أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رشيد عوبدة - لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!














المزيد.....

لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 23:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


طالما تغافلنا عن دلالة لَازمة سمعها الصغير كما الكبير لحظة نفاد رصيد بطاقة الهاتف و التي تردد على مسامعنا عبارة :"لقد نفد رصيد بطاقتكم، المرجو تعبئته لدى أقرب وكالة". سهل على المرء أن يعبئ رصيدا مُعَداً، في الأصل، للاستعمال اليومي والفردي...
لحد هنا لا استغراب، لكن ماذا لو أوحت العبارة بمشكلة نفاد رصيد تنظيماتنا الحزبية على اختلاف مرجعياتها الإيديولوجية والسياسية، أليست هذه التنظيمات، التي أوكل لها القانون مهمة تأطير المواطنين، في حاجة إلى تعبئة رصيدها لمعاودة الاتصال بهؤلاء المواطنين؟
إن "أحزاب اليسار" ظلت لمدة من الزمان تقتات على رصيدها التاريخي،المرتبط ببداية راديكالية، فتنازل إصلاحي مساير لمناخ الديمقراطية وصولا إلى لحظة أرادت فيها أن ترتبط بالجماهير الشعبية لتجد نفسها في لحظة ربط الاتصال بها مجبرة على سماع لازمة : "ناسف لعدم ربط الاتصال بمخاطبكم ،فرصيدكم التاريخي غير كاف لتحقيق هذا الاتصال،بل إنه لم يعد صالحا للزمن الذي نعيشه، لقد استنفدتم رصيدكم من دون أن تعملوا على تعبئته و كل تأخير معناه قطع الاتصال بالمرة..." فعلا فكل رصيد لا يعبأ يستنفد حتى لو كان رصيدا مضاعفا... و كذلك كان حال "أحزاب اليمين" في لحظة من لحظات العمر السياسي ،فبعدما ارتبطت هذه الأحزاب بلقب "الأحزاب الإدارية"التي دشنت أولى خطواتها بتجربة "الفديك"، هاهي الآن تعاني الأمرين في إيجاد بطائق للتعبئة تبعث الحياة في رصيدها بما يضمن لها الاتصال بمخاطبيها، و في غياب هذا الرصيد الإيديولوجي و التنموي لم تجد هذه الأحزاب بُداً من الاستعانة بخدمات "الأعيان" لعلهم يكونون الوسيط الضروري لإيصال الإشارات...خصوصا وأن انشغالهم بالدفاع عن الفساد و مراكمة الثروات في عز التفرد بالسلطة أورثهم بخلا مرضيا تقشفوا بسببه على شحن الرصيد لإطالة عمر اليمين وما أدراك ما اليمين...
و لئن كان اليسار و اليمين على حد سواء قد طال زمن استعمالهم للرصيد الإضافي ،فالملاحظة التي بدأت تستأسد يوما عن يوم هي أن أسرع رصيد بدأ يستنفد حاليا هو رصيد الاسلاميين ،ولن نجانب الصواب إن قلنا أن حتى "التعبئات البهلوانية" التي تلجأ إليها "الحكومة الإسلامية" لن تطيل أمدها ،فرصيدهم ،للأسف، تآكل في ظرفية قياسية مقارنة بتجارب سابقيهم ،علما أن "الشحنة الشعبية" كانت قوية لتجعلهم أكثر صمودا أمام كل التأثيرات إلا أن الرياح ـــ كما يقال ـــ تجري بما لا تشتهي السفن ،فالحكومة التي قيل عنها أنها حكومة شعبية أضحت تُمَررُ عليها قرارات غير شعبية ،و الحكومة التي جل قياديها من الطبقة المتوسطة أعلنت حربا كيدية على صمام أمان الدولة (أقصد الطبقة المتوسطة) وليس بالإمكان فهم ذلك إلا على أنه تحويل للصراع الحقيقي الذي رفع الحزب الحاكم شعاره متعاقدا عليه مع الناخبين ،ألا وهو شعار " من أجل إسقاط الفساد و الاستبداد" فهل الفساد مستنبت في هذه الطبقة المنهكة أصلا !!؟؟ أم تراه تبرير تمويهي للاستهلاك الشعبي ...
إن بوادر التصدع الحكومي بدأت ارهاصاتها منذ لحظة التشكل وهي مستمرة لحد الآن خصوصا في ظل المزيج الإيديولوجي الغريب الذي يتأكسد يوما بعد يوم إلى غاية أن يتحول إلى ورم خبيث لن ينفع معه إلا الاستئصال لا قدر الله ... ويمكن التنبؤ من الآن بأن ملتمس الرقابة الموضوع على رقبة الحكومة لن يلتف إلا في اللحظة التي تنتفي فيها الحاجة إلى هذه الحكومة، أما الآن فأي خطوة من هذا القبيل من شأنها أن تضخ تعبئة مضاعفة لرصيد الحكومة المتهالك.
رشيد عوبدة



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الملكي : هل هو جرعة سياسية لإنقاذ التعليم المغربي؟
- سؤال الهوية : بين دور العائق ومسوغ الإقلاع
- الإيديولوجيا وسيط ضروري للفعل في التاريخ
- اللاوعي : هل هو ابتكار فرويدي ؟


المزيد.....




- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...
- البيت الأبيض: أوقفنا شحنة أسلحة واحدة لإسرائيل ولن يكون هناك ...
- -حزب الله- يعلن قصف شمال إسرائيل بـ -مسيرات انقضاضية-
- -ضربات إسرائيلية- شرق رفح.. ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق ...
- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رشيد عوبدة - لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!