أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - جدلية النظام الفيدرالي واستهواء المحاصصة عملا














المزيد.....

جدلية النظام الفيدرالي واستهواء المحاصصة عملا


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 15:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الآن نحن امام مرض لا يقل خطورة عن الانفصام يدعى مرض "الفيدرالية" وهو مرض سياسي عصري ينتشر بين "رجال البرلمان والمسؤولين في الدولة " ممن يدعون بالوحدة الوطنية دجلاً . وانتقل هذا المرض الى البعض من رجال الدين التي تحرم على المسلمين للإدلاء بإصواتهم لصالح الفيدرالية بحجة خوفا على تمزيق العراق ، لان الفدرالية سوف يشكل خطرا على مستقبل العراق السياسي ، هكذا الفتاوي ليزيد الامور سوءاً وليزيد الشعب العراقي بؤساً على بؤسه ، لذلك احدثت زوبعة من التوتر والمخاوف في عموم انحاء العراق .
أليس كان من الأولى برجال الدين تحريم القتل ، وهدر دم المسلم بيد المسلم ، وتحريم نهب المال العام ، وتطالب محاسبة المسؤولين الفاسدين الذين يحكمون العراق ، الذين هم وراء كل المصائب والكوارث التي انهكت العراقيين . أليس من مقتضيات الدين اعادة الحرية والعدالة وحقوق الانسان الى الانسان العراقي الذي حرم وعلى مدى عقود من هذه الاستحقاقات الطبيعية . ولو، لا استغراب في هكذا المرض . ففي كل ميادين السياسة يوجد تجار ومنافقون ومخادعون يعرضون بضاعتهم الفاسدة ساحة سياسة أرضاً لاولياء امرهم . ولذلك يغضون النظر عما يقوم به المسؤولين من التعسف والنهب والترف ، ويصبون جل غضبهم على الشعب او المعارضين لتصرفات السلطة .
للاسف ما زال شعبنا يتعامل مع الظروف بعاطفة طائفية ، حيث يستغل من قبل هؤلاء بشكل خطير . لذلك أود التركيز على هذا الخطر الداهم الذي يساهم في تشويش وبلبلة عقول وضمائر شريحة واسعة من العراقيين ، وتجني عليهم من أجل تحقيق الرغبات والمصالح الآنية التي تحقق لهم البقاء على الساحة السياسية .
الفتاوي والتصريحات النارية ومحملاً بغبار المحاصصة ضد الفيدرالية ، والتي تصوغ خيوط الازمات التي يعيشها العراق ، وتحرم أعداداً كثيرة من أبناء الشعب من حرية التعبير والاختيار وإعطاء أصواتها إلى المادة التي تخدمها ، ومن الطبيعي هكذا الفتاوي والتصريحات تكون الجدار العازل امام الوصول لأفاق حلول يتنفس فيها العراقيون ، وتلقي بظلالها الثقيلة على واقع مشهد مازوم وكارثي في ظل تطورات سياسية . هذه الأزمات المفتعلة التي ترافقها من سلبيات وممارسات غير ديمقراطية فهي مغاير على فسحة الديمقراطية في التعبير عن الحرية . فمع تتابع الأحداث في الدول المتطورة اكتسبت هذه الدول جملة من المميزات قد تكون الفيدرالية واحدةً من أهم تلك الأسباب . يدفعنا الى طرح السؤال ما ذنب الشعب العراقي جعله يدفع فواتير باهضة الثمن على حساب فلسفة المصالح تجعلها تحكم وتتحكم بمقدرات هذا الشعب المترامي الأوجاع كانت تقتضي أن تبقى الشعوب على تخلفها والسماح لقبضة الدكتاتورية على الحكم وأن تضربه بلا رحمة .
فمنذ الوهلة الاولى كانت المحاصصة سببا رئيسا في دب الخلاف بين تيارات متنفذة في الحكم وسببا في عرقلة المشروع الوطني ، وتفاقم ظاهرة الفساد المالي والاداري ونقص الخدمات المقدمة للمواطن ، والى انجرار الكتل المتنفذة في صراعها على المغانم والسلطة والجاه والمال ، لذلك عمت الفوضى فوتفشي الفقر والبطالة والأمية والجوع والأمراض في البلد ، بحيث تركت حفنة من المسؤولين الاداريين والحزبيين يعيثون فسادا بواردات الدولة ويتنعمون بخيراتها .
هذه المحاصصة تخدم المسؤولين بالسلطة وتفتح لهم آفاق العبث بمقدراته بعيدا عن طائلة القانون والدستور . فمثل هؤلاء الاشخاص تضع مصالحها الضيقة ومطامحها الأنانية فوق أسس الإنسانية ، لذلك بدأت تعم الفساد الاداري والمالي جميع مرافق الدولة باستغلال الصراع بين الجهات المتنفذة ، واصبحت المحسوبية والمنسوبية هي القاعدة في دوائر الدولة ومؤسساتها في التعامل مع الأفراد والجماعات . وبعيدا عن النظام الديمقراطي وضوابط الدستور الذي يتمتع به الشعب .
نحن نعلم بأن الفيدرالية ماهي إلا حراك اجتماعي واقتصادي من أجل تحقيق المصلحة العامة وصيانتها والدفاع عنها في مواجهة المصالح الذّاتية الضيقة لمن يريد إستغلال السلطة من أجل المنفعة الشخصية ؛ وتحقيق الرفاهية والارتقاء بالخدمات والتعليم والمستوى المعاشي للانسان العراقي ، من خلال توفير الخدمات للمجتمع ، والتطور العمراني ومنها ملاعب للاطفال يجدون ضالتهم فيها ، الى جانب الرعاية الصحية الكاملة في مستشفيات منتظمة ، وبناء المدارس والمؤسسات التعليمية المحترمة التي تحترم عقل البشر ، واحداث مدارس نموذجية ذات وسائل للتعليم حديثة بكل معداتها حتى يمكن الطالب من الابداع وتقديم ما هو الافضل للبلد ... أن إقليم كوردستان وبجهود واضحة تمكن خلال مدة قصيرة من القضاء على أزمة الكهرباء وتنمية واستخدام الثروات والنهوض بأعمار البنى التحتية التي جعلت الإقليم منطقة جاذبة للاستثمار . قياسا بالمحافظات الأخرى والعاصمة بغداد .
فنشاهد حكومة اقليم كوردستان أثبتت بأنها تراعي قواعد الديمقراطية السليمة من خلال الحكم الفيدرالي وكيفية جعلت مدن كوردستان تلحق بالمدن الناهضة والحديثة في العالم ، الى جانب ظهور الجهات المعارضة الحقيقية في برلمانها لمراقبة الحكومة " تشبه المعارضة الاوربية في برلماناتها " ، ولا يمكن ان يتصرف حكومة اقليم كوردستان أي مشروع خارج السياقات القانونية والدستورية التي يتم التصويت عليها في البرلمان ، وهي دلالة لفلسفة دمقرطة الفكر الاجتماعي ودؤوب في تحديث مؤسساتها ودفع العملية الاقتصادية نحو الأفضل . ومن المفيد للبرلمان والحكومة العراقية ان تدعما الفيدرالية في مناطق اخرى من العراق وتتبع خطواتها والإفادة من تلك التجربة الكوردستانية المتميزة ودعمها بقوة لأنها تمثل انجازا عراقيا فريدا" بدلا ان تعتمدما على المحاصصة التي عطلت وتعطل ألاف المشاريع وعدم انجازها على الرغم من إنفاق أموال كبيرة لها .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قف!! ايها المحاصص فهذه ليست ديمقراطية
- خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني
- الاخفاق الدرامي في مسلسل -باب الشيخ-
- زعامة الزعيم عبد الكريم وسذاجة بعض السياسيين
- متى يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة؟
- الواعظين الجدد وطرق إفسادهم للديمقراطية
- الطفل بين تربية المنشأ ورقي المدرسة
- الكورد الفيلية.. بين اضطهاد الامس وتهميش اليوم
- ارتشاف الكورد الفيلية من المؤتمر القادم
- الكورد الفيلية بين الأماني والواقع
- وزير الصحة في حكومة اقليم كوردستان يحارب مهنة الطب الصيني
- الكتل السياسية العراقية - اتفقوا على ان لا يتفقوا -
- الصحافة بين الحرية والمسؤولية الاخلاقية والاجتماعية (الجزء ا ...
- الملكية العامة والملكية الخاصة لوسائل الاعلام وتأثيرتها على ...
- دور الصحافة في الوطن العربي ( الجزء السادس )
- قيود حرية الصحافة في الوطن العربي ( الجزء السادس )
- مفهوم حرية الصحافة في العالم الغربي (الجزء الخامس)
- واجبات الصحفي والتزاماته ( الجزء الرابع )
- ضمانات حرية الصحافة والاعلام (الجزء الثالث)
- معنى حرية الصحافة


المزيد.....




- -المعجب غلطان شده من هدومه-.. نجيب ساويرس يعلق على -صفعة- عم ...
- شاهد: مظاهرة حاشدة لأمريكيين يدعمون فلسطين أمام البيت الأبيض ...
- السفر في إجازة برفقة روبوت الدردشة!
- بدء التصويت في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي
- افتتاح مراكز الاقتراع في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان ا ...
- مصر.. مصرع 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين جراء انقلاب سيارة محملة بع ...
- إيران تتوعد باستخدام كل قوتها لإلحاق هزيمة ثقيلة بإسرائيل وإ ...
- تذكّر بتدمير الأمريكيين لمدينة دريسدن الألمانية.. مشاهد صادم ...
- شاهد كيف تصرفت فتاة عندما انفجر جهاز كمبيوتر معها فجأة
- فيديو يظهر لحظة هجوم قرش على فتيات يسبحن قرب شاطىء في فلوريد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - جدلية النظام الفيدرالي واستهواء المحاصصة عملا