حالة من الحراك الاجتماعى والسياسى افضى بدوره الى قيام ثورة 25 يناير, فقد برز دور الحركات الاجتماعية فى ثورة 25 يناير باعتبارها واحدة من اهم الفاعلين فى الثورة , فقد كان لدور الحركات الاجتماعية اثره على تحريك الوضع السياسى الراكد فى مصر وكسر حالة الجمود السياسى حي تمكنت هذه الحركات من العمل خارج الغرف المظلمة الى الساحات والفضاء الخارجى كما تمكنت من العمل على توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم مما كان له اكبر الاثر على قيام ثورة 25 يناير , وعلى الرغم من نجاح الحركات الاجتماعية فى ان تحظى بمكانة وتاييد على الساحة السياسية الا ان دورها عقب نجاح ثورة 25 يناير اخذ فى التراجع اى انها باتت فى مفترق الطرق , الا ان ذلك لا يغفل دورها البارز كفاعل رئيس فى قيام ثورة 25 يناير . ومن ثم فالحركات الاجتماعية هى مراه التغيير لمجتمعاتها , كما انها مراة صحية وايجابية وليست تعبيرا عن حالة تهديد او خطر , فظهرت الحركات الاجماعية داخل المجتمع المصرى كظاهرة ايجابية ساعية الى احداث التغيير .
تكمن اهمية الدراسة فى دراسة الدور الذى لعبته الحركات الاجتماعية داخل المجمع المصرى محاولة تغيير الواقع او الاسهام فى تغيير الواقع بما لديه من ادوات وتوجهات فكرية حديثة اسهمت بدورها فى ان تكون فاعل رئيس فى الثورة المصرية , كما تهدف الدراسة ايضا تفسير اسباب ظهور الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى بالاضافة الى تحليل انماط الحركات الاجتماعية المصرية وما طرا عليه من تحولات اسهمت بدورها فى جعلها حركات مؤثره سياسيا واجتماعيا داخل المجتمع المصرى محاولة معرفة هل هناك علاقة بين نشاة هذه الحركات والاصلاح السياسى ؟ وهل هذه الحركات جاءت تطورا لدور النقابات داخل المجتمع المصرى اما انها جاءت كحركات شبابية محاولة تخطى الواقع السياسى المتسلط كوسيلة للمشاركة والضغط على السلطة القائمة من خلال ما تعتمد عليها هذه الحركات من ادوات غير معتادة تواجدها فيما يتعلق بالادوات التى تعتمد عليها الاحزاب السياسية المصرية .فقد برز دور هذه الحركات من سياق الازمات التى تعرض له المجمع المصرى كغياب الديمقراطية والاخذ بنظام الدولة البوليسية القمعية التى باتت تسيطر على كل مؤسسات الدولة السياسية وغير السياسية ومن ثم ظهرت هذه الحركات محاولة تخطى هذه الواقع خارج الاطر الاحزاب والمؤسسات الرسمية للدولة محاولة استخدام الادات الحديثة والغير معتادة فى تحريك وتعبئة الجماهير من خلال الاعتماد على الشباب كفاعل رئيس فاعل داخل المجتمع المصرى
:النظاق الزمانى والنطاق المكانى للدراسة:-
وفيما يتعلق بالنطاق المكانى للدراسة سوف تقوم الدراسة بدراسة الثورة المصرية والعوامل التى ادت الى قيامها والتركيز على دور الحركات الاجتماعية باعتباره احد محددات النظام السياسى المصرى الذى برز فى الاونة الاخيرة , اى دراسة الحالة المصرية
وفيما يتعلق بالنطاق الزمنى للدراسة سوف تقوم الدراسة بدراسة دور الحركات الاجتماعية داخل النظام السياسى المصرى ابتداءا من (2004-2011) وذلك لعاملين اساسين :-
• حيث ظهور حركة كفاية كحركة اجتماعية سياسية احتجاجية , كظاهرة سياسية جديدة على النظام السياسى المصرى عقب تراجع الدور السياسى والاجتماعى للاحزاب السياسية والنقابات العمالية .
• مرورا بمختلف الاحداث والادوار التى ادت الى بروز دور هذه الحركات داخل النظام السياسى المصرى . والعقبات التى مازالت تعترض ادائها لدورها .
اى يمكن القول بان الدراسة سوف تتناول الموضوع من زاويتين :-
• احدهما تتسم بالعمومية حيث دراسة الدور السياسى للحركات الاجتماعية داخل النظام السياسى المصرى وتحليل مختلف المراحل التى مرت بها ومختلف الوقائع والاحداث التى برز من خلالها الدور الذى لعبته الحركات السياسية داخل النظام السياسى المصرى .
• والاخرى تتسم بالخصوصية حيث الحركات الاجتماعية المصرية بالتركيز على حركتين حركة كفاية كنموذجا فريدا للحركات الاجتماعية المصرية باعتبارها نواة التغيير داخل النظام السياسى المصرى .وحركة 6 ابريل حركة شبابية واجتماعية جديدة لعبت دورا بارزا فى احداث الثورة المصرية.
ااولا:
الحركات الاجتماعية خصائصها ونشاتها:-
بعد ما يقرب من عشر سنوات من الركود السياسى شهدتها الحياة السياسية فى مصر خلال فترة التسعينات من القرن التاسع عشر , جاءت الالفية الثالثة بحالة من الحراك السياسى والاجتماعى . ما لبث وان تطور على المدى الطويل ليمثل حالة فريدة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية.
فعلى الرغم مما ثتيره الحركات الاجتماعية والسياسية من خلافات بين الباحثين حول تاريخ نشاتها وظهورها الا ان الجميع قد اتفقوا على انها ظهرت منذ وقتا قصيرا . ففى القرن الثامن عشر , عرفت انجلترا حركة سياسية والتى اطلق عليهاالحركة الميثودية وهم اتباع الحركة الدينية الاصلاحية التى قادها فى اكسفور عام 1729 تشارلز وجن يزلى ومن ثم تعاقب عدد من الحركات الاجتماعية فى عدد من دول العالم سوف يتم القاء الدور عليهم من خلال عرضهم فى المبحثين الاول والثانى .
فقد تعدت الاسماء والمفاهيم التى اطلقت على الحركات الاجتماعية نظرا لحداثة الظاهرة ومن ثم سوف نستعرض ماهية وتاريخ الحركات الاجتماعية
لقد شهدت الساحة العربية تزايدا مطردا فى الاهتمام بالحركات الاجتماعية الامر الذى انعكس بدوره على تزايد اعدادها داخل المجتمعات العربية , الامر الذى يجسد بدوره تطورا ايجابيا ونضجا فى اختيارات الناس لطرق مؤثرة فى مواجهة المشكلات .والعمل على ايجاد الحلول لها .
وفيما يتعلق بنشاة وتاريخ الحركات الاجتماعية نجد ان جميع الباحثين قد اتفقوا فيما بينهم على ان ظهور الحركات الاجتماعية ليس بالجديد بل انها نشات فى القرن الثامن عشر , حيث عرفت انجلترا الحركة الميثودية التى كانت بمثابة النواة الاولى للحركات الاجتماعية بمفهومها الحديث وكانت هذه الحركة فى جوهرها حركة دينية قادها فى اكسفورد عام 1729 تشارلز وجون يزلى من اجل اعادة احياء دور الكنيسة فى انجلترا .
كما تعود ايضا جذور الحركات الاجتماعية الى الثورة الفرنسية عام 1789 والتى اعتبرت ايضا بمثابة بداية تفجر وبروز الحركات الاجتماعية والسياسية فى اوربا . فهذه الثورة التى جاءت بمبادئها الثورية عن "العدالة والحرية والمساواة " قد تمخضت عن معاناة الشعب الفرنسى و تزهره من تحكم الملوك وبعض الفئات من الاغنياء ورجال الكنيسة والاشراف فى سيطرتهم على الحياة العامة , بالاضافة الى وعى الشعب الفرنسى باهمية ممارسة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانها هذه الحقوق ليست حكرا عى احد بدا ينتظم الشعب فى صفوف وكانت هذه الفكرة هى جوهر فكرة الحركات الاجتماعية , كما ظهرت ايضا فى الولايات المتحدة اعديد من الحركات والتى كانت تنبثق عن فكرة الحركات الاجتماعية , وذلك حينما قاوم الجنوبين حركات مناهضة الرق انطلاقا من ان حضارتهم قامت على اكتاف عبيد المزارع مما ادى اى قيام الحرب الاهلية الامريكية (1861-1865).
والتى انتهت بانتصار الشمال وتحرير العبيد , مما حفز بعض الجنوبيين على الاستمرار فى مناهضة حركات تحرير الرقيق . وانعكس ذلك بدوره فى بروز حركات تشبه الحركات الاجتماعية والتى ظهرت فى تشكيل جماعة " الكوكوكس كلان " وكانت ضد السود المحررين ومناصريهم . وعقب نجاح هذه الحركة ظهرت عدد من الحركات والتشكيلات الاخرى فقد ظهرت حركات اصلاحية تدعو الى الاعتدال فى شرب الخمر ومناصرة حقوق المراة .
الى جانب هذه الحركات التى كانت بمثابة النواة الاولى لبروز مفهوم الحركات الاجتماعية بمعناها الحديث , ظهرت الصهوينية فى القرن التاسع عشر والتى كانت تعد من ابرز الحركات السياسية فى ذلك الوقت .فقد تاسست هذه الحركة وبدات تمارس نشاطه الفعلى عقب ما تعرض له اليهود عقب اغتيال قيصر روسيا وممارسة السلطات اروسية كافة اشكال القمع والاستبداد ضد اليهود , وقد ازدادت حدة هذه الازمة عقب الخروج الجماعى لليهود من روسيا . توطن معظم اليهود فى اوربا الغربية وامريكا , وبعض منهم استوطن فى فلسطين واسسوا مستعمرة قرب يافا سميت "رستون زيون " وفى نفس العام انشئت حركة فى روسيا عرفت " حركة شبت زيون " اى حب صهيون , وقام اتباعها بتشكيل جمعيات والانتظام فيها لتوحيد جهودهم وتكريس فكرة الصهيونية ونشروا عدد من الافكار كفكرة استيطان فلسطين واحياء اللغة العبرية. ومن ثم بروز اول حركة صهيونية منظمة الاهداف
كما شهد القرن التاسع عشر حالة من الحراك السياسى والاجتماعى شهده العام باسره نجم عنه قيام العديد من الثورات والحركات السياسية والاجتماعية , وايضا بعض هذه الحركات ظهرت فى القرن العشرين بصورة اكثر ايضاحا عنه فى القرن التاسع عشر , من ابرز هذه الثورات الثورة الروسية فقد كان لتغير الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى روسيا دورها فى قيام الثورة الروسية التى نظمتها جماعات من الروس لاحداث انقلاب سياسى فى اسس الحكم ,وكانت من ابرز هذه الجماعات جماعة " الاوكتوبريين " الذين كانوا يطالبون قيصر روسيا نيقولا الثانى بتحقيق وعوده الاصلاحية .
ومن ثم يمكننا القول بان نجاح الثورة الروسية يرجع بلاساس الى انتشار الحركات على نطاق عالمى, خاصة فى اوربا .
بالاضافة الى بروز فكرة الحركات الاجتماعية فى عدد من الدول .
ففى ايطاليا ايضا برز مفهوم الحركات الاجتماعية فعلى الرغم مما كانت تنعم به ايطاليا من وحدة واستقرار الا ان هذا لم يمنع بروز بعض المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ولاسيما مشكلة الفقر وارتفتع اسعار السلع وانتشار البطالة وكساد التجارة , والنزاع الذى نشب بين الراسماليين والاشتراكيين . كافة هذه الاسبب بالاضافة الى ما رتب على الحرب العالمية الاولى من خسائر تعرضت لها المانيا ادى ذلك الى بروز حركة النازية حركة منظمة سياسيا لديه رؤية لما يجب ان يكون عليه الشعب الالمانى واحياء مجدها الالمانى واقضاء على الشيوعية وسحق اليهود وتزعم هذه الحركة او الحزب كما اطلق عليه ادولف هتلر .
وعلى الجانب العربى نجد ايضا ان المنطقة العربية شهدت عدد من الحركات الاجتماعية ومن ابرز هذه الحركات هى" حركة القومية العربية " الذى وصفه البعض بانه ظهرت كرد فعل للحركة الصهيونية والنفوذ الاوربى , خاصة عقب صدور وعد بلفور عام 1917 باقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين , بالاضافة الى ما عانت منه المنطقة العربية جراء هزيمة عام 1947 من هزيمة كان له اثره البالغ على كافة انحاء الوطن العربى , ومن ثم نظرا لكافة هذه العوامل ادت بدورها الى بروز عدد من الحركات التى جاءت لمقاومة الاستعمار , كما تضمنت ايضا هذه الحركة اشكالا للاستجابة العربية لمواجهة النفوذ الغربى الذى اتخذ شكل الاستعار السياسى والاقتصادى للدول العربية .
وهذه الحركة تعود جذورها الى اواخر القرن التاسع عشر , وان كانت بدات تاخذ شكلها السياسى فى اواسط الاربعينات وشكلها التطبيقى فى خمسينات القرن العشرين , وتطورت هذه الحركة عى مدار السنوات من خلال ما مرت به من خبرة عربية استعمارية اثرت بدورها على بروز عدد من التنظيمات ضد الاستعمار والنفوذ العثمانى وتقاربت هذه التنظيمات الى حد كبير مع الحركات الاجتماعية ومفهومها حديثا .
ومن ثم نجد ان الحركات الاجتماعية بصفة عامة تتنج من الازمة والواقع المعاش الذى يفرض عى الافراد ضرورة العمل معا من اجل تحقيق الاهداف لمواجهة خطر مشترك , وهذا ما اكدته الخبرة التاريخية فى كافة الدول التى شهدت ظهور تنظيمات او حركات تشبه احركات الاجتماعية .
ماهية الحركات الاجتماعية :-
تعد الحركات الاجتماعية واحدة من ابرز الظواهر التى برزت فى الاونة الاخيرة على نطاق واسع داخل المجتمع الدولى . فالحركات بمفهومها الواسع هى عبارة عن تيار يدفع بجماعة ما الى الانتظام والتماسك بقصد التطوير من اوضاعها السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او تطويرها جميعا . والحركات عادة ما تتميز بمجموعة من الخصائص ومن اهمها البناء المتميز والاستمرارية و التغلغل التلقائى وعدم الاستقرار . وفيما يتعلق بمفهوم الحركة الاجتماعية نجد ان مفهوم الحركة الاجمتاعية احد اهم المفاهيم الجدالية التى اختلف الباحثين بشانها ومن ثم تعدد التعاريف والمفاهيم الا ان معظم الباحثين قد اتفقوا على عدة معايير لابد من توافرها فى الحركة الاجتماعية ومن اهمها:
"الجهود المنظمة , مجموعة من المشاركين , اهداف, سياسات , اوضاع, تغيير , محتويات فكرية محركة , وسائل تعبئة ومن ثم نجد ان الحركات الاجتماعية هى تلك الجهود المنظمة التى تبذلها مجموعة من المواطنين بهدف تغيير الاوضاع او السياسات او الهياكل القائمة لتكون اكثر اقترابا من القيم التى تؤمن بها الحركة "كما يشير البعض الى ان الحركة الاجتماعية تتكون من مجموعة من الناس ينخرطون فى انشطة محددة , ويستعملون خطابا يستهدف تغيير المجتمع و وتحدى سلطة النظام السياسى القائم . كما يقترن مفهوم الحركة الاجتماعية بمفهوم القوة الاجتماعية والقدرة على التاثير واحداث التغيير . ومن ناحية اخرى نجد ان هناك العديد من الصعوبات فيما يتعلق بمجال تعريف الحركات الاجتماعية والسياسية ومن ابرز هذه الصعوبات :
الصعوبة الاولى نتجت عن تنوع الحركات الاجتماعية والسياسية
الصعوبة الثانية : نتجت عن اختلاف المناهج والاطر النظرية فى تناول الظاهرة .
وفى محاولة لتميز الحركات الاجتماعية السياسية عن الحركات الاجتماعية الغير سياسية وجد فريق من الباحيثن ان :-
الحركة الاجتماعية السياسية : هى التى تركز جهودها على الاوضاع القائمة لتقسيم القوة فى المجتمع , مثل الحركة القومية وحركات الاستقلال والثورات والتى تعد سياسية بحكم تنظيمها ونمط تعبيرها عن نفسها
الحركة الاجتماعية الغير سياسية : هى حركات من المحتمل ان تصبح سياسية مثل الحركة الدينية وحركة الاحياء الثقافى والحركات العمالية , وان كانت لا تكتسب البعد السياسى من طبيعتها الاجتماعية الا انه ينعكس عليها من البناء الاجتماعى الذى تتم من خلاله .
ومن ناحية اخرى نجد ان مفهوم الحركات الاجتماعية فى الفكر الماركسى يختلف عنه فى الفكر الليبرالى فالتحليل الماركسى ينظر للحركات الاجتماعية على انها مؤشر قوى على الحركة الحتمية للجماهير .
كما عرفها ماركس الحركة الاجتماعية بانها تعنى التحرك الجماهيرى الذلى ينشا كنتيجة للصراع الطبقى .
وعرفها لينين بانها ذلك الفعل الثورى الذى يعنى تحرك الجماهير تجاه تغيير الاوضاع القائمة , ولابد ان يكون للحركة طليعة مؤمنة بهذا التغيير . كما يرى اصحاب الفكر الماركسى ايضا ان الحركة الاجتماعية هى ذلك الفعل الجماهيرى الذى ينشا نتيجة لظروف قاسية , والذى ينبغى الحكم عليه من حيث الاوضاع التى انشات تلك الحركة
ومن ناحية اخرى نجد ان وفقا للتحليل الليبرالى تعرف الحركة الاجتماعية بانها سلسلة من الافعال والجهود التى يقوم بها عدد من الاشخاص من اجل تحقيق هدف محدد .كما عرفتها الموسوعة البريطانية بانها سلسلة متعاقبة من الجهود التى يقوم بها عدد كبير من الافراد يهدفون الى احداث التغيير الاجتماعى وهى جهد جماعى ضعيف تنظيميا ولكنه يتسم بالاصرار على دعم هدف جماعى مؤداه اما تحقيق او منع ما فى بنية المجتمع ونظام القيم السائد.
كما يطرح "بول ويلكنسون " تعريفيا اجرائيا للحركة الاجتماعية ويستند الى عدة خصائص :-
• ان الحركة هى عمل جماعى تلقائى يستهدف التغيير
• ان الحركة لابد وان تحظى بحد ادنى من التنظيم , ابتداءا من مستوى محدود وضيق وجزئى وغير رسمى ومؤسسى
• ان الحركة لابد وان تتوافر فيها عوامل اساسية مثل الوعى والرموز والمقولات الفكرية وتحقق المشاركة الفعالة من الاعضاء والاتباع .
بينما عرفها "رفعت سيد احمد " بانها بمثابة جهد جماعى ومطلب مشترك بين جماعة من الناس يعملون معا بوعى وباستمرار على تغيير بعض او كل اوجه النظام الاجتماعى والسياسى القائم , وانهم يمرون بعدة مراحل لكى يصلوا الى هذا الهدف , تبدا عادة بحالة من القلق والتوتر الجماعى غير المنظم لتننهى بتكتيل صفوف ووعى القائمين بالحركة وتوجيههم نحو هدف واحد محدد وهو تغير النظام, ومن ثم يمكن استنناج عد من الركائز التى يستند اليها مفهوم الحركة الاجتماعية واسياسية وهى :-
• خلل فى بناء القيم الثقافية والاوضاع الاجتماعية والنظام السياسى
• توافر الوعى بعدم الرضا والسخط على الاوضاع القائمة , وباهداف المنشودة .
• حدوث مجموعة من الافعال المتصلة والمستمرة لجماعة معينة من الناس .
• ان يستهدف هذا الجهد احداث التغيير الاجتماعى .
• توافر الحد الادنى من القدرة على احداث التغيير .
• توافر حد ادنى من التنظيم تعبئة جهد الحركة الى نشاط ملموس .
• ايمان الاعضاء بان الانتماء للحركة يحقق لهم الاستقرار النفسى والمكانة الاجتماعية المفقودة .
ومن ثم يمكن اقول بان الحركات الاجتماعية ليست عرضا لمرض مجتمعى , لكنها جزء من العملية السياسية , وهى ايضا جزء من النظام السياسى , ولا تهدف الى تغييره تغيييرا شاملا وانما تهدف الى تطويره والانتقال به اى وضع جديد افضل من حيث تعبئة موارده وتوظيفه لصالح المجتمع وتطويره . ومن ثم يمكن القول بان الحركات الاجتماعية تشير الى التقاء محموعة من الناس حول محاولة احداث التغيير الاجتماعى او السياسى او كليا او جزئيا فى نمط القيم السائد والممارسة السياسية , وذلك بين الناس الذين يجدون فى الحركة تجسيدا لمعتقداتهم ونظرتهم للوضع الاجتماعى القائم والمنشود .
ومن ناحية اخرى نجدان البعض قسم دورة حياة الحركة الاجتماعية الى ست مراحل هى :-
• تجمع غير الراضين عن الوضع القائم والمطالبين بالتغيير دور المثقفين فى اثارة الشغب عن طريق الادب الثورى
• تركيز عدم الرضا على نقاط محددة
• الاعتراضات والاحتجاج بما يساهم فى كسب المزيد من المؤيدين
• خلق الروح الجماعية عن طريق تنظيم الشعور وتمييز الحركة عن غيرها
• تطوير تكتيك العمل مع الوضع القائم والاستيلاء على السلطة .
ومن ثم نجد ان الحركة الاجتماعية كاحد اهم المفاهيم الاجتماعية تتطلب توافر عدد من الشروط الاساسية لكى يتبلور , كما انه تمر بعدد من المراحل فى تكوين ونشات الحركات الاجتماعية .
ثانيا::-
خصائص وانماط الحركات الاجتماعية
تتسم الحركات الاجتماعية بعدد من الخصائص والسمات التى تميزها عن غيرها من كافة اشكال التنظيمات والتشكيلات السياسية الاخرى , كما ان الحركات الاجتماعية ايضا تنقسم الى حركات اجتماعية قديمة وحركات اجتماعية جديدة لكل منهما سماتها التى تميزه عن غيره, وفيما يتعلق بسمات وخصائص الحركات الاجتماعية نجد
• خصائص الحركات الاجتماعة :-
الارتباط بالتغيير الاجتماعى :-
احد اهم خصائص الحركات الاجتماعية الربط بين الحركة والتغير الاجتماعى . وهذا الامر ااره بدوره عدد من الاشكاليات وهى ما دفعت عدد من الباحثين الى القول بان الحركات الاجتماعية لا تتناول انشطة الناس كاعضاء فى جماعات مستقرة لهها قيمها وبناءها , وانما تتناول جماعات غير مستقرة واحيانا تتجه الى التغيير فى الاوضاع القائمة , وهذا ما يعنى ان التجديد لا يتحقق من تلقاء نفسه مهما كانت الاسباب متوفرة وانما يتحقق بقيام حركة اجتماعية تحدد اهدافها التى تسعى من خلالها لاحداث التغيير المنشود . واحيانا يمكن ان يقود التغيير الى قيام حركة اجتماعية ترفضه وتسعى لمنعه وتهدف الى الابقاء على الوضع القائم .
البناء الفكرى المتميز :-
تتسم الحركات الاجتماعية بانها حركات واقعية انها دائما ما تنشا نتيجة للاحساس بوجود ازمة ما ومن ثم نجد ان الحركة الاجتماعية لا تقوم على جهود غير واقعية بل تقوم على جهود تتسم بالوعى والاحساس والرغبة فى تغير الوضع القائم . كما انها يجب على الحركة ان تكون لها تصور متكاملا عن ما يجب ان يكون حتى تتمكن من خلال هذا التصور من جذب الافراد اليها . وهذا البناء الفكرى المتميز يتمثل فى الرؤية والايدلوجيا والبرنامج الذى تسعى الحركة من خلالها الى تحقيق اهدافها بتوحيد جهود كافة الاعضاء . كما ان هذا البناء الفكرى هو بمثابة الخطوط العريضة للكيفية التى يجب ان يفكر بها العضو, ا ان هذا البناء يتضمن القواعد والمعايير التى يجب ان يلتزم به العضو داخل الحركة و ايضا فى تصرفاته مع اعضاء الجماعة .
فجميع الحركات الاجتماعية تلتزم برؤية او ايدلوجيا او معتقد عام يجمع افراد الحركة الاجتماعية كما اسماه سملرز" اى ان الاعضاء لديهم وعى بضرورة التغيير , وهذا التغيير يتحقق من خلال رؤية واضحة ومميزة لاعضاء الحركة الاجتماعية .
البناء التنظيمى الضعيف :-
من السمات البارزة للحركة الاجتماعية افتقادها للبناء التنظيمى , او ان لها شبه تنظيم يقود اعضائه ويوجههم نحو الاهداف التى تطلبها الحركة , ويرجع الافتقاد للبناء التنظيمى الى عده اسباب :-
• الطبيعة الطارئة للحركة او التكوين السريع للحركة : وهى ما تعنى ان الحركات الاجتماعية يتم عادة تشكيلها من واقع الازمة من ثم فان تكوينها يكون بصورة طارئة , فهى تبدا فى ترسيخ العلاقات بين اعضائها من خلال التفاعل الذى ينجم عن العمل المشترك لاعضائها وتظهر قواعد السلوك فيها من معايير طارئة .كما تكتسب الحركة ثقلها عبر الزمن من خلال ما تستطيع تحقيقه من انجازات .
• التغييرات والتحولات التى تتطرا على الحركة على مستوى القيادة : احد اهم الملامح المميزة للحركات الاجتماعية هى الافتقاد الى القيادة الرسمية , وسهولة التبدل فى القيادات بين فترة زمنية لاخرى , اى ان اى شخص لديه القدرة على الاقناع توصيل رسالته هو قائد يمكن ان يقفز الى السلطة .كما ان ارتباط العضو بالحركة هو متغير , فقد يدخلها العضو ث ينسحبمنها دون حاجة الى التزام محدد بهذا الشان , لان الحركة تعتمد فى كسب الاعضاء على قناعاتهم الذاتية باهدافها وانضمامهم التلقائى لها وليس على اساليب التجنيد .
• احساس الحركة بانها غير مستقرة وغير امنة على وجودها : فهناك دائما حالة من التوتر والاغلب ان يقوم الصراع بينها وبين الجماعة الاكبر فى المجتمع , ولذلك فان الحركة تعمل من خلال استراتيجيات وتكتيكات متنوعة ومتغيرة لمواجهة التحديات التى عترضها , وتحكم عملياتها احيانا اعتبارات تبدو فى لحظة معينة فى خدمة اهدافها طويلة المدى , وهذا يقتضى عدم التمسك باطار تنظيمى شديد الانضباط وفيما يتعلق بالبناء التنظيمى الضعيف يشير البعض الى ان الحركات الاجتماعية تفتقد الصرامة التنظيمية الكافية التى يتمتع بها الاحزاب السياسية , فقد اشارت الموسوعة البرطانة ان الحركة الاجتماعة قد تستر لعدة سنوات ومن ثم لابد لها من قواعد تنظيمية لتنظم كيفية اتخاذ القرار وكيفية تحديد مجالات العمل السياسى وتحدد القطاعات التى سوف تتحرك فيها الحركة . فالحركة رغم ان ليس لها تنظيم الا ان لها صفة قاونية كونها تتحرك خارج السياق الرسمى لكنها تطور قواعد تنظيمية ذات طابع طوعى ترتفع به الى مستوى اكثر الزاما من التنظيمات القانونية .
كما تبدو اهمية التنظيم مع طول عمر الحركة وغياب القيادات الكاريزمية خاصة فى اوقات الازمات التى تتعرض لها الحركة الاجتماعية , اذن وجود قواعد تنظيمية واضحة يمثل صمام الامان فى مواقف الخطرمثل التعرض لضغوط من النظم السياسية والاجتماعية والانشقاقات الكبرى داخل الحركات, ومن ناحة اخرى ندج ايضا ان التنظم الصارم يمثل مصدرا لتهديد وحدة الحركة الاجتماعية لما له من عواقب , وفى هذا الصدد يمكننا الاشارة الى " تشيلى " وتحليله لاهمية التنظيم فى الحركات الاجتماعية " ان التنظيم لو يعد له نفس الاهمية , بل ان بعض الحركات الاجتماعية طالبت بجعل العلاقات الافقية وليست الاسية هى الاساس , وصارت الاجندة السياسية والاجتماعية التى تسعى الحركة لتحقيق التغير بشانها هى جوهر الجهد الجماعى لاعضاء الحركة
التضامن الداخلى القوى :-
احد ابرز خصائص الحركات الاجتماعية هى التضامن الداخلى لاعضاء الحركات الاجتماعية وهى تقابل ضعف البناء التنظيمى للحركة , ينعكس ذلك من خلال عالقة القادة والاعضاء , وقوة الانتماء الذى يشعر به اعضاء الحركة تجاه الحركة والرغبة والحماس فى تحقيق اهداف الحركة , فالقادة فى الحركة يفرضون رغبتهم فى القيادة ليس بحكم السن او التدرج وانما باظهار كفاءتهم ونفوذهم اما الاتباع ومن ثم تنشا بينهم وبين العضاء علاقة تاثير متبادلة .
تسم جميع الحركات الاجتماعية بوجود قياده لها , وتنزع قيادات الحركة فى بدايات ظهورها الى ان تكون قيادات ذات طابع كارزمى مثل غاندى فى الهند والخومينى فى ايران وعبد الناصر فى مصر نماذج لمثل هذه القيادات الكارزمية , وبقدر ما تمثل القيادات الكاريزمية املا لقطاعات واسعة من الجماهير راغبة فى التغيير الا انها تمثل قطب الرحى بالنسبة للحركات الاجتماعية واحيانا تتفوق فى اهميتها على التنظيم , الا انه عادة ما تتحول القيادات الكاريزية مع مرور الوقت الى قيادات ادارية .
اما اعضاء الحركة فهم الاشخاص المنضمون للحركة لان الحركة تممنحهك الاحساس بالامل فى التغيير بل انها ايضا تفتح امامهم افاق للامل والانخراط فى ممارسة الحياة السياسية وفى ممارسة عمل اجتماعى حقيقى وهو ما يشعلر اعضاء الحركة بالثقة فى النفس والتمييز , وتنشا بين الاعضاء شبكة علاقات اجتماعية عميقة .ويثل الشباب عادة فى الحركات الاجتماعية قطاع من اهم القطاعات التى تستهدفه الحركة بسب فعاليتهم وحماسهم وعدم انخراطهم فى الاعباء الحياتية .فان اعضاء الحركة هم اكثر الافراد شعورا بالظلم من الوضع القائم .
الاستمرارية وسرعة الانتشار والتغلغل التلقائى :-
تختلف الحركات الاجتماعية عن غيرها من التنظيمات وكافة اشكال التجمعات الاجتماعية فى انها عادة ما تستمر لفترة طويلة نسبيا ,ومن واقع الخبرة والتجربة التايخية نجد ان الحركة النازية والشيوعية استمرت لعدة عقود وبعضها لا يزال دعواه مستمرا ويلقى تاييدا , الى جانب حركة القومية العربية التى لا تزال مستمرة فى المنطقة العربية رغم ما يقرب من القرن على بداية تبلورها .كما ان هناك بعض الحركات التى تكون محدودة الاطار والتى لا تستمر طويلا الا ان الحركات الاجتماعية الكبيرة بحكم اطارها الواسع واهدافها المتعددة وعدد اعضائها فانها تستمر لفترة طويلة نسبيا . كما ان الحركة سريعة الانتشار وتتغلغل تلقائيا بين قطاعات عريضة من المجتمع , لانها تظهر عادة استجابة لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وتمس قطاع اكبر من الناس تجد التقاء اهدافها مع لهداف الحركة ومن ثم تخلق الحركات الاجتماعية قطاعا جماهيريا واسعا . كما يشعر الناس بانها تعبر عنهم وعن امالهم واحلامهم , ومن ثم فان هناك العديد من الافراد يستجيبون سريعا للحركة .
عدم الاستقرار والتذبذب والتطور من وقت لاخر :-
عادة ما تتسم الحركات الاجتماعية بعدم الاستقرار والتذبذب وهى ما تمر بها الحركات الاجتماعية , وقد قاد ذلك الى ظهور محاولات لصياغة نظرية عن " دورة حياة الحركة " فقد افترض "ريكس.د.هوبر" وجود اربع مراحل تمر بهم الحركة : المرحلة الاولية وقوامها الاثارة والتههيج والاظطرابات الجماهيرية وفيها تكون الحركة تلقائية لا تتميز بالتنظيم والاهداف لو تتبلور بعد . ويمكن وصفها بالمرحلة الاساسية , اما المرحلة الثانية فهى مرحلة الجماهيرية اى توسيع نطاق الاثارة لينتشر فى المجتمع و وفيها تصبح الجماعة التى تشكل الحركة على وعى بان غيرها يشاركها قناعاتها فيما يتعلق بالموقف القائم , وثالثا المرحلة الشكلية لصياغة القضايا والاهداف وتم وصفها بالمرحلة التاسيسية التى تتبلور فيها الايدلوجية ورابعا المرحلة المؤسسة وتصبح فيها الحركة مقبولة من المجتمع اى تكتسب الشرعية وتتحول الحركة الى نظام وفيها تختفى مثالة الحركة ويضعف حماس اعضائها ويصبح الادارى المنفذ هو اكثر القادة تاثيرا فى الحركة .ومن ثم فان هذه السمات هى ابرز السمات التى تتسم بهم كافة الحركات الاجتماعية .
انماط الحركات الاجتماعية :-
تنقسم الحركات الاجتماعية الى حركات اجتماعية قديمة وتقليدية وحركات اجتماعية جديدة ,ويميز بين الحركات الاجتماعية القديمة والجديدة من خلال عدة سمات اتسمت بها الحركات الاجتماعية الجديدة :-
• انها بعيدة عن التحديد فى اطار طبقة , وانها تتبنى هويات متنوعة عابرة للطبقات . وان اهدافها ثقافية بالاساس , وتعتمد على التنظيم غير الرسمى والرخوة . وتميز بمستوى وعى مرتفع كما توصف الحركات الاجتماعية الجديدة بانها تنبذ التفكر الغائى الصراعى ولا تعتمد على الصراع من اجل مصالح ماد وتسعى الى التعبير عن تغيير انماط الحياة اكثر ما تسعى الى التاثير البنيوى وهى اقل اهتماا بالمواطنة ومن ثم بالسلطة السياسية فهى اجتماعية وليست سياسية بشكل مباشر .
• كما يرى "جين كوهين" ان الحركات الاجتماعية القديمة يمكن وصفها بحركات الطوباوية فهى كانت مناهضة الاختلاف فى المجمع والاقتصاد والدولة من خلال مجتمع محلى من قبل , الا ان الحركات الاجتماعية الجديدة تفترض الاختلاف مسبقا .
• خطاب الحركات الاجتماعية الجديدة يكون اكثر اتساعا فهو سياسى وثقافى واجتماعى اقتصادى
• ايضا معيار الزمن فالحركات الاجتماعية الجديدة كان لها اسلافها فى الماضى كما ان بعض الحركات هى تطور لمنظمات قائمة وبعض الحركات فى القرن التاسع عشر كان لها سمات الحركات الجديدة مثل سمة الاهداف الثقافية واللامادية .
• نشات الحركات الاجتماعة الجديدة خارج الاطار العام البراجوازى اى خارج مؤسسات الدولة لادماجها ومثلت علاقة خصومة مع اجهزة الدولة لانها ابتعدت عن الطرق التقليدية للوصول للسلطة
• تسعى الحركات الاجتماعية الجديدة الى تحقيق المزجبين مختلف جوانب الحياة الاجتماعية وتؤدى افكارها الى توسيع النشاط السياسى فهى تقدم بديلا جديدا فى كيفية ممارسة السلطة .
• تربط الحركات الاجتماعية الجديدة بين القضايا الخاصة والقضايا العامة وبين القضايا السياسية والقضايا الاجتماعية والبيئية والهدف منها هو محاولة تخطى حالة الاغتراب التى يعانى منها الافراد داخل المجتمعات.
• كما تتميز هذه الحركات بانها لا تسعى لامتلاك مؤسات الدولة وانما تسعى للضغط على مؤسسات الدلة ولا تزاحم الاحزاب السياسية فى مجال نشاطها فهى تسعى لترسيخ نمط فعال للمشاركة الاجتماعية فى كافة المستويات .
ومن ثم نجد ان الحركات الاجتماعية القديمة هى تلك الحركات التى كانت نموذجا لها حركة القومية العربية والحركات التى نشات فى اروبا نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التى شهدتها دول اوربا.
وفيما يتعلق بالحركات الاجتماعية الجديدة نجد ان بدا استخدام مصطلح الحركات الاجتماعية الجديدة لوصف حركات وتحركات بعض جماعات السكان والفئات الاجتماعية فى اوربا عقب حركة الشباب والطلبة فى عام 1968 حيث رفعت هذه الحركات شعارات ومطالب سياسية اغلبها يهدف الى الدفاع عن البيئة ونزع السلاح وحقوق المراة ومن ثم انتقلت هذه الظاهرة الى دول العالم الثالث فقد كانت حركة الشباب فى اوربا 1968 بداية لعصر جديد طرحت فيه مطالب سيلسية جديدة لم يستطيع احد تصنيفها يسارية او يمنية بل شاملة كافة التوجهات والاتجاهات السياسية المختلفة, فقد جاءت هذه الجماعات والحركات من خارج العمل السياسى وخارج المجال النقابى كما كانت هذه الحركات تطالب ايضا بتشريعات جديدة فى المجال السياسى والاجتماعى . تضمنت الحركات الاجتماعية الجديدة على مجموعتين
الاولى : تبنت مطالب فئات اجتماعية لها موقع فى التقسيم الاجتماعى للعمل , عن فئات جديدة لم تنجح فى تنظيم نفسها نقابيا ويرجع ذلك الى ان الفئات معظمها كانت فئات مهمشة .
اما المجموعة الثانية : فقد تبنت مطالب اقتصادية ومهنية لفئات سكانية محددة مثل الجماعت التى تناضل ضد تلوث مياه نهر النيل .
اى ان الحركات الاجتماعية الجديدة فى بداية ظهورها فى اوربا تبنت مطال السكان الذين لا ينتمون الى اى تيار سياسى فهى عبرت اما عن مطالب سياسية جزئية او عن مطالب اقتصادية مهنية وعملت هذه الحركات بشكل مستقل عن الاحزاب والنقابات وسعت للتعبير عن فئات مهمشة .
اسباب ظهور الحركات الاجتماعية
الحركات الاجتماعية هي تلك الجهود المنظمة التي يبذلها مجموعة من المواطنين بهدف تغيير الأوضاع، أو السياسات، أو الهياكل القائمة لتكون أكثر اقترابا من القيم الفلسفية العليا التي تؤمن بها الحركة.
وبالرغم من تراجع مفهوم "الحركة الاجتماعية" خلال العقدين الأخيرين في العلوم الاجتماعية كمفهوم تحليلي لصالح مفهوم "المجتمع المدني"
الا ان الحركات الاجتماعية كظاهرة ليست بالجديدة ولكنها قديمة وترجع جذورها الى القرن الثامن عشر الا ان ظهوره فى المجتمعات العربية جاءت متاخرة نسبيا ويرجع ذلك الى وجود عدد من العوامل التى اسهمت بدوره فى بروز عدد من الحركات الاجتماعية داخل المجتمعات العربية ولاسيما المجتمع المصرى الذى حظى بوجود عدد من الحركات الاجتماعية التى لعبت دورا بارزا فى احداث حالة من الحراك السياسى والاجتماعى داخل المجتمع المصرى
ومن ناحية اخرى تتباين العوامل المساندة لظهور الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى ما بين عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية كل منها اسهمت بدورها فى ظهور الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى ومن ثم سوف نستعرض هذه العوامل والمحدددات التى ادت بدورها الى ظهور الحركات الاجتماعية
وفيما يلى اهم الاسباب التى ادت الى ظهور الحركات الاجتماعية داخل النظام السياسى المصرى
تتباين محددات النظم السياسية وشبكات التفاعل السياسى من نظام لاخر , ليس فقط لاختلاف التنظينات القانونية ولكن ايضا لاختلاف طبيعة الظروف الداخلية والخارجية لكل نظام كما ان النظام ذاته يختلف من فترة زمنية لاخرى تتغير فيه انماط واشكال التفاعلات بين مختلف القوى الساسية وذلك اما لاختلاف الظروف المجتمعية داخل المجتمعات كالحروب او الصراعات او الاوضاع الاقتصادية او كنتيجة للتفاوت بن السمات الشخصية للقائمين بالادوار السياسية كشخصية القائد وواقع الثقافة السياسية السائدة والتوجهات السياسية لجماعت الضغط .
وسمة التوازن فى النظام السياسيى لاى دولة ليست ثابتة بل هى متغيرة ومتطورة فتشكيل اللتفاعلات والاتحادات بين افاعلين على الساحة السياسية يير من موازين القوى على حساب فاعلين اخرين بما يجعلهم يسعون لمصادر اضافية للقوة لاعادة التوازن مرة اخرى .
ومن ثم فاى كانت الظروف التى يتسم بها النظام فلابد من وجود عوامل ومتغيرات تسهم فى بدورها اما لاستعادة النظام مرة اخرى توازنه واما لاتاحة المجال لظهور قوى اخرى تنافسه وتتمثل هذه القوى الجديدة فى الحركات الاجتماعية .
النظام الساسى المصرى كاى نظام سياسى يرتكز على عدد من المحددات التى تحدد علاقات القوى و التوازن داخله وبالنظر الى هذه المحدداات نجد ان تلك المحددات ذاته هى العوامل التى ادت الى ظهور الحركات الاجتماعية , فالنظام السياسى المصرى ظل طيلة سنوات كثيرة يعانى من تسلط وقمع وتركيز سلطات فى يد السلطة التنفيذية التى هى متمثلة فى يد شخص واحد وهو رئيس الدولة فهى ليست مؤسسة بقدر ما هى فرد قد يستعين بهذه المؤسسة وقد لا يسيتعين بها فى ظل قمع للحقوق والحريات وعدم وجود اى تمثيل من قبل وضعف العلاقة بين المواطن والسلطة وبين المعارض والسلطة ظل النظام يسير فى خط واحد وفى اتجاه واحد راغبا فى تحقيق اهدافها والاحتفاظ بالسلطة فى مناى عن الشعب واطيافه وعن المعارضة التى تضفى قدرا من الشرعية على النظام اسهمت كافة هذه العوامل فى بروز الحركات الاجتماعية كحركات تهدف بالاساس الى احداث قدر من التغيير الانسانى وتعيد مرة اخرى العلاقة بين الشعب والسلطة وتدعم فكرة المشاركة السياسية والاجتماعية مرة اخرى داخل المجتمع المصرى , ومن خلال تحليل علاقات القوى والتفاعلا ت داخل النظام السياسى المصرى نجد ان هناك عدد من العوامل والمحددات التى تصوغ شبكات القوى والتفاعلات , كما ان هناك محددات اساسية تنتظم فيها الاسباب التفصيلية المختلفة التى تؤثر فى مدخلات ومخرجات هذه الشبكات بحيث فى النهاية تسهم فى ايجاد شبكة متكاملة للعلاقات والتفاعلات داخل النظام السياسى .وتتميز محددات النظام السياسى عن غيرها من اسباب تفصيلية بان اى تغير فيها يؤدى الى اختلاف نط وشكل توزيع القوة وتفاعلات النظام اى ان هذه المحددات تمثل المرتكزات التى يقوم عليها اسس بناء القوة فى النظام وتم من خلالها التفاعلات فى اطار العلاقات . و من اهم المحددات التى ارتكز عليها النظام السياسى المصرى :-
1. تركيز القوة وتداخل هياكلها فى النظام :-
يستند اى نظام الى عدد من الركائز التى تحدد علاقات القوة داخل النظام بين الفاعلون بحيث تتناسب وطبيعة دور كل منهم فى النظام , وهذا التنوع بين الفاعلين فى مصادر القوة يؤدى بدوره الى احداث نوع من توازن القوى فى النظام . فاى نظام يتكون من ثلاث سلطات كل منهم تستند على شرعية فالسلطة التشريعية تستند الى تمثيلها للمواطنين وحقها فى اصدر القوانين الى جانب دورها فى الرقابة على السلطة التنفيذية فى حين تستند السلطة التنفيذية الى شرعية تتمثل فى ما لديه من قوة تنفيذ السياسة العامة وادارة شئون البلاد , اما السلطة القضائية تستند فى قوتها الى حقها فى تفسير القوانين والفصل فى النواعات التى تنشا فى النظام بلاضافة الى القوة الاساسية فهناك ايضا قوة اخرى تقوم على اساس تنظيمى ككقوة الاحزاب السياسية وجماعات الضغط والحركات الاجتماعية بالاضافة الى القوة العسكرية المتمثلة فى جهاز الشرطة . الى جانب قوة سياسية مصدرها اجتماعى تتمثل فى قوة القيادات الشعبية التى يلتف حولها المواطنون .
وبالنظر الى النظام السياسى المصرى نجد ان مصادر القوة لم تعد متمايزة بهذا الشكل فهى تختلف تماما عن تلك الرؤية الاكثر وضوحا , فالفصل بين السلطة التنفيذية والتشريعية لم يعد واضحا فقد ظل الحزب الوطنى يسيطر بشكل كامل على السلطة التشريعية والتنفيذية بحيث اصبح يجمع بين مصادر القوة التنفيذية والتشريعية ويحدد سياسات الدولة بما يحقق مصلحة الحزب وقياداته بالاساس . وفيما يتعلق بالمصادر الاجتماعية للقوة السياسية فقد حرص الحزب الوطنى ايضا على استقطاب كافة الؤمز المجتمعية تحت مظلة الحزب الحاكم وتقديمهم كعضاء فيه ومرشحين عنه فى الانتخابات المختلفة حتى يضمن الحيلولة دون وجوود معارضة قوية , كذلك سيطر الحزب ايضا على مصادر القوة العسكرية التى كانت تحمى النظام لا الشعب باعتبارها ليست اداة محايدة لحفظ لنظام الاجتماعى ولكن باعتبارها قوة هدفها حفظ الامن السياسى . فقد سيطرت السلطة القائمة فى مصر متمثلة فى الحزب الوطنى وقياداته على السيطرة على كافة القوة المجتمعية والغير مجتمعية ومن ثم فقد ادت كافة هذه الممارسات الى حدوث تداخل بين هياكل القوة المختلفة فى النظام الامر الذى اصبح من غير المكن معه التمييز بين كيانات الدولة والسلطة القائمة كما ادى اى عدم التوازن بين مصادر القوة المختلفة وبالتالى بين السلطات المختلفة ونتج عن السيطرة على ركائز القوة فى المجتمع اعاقة التبادل فى عمليات التاثير التى اصبحت تسير فى اتجاه واحد من السلطة الى فاعل اخر فى النظام الامر الذى ترتب عليه مركزية السلطة .
2. انغلاق قنوات المنافسة وانعدام طرق التاثير عبر الشبكات :-
يعنى انغلاق قنوات المنافسة فى اى نظام سياسى ان اى نظام سياسى لابد وان يتضمن على اليات تجديده وتطويره ولا ينغلق على نفسه حيث يضمن الاستمرارية فى تحقيق اهدافها وغاياتها وان يحظلى بشرعية بقاؤه فى السلطة وتتمثل هذه الاليات فى الانتخابات والاستفتاءات وممارسة المجتمع المدنى دوره فى التاثير على صنع القرار وحريات المواطنين فى التعبير والتظاهر والاجتماع وغيرها من الوسائل التى تسمح بالتغير فى بينة النظام واتجاهاته السياسية ولكلة يقوم اى نظام باداء تلك المهمة لابد ان يقوم بعمليتين تتمثل العملية الاولى فى اتاحة قنوات المنافسة على مراكز الحكم المختلفة فيه والثانية انفتاح النظام بمختلف مكوناته واجزائه على عمليات التاثير باشكالها المختلفة واستجابته لها .
وتطبيقا على النظام السياسى المصرةى نجد ان الطرق النظامية لتجديد عناصر المؤسسات المختلفة فى الدولة منعدمة تمام على كافة المستويات ولا تسمح باى اختراق فالانتخابات ولستطلاعات الراى والاستفتاءاءت يتم تزويرها باستمرار وبشكل صارخ كما ان النظام الحزبى باعتباره اداة للتواصل منغلق تمام ولا يسمح بتاسيس اى احزاب جديدة الامر الذى يؤدى فى النهاية الى شخصنة القيادة فى النظام على جميع مستوياتها اى ارتباط المراكز السياسية باشخاص بذاته واستمرارهم فى مناصبهم لاطول فترة ممكنة بما يضمن ولائهم للنظام .
وفيما يتعلق بامكانية التاثير فى مجريات الامو داخل المجتمع فهى ايضا منعدمة تماما فالمجتمع المدنى يحرم من دوره فى الضغط على النظام والتاثير فى عملية صنع القرار وحريات المواطنين تقمع باستمرار ووسائل الاعلام يتم السيطرة عليها الرقابة بشكل منظم يمنع قيانها باى محاولة فى التاثير على الراى العام .الامر الذى اصبح معه النظام قائما على تشكيل الرؤية السياسية والتاثير على مجريات الامور اى ان النظام لم يعد تعبيرا عن التوازنات وانما اصبح اداة لفرضها على النحو الذى يحقق مصالح فئة بعينهاومن ثم جمود حركة التجديد والتطوير داخل النظام .
3. تحييد دور المواطن :-
جاء تحييد دور المواطن كنتيجة لكافة العوامل السابقة التى اتسم بها النظام السياسى المصرى , فحتى تستطيع السلطة السيطرة على النظام وحفظ الوضع القائم فانها تدير علاقاتها مع الفاعلون داخل النظام السياسى على اساس علاقات ثنائية فهى تسعى دائما الى منع اى تدخل جماهيرى فى اطار هذه العلاقات ومن ثم فهى تعمل على تحييد دور الجماهير نظرا لادراكه قيمة الدور الذى تلعبه الجماهير باعتبارهم اساس النظام السياسى وهدفه الاخير الى جانب معرفتها بان اى حكم هدفه الاسسى هو وجود الشرعية والتى تعنى قدر من القبول العام لسياسات السلطة القئمة . اضافة الى انها تعرف افتقادها للقاعدة الجماهيرية الشعبية ومن هنا كان الحل الامثل امامها هو تحييد دور الجماهير والغائه من معادلة القوة فى النظام السياسى .ومن اجل ترسيخ ذلك المبدا عمدت السلطة على اتخاذ عدد من الاجراءات تمثلت فى التاثير على كفاءة الراى العام من خلال اضعاف الشعور الجمعى والانتماء لدى المواطنين وتكوين ثقافة سياسية سلبية ومغتربة فى الجتمع المصرى واشغال المواطنين بقضايا تهم بقائهم وسعيهم لاستكمال حياتهم , وحرمان المواطنين من حق المعرفة بحقائق نظامهم السياسى كذلك حق المشاركة السياسية .الى جانب اتجاه النظام الى التضضيق على كافة مجالات العمل السياسى فى كافة مؤسسات الدولة الرسمية والاكاديمية والتعليمية . ومع ذلك فانسحاب المواطنين ظل يعكس دلالات هامة على قصور وعجز النظام واستبداده مما كان منذرا لثورة 25 يناير .
4. اتاحة المجال لعمل اليات الفساد: -
على الرغم من تمتع النظام بالقوة واحكام السيرة على مصادر القوة الشرعية فى النظم السياسى الا انه ترك المجال امام الفساد بمختلف انواعه واشكاله السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية فى المجتمع المصرى بل اعتمدها كالالية هامة من اجل الحفاظ على الوضع القائم .فقد استخدام النظام هذه الالية فى عدة مواقف بداية بتزوير الانتخابات والاعتماد على اليات العنف المخختلفة . واستغلال النفوذ بالتربح بطرق غير مشروعة وافساد الوعى المجتمعى من خلال السياسات التعليمية والاعلامية واتخاذ عدد من الاجراءات الاقتصادية التى من شانها توسيع الفجوة بين الاغنياء والفقراء , وبالضافة الى كافة هذه الممارسات تخلت اجهزة الدولة عن ادورها الاساسية المتمثلة فى التصدى للفساد فثيرا ما عطلت تقارير الهيئات الرقابية كالجهاز المركزى لمحاسبات . كافة هذه العوادورها ادت الى تكوين شبكة مترابطة من علاقات الفساد حيث تحول الفساد الى كيان مؤسسى واصبح متغلغلا فى مؤسسات الدولة وكافة هذه الممارسات ادت الى :
• عجز النظام السياسى عن تحقيق اهداف وجوده,
• فقدان النظام للشرعية
• حدوث ازدواجية فى النظام من خلال كيانات موازية .
• وجود حالة من السخط الشعبى فى المجتمع
ومن ثم نجد انه فى اطار هذه المحددات التى تداخلت مع بعضها ابعض اصبحنا اما نظام سياسى مفكك وسلطوى يصعب التعامل معه او تفكيكه الا من خلال الاليات المنظمة للاصلاح والتغيير وهو ما مهد لظهور حركات اجتماعية ووقوى جديدة اسهمت بدورها فى التاثير على مجريات الامور مما افضى الى قيام ثورة 25 يناير ومن اهم هذه الازمات :-أزمة الديمقراطية:
تنشأ الحركات الاجتماعية في مواجهة الدولة نتيجة تعثر الدولة في أداء دورها وتدخل الدولة المتزايد للسيطرة على السوق وتدعيم قوتها وتوسعها على حساب المجتمع المدني، وهو ما يتزامن عادة مع تاكل دور الأحزاب السياسية كمنظمات للتعبئة والتمثيل الشعبي، وعندما تندمج الأحزاب السياسية مع النظام وتدور في فلك الحكومة ، وتأخذ شكل الأجهزة الملحقة بالدولة، ومن ثم تفشل الأحزاب في أداء وظيفتها الطبيعية في الرقابة وتقديم سياسات بديلة؛ وحتى أوقات الانتخابات نجدها تفضل الابتعادعن القضايا الملحة والخلافية، ولا تركز عليها في برامجها وحملاتها الانتخابية.
ومن ثم يمكن القول بأن دور الأحزاب أصبح أكثر ميلا إلى إضفاء الشرعية على الدولة، وقد ظهر ذلك واضحا ؛ إذ طغت براجماتيتها على أيديولوجيتها، وتمثلت هذه البراجماتية في التزام الأحزاب المحافظة على الاستقرار المؤسسي. وليس اكثر اثباتا على ذلك من الانخفاض الملحوظ في المشاركة بالانتخابات العامة في الدول الغربية عموما وفقدان الثقة بالسياسيين خصوصا.
وتنشط الحركات الاجتماعية في ظل هذا العجز لتقوم بمهمة تمثيل المصالح وتقديم خطط بديلة والدفع باتجاه التغيير من خارج النظام، ولتمثل قوة ضاغطة تفرض على الدولة تعديل سياساتها وتطوير أدائها.
وهي تضم قطاعات واسعة من المواطنين ,خاصة أولئك البعيدين عن مراكز القوة من اجل الدفاع عن حقوقهم المدنية من الناحية الفعلية. ومع اتساع ظاهرة اللامنتمين الذين لا يشاركون عادة في التصويت وقد ينضمون للحركات تطلعا لتحقق تغيير، وأيضا ذوي الأصوات المستقلة.وقد يكون الضغط سلميا، كما قد يؤدي لظهور أعمال تمرد على الدولة والسوق والمجتمع المدني.
ومن ثم كافة هذه المؤشرات تدل على اختلال التوازن بين "الدولة، والسوق، والمجتمع المدني"؛ فالدولة تضع نفسها نظريا فوق القوى الاجتماعية المتصارعة، ولكنها في الواقع تفرض نفسها على كافة جوانب الحياة الاجتماعية من خلال الأوامرالتى تصدرها ، واستيعاب المطالب الشعبية في الحدود الإدماجية، ولكن ما أن تبدأ هذه التركيبة في مواجهة مشاكل الركود والضغوط الاجتماعية الكثيفة فإنه سرعان مايتاكل النموذج الإدماجي ويحتدم الصراع من جديد.
الآثار السلبية للتحول الرأسمالي:
إن حالة الاحتقان الاقتصادي الذي أخذ مظاهر متعددة: مثل ضعف معدلات النمو، وعدم استقرار العملة، والأزمات المالية الحادة، وتصدع دولة الرفاهة بصفة عامة، بل والانقلاب عليها بشكل واضح وتقليل فرص العمل، وزيادة حدة البطالة، كل ذلك أدى لنمو وازدهار الحركات الاجتماعية الاحتجاجية.
وفي اثناء تلك العمليات، حدثت فجوة واسعة بين المجال السياسي والمجال الاجتماعي، مع غلبة الطابع السياسي على الاجتماعي "كأن الحياة الاجتماعية لم تعد سوى إطار للمنظومة السياسية" (آلان تورين)؛ لذا تسعى هذه الحركات لكي تحقق مزجا بين مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، وتؤدي أفكارها إلى توسيع النشاط السياسي ليشمل جوانب أخرى غير الصراع على السلطة، ومن ثَم فهي تقدم بديلا جديدا في كيفية ممارسة السياسة، مما جعل بعض المفكرين يطلق عليها اسم "الهيمنة الصاعدة". وتسهم فعاليات الحركات الاجتماعية في بناء مفهوم الهيمنة بهذا المعنى، وفي إعادة تشكيله أيضا؛ ذلك لأن تلك الفاعليات تعني في جوهرها إعادة تعريف علاقات القوة كعمليات غير مؤسسية، والاتجاه نحو الانفتاح والمشاركة في صنع السياسات في مواجهة النموذج التقليدي بتراتبيته المحكمة، وقيادته الحازمة، وتسعى إلى توسيع المجال أمام المبادرات الشعبية عن طريق بناء هياكل محلية (منظمات - اتحادات)، وتنظيم المظاهرات، والإضرابات، والمقاطعة، والاحتجاج.
فهذه الحركات تمثل مرحلة جديدة من مراحل الصراع من أجل الديمقراطية، من خلال الإسهام في إعادة تعريف مفاهيم أساسية مثل الديمقراطية والقوة وأدوات الهيمنة، فهذه الحركات لا تريد منافسة السلطة الرسمية، ولا تعتمد على المنظمات الجماهيرية المعتادة (كالنقابات) لتوصيل مطالبها إلى السلطة، وتقع في موضع وسط بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الجماهيرية التقليدية، ومع ذلك تنشغل دوما بقضايا عامة تصب في نهاية المطاف في صالح الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
كما ان هذه الحركات تساعد بذلك على تنمية الوعي الجماهيري، وتترجمه على مستويات تنظيمية دنيا، وهذا النمط من الممارسة الديمقراطية هو الأكثر فعالية على المدى الطويل في تحدي الهياكل المسيطرة، وفي مواجهة الهيمنة القائمة، وبناء هيمنة بديلة على المدى الطويل نسبيا.وهي تدعو إلى الحل غير العنيف لمختلف الصراعات، ولا شك أن انتشار الرؤية السلمية من وجهة نظر هذه الحركاتيمكن أن يؤثر على الطريقة التي يتم بها حل قضايا عالمية كبرى مثل مشكلة سباق التسلح هذا إلى جانب أن الدعوة إلى الحل السلمي للصراعات يسلب الترتيبات السياسية والاجتماعية سطوتها لأن هذه الترتيبات تستمد شرعيتها من قدرتها على التدخل بالقوة لحل الصراعات
وبالتطبيق على اسباب ظهور الحركات الاجتماعية فى مصر نجد ان هناك عدد من العوامل والاسباب التى اسهمت بدورها فى ظهور ونشاة الحركات الاجتماعية فى مصر من اهمها :-
دخل تعبير الحركات الاجتماعية فى القاموس العربى فى وفترة متاخرة نسبيا وهذه الفترة لم تسمح بتبلور رؤية متكاملة حول ظاهرة الحركات الاجتماعية بالمعنى العام على عكس الخبرة الغربية التى شهدت نشاة المفهوم فى وقت مبكر عنه فى الخبرة العربية , الا ان هذا الواقع لم يمنع من ان تحظى مصر بعدد حافل من الحركات الاجتماعية التى ولد بعضها ضعيفا لم يتمكن من الاستمرار والتاثير والبعض الاخر استطاع ان يحقق انجازات فى مجال العمل السياسى ومن يمكن الاشارة اليه فى هذا الصدد حزب الوفد الذى نشا فى اطار حركة اجتماعية واخذ على عاتقه قيادة الحركة الوكنية منذ عام 1918. وحتى ثورة يوليو الا انه بعد ذلك تحول الى حزب كبير
فقد شهدت مصر على مدار العقود عدد من الحركات الاجتماعية التى يعتد بها كالحركات العمالية والطلابية والفلاحية التى انتهجت اتجاهاتها , مختلفة وتنوعت من حيث اعضائها , فقد شهدت مرحلة ما قبل ثورة يوليو عشرات الحركات اليسارية الا ان مصر لم تشهد حالة من السيولة فى تاسيس وقيام الحركات الاجتماعية مثل التى ظهرت ابتاءا من عام 2004 وحتى مطلع عام 2005 التى تشابهت من حيث مطالبها وشعاراتها اذا ارتكزت جميعها على رفع شعار" التغيير " , وبالنظر الى بداية الحركات الاجماعية فى مصر نجد ان جميعا نشا فى سياق الازمة فالحركات الاجتماعية التى نشات منذ عام 2004 نشات جميعها بالتزامن مع مشاعر التضامن مع الشعب الفلسطينى, ومناهضة الخطر الخارجى , واستنكارا لمشروع الشرق الاوسط الكبير وتعد كافة هذه العوامل هى الاسباب الرئيسية المساعدة على ظهور الحركات , وعلى الرغم من ان نشاة هذه الحركاات جاءت كرد فعل للاحداث الخارجية الا انها سرعان ما تحولت الى الاهتمام بالشان الداخلى باعتباره الاكثر تاثيرا والاهم لنشاة الحركات الاجتماعية .
فقد برزت الحركات الاجتماعية فى مصر على مر العقود انطلاقا اما من وجود ازمة يعانى منها المجتمع واما لطبيعة النظم السياسية الحاكمة ولعل ابرز الاسباب واللعوامل التى اسهمت فى نشاة الحركات الاجتماعية فى مصر هو ما شهدته مصر خلال الاعوام السابقة من تدهور الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التىى اسهمت فى ايجاد حالة من الركود السياسى فى ظل حكم مستبد وعدم وجود توازن سلطات وتعددية شكلية بالاضافة الى وجود احزاب تابعة ومهمشة وغير قادرة على تحقيق اهدافها وعلى تعبئة الجماهير فى ظل غياب المنافسة والشرعية السياسية ظل النظام هو الحاكم والمسيطر على كافة الامور داخل النظام السياسى المصرى الى جانب عجز النقابات المهنية والعمالية عن القيام بادوراها المنوط لها القيام بها حيث تجمدت اغلب النقابات وفقدت شرعيتها داخل المجتمع المصرى . وفيما يتعلق بالجدل حول ما اذا كانت الحركات الاجتماعية تمثل تطورا لدور النقابات المهنية والعمالية داخل النظم السياسية اما ان ظهور الحركات الاجتماعية ظهر كنتيجة لعجز النقابات العمالية والمهنية عن اداء دورها نجد ان الباحين فى هذا الشان قد انقسموا فيما بينهما الى اتجاهين :
الاتجاه الاول : طلاق هذا الاتجاه من حقيقة مفادها ان بداية الحركات الاجتماعية فى اوربا قد تزامن مع وجود احزاب سيسية قوية ووجود جماعات يسارية قوية وراسخة الا جانب تمتع النقابات العمالية فى اوربا بوزن كبير واستقلال فى ادائها لوظائفها ومن ثم اعتبر هذا الاتجاه ان ظهور الحركات الاجتماعية ما جاء الا كنتيجة لضرورات موضوعية تتجاوز مسالة وجود الاحزاب والنقابات والا كيف ظهورت هذه الحركات رغم قوة الاحزاب والنقابات؟
الاتجاه الثانى: يفترض هذا الاتجاه ان ظهور الحركات الاجتمتاعية جاء كنتيجة لضعف النقابات وااحزاب عن التعبير عن مطالب جديدة قد فرضتها تغيرات اجتماعية واقتصادية جديدة , حيث ان اغلبها بدات كحركات بعيدة عن السياسية ومعظمها انتهى الامر به الى تاسيس مؤسات سياسية واحزاب قائمة .كما دلل هذا الاتجاه على رايه من خلال ااشارة على عدد من النماذج التى برزت فيها الحركات الاجتماعية كنتيجة لضعف الاحزاب والنقابات العمالية كما هو الحال بالنسبة لدول امريكا الللاتينية حيث ان غياب الاحزاب والنقابات فى عقود الاستبداد التى مت بها البلاد لعبت دورا حاسما فى ظهور الحركات وازدهارها ومن ثم نجد وان اختلفت اسباب ظهور الحركات الاجتماعية وعلاقتها بالنقابات العمالية الا ان الحركات الاجتماعية على اى حال تظهر لسد فجوة ما داخل النظم السياسية وبالنظر الى العوامل التى اسهت بدورها فى بروز الحركات الاجتماعية فى مصر عدد من العوامل من اهمها:-
• سياسات الدولة ونهجها الذي تطبقه منذ السبعينيات لإفساح المجال لقوى السوق والذى تعمق من خلال برامج التكيف الهيكلى والخصخصة ودمج الشركات وبرامج الحوكمة , ذلك المخطط الذى وصل إلى حد تفكيك القطاعات الصناعية المصرية لصالح تعاون رأس المال المحلى والعالمى من اجل السيطرة على السوق، كل هذا أدى إلى تعمق ألازمة الاجتماعية والاقتصادية أكثر مما ادى الى حالة من السخط والغضب وقد تزامن ذلك مع البطالة وارتفاع الأسعار واستمرار عجز الدولة فى تقديم الخدمات وايجاد حالة من الفوضى عند تطبيق هذا الاتجاه ، حيث اخذ القطاع الخاص يتحكم فى السوق والإنتاج دون اى ضوابط محققا ازمات شديدة .
• كما شهدت الفترة الاخيرة بروز مظاهر الصراع الطبقى حيث كشفت الدولة عن ومواقفها الصالح لفئة الرأسمالية وفئة كبار رجال الأعمال وبروز الاحتكارات وبيع وتصفية القطاع الصناعى ومساندة الرأسماليات الكبيرة عبر تقديم جميع التسهيلات لها بل ومساندتها فى تحقيق الأرباح وحماية الفاسدين والمسئولين عن عدد من الكوارث واستمرار سيطرة هذه الفئات على مقدرات و الوطن بل ايضا وصل الأمر إلى حد أن تدار أمور الحكم عبر وزارات رجال الأعمال، وتم أيضا مساندة هذه الفئات في عمليات الاستيلاء على أراضى الدولة وأراضى الفقراء فى الريف بالاضافة الى الاستيلاء على أراضى الفقراء والمناطق المتاخمة للمدن من أجل استثمارها فى مشاريع اقتصاديه وتهجير أهلها إلى مناطق معزولة
• ادراك المواطن ان عقب اخفاقات الدولة المتكررة ان سلطة الدولة اهتزت ولم يبق بعد انسحابها من تقديم الخدمات والرقابة على أسعار السلع .
• ضعف القوى السياسية المتواجدة بالاضافة الى ضعف النقابات المهنية والعمالية .
• اتساع شدة الازمة الاقتصادية وما اسهمت فيها من اتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء .
ومن ثم نجد ان كافة هذه العوامل والازمات التى مر بها المجتمع المصرى لطيلة سنوات طويلة اسهمت بدورها فى ظهور العديد من الحركات الاجتماعية بالضافة الى الدور الذى لعبته محددات النظام السياسى المصرى فى تهيئة البيئة المناسبة لبروز الحركات الاجتماعية والسياسية الاحتجاجية داخل المجتمع المصرى الامر الذى افضى بدورها الى اسهام هذه الحركات بما لديها من وسائل فى تعبئة حشد الجماهير مما كان منذرا لقيام ثورة 25 يناير التى تعد واحدة من اهم الثورات فى تاريخ العالم لما قدمته من نماذجا جديدا فى للثورات
لقد شهد المجتمع المصرى ميلاد عدد من الحركات الاجتماعية التى بر دورها على الساحة السياسية وفى هذا الشان يمكننا الاشارة الى حركتى (كفاية -6 ابريل* نظرا لطبيعة الدور الذى قامت بها كلا الحركتين داخل المجتمع المصرى , فمن حيث الهدف هدفت حركة كفاية منذ ميلادها الى المطالبة بالتغيير اى تغيير النظام الحاكم والتى ترى انه بتغيير النظام سيتغير الواقع المصرى اى اننا يمكننا القول بان حركة كفاية قد جاءت بالاساس من اجل تحقيق ذلك الهدف مستخدمة وسائلها فى تعبئة وحشد الجماهير وذلك بالاضافة الى سعيها ايضا نحو التغلغل الافقى داخل المجتمع عن طريق توسيع دورها فى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
فمنذ ظهور حركة كفاية وتفاعلها مع الواقع المصرى وتاثيرها به وتاثرها به اسهمت فى ان يكون لها دورا بارزا فى التاثير على مجريات الامور السياسية داخل النظام السياسى وتجلى ذلك واضحا فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وكذلك ايضا الاستفتاء على تعديل الدستور .
وفيما يتعلق بركة 6 ابريل والتى اعقبت حركة كفاية من حيث الظهور جاءت ايضا نشاة هذه الحركة استجابة الى ازمة عمال الغزل والنسيج بالمحلة اى انها ايضا نشات من واقع الازمة داخل المجتمع المصرى لعبت ايضا حركة 6 ابريل دورا بارزا فى التاثير على مجريات الامور داخل المجتمع وعلى حشد الجماهير واهم ما ميز هذه الحركة التى يصفها البعض بانها نموذجا للحركات الاجتماعية الجديدة هى قدرتها على جذب قطاع كبير من الشباب واعتمادها على وسائل اتصال غير معتادة للقوى السياسية التقليدية الاخرى كوسائل التواصل الاجتماعى.
فعلى الرغم من تشابه الحركتين فى الاهتمام بقضايا المجتمع والقدرة على تعبئة الراى العام وحشد الشباب تجاه قضايا بعينها الا ان هناك العديد من الاختلافات بين الحركتين , وان كانت اسباب النشاة واحدة الا ان التفاعل مع القضايا يختلف باختلاف الحركة وقياداتها واعضائها , فكلا الحركتين ايضا تعرضت لانقسامات داخلية ولحملات تشويه وتخوين اسهمت بدورها فى التاثير على عمل الحركة ومصداقيتها داخل المجتمع المصرى وهذا ما اسهم النظام الحاكم ىفى احداثه .
ومن ثم سوف نستعرض ماهية وتاريخ نشاة الحركات الاجتماعية فى مصر واليات عمل الحركات الاجتماعية فى مصر بالتطبيق على كلا من حركة كفاية وحركة 6 ابريل .
الحركة المصرية من اجل التغيير ( حركة كفاية ):-
لقد شهدت الساحة المصرية فى الاونة الاخيرة ميلاد عدد من الحركات الاجتماعية وكانت فى مقدمتهم حركة كفاية حيث يرجع البعض بداية ظهور الحركات الاجتماعية الى حركة كفاية نظرا لطبيعة الدور الذى قامت بها داخل المجتمع المصرى . فقد جاءت نشاة حركة كفاية فى لحظة تنامى فيها الاحساس بوجود ازمة وعدم الرضا على الاوضاع داخل البلاد ومن ثم توافر درجة من الوعى الكافى بضرورة تغيرها .جاء تاسيس حركة كفاية كعلامة فارقة فى التريخ السياسى المصرى تزامن تاسيس حركة كفاية مع لحظة فارقة من الجدل السياسى المجتمعى حول عدد من القضايا السياسية التى باتت تشغل الراى العام فى ذلك الوقت كتعديلات الدستورية والتمديد للرئيس السابق , والحديث عن توريث السلطة وقرب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, كما جاء البيان التاسيسى لحركة كفاية بالتزامن مع مؤتمر الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت
وفيما يتعلق بمؤسسى الحركة نجد ان الحركة ضمت ثلاثمائة شخصية سياسية تنتمى لاطيلف مختلفة والى جميع الاجيال ولاسيما جيل السبعينات فقد شكل مؤسسى الحركة ائتلاف من اربعة مجموعات: مجموعة بقيادة حزب الوسط بيادة ابو العلا ماضى والمجموعة الثانية وكانت تضم حزب الكرامة بقيادة حمدين صباحى وامين اسكندر , والمجموعة الثالثة تمثلت فى مجموعة حزب العمل الاسلامى بقيادة مجدى احمد حسين ومجدى قرقر , اما المجموعة الرابعة فقد تمثلت فى الشخصيات المستقلة سياسيا كجورج اسحاق وهانى عنان واحمد بهاء شعبان .
حركة كفاية كاحد اهم الحركات الاجتماعية المتواجدة على الساحة السياسية المصرية تبنت منذ تاسيها عدد من المطالب والاهداف والشعارات وفيما يتعلق بشعارات الحركة نجد انها قد تنبن شعار " لا للتوريث ا لا لتوريث الحكم لنجل الرئيس السابق ولا للتجديد اى لتجديد مدة الحكم مرة اخرى لمبارك " . فكما يصفها اد مؤسسيها احمد شعبان بهاء يقول " ترى كفاية فى نفسها حركة من الوفاق الوطنى بين كافة القوى الوطنية المصرية , دون تمييز او استثناء وان دورها هو توظيف هذا الوفاق لخلق اجماع وطنى حول التغيير السياسى والاقتصادى الاجتماعى الذى تريده مصر وانهم مواطنون مصريون اتفقوا على اختلاف اتجاهاتهم السياسية والفكرية والمهنية , على وجود مخاطر وتحديات هائلة تحيط بالامة , متمثلة فى الاحتلال الامريكى للعراق والعدوان الصهيونى على فلسطين , ومشريع اعادة رسم خريطة وطننا العربى , وانهم اجمعوا على ان الاستبداد الشامل هو السبب فى عدم قدرة مصر على مواجهة هذه المخاطر , مما يستلزم اصلاحا سياسيا ودستوريا وتداول للسلطة واعلاء القانون واستقلال احترام احكامه وانهاء احتكار الثروة الذى اشاع الفساد والظلم الاجتماعى والعمل على استعادة دور مصر الذى فقدته فى كامب ديفيد "
ومن خلال تحليل الخطاب السابق نجد انه جاء متضمنا الهدف من تاسيس الحركة هو محاولة تغيير الواقع العربى ولاسيما الواقع المصرى والتحديات الخارجية والداخلية التى يعانى منها الوطن العربى باسره وذلك يتاتى من خلال :-
• انهاء احتكار السلطة المتثلة فى الحزب الحاكم.
• الغاء قانون الطوارىء وجميع القوانين الاستثنائية .
• الفصل بين السلطات , واطلاق حرية تكوين الاحزاب واصدار الصحف .
• رفع الوصايا على النقابات . التى عجزت عن القيام بمهامها فى ظل نظام قمعى استبدادى.
• اجراء انتخابات برلمانية حقيقة تحت اشراف مجلس القضاء العالى .
ماهية الحركة :
• الحركة المصرية من اجل التغيير هى حركة قامت واجتمعت لهدف واحد وهو التغيير وهو ما يتضمنه اسم الحركة فقد وصفت الحركة نفسها منذ البداية بانها حركة معنية بالاصلاح والتغيير اى انها ليست حزبا ولا جبهة سياسية ولا حتى جمعية فكرية تبحث فى قضية التغيير بل انها حركة وتجمع سياسى يحاول احداث التغيير وفتح افاق جديدة للممارسة السياسية خارج الاطر المغلقة للعمل الحزبى والنقابى . ومن اهم المقولات فى هذا الصدد هو مقولة عبد الحليم قنديل احد قيادى الحركة " ان الحركة ليست حزبا ولا مشروع حزب و لا جبهة احزاب , وانما هى اطار مدنى جامع لاشواق التغيير فى مصر , ينضم اليها الناس بمجرد التوقيع على بيان الحركة التاسيسى "
• وفيما يتعلق بتوقيت تاسيس الحركة نجد انها جاء بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الاحتفال بمولد الحزب الوطنى الحاكم انذاك , وقد هدفت الحركة من ذلك الى الاشارة بان مؤتمر الحزب الوطمن لا يعبر عن سوى الحاضرين فيه , اى انه لم يعبر عن كافة ابناء الشعب المصرى .وقد نجحت الحركة فى هذا التوقيت من ذب وسائل الاعلام المحلية والدولية التى سايرت وقائع اعمال مؤتمر الحركة جنبا الى جنب مع مؤتمر الحكومة .
• وفيما يتعلق بشعار الحركة وهو كفاية جاء شعار الحركة معبرا عن الهدف الذى تاسست من اجلها الحركة فكلمة كفاية كما عرفها مؤؤسى الحركة تعنى كفاية للسياسات التى ادت الى دفع الاغلبية العظمى من المواطنين الى حزم الافقار والعزوف عن اى مشاركة حقيقة داخل المجتمع وكفاية ايضا للنهب المنظم لثروات البلاد , وكفاية لتغول دور الحكومة والقائمين على السلطة , وكفاية لغياب الحريات وانتهاكات حقوق الانسان , وكفاية لانعدام الشفافية والمسائلة , وكفاية لاستمرار حالة الطوارىء وكفاية للمهانة فى اقسام الشرطة والبطالة وكافة الممارسات التعسفية والقمعية التى اعتاد النظام السابق على اتخذها ضد المواطنين .
• ومن ثم نجد ان حركة كفاية جاءت لمواجهة امرين كل منهما سبب ونتيجة للاخر : الامر الاول هو المخاطر التى باتت تحيط بامتنا العربية والمتمثلة فى غزو العراق مشاريع اعادة تقسيم الشرق الاوسط والاحتلال الاسرائيلى لفلسطين اما الامر الاخر يتعلق بالعمل على استعادة دور ومكانة المصر الدولية والاقليمية لمواجهة كافة هذه التحديات .
وفيما يتعلق باهم السمات المميزة للحركة المصرية من اجل التغيير نجد ان :-
لقد تميزت حركة كفاية منذ ظهورها بعدد من السمات ومن اهم هذه السمات :
• انها حركة جماهيرية : اى انها لا تقف عن حاجز مكانى او سكانى معين , بل تمتد لتشمل كافة اطراف القطر المصرى
• انها حركة مفتوحة : اى ان عضويتها مفتوحة امام اى مواطن مصرى ولا تقتصر على فئة عمرية معينىة بل هى مفتوحة اماا مختلف الاعمار والفئات
• انها حركة غير نسيسة فى هيكلها : وهو ما يعنى انها لا تنتمى لاى فصيل سياسى بعينه فهى ارتضت ان يكون المواطن وليس السلطة هو الكم الوحيد على انتمائها الوطنى
• انها حركة مرنة : اى مرنة من حيث الفكر والتوجهات فهى لاتقف عن حدود ايدلوجيا معينة بل هى حركة عابرة للايدلوجيات .
• انها حركة وطنية : ويتجلى ذلك من خلال قدرتها على صهر الافراد فى بوتقة وطنية واحدة لاتفرق بين مسلم ومسيحى ولا غنى وفقير , اى انها حركة مجتمعية تحمل فى ثناياها الكثير من صفات زملامح الشخصية المصرية الوطنية المسالمة .
• الاجتماعات المفتوحة ويحق لاى موقع على البيان ان يحضرها .
• تجاوز القيود والالتزامات السياسية والقانونية التى تفرضها الاحزاب على اعضائها.
• وجود اتفاق على عدم تصدر اى مسئول فى منظمة تتلقى تمويلا اجنبيا , حتى ولو لدع مشروعات التنمية .
• التاكيد على ضورة كسر الدولة البوليسية والتوجه المباشر لجماهير الشارع المصرى فى كل الانشطة.
• انطلاق الانشطة خارج نطاق القاهرة , وابتكار اساليب جديدة على العمل السياسى .
اهم انجازات الحركة :-
حققت الحركة المصرية من اجل التغيير او كما يطلق عليها حركة كفاية العديد من الانجازات على مختلق الاصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية ومن ابرز هذه الانجازات :
• على الرغم من عدم امتلاك حركة كفاية الوقت الملائم عند بدايه ظهور للتعريف بنفسها كحركة الا انها استطاعت ان تحظى بتاييد العديد من الافراد والمؤيدين لها . فهى استطاعت ان تهز ركود مجتمع وتسببت فى ايقاظ قطاعات كبيرة منه
• كسرت كفاية حاجز الخوف والعزوف السياسى ونشرت ثقافة الاحتجاج والمقاومة السلمية وقد حركت قطاعات كبيرة من الافراد للاحتجاج كالاطباء والمحامين والطلاب للمطالبة بالتغيير .
• دفعت الوضع الراكد فى احزاب المعارضة الشرعية والمحظورة الى مزيد من النشاط استجابة او ردا , فقد اضطرا احزاب الى النزول الى الشارع والاعتراض كما هو الحال بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين خوفا من ان تنتزع كفاية الشرعية من الشارع .
• استطاعت حركة كفاية ان تحظى بتاييد دولى وعربى , فقد راينا اسمه كفاية فى بلاد عربية كثيرة اتخذته عنوانا لحركات نظرا للتشبه بحركة كفاية المصرية .
• مثلت حركة كفاية نموذجا جديدا فى الشارع المصرى واكتسبت شرعية من الشارع المصرى كما قدمت نموذجا لتجسيد مبدا المواطنة باختيارها جورج اسحاق منسقا عاما لها.
• كما قدمت ايضا نموذجا حيا لفكرة الائتلاف الوطنى حيث انها جمعت مثقفين مفكرين من مختلف التيارات والتوجهات السياسية .
• طرح اشكال جديدة من التنظيم , واليات العمل الجديدة ومفاهيم مستحدثة للتواصل الجماهيرى , كما انها اسهمت فى تنشيط حالة الحراك السياسى الديمقراطى فى مصر .
هكذا حققت حركة كفاية المزيد من الانجازات على الصعيد الاجتماعى , وبالنظر الى الصعيد السياسى نجد ان حركة كفاية على الرغم من جهودها ودورها فى المجتمع المصرى الا انها لم تستطع مقاومة تمديد مد الرئاسة ويرجع ذلك الى عدم قدرتها على التواصل مع القوى السياسية المتواجدة على الساحة السياسية وفيما يلى عرض مواقف كفاية السياسية منذ ظهورها :-
الانتخابات الرئاسية : تعد معركة الانتخابات الرئاسية اول اختبار حقيقى لحركة كفاية ولاسيما ان اصطدمت الهدف الاساسى للحركة وهو لا للتجديد ولا للتوريث وقد تجلى موقف كفاية واضحا فى رفضها المشاركة فى الاستفتاء على الدستور وتنظيم عدد من التظاهرات امام دار القضاء العالى احتجاحا على هذا القرار السياسى , كما دعت كفاية كافة القوى السياسية والناخبين الى مقاطعة الانتخابات ووسمت من يشارك فيها بالخيانة , وعلى العكس اجريت الانتخابات وتم التمديد للرئيس السابق وبذلك انتهى شعار الحركة الذى كان يعبر بالاساس عن سبب وجودها واستمراريتها .
الانتخابات البرلمانية : كما اتخذت حركة كفاية من الانتخابات البرلمانية موقفا مشابها من الانتخابات الرئاسية فقد اصدرت بيان على موقعها هلى شبكة الانترنت يتضمن :
• عدم مشاركة حركة كفاية فى الانتخابات البرلمانية بصورة مباشرة عن طريق مرشحين من عناصرها . لاقتناعها بان هذه مهمة الاحزاب فى المقام الاول .
• كما تبنت دعوة مختلف القوى السياسية لتشكيل ائتلاف ديمقراطى لخوض معركة الانتخابات بصورة موحدة امام الحزب المهيمن فى ذلك الوقت . واستنادا الى رؤية كفاية فى الانتخابات البرلمانية نجد ان هذه الرؤية ضمت اليها عدد من الاحزاب (الناصرى –الوفد-الكرامة تحت التاسيس-جماعة الاخوان المسلمين) وبموجب الاتفاق الذى تم بين الاحزاب تم اعلان البيان التاسيسى للجبهة الوطنية للتغير وفق عدد من المبادىء من اهمها :
• ان تكون السيادة للشعب.
• تداول السلطة والمواطنة المتساوية بين ابناء الشعب.
• سيطرة احكام القانون والمساواة الكاملة دون تمييز.
وعلى الرغم من الدور الذى لعبته حركة كفاية لتوحيد كافة القوى السياسية الا ان ذلك لم يترجم عمليا نظرا لانسحاب عدد من الاطراف المنضمة كجماعة الاخوان وحزب الوسط , كما ان المفاوضان انتهت واعلنت بل ثلاث اسابيع من الانتخابات البرلمانية وهى فترة غير كافية للاعداد لمعركة الانتخابات , ومن ثم لم تتمكن ايضا حركة كفاية من توحيد القوى السياسية لخوض الانتخابات معا.وبناء على ما تم ذكره نجد انى حركة كفاية اثرت تاثيرا مهما على التاريخ السياسى للبلاد برغم انها لم تنجح فى تحقيق اى من مطالبها الا انها كانت بمثابة "الفراشة سيدة الهوا وهو لاشك السياسية فهى لا تستطيع ان توجه حركة الهواء او الجمهور لانها بعيدة كل البعد عن امكانية تنظيمه , ولا هى قادرة على نزح الماء السياسى الاسن وانما ترمى فقط لتحريكه " كما عبر عنها احد بهاء الدين شعبان فى كتابه "رفة الفراشة " فهى استطاعت ان تفرض وجودها على ساحة العمل السياسى فى مصر وان تحظى بتاييد كبير رغم حداثة نشاته.
وفى احد اللقاءات مع قيادى حركة كفاية وابرز اعضائهها فى احد البرامج التلفزيونية تحدث اعضاء حركة كفاية ومن بينهم ابو العلا ماضى عن الحركة قائلا ان الحركة نشات كحلم وفكرة مثالية الا انها سرعان ما تحولت لحركة ذات تاثير بالغ داخل المجتمع المصرى كما تحدث عبد الحليم قنديل عن الحركة قائلا ان الحركة قد ارست عدد من المبادىء من اهمها الحق فى التظاهر وهذا ما حدث بالفعل اثناء ثورة 25 يناير التى بدات من خلال التظاهر السلمى مستهدفة تحقيق اهدافها .كما تحدث احد اعضاء الحركة محمد سعيد ادريس عن اهم الاسباب والانتهاكات التى افضت الى ثورة 25 يناير وكيفية استجابة الحركة لها مستشهدا بمواقف الحركة وانجازاتها .
حركة 6 ابريل :-
تمثل حركة 6 ابريل نموذجا اخر من نماذج الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى ولعبت ايضا دورا كبيرا فى تعبئة وتحريك الجماهير المصرية , وفى مصر فإن نماذج هذه الحركات هى تحديدا تلك التى ناصرت الثورة منذ يومها الأول بل وكانت هى التى خططت لها واتخذت المبادرة بتنظيم المظاهرات الأولى لها، وفى مقدمة هذه الحركات الاجتماعية الجديدة كل من حركة 6 أبريل وكلنا خالد سعيد، وانضمت لهما كفاية التى كانت الحركة الأم التى تتلمذت قيادات الحركات الأخرى بين صفوفها وتعلمت من نجاحها وعرفت أسباب إخفاقها، حركة 6 ابريل مثلت نموذجا مغيرا على نموذج الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى وان تشابهت معه فى بعض الامور الا انها اختلفت عنها حيث كان عنصر الشباب هو العنصر الغالب بين قيادى الحركة تم تاسيس حركة 6 ابريل فى عام 2008 استجابة لى ازمة عمال الغزل والنسيج بالمحلة وكان شعارها يرمز اليه بالقبضة الحديدية اى هدفها فى التاثير على مجريات الامور داخل المجتمع المصرى ومحاربة الفساد وتسلط واستبداد النظام الحاكم .
• ماهية حركة 6 ابريل :-
تعرف حركة 6 ابريل بانها حركة سياسية مصرية معارضة ظهرت سنة 2008.أنشأها بعض الشباب المصري. ظهرت في الساحة السياسية عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في 6 أبريل 2008 بدعوة من عمال المحلة الكبري وتضامن القوى السياسية فتبناه الشباب وبدؤوا في الدعوة إليه كاضراب عام لشعب مصر أغلب اعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين وتحرص الحركة على عدم تبنيها لأيدلولوجية معينة حفاظا على التنوع الأيديولجي داخل الحركة ولما تفرضه ظروف مصر من ضرورة التوحد والائتلاف ونبذ الخلاف حركة شباب 6 أبريل من الأوائل في الدعوة إلي ثورة 25 يناير. اى ان حركة 6 ابريل كاحد الحركات الاجتماعية التى برز دورها داخل المجتمع المصرى فى الاونة الاخيرة نشات استجابة الى ازمة داخلية ظل يعانى منها المجتمعقامت هذه الحركة من اجل دعم عمال الغزل والمسيج بالمحلة الكبرى وقد اعتمدت على عدد من الوسائل الغير تقليدية والغير معتادة على الجتمع المصرى فقد استخدمت شبكات التواصل الاجتماعى لتعبئة الشباب من اجل النزول لى الشوارع والتعبير عن مطالبهم والاحتجاج على سياسات وقرارت الحكومة .
استطاعت حركة 6 ابريل ان تحرك جماهير من الشعب المصرى واقناعهم بالخروج الى الشوراع فى ظل نظام قمعى امنى بالدرجة الاولى وبالفعل نجحت فى ذلك .من خلال تنظيمها لعدد من التظاهرات .وكانت الحركة اكثر استجابة الى المواقف والتجاوزات التى يرتكبها النظام السابق فقد عادت الحركة مجددا عقب الاعتداءات التى قام بها جهاز الشرطة على خالد سعيد وقام بعض شباب الحركة بتنظيم وقفات احتجاجية على شواطئ الإسكندرية ورفعوا الاعلام المصرية وغنوا بعض الاغانى الوطنية، فوجئوا بحصار قوات الامن المركزى لهم ومطاردتهم في شوارع الإسكندريه . كما تعرضت الحركة لعدد من التهم بالتخوين والعمالة لمنظمات اجنبية .
• هدف الحركة :-
"نريد أن نصل إلى ما اتفق عليه كافة المفكرين المصريين وأقرته كافة القوى السياسية الوطنيه من ضرورة مرور مصر بفترة انتقاليه يكون فيها الحكم لاحد الشخصيات العامه التي يتم التوافق عليها من اجل صالح هذا الوطن وكرامته ويتم إرساء مبادئ الحكم الديمقراطى الرشيد و من أهم ملامح تلك الفترة م إطلاق الحريات العامه وقواعد الممارسه السياسية الديمقراطيه السليمه وان تتكون الكيانات السياسية والاجتماعيه وغيرها بمجرد الإخطار وذلك عن طريق السير في مسارين متوازيين لا يمكن الاستغناء عن احدهما اولهما : هو البحث الجيد عن البديل الذي تعمد الحكم السلطوى تغييبه على مدار سنوات طويله ليمثل رأس الحربه في معركة التحول الديمقراطى في مصر و ثانيهما : هو إعادة الثقه إلى الجماهير المصرية في كل مكان في إمكانيه اختيار مصيرها وحثها في المشاركه في تحديد ذلك المصير بكل الوسائل و تنتهج الحركه عموما طريق المقاومه السلميه واستراتيجيات حرب اللاعنف ولا نرى مانع من المرونه والتنوع على مستوى التكتيكات بين ما هو جذرى وما هو إصلاحى لتحقيق الهدف النهائى وهو التغيير السلمى".
• قيادات الحركة:-
تتمثل قيادات حركة 6 ابريل فى الشباب المستقلين عن اى حزب او تيار سياسى الا ان العلاقة بين الجركة وكافة القوى السياسية تقوم على الاحترام المتبادل . ومن ابرز قيادى الحركة أحمد ماهر" المنسق العام والمؤسس لحركة شباب 6 أبريل محمد عادل فهمي عضو المكتب السياسي للحركة، عمرو علي من ابرز قيادات العمل الجماهيري ومن الكوادر المؤسسة للحركة في مجال العمل الجماهيري و المدون محمد علم أحد القيادات بالحركة والمنسق الاعلامي للحركة ومؤسس شبكة مباشر محمود عفيفي مدير المكتب الاعلامي للحركة. احمد النديم عضو المكتب السياسي وأحد المؤسسين للحركة ، بمحافظة المنصورة انجي حمدي أحد كوادر الحركه وعضو المكتب السياسي .وفى احد مقابلات قيادى حركة 6 ابريل تحدث احمد ماهر كاحد اهم مؤسسى الحركة فى احد الفيديوهات المنشورة على اليوتيوب متحدثا عن هدف الحركة وبدايتها وشعارها القبضة الحديدية فقد تحدث قائلا ان انضمام شباب 6 ابريل للعمل فى المجال السياسى جاء ابتدءا من مشاركتها فى المظاهرات المنددة باحتلال العراق تحت مظلة حركة كفاية باعتبارها الحركة الرائدة وما لبث ان تحول اهتمام الحركة الى الاهتمام بالشان الداخلى تحت شعار شباب من اجل التغيير وقد اتخذت الحركة من القبضة الحديدية شعارا لها من اجل القضاء على الفساد والتوريث .
• انجازات الحركة:-
تمكنت حركة 6 ابريل من ان يكون لها دورا فاعل فى الحياة السياسية المصرية وفيما يتعلق باهم الانجازات التى قامت بها الحركة تتمثل فى قدرتها على تعبئة الافراد ونشر ثقافة الاحتجاج كما استطاعت ان تلعب دورا بارزا فى قيام ثورة 25 يناير عبر بياناتها على شبكات التواصل الاجتماعى . ومن ثم نجد ان كلا من حركة كفاية و6 ابريل قد لعبت دورا بارزا داخل المجتمع المصرى اسهم هذا ال-دور فى احداث قدر كبير من الحراك السياسى والاجتماعى داخل المجتمع المصرى عقب سنوات من الجمود والركود السياسى فى ظل نظام استبدادى يفرض القيود والعراقيل امام العمل السياسى جاءت هذه الحركات لتخرج من ذلك الحصار لمفروض عليها معتمدة على وسائلها الغير تقليدية حتى تكون فى مناى من النظام وتمارس مهامها السياسية وتحقق اهدافها , وعلى الرغم من دور هذه الحركات فى نشلر ثقافة الاحتجاج والمقاومة السلمية داخل المجتمع المصرى الا انها لم تمكن حتى الان من تحقيق اهدافها وما كانت تسعى اليه ربما لان ظاهرة الحركات الاجتماعية جديدة على المجتمع المصرى وربما لما تتعرض له هذه الحركات من حملات تشويه من قبل النظم الحاكمة .
• النقابات العمالية والحركات الاجتماعية :-
لم تستطع النقابات العمالية فى ظل النظام السابق ان تقوم بالدور المنوط لها القيام بها حيث اتخذ النظام السابق عدد من الاجراءات وفقا للقانون رقم 100 لعام 1993 من شانها تجميد انشطة عمل كافة النقابات وعدم السماح لهم بممارسة انشطتهم حيث توعية العاملين بالمطالبة حقوقهم الا ان الحركات الاجتماعية نشات مساندة لحقوق جميع فئات الشعب المصرى بما فى ذلك العاملين وكافة اطياف الشعب وقد اسهمت ايضا حركة كفاية فى احياء بعض الاطر التنظيمية لعدد من النقابات العمالية .
رؤية مستقبلية لدور الحركات الاجتماعية داخل النظام السياسى المصرى
على الرغم من ان مصطلح الحركات الاجتماعية دخل فى القاموس العربى فى فترة وجيزة لم تسمح ببلورة رؤية علمية متكاملة حول هذه الظاهرة باعتباره جديدة على الواقع السياسى المصرى , الا ان التجربة العملية لعدد من هذه الحركات اثبتت مدى قدرتها على التاثير داخل المجتمع المصرى بما لديه من رؤى وادوات استطاعت من خلالها ان تلعب دورا فاعلا على الساحة السياسية وبرز ذلك الدور فى عدد من المواقف التى اتخذتها الحركات الاجتماعية المصرية وعلى راسها الحركة المصرية من اجل التغيير وحركة 6 ابريل فى مناصرة كافة الفئات من اجل المطالبة بحقوقهم والمطالبة ايضا بالتغيير وهو الهدف الرئيسى الذى قامت من اجلها هذه الحركات .
فقد واجهت هذه الحركات عدد من الانتقادات والتهم الا ان ذلك لم يمنعها من التراجع والتخلى عن مواقفها الحاسمة التى اعلنت عنها منذ نشاتها فظلت تواجه العديد من الازمات الداخلية والخارجية اى التى تتعلق بالحركة ذاتها والتى تتعلق بممارسات النظام القمعية لتقيد اعمال الحركة .
فقد جاءت الحركات الاجتماعية فى العالم العربى ولاسيما مصر كبديل ديمقراطى عن المؤسسات الرسمية والغير رسمية لممارسة العمل السياسى بعيدا عن النظم القمعية فى ظل عالم افتراضى خلقته الحركات الاجتماعية بذاتها وفى ظل العالم الافتراضى استطاعت تلك الحركات ان تضغط على النظم الحاكمة بطريقة غير مباشرة لم تدركه تلك النظم باعتبارها طرق ووسائل غير معتادة فى النظم السلطوية مما كان له اثره البالغ على احداث حالة من الحراك السايسى والاجتماعى اسهمت بدورها فى اندلاع ثورة 25 يناير
ومن ثم :
انطلاقا مما سبق ذكره عن الحركات الاجتماعية ووظائفها وانماطها وطبيعة نشاتها داخل النظام السياسى المصرى نجد ان الحركات الاجتماعية المصرية ولاسيما حركتا كفاية و6 ابريل لعبت دورا بارزا فى احداث ثورة 25 يناير وقد تجلى ذلك الدور بما اسهمت بها الحركات الاجتماعية من انجازات على الساحة السياسية المصرية فيما يتعلق بنشر ثقافة الاحتجاج ورفع شعار التغيير واحترام الحقوق والحريات فقد جاءت شعارت الثورة المصرية متفقة مع مبادىء هذه الحركات التى تناضل من اجل الحرية وتداول السلطة واحترام حقوق كافة فئات الشعب المصرى ومناصرة حقوق العمال .
فقد كان لانتشار الحركات الاجتماعية الاحتجاجية فى السنوات الاخيرة اثرا على مدى تراجع شرعية النظم السياسية الحاكمة وعدم قدرتها على استيعاب مطالب قوى متصاعدة كالشباب والاقليات والعمال . فان عدم استجابة تلك النظم الى مطالب القوى المتصاعدة ادت الى توسيع نطاق الاحتجاج داخل المجتمع المصرى .
فالبنظر الى الواقع المصرى نجد ان ما شهدته مصر من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية كان له دوره البارز فى ايجاد حالة من الحراك الاجتماعى والسياسى حيث الانتقال من التركيز النخبوى على الاحتجاجات السياسية العامة الى الاحتجاجات ذات الطابع الاقتصادى والاجتماعى، الاكثر ارتباطا بواقع حياة المجتمع المصرى وما يعانى منه المواطن المصرى فقد شهد المجتمع المصلرى حالة من الاحتجاج السياسي جاءت اتساقا مع عدد من الازمات التى واجهت النظام كالتزويررالانتخابات البرلمانية والتجديد للرئيس السابق والاحتجاجات التى شهدتها القطاعات العمالية (قطاع المعلمين –الغزل والنسيج-الاطباء –اساتذة الجامعة )ومع استمرار الاحتجاجات بدأت يظهر اشكل من أشكال للتنسيق على المستوى الافقى، على امتداد المحافظات، فحركة عمال الغزل والنسيج فى المحلة أصبحت فى الواقع حركة مدينة المحلة كلها، لان مطلب الاجور كان يمس كل فئات الشعب المصرى، كما أصبحت بمطالبها حركة العاملين فى قطاع النسيج كله من المحلة .
وبالمثل كانت حركة مأمورى الضرائب العقارية التى تطورت بمظاهرة امام مجلس الشعب فى 3 ديسمبر 2007 ثم نصبت الخيام واعتصمت أمام مجلس الوزراء، لاحدى عشر يوما كاملة، وحتى الاستجابة لمطالبهم فى 13 ديسمبر، فمن كل محافظات مصر توافد مأمورو الضرائب العقارية للمشاركة فى الاعتصام، تسانده اعتصامات فى بعض المحافظات. بالاضافة الى العديد من الحركات الاحتجاجية المطالبة بالتغيير والحصول على الحقوق سواء اكانت ساسية او اقتصادية او فئوية ومن ثم فقد كانت لكافة هذه الحركات دورا بارزا فى ايجاد حالة من عدم الرضا عن ما وصلت اليه الاوضاع داخل البلاد من انتشار الفساد والظلم والاستبداد والقهر على كافة الافراد داخل المجتمع بالاضافة الى دور الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى ولاسيما تلك الحركات التى دعمت انتفاضات واحتجاجات العاملين كحركة 6 ابريل وحركة كفاية التى اتخذت من التغيير شعارا له باعتباره مطالبا لكافة فئات الشعب المصرى .
• فالبنظر الى حركة كفاية والدور الذى اسهمت بها فى ثورة 25 يناير نجد ان :-
تمكنت حركة كفاية باعتباره من اهم الحركات الاجتماعية على الساحة السياسية المصرية من ترك اثرا بالغ الاهمية داخل المجتمع المصرى ويتجلى ذلك الدور فى :-
• استطاعت حركة كفاية منذ نشاتها ان تخلق حالة من التغيير داخل المجتمع المصرى من خلال الدعوة الى المشاركة السياسية والتواجد السياسى من خلال المظاهرات والاحتجاجات والاحداث الاعلامية فقد كان لموقف كفاية من الانتخابات الرئاسية والتجديد للرئيس السابق اثره على شرعيته دخل النظام السياسى المصرى .
• كما تجلى دورها ايضا من خلال استراتجيتها التى اعتمدت عليها فقد اتت كفاية برؤية مغايرة على الثقافة السياسية المصرية ولاسيما فى فترة الرئيس السابق وهى النزول الى الشارع فقد نجحت كفاية فى انتزاع حق التظاهر والتعبير عن مطالبها بكل الطرق مما كان له اثره فى الشارع المصرى ومن ثم ليس من الغريب ان نجد خروج الشعب الى الشوراع فى يوم 25 يناير للمطالبة بالتغيير .اى ان حركة كفاية احدثت تحولا شاملا فى ادارة اساليب العمل السياسى بالخروج من الغرف المظلمة الى الشارع مباشرة .
• خلقت حركة كفاية حالة من الحماسة فى نفوس المصريين من خلال بيانتها استعددا ليوم 25 يناير حيث حث مختلف فئات الشعب المصرى للنزول الى الشوارع مطالبين القيادة السايسية الحاكمة بالتغيير والاصلاح فى محاولة لتخطى حالة الركود والعزوف السياسى التى شهدها الجتمع المصرى .
• ومن ناحية اخرى نجد انه فى الوقت الذى برز فيها دور حركة كفاية برز ايضا دور حركة 6 ابريل حيث لعبت دورا هاما فى ثورة 25 يناير.
فحركة 6 ابريل هى نتاج الحركة العمالية الاضرابية التى خاضت جولات متصلة من معارك زيادة الاجور ونجحت فى أكثر من جولة فى إنتزاع بعض مطالبها المباشرة واجبار الحكومة على التراجع وفى نضال العمال فى قطاعات كصناعة النسيج فى معركة انقاذ للصناعة والعمالوقد تطورت الحركة ففى مجال الاحتجاج السلمى وكان أهم ما يميز :-
• اعتصامات العمال انتقالها من المصانع الى الشوارع والى مجلس الشعب واتحاد العمال ورئاسة الوزارة.
• تصاعد النضال من أجل استقلالية التنظيم النقابى من خلال حمل حمل العمال نعوش اللجان النقابية الصفراء وساروا بها فى مواكب جنائزية مهيبة الى مثواها الاخير.مما يؤكد على غياب الدور النقابى وانعدامه .
• تمكنت الحركة ايضا من توسيع نطاق اهتمامتها فقد كانت الاضرابات والاعتصامات العمالية تحظى بتعاطف شعبى غير مسبوق فى المحليات .
• كما تميزت ايضا حركة 6 ابريل بالاعتماد على وسائل غير تقليدية فى الاحتجاج كالاضراب العام وهو ما قامت به حيث قام مجموعة من الشباب على موقع facebook الى الدعوة لاضراب عام تحول هذا الشعار الى دعوة لاحتجاج رمزى عام فى 6 ابريل 2008 تضمن :
• تعليق علم مصر فى البلكونات
• ارتداء ملابس سوداء مع حمل شاره او اى اعلان عن "إنى مضرب إحتجاجا على الأسعار"
الإضراب عن شراء أى سلعه كرسالة للحكومة والتجار
• الاضراب أو الغياب عن العمل هذا اليوم و اعلان ذلك قبلها.الاضراب عن الدراسه.
• تحديد مواقع للمظاهرات فى الميادين الرئيسيه بالمحافظات بعد الاتفاق مع القوى السياسية
وقفات احتجاجيه الساعه الحاديه عشر و تستمر طوال اليوم فى اسلوب متحضر محترم
بهذه النقلة فى مجال الاحتجاج تكتسب الحركة المطلبية خطوة كبيرة فى توحيد العاملين على مطالب عامة لا تخص مجرد واستطاعت ان تحظى الحركة بدعم من العديد من الشخصيات السياسية والوطنية ما كان له اثره فى الدور الذى قامت به الحركة فى ثورة 25 يناير حيث انها اسهمت ايضا فى نشر ثقافة الاحتجاج السلمى داخل المجتمع المصرى وكسر حاجز الخوف .
وبناء على ذلك يمكننا القول بان الدور الذى لعبته الحركات الاجتماعية فى احداث الثورة المصرية يتجلى فى قدرتها على تعبئة وتحريك الجماهير وتوجيههم للنزول الى الشوارع والميادين للتعبير عن حقوقهم بالتظاهر السلمى وايضاح ما هى افضل الاليات التى يمكن من خلالها الضغط على النظام للاستجابة بمطالبهم ايمانا برؤيتهم الى امكانية التغيير . فهذه الحركات استطاعت من خلال واقعها الافتراضى ان تحظى بثقة وتاييد الكثير من افراد الشعب المصرى فهى ليست حركا على احد للراى وانما هى مؤسسات تكاد تكون غير رسمية للممارسة العمل السياسى وقد حققت نجاحا يفوق الاحزاب السياسية داخل المجتمع المصرى وقد تجلى ذلك الدور فى ثورة 25 يناير فقد كانت لاعتصامتهم واحتجاجاتهم اثره فى الضغط على النظام بل واسقاطه . كما ساندت هذه الحركات كافة فئات الشعب المصرى المطالبة بحقوقهم فقد دعمت حركة كفاية حركة القضاه المستقليين ومحامون بلا حدود واطباء بلا حدود كما دعمت حركة 6 ابريل قطاع العمال فى المقام الاول , فى الوقت الذى عجزت فيه الاحزاب السياسية عن ممارسة ادوراها المنوط له القيام بها الى جانب عجز وضعف النقابات العمالية عن المطالبة بحقوق العاملين بها برز دور الحركات الاجتماعية كحركات مطالبة بالتغيير دون السعى للوصول للسلطة فهى تسعى لتغير القائم بالسلطة دون الوصول لها .
واجمالا الى دور الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى يمكننا القول بان الحركات الاجتماعية عقب ظهورها داخل النظام السياسى المصرى اسهمت فى احداث حالة من الحراك السياسى تمثلت فى ما شهدها المجتمع المصرى من احتجاجات شارك فيها العديد من فئات المجتمع المصرى وفى هذا الصدد يمكننا الاشارةالى :
• حركات المهمشين: التى تزايدت وتائرها وعبرت عن نفسها فى اشكال احتجاجية، ، مثل حركات السكان المهددين بالطرد، كما فى قلعة الكبش واسطبل عنتر وأرض طوسون ، التى أمتدت لعدة شهور وشهدت فى حالات معينة اعتصامات ووقفات احتجاجية ودعاوى قضائية ومهرجانات فنية فى عيد راس السنة وشم النسيم.وكانت كافة هذه الحركات والاحتجاجات مدعومة من الحركات الاجتماعية المصرية
• منازعات الخبز : تعد منازعات الخبز والاحتجاجات المصاحبة له احد اهم المؤشرات داخل المجتمع المصرى على قيام ثورة حيث ارتبطت بمنازعات الخبز باعمال احتجاجية كما بها افراد المجتمع نجم عنها سقوط عدد من المواطنين و التى أدت الى تدخلات حكومية وصلت الى استخدام الاجهزة الامنية فى ادارة المخابز، والتهديد بالاعتقال والمصادرة وتطبيق الطوارئ بسبب ارتباط الازمة بما اعتبرته الحكومة عمليات تلاعب من اصحاب المخابز فى حصص الدقيق المدعوم . فضلا عما أثاره خبراء حول دور السياسات الزراعية فى تفجير الازمة , سواء فيما يتعلق بالتركيب المحصولى الذى خفض مساحة الارض المزروعة قمحا، أو سياسة التخزين والاستيراد والتوزيع والتسعير التى انهت الهيمنة الحكومية السابقة وفتحت الابواب للقطاع الخاص، وكانت وكالة رويترز قد حذرت فى 4 ابريل 2008 من أن طوابير الخبز فى مصر تزداد طولا بينما الاسعار تشتعل وكتبت وفي مصر أيضا حيث يعيش أكثر من 14 مليون نسمة بأقل من دولار واحد يوميا قفز التضخم إلي أعلي مستوي حيث بلغ 1.12% .
• احتجاجات الصيادين : كما شهدت الاحتجاجات قطاع الصيادين ومظاهراتهم امام مجلس الشعب فى 16 و29 يناير 2008 نتيجة اشكال من الهيمنة الاحتكارية على المورد المائى أدت الى تجفيف فرص الصيادين فى رحلة البحث عن مصدر رزقهم, ومن ظواهر هذا التجفيف، إقامة جسر واق وعمل مزارع سمكية لسرقة زريعة البحيرة عن طريق سدود وتجفيف قرابة 4 الاف فدان من البحيرة مما أضعف المخزون السمكي وأدي إلي تردي أوضاع الصياد البسيط الذي أصبح لا مكان له ببحيرات يستولى عليها الكبار.
اومن ناحية اخرى نجد ان الاعتصامات والاحتجاجات امتدت الى قطاع الاطباء من خلال حركة "اطباء بلا حقوق" ومؤتمراتهم ووقفاتهم الاحتجاجية للمطالبة بحقوقهم ومطالبهم الفئوية بالاضافة ايضا الى مظاهرات المعلمين تحت شعار "معلمون بلا نقابة" كما شهد ايضا قطاع المهندسين احتجاجات تحت شعار (مهندسون ضد الحراسة) من أجل المطالبة بحقوقهم .وكذلك ايضا احتجاجات موظفى التامي كحركة للدفاع عن أموال التأمينات التى خاضت نضالا سياسيا وقانونيا ضد استيلاء الحكومة على أموال التأمينات وبالاضافة ايضا الى ما قام به نشاط أئتلاف الحق فى الصحة الذى دخل فى مواجهة مع محاولات الحكومة لخصخصة هيئة التامين الصحى.
ومن ثم نجد ان كافة هذه الاحتجاجات اسهمت بدورها فى اندلاع ثورة 25 يناير مما كان له اكبر الاثر على خروج الشعب الى الميادين مطالبا بالتغيير والاصلاح باعتباره مطالبا لكافة فئات الشعب المصرى .ومن ناحية اخرى نجد ان الفضل فى نشر ثقافة الاحتجاج يرجع الى الحركات الاجتماعية وما اسهمت به من كسر ثقافة الخوف والجمود السياسى ولعبت دورا بارزا فى قيام ثورة 25 يناير الامر الذى دعها البعض الى القول بان الحركات الاجتماعية اضحت ان تكون هى الفاعل الرئيس فى الثورة المصرية كما ان هذه الحركات دعمت شخصيات وطنية بديلة كالبرادعى ولقت ترحيبا واسعا داخل المجتمع المصرى . وبالقاء الضوء على بعض خطابات الحركات الاجتماعية قبل الثورة وعقب الثورة نجد ان خطابات الحركات الاجتماعية تكاد تكون واضحة من حيث الاهداف والوسائل فكافة الخطابات تعتمد على حث الجماهير على المطالبة بممارسة كافة حقوقهم السياسية والمطالبة بها والتعبير عن مطالبهم والمطالبة باجراء بالاصلاح ففى بيانات حركة كفاية واراء ومواقف اعضائها نجد انه دائما ما تؤكد على حرية الراى والتعبير وممارسة الحقوق فقد صرح عبد الحليم قنديل احد قيادى حركة كفاية عن الوضع فى مصر قائلا:-
( قد تكون المشكلة – في جملة – هي أننا نعرف ما لا نريده بالضبط وباليقين وبالتفصيل، بينما لا نعرف ما نريده إلا على وجه الإجمال والعموم. أما أننا نعرف ما لا نريده، فهذا مما لا نشك فيه، وما لا يشك فيه أحد غيرنا) ومن ثم فاذا قمنا بنحليل هذه الجملة فى سياق سياسى يمكننا القول بان النظام الذى ظل يحكمنا طيلة سنوات بات نظاما فاقدا لشرعية من خلال ممارساته ونريد اصلاحه دون ان نعرف ما هى وسائلنا فى ذلك , فقد كانت كافة تصريحات قيادى حركة كفاية تدل على عدم الرضا عن الوضع القائم ومحاولة البحث عن بديل للتغير وحث الشعب المصرى على الخروج من الجمود السياسى والعزوف عن المشاركة السياسية .
كما كان ايضا من اهم تصريحات الحركة . (أول ما نريده – بالإجمال – هو الإنهاء السلمي لحكم مبارك وعائلته، وهذا هو المعنى الظاهر المباشر لشعار كفاية الأشهر "لا للتمديد.. لا للتوريث".
اى ان الحركة كانت تدعو الى انهاء حكم مبارك وظاهرة التوريث باستخدام الطرق السلمية من خلال التظاهر والمطالبة بالاصلاح السياسى دون اللجوء الى استخدام العنف وربما كانت هذه هى دعوة حركة كفاية يوم 25 يناير هى النزول الى الميادين والمطالبة باصلاح نظام الرئيس السابق سلميا .
كما جاءت ايضا بيانات حركة 6 ابريل معبرة عن واقع ظروف المجتمع المصرى ومطالبة ايضا بالتغيير والاصلاح ومحاربة الفساد والظلم وداعية كافة الفئات الى النزول الى الشوارع والميادين مطالبين بكافة الحقوق وقد استهدفت حركة 6 ابريل الشباب فى المقام الاول من خلال اسهماتها فى الدفاع عن حقوق الشباب وتنظيم الوقفات الاحتجاجية تنديدا بممارسات الشرطة فى قتل واعتقال الشباب كما حدث فى واقعة خالد سعيد فقد كانت حركة 6 ابريل من اولى الحركات التى استجابت الى تلك الواقعة وعملت على نشر ممارسات الشرطة على كافة الوسائل مطالبة كافة الجهات بالتحقيق فى ذلك الامر دون الاستجابة الى من قبل السلطات فى ذلك الوقت فما كان امامها سوى ان تستخدم عالمها الافتراضى فى تعبئة الشباب من اجل اتخاذ مواقف ضد هذه الممارسسات فى مناى من النظام السابق بالياته الاستبدادية وبالفعل نجحت فى كسب ثقة وتاييد قطاع كبير من الشباب ذلك القطاع الذى تمكن من كسر حاجز الخوف والصمود فى مواجهة النظام فذلك القطاع لم يلجا الى استخدم نفس وسائل النظام التقلدية ولم يلجا الى استخدم العنف للمطالبة بحقوقه بل لجا الى استخدام الاليات السلمية للمطالبة بحقوقه من خلال التظاهر والاحتجاج .
اى ان الحركات الاجتماعية تعد فاعلا رئيسا فى قيام ثورة 25 يناير استاطعت ان تسهم فى ثورة 25 يناير وبناء عليه كان له ايضا دورا عقب نجاح ثورة 25 يناير داخل المجتمع المصرى .
العقبات التى لا تزال تواجه الحركات الاجتماعية داخل النظام السياسى المصرى :-
اعقب نجاح ثورة 25 يناير وبروز دور الحركات الاجتماعية كفاعل رئيس فى نجاح ثوة 25 يناير وعامل مساعد على قيام ثورة 25 يناير , واجهت الحركات الاجتماعية داخل المجتمع المصرى العديد من الاشكاليات ولاسيما التى تعلق باعادة صياغة دورها داخل النظام السياسى المصرى . فقد نشات كافة هذه الحركات فى ظرف استثنائى ومن واقع الازمة كما انها نشات وبرز دورها فى ظل غياب الدور الفاعل للاحزاب والنقابات ومارست وظائف تلك المؤسسات الا انه عقب نجاح الثورة وسقوط النظام والياته اصبحت هناك حالة من الزخم السياسى داخل المجتمع المصرى ومحاولة استعادة الادوار ولاسيما فيما يتعلق بالاحزاب السياسية , فقد اتجهت كافة الاحزاب السياسية الى اعادة تنظيم دورها من جديد داخل المجتمع المصرى من خلال التحالفات السياسية مع بعضها البعض فى محاولة للسعى لكسب تاييد الشعب المصرى ونظرا لان هذه الحركات تعتمد بالاساس على المرونة فى توجهاته وايدلوجايتها وهى بهذا تختلف عن الاحزاب السياسية كما ان هذا الحركات لا تسعى الى الوصول للسلطة فهى لا تهدف الى السلطة بالاساس بل تهدف الى التاثير والضغط على القائم بالسلطة من اجل تحقيق اهدافها وهذا ما يفسر عدم قيام هذه الحركات بالتحالف مع الاحزاب السياسية المتواجدة بل ظلت بمناى عن التقيد باى من الاحزاب السياسية وفضلت ممارسة العمل السياسى خارج المؤسسات السياسية المعتادة .
الا ان الحركات الاجتماعية قد تعرضت لحملة من التشويه عقب ثورة 25 يناير وتم القاء العديد من التهم التى تعلق بالتخوين والعمالة والحصول على تمويل ودعم خارجى مما كان له اكبر الار على التاثير على عدد من الحركات الاجتماعية المصرية ولاسيما حركة 6 ابريل التى تعرضت لحملة واسعة من التشويه الاعلامى عقب ثورة 25 يناير الا ان هذا لم يمعنها من التوقف عن ممارسة دورها السياسى داخل المجتمع المصرى والعمل على استكمال اهدافها واهداف الثورة من خلال مشاركتها فى كافة المؤتمرات التى تتعلق بمناقشة كيفية تيسر الفترة الانتقاليةعقب ثورة 25 يناير فهى لازالت تمارس عملها فى المطالبة بالتغيير .
كما ان الحركات الاجتماعية عقب ثورة 25 مازالت تعمل على تحقيق اهداف الثورة وتطالب بالتغيير وتدعم كافة الفئات فى استرداد حقوقها وتشارك فى كافة الفعاليات والمؤتمرات التى تتعلق باعادة بناء النظام السياسى المصرى دون السعى الى الوصول الى السلطة فهذه الحركات لم تهدف الى السلطة من خلال ترشيح احد قيادتها لتولى مناصب سياسية بقدر ما تهدف الى التاثير وتحقيق التغيير فهى لم تمارس العمل السياسى بهدف تولى المناصب بل تهف الى المشاركة فى وضع الاليات التى تحدد كيفية ممارسة العمل السياسى وتوعية الجماهير والتعبير عن مطالبهم .
اى اننا يمكننا القول بانه عقب نجاح ثورة 25 يناير ونجاح الحركات الاجتماعية فى احداث الفراق وهو التغيير داخل المجتمع المصرى اصبحت تواجه الحركات الاجتماعية عدد من الاشكاليات فيما يتعلقبكيفية التمثيل السياسى داخل المجتمع المصرى فى ظل وجود احزاب سياسية تسعى للوصول الى السلطة وحصد اكبر المقاعد فى المجالس المنتخبة وايضا تسعى للوصول الى الرئاسة وتسعى الى تحقيق اهدافها ومصالحها غير مهتمة بالقوى الاخرى فى حين تحاول هذه الحركات خلق مناخا ديمقراطيا لممارسة حقوقها السياسية وحقوق الفئات التى تمثلها فعلى الرغم من اكتساب هذه الحركات ثقة الشارع المصرى فى بداية ثورة 25 يناير الى ان ما تعرضت له من هجمات من قبل المجلس العسكرى باعتباره السلطة الحاكمة كان له اكبر الاثر على تراجع شعبيته ومصداقيتها داخل المجتمع المصرى كما ان هذه الحركات تعرضت ايضا لانقسامات داخلية اسهمت بدورها فى تراجع دورها نتيجة للاختلافا والانقسامات بين اعضائها فحركة 6 ابريل قد انقسم اعضائها وشكلوا ائتلافات كما ان حركة كفاية ايضا تعرضت لانقسامات داخلية اسهمت بدورها فى تراجع دورها السياسي .
الا ان كافة هذه الاشكاليات التى تعانى منها الحركات الاجتماعية سواء اكانت نتيجة لظروف داخلية تتعرض لا الحركة كالانقساكات الداخلية او نتيجة لظروف خارجية من قبل السلطات الحاكمة لم تؤر على الحركات الاجتماعية فى ممارسة دورها من خلال الرقابة والضغط على السلطات القائمة لتخقيق اهداف الثورة ومبادىء تلك الحركات التى خرجت من اجلها فى ثورة 25 يناير مطالبة بها كتحقيق العدالة والديمقراطية .
• وفى محاولة لتقييم دور الحركات الاجتماعية عقب ثورة 25 يناير نجد ان :-
فبالنظر الى حركة كفاية نجد ان حركة كفاية قد تركت اثرا بالغ الاهمية فى التاريخ السياسى المصرى . فقد استطاعت حركة كفاية ان تكسر حاجز الخوف وتعمل على نشر ثقافة الاحتجاج داخل المجتمع المصرى , كما تبنت عدد من المبادرات فيما يتعلق بمقاطعة الانتخابات الرئاسية ورفض التعديلات الدستورية التى اقرها الرئيس السابق وقد اسهمت فى ايجاد حالة من الحراك السياسى داخل المجتمع المصرى وحاولت خلق حالة من الوفاق الوطنى بين مختلف القوى السياسية وقد استجابت له عدد من القوى السياسية باسثناء التيار الاسلامى . كما انها قدمت نموذجا سياسيا وطنيا متوافقا على الرغم من اختلاف توجهاته وايدلوجياته الا ان اجمع على التغيير والاصلاح , كما انها استطاعت فى ظل نظام استبدادى ان تواجه الظلم والقهر وان تعبر عن توجهاتها بالوسائل السلمية بمناى عن المؤسسات السياسية المتواجدة داخل الدولة كالاحزاب والنقابات حيث انها مارست عملها خارج الاطر الحزبية متجاوزة كافة التيارات والتوجهات وغير مستهدفة الوصول للسلطة .
ومن ثم يمكننا القول بان حركة كفاية قادت التغيير فى مصر فقد نشات فى ظل ظرف استثنائى وان كانت نشاتها جاءت استجابة الى عدد من المتغيرات الخارجية الا انها سرعان ما انشغلت بالشان الداخلى , وكان لاسهاماته داخل المجتمع المصرى من دعم وتاييد لكافة فئات لشعب المصرى للحصول على حقوقهم ودعمهم سياسيا اثره على خلق حالة من الحراك السياسى والاجتماعى كان له اثره البالغ على قيام ثورة 25 يناير .
ومن ناحية اخرى نجد ان حركة كفاية وان اسهمت فى احداث ىالتغيير الا انه قد مرت ايضا بعدد من الازمات الداخلية بين اعضائها وتعرضت لانقسامات كان له اثره على عملها السياسى كما انها ايضا لم تتمكن من تحقيقها هدفها عند بداية نشاتها وهو " لا للتمديد ولا للتوريث" الا ان ذلك لم يمنعها من استكمال حلمها وهو التغيير . لذلك وصفها البعض بانها حركة تعبير لا حركة تغيير الا ان اسهاماتها السياسية كان له اثره فيما بعد فى تغيير النظام باكملها وليس شخص الرئيس السابق .
وعقب ثورةة25 يناير تراجعت حركة كفاية واصبحت فى مفترق الطرق وانشغل قيادتها بتاسيس احزاب وبممارسة العمل العام اى ان الحركة لم تعد تمارس دورها كحركة اجتماعية تهدف الى الضغط والتاثير على صانع القرار وربما الفترة الانتقالة وما تمر به البلاد من حالة زخم سياسى قد انعكست على اداء الحركة مما اسهم فى تراجع دورها . اوربما لان الاحزاب اصبحت تمارس ادوراها داخل المجتمع المصرى عقب سقوط الحزب الحاكم الامر الذى اسهم بدورها فى تراجع الحركات الاجتماعية حيث حلت الاحزاب والنقابات محلها .
وفيما يتعلق بحركة 6 ابريل على الرغم من دورها فى ثورة 25 يناير ودعمها لقطاع العمال وقدرتها على حشد قطاع الشباب الا انها مازالت تواجه عدد من الازمات الداخلية والخارجية اى من داخل الحركة ذاتها وخارجيا اى من قبل القوى السياسية والسلطة الحاكمة .
اى ان الحركات الاجتماعية على الرغم من اهمية دورها فى احداث ثورة 25 يناير الا انه عقب ثورة 25 يناير بدا تتراجع عن ادورها وبدات تتفكك , ومن ثم يمكننا القول بانها بدات تتراجع عن ادورها ربما لكونها ظاهرة جديدة على المجتمع المصرى وربما لكونها جاءت نتيجة لظرف اسثنائى اى انها ارتبطت بالازمة ومن ثم بمجرد انتهاء الازمة تنتهى الظاهرة او ربما لكون وجودها مرهون بغياب الاحزاب السياسية والنقابات العمالية ؟
فعلى الرغم من كافة الاشكاليات التى لازالت تتعلق بالحركات الاجتماعية داخل مجتمعنا الا ان سيظل وجودها يمثل علامة فارقة وعامل فاعل فى قيام ثورة 25 يناير .



#هند_احمد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....



الصفحة الرئيسية - ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي. - هند احمد ابراهيم - دور الحركات الاجتماعية فى احداث الثورات دراسة حالة :حركة كفاية -6ابريل