أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهنّد يعقوب - شارع المتنبّي .. الطفل الفاضح لثياب الإمبراطور














المزيد.....

شارع المتنبّي .. الطفل الفاضح لثياب الإمبراطور


مهنّد يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوف لن تكون غزوة البارات وشارع المتنبّي آخر فتوحات الإمبراطورالجديد في العراق ، فهذا الرجل لا تتعلق خصوماته بالقضايا الصغيرة ، إنه غير معنى بماراثون الفساد الإداري والمالي الذي هو أهم صانعيه ، وغير معني في هدر مئات المليارات من الدولارات دون طائل ، هذا الرجل قوي لا يقف بوجهه أحد ، ولا يشعر بالعار أمام الموت الذي يحصد العراقيين وإنعدام الأمن والمياه ، هذا الرجل لا تسمح موهبته النادرة بازالة تلال القمامة من الشوارع ، هذا الرجل الهزيل والمثير للشفقة إختار لنفسه أن يقف ضدّ كتاب .

قد يختار المراقبون للفوضى التي عمت المنطقة العربية مؤخراً بعض التوصيفات المناسبة لما يجري فعلاً هناك وربما توضع الحلول النظرية المناسبة لها . لكن ما يحصل في العراق لا يمكن ضبطه وفهمه من أي خبير ومتابع والسبب يعود بكل بساطة ان كل شي قائم على أساس الإرتجال والفوضى في حل كلّ المشاكل المهمة داخليا وخارجيا، وبالعودة الى ملف الأموال الخرافية التي أنفقت او ضاعت طوال العشر سنوات الماضية نكون قد استكملنا كل شروط فشل هذه الدولة والحكومة ، ونكون قد أيقنا اننا حقيقة وليس مجازاً أمام لغز محير سوف يجعل من العراق الدولة التي ليس لها راس ولا قدمين .

وبالتالي فنحن امام ساسة موهبتهم الوحيدة إثارة الخلافات والإستثمار بالجهل والتخلف ، تارة باسم الدين وأخرى باسم القومية الجديدة ، فبعد أن تخلص العالم من فكرة الدولة القومية وكشف عيوبها بالنقد وتفككت بفعل الحروب طوال عقود زمنية ، يعود الأكراد العراقيون لاحياء أسس هذه الدولة من جديد وبكل العيوب وهم بهذه اليوتوبيا سيحتاجون الى قرون عديدة للتخلص منها ثانية وسيحتاجون كل الحفريات النقدية والمعرفية لازالتها ان سنحت لهم الفرصة طبعا .. لكن ماذا عن فكرة العودة الى الدولة الدينية وتعويضها عن الدولة القومية في البلدان العربية ؟!!! مؤكد الاجابة تكمن بالخلل المجتمعي الداخلي وبالوعي الجمعي الذي تسيطر عليه وتغذيه مكتبات من الخرافة وتاريخ من الفرقة والدم حفل بهما التاريخ الديني والقومي لتلك الدول على حد سواء.

إننا أمام ساسة لا يفهمون غير ما يدور في أدمغتهم التعسفية كإدارة للسلطة والمال والمجتمع وعلى طريقتهم المدمرة في إثارة المشاكل ، وهذه الصفة الأخيرة تحيلني الى فيلم أمريكي كنت قد شاهدته قبل سنوات طويلة ، وهو يتحدث عن أحد السجون الامريكية .

حيث كان الأب يقل أحد أبناءه الى المدرسة وحينما وقفا أمام الباب شاهد إبنه يختبئ في المقعد الامامي للسيارة، فسأله الأب لِمَ أنت مختبئ ، فرد عليه الإبن أنه يخاف من طالبة ممتلئة تشاجر معها مرة وأنها توعدته بالقصاص ، فاقترح عليه الأب فوراً أن يضربها على خصيتيها ويلا يترك لها فرصة للرد عليه ، ثم أستدرك الأمر وقال لولده : إن الرجل القوي هو من يتجنب حدوث المشاكل وافتعالها . وهذا ما لم يتوفر في سياسيينا وهو جذر المعضلة .

ان الحقوق المدنية والسياسية التي يتم الاستهتار بها في العراق من قبل الحكومة والاحزاب يجب ان تصان بوجود حرية التعبير نفسها وتداول المطبوع صحيفة / كتاب والحفاظ على مكان رواجهما ، وكل ممارسة ورعاية حضارية من قبل السلطة لمفاصل الدولة الحيوية والتي منها الحريات المدنية ومؤسسات تداول المعرفة والثقافة وتنوعهما هو رصيد يقوي من فرص بقاء هذه السلطة واحترامها .

قيام حاشية الامبراطور بالعبث والتخريب لشارع المتنبي بهذه الطريقة وبذريعة التنظيم والقانون هو هدم لكل الطرق السلمية والمتحضرة للبقاء في السلطة .إنّ العالم هجر إستخدام مفهوم الثورة المسلحة والعنف والتدخل الخارجي والانقلابات العسكرية في السياسة وتداول السلطة ، كما هجر كل المفاهيم القديمة المتعلقة بالاقتصاد والمعرفة عموماً .

ولكن تم هجران ذلك نظرياً ، واذا كانت أمريكا حليفة للعراق الآن وفق لغة المصالح فهي لن تكون كذلك والحال ان ساسة العراق يعملون بالضد من كل ذلك ، وانهم يفكرون كمن ينتظرانقلابا عسكريا لازالتهم من مناصبهم الحالية او مؤامرة خارجية من دولة عظمى . وهو ما يليق بهم ويساويهم وما يسعون الى تحقيقة دون دراية ووعي .

الساسة العراقيون لا يعرف السلم او التعقل طريقاً الى وعيهم وحياتهم وسوف يموتون بالطريقة التي يفكرون بها .كان الرئيس العراقي السابق تملأ خيالاته الحروب والنرجسية والاقصاء والجلد وقص الاذن والممنوعات ثم مات على يد خصوم مشابهين وبالطريقة التي يفكر بها .

خصوم يشبهونه بصناعة الجريمة والموت وقلة الحيلة وانعدام الموهبة في إدارة ملفات الدولة وحقوق الناس ، يشبهونه بتقريب مادة وكتاب واستبعاد أخرى وكتاب وفق قوة هذا الكتاب على التدجين.

عشتُ ثماني سنوات في حقل السيكوتين ( إيران ) لم أر فيها مرة واحدة ، الا نادراً وفي نطاق شخصي محدود ، ثقافة خارج كتاب وثقافة التدجين . كتب أدعية وزيارات ملوثة ، كتب عن شخصيات لا تفهم من الإنسان والثقافة غير نفي الإنسان والثقافة معاً ، تجييش لمجموعات شبابية لم تتلق من المعرفة غير كتاب “ الشمسية “ وشرح “حاشية الملا عبد الله” في المنطق وبعض الكتب الفقهية والمجلات الدورية الداعية لثقافة التنوير الديني مجازاً ، ومن ثم زج الكل في دوامة الغيب .

غابة من الكتب المرهِقة والمعقدة ، ونفس الشخصيات العراقية الحزبية التي كانت تستثمر بهذا التخلف وترعاه هناك ، تستثمره الآن في العراق وبسلطة أقوى وأشرس .لا يراد لأي مكان أن يكون علامة على التنوع ومحفل للمدني والجمالي خارج نوايا وسلطة رجل الدين الحزبي . شارع المتنبّي يسلب هؤلاء المكانة ويكشف لعبة التجهيل بإسم الطائفي المستلب واخرى باسم القومية المقدسة وحق تقرير المصير. إنه موجود وسيبقى دائماً ذلك الشارع الصديق والمتنوع ، الذي يضع هذه اللعبة الرثة هدفاً للنكران.



#مهنّد_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوقاحة النوعية أو ضغائن المثقف


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهنّد يعقوب - شارع المتنبّي .. الطفل الفاضح لثياب الإمبراطور