أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيوب شهاب الدين - البرغماتية و مَأوَي النسبيّة














المزيد.....

البرغماتية و مَأوَي النسبيّة


أيوب شهاب الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة و بغض النظر عن المفاهيم الإدارية و التنظيمية المختلفة كلنا نخشي و نغير علي بلادنا إسلاميين و شيوعيين و ليبراليين و غيرهما و لكن كل شخص تبعاً لمنهجه الخاص فبلا مذايدة في مدا وطنية أحد عن غيره, كلنا نعلم ان لم تصاغ ايديولوجيا يوماً تدار بها اي دولة حالياً بهدف تدمير وطنها, حتي من كانوا يتبنون و ينساقون خلف الفاشية و النازية في السابق هدف تدمير الوطن لم يكن غاية بنسبة اليهم, و لكنه كان اعتقاد فاشل او سقم بالغ ينتابهم مع ظن خاطيء كان يُخيّل لهم ان ذلك سوف يسمو بأمتهم.
فمن الطبيعي ان صياغة المفاهيم شيءٍ نسبي و الإستئثار بالحقيقة المطلقة و ادعاء المعيارية بالغة الدقة النابعة من المفاهيم البشرية هو امراً مخفق, فلا يجب ان تدعي ايديولوجيا الصواب المطلق و دوام الثبات, فلأيديوليجيات تتميز بالدينامية او الحركية و البرغماتية تساهم من خلال الخضوع الي النظريات التطبيقية المباشرة في تطوير النظرية تبعا الي تصحيح المفاهيم المغلوطة او الغير ملائمة مع وقتها, فالبرغماتية في حد ذاتها قد تأدلج سياسة مرنة و تجعلها اشبه بأخري و تدخل مفاهيم ليبرالية بأسلامية كما الحال في حزب العدالة و التنمية التركي فتتداخل الإختصاصات و تنصهر الليبرالية بالإسلامية بلا مفارقة و لا تناقض علي الأقل من وجهة نظرهم,
, فبلرغم من ثبوت الأديان و المضمون القرآني الا ان الناس أختلفت في طريقة تطبيقه فتعددت الأحزاب الإسلامية و السبب الأكيد هو أختلاف الرؤي, و بالتالي فشل تلك الرؤية لا يعبر عن فشل ديني, و حتي الرؤي الليبرالية في الدولة الواحدة ليست متعددة الا لإختلافهما في اشياءٍ عدة,
بلأضافة الي ان فشل تطبيقي لا يشير الي إخفاق النظرية, فكما ان الطرح نابع من بشر في الأيديوليجيات المؤلفة و الفهم حاضر من خلال عقل بشري فالتطبيق ايضاً تنفيذ بشري خالص, ولذلك لم تتفق المظلات الإحتوائية علي ضم كل المشتركين اسفل مذهب واحد و اصحاب الرؤي الواحدة من المذاهب الليبرالية او الدينية او اية مذاهب اخري, لأن حتي الرؤية الواحدة لها عدة مناظير تفسيرية و تنفيذية مختلفة, فيصبح لدينا ليبرالية من وجهة نظر, و أسلامية من وجهة نظر,
و المهم رؤية ان إحدي تلك النظريات فاشلة هو الفشل في حد ذاته, لأن اي فشل إداري او تنفيذي سابق لإشتركيين او لليبرالين او ليساريين او لأي منهج سياسي اخر لا يعبر الا عن المنفذين شخصياً, فقد تكون النظرية منطقية و لكن إدراكها او طريقة تطبيقها بها خلل ما او قد يكون بها فعلاً بعض العيوب و لكن هذه هي مرونة الأيديوليجيات, فأنها تُطوّر من بعد و تُعدّل و تُحدّث و من الصعب الجزم بفشل نظرية ما الا بعد الأستقراء المنهجي و ليس الأستنباط العشوائي, فالمسلّمات هنا ليس لها موقع من الإعراب, وفي النهاية كما تحدثنا من قبل ان الأيديوليجيات جميعها تأتي علي اساس مفهوم إصلاحي, فالمفهوم الإصلاحي هو غاية و أعتقاد يحتمل الصواب او الخطاء و تقبل ذلك في حد ذاته يجعل المُسيس مرن, مؤمن بأن الفكر هو شيء بشري, حتي تفاسير النصوص الدينية هيا لفهم بشري اتفق عليها من اتفق و اختلف اخرون.
و لا داعي لأعتقاد ان ليبرالية دول الغرب هي ما ستطبق في بلادنا, فالفرضيات الأيديولوجية من المستحيل ان تطبق كما تطبق في دول اخري بحزافيرها بدون رجوع سابق الي كيفية تأقلمها مع البيئة و تلاءمها مع ثقافة المجتمع, فلا توجد ايديولوجيا ثابتة ثباتاً شاملاً و مطلقاً, و ذلك الأعتقاد بأن تغيير بعض الأمور بنسقها هو شيء مخل بها و انها غير قابلة للتغيير او للتبدل,
فالأصل في المرونة الأيديولوجية هي انها تنطلق من ثابت التقاليد و العادات و ثقافة المجتمع, فلا تتناقض مع نفسها بقدر ما تعيد صياغة ذاتها بشكل يتواءم مع البيئة المتعايشة معها, فهي نسق إداري يتناول عدة مسارات منها السياسي و الأقتصادي و الأجتماعي و الثقافي, و لأن وتيرة واحدة بأفكار موحدة هو شيء مستحيل التطبيق, فنحن علي الأقل نلعب علي عنصر الحد من التناقضات الأيديولوجية و التوافق الجزئي من خلال مفهوم وسطي ينطقي الأفضل من المقدس و غير المقدس, و يستقي السبل الأصلح حتي ان كانت في ايديولوجيات غيره من اجل تحقيق الصالح العام, ليتجاوز فكرة احتكار الحق الشامل المتعزر الأختزال و التعنت المفرط و العصبية و عدم تقبل الأخر, و قد جاء علي لسان إبن رشد: نقبل الحق المكتوب في كتب اهل الباطل, فهذه ايضاً نقطة و قد يضيف إليها اخرون و لا نقبل الباطل المُدرَك من قبل اهل الحق, و هنا تبتدع وحدة الوصل و مفهوم الأحتواء السياسي, فالأكثرية تعتقد الحقيقة المطلقة فيما يتبنوه و يؤمنون به فهو بنسبة لأصاحبه قاعدة لا تقبل الشك فكل شخص اهل حق و المختلف معه اهل باطل من وجهة نظره), فيدعوك الأخر بصاحب الأعتقاد في تصوره, و هنا الأعتقاد تحمل معني ظن خاطيء او توهّم, فأكثرنا علي يقين من صحة ما يفعله و ما يتبناه, و لذلك المفهوم البرغماتي يدرك تلك التنافضات الفكرية و يلعب علي وتيرة التسوية و سياسة الأحتواء, و البرغماتية تمتلك المرونة و القدرة علي الإستقراء فترتب و تعيد تشكيل الصياغات و تنقح المفاهيم المغلوطة و تسير بنسبية من اجل الحد من التناقضات المفروضة, فهي مفهوم مبدئي للسياسة قائم علي التوافق العام لا يجرم احد لأنه يتبني فكراً خاص, و لا يستأثر بفكر, و لا يتحيز الي ايديولوجيا, فموقعه الوسط, وحكمه كحكم القاضي, فحتي نفسه يحاسبها او تُحاسَب, تلك هي الوسطية, و لا انكر انها وسطية متطرفة بعض الشيء و لكن تطرفها الوحيد هو تطرف في مسعي العدالة و في تحقيق الحرية و في إجلال الكرامة الأنسانية.



#أيوب_شهاب_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمُقراطية مبدأ فوق دستوري
- المسلمون هم اكثر الناس إساءة لدينهم


المزيد.....




- سوريا.. دوي انفجار بمنطقة المزة في دمشق
- -لبنان في مرحلة تأسيسية-..جعجع: خطاب نعيم قاسم يشكل تهديدا ...
- قبل توسيع العملية العسكرية.. إسرائيل تستأنف إمداد غزة بالخيا ...
- مقتل شرطي في اشتباك مع مسلحين جنوب شرق إيران و-جيش العدل- يت ...
- أمريكا تغلق أبوابها أمام سكان غزة .. هل وقف التاشيرات قرار م ...
- مقتل 9 سوادنيين بنيران طائرة مسيرة -للدعم السريع- غربي البلا ...
- نيويورك تايمز: 6 خلاصات من قمة ترامب وبوتين
- تهديدات جيوسياسية وأمنية.. لماذا تعارض إيران ممر زنغزور؟
- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيوب شهاب الدين - البرغماتية و مَأوَي النسبيّة