أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حبيب صالح - مؤسسة الحريري,ومؤسسات سيريا تيل- ألإنسان والوحش















المزيد.....

مؤسسة الحريري,ومؤسسات سيريا تيل- ألإنسان والوحش


حبيب صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما أغرب هذا العالم وما أكثر مفارقاته!كم هو غريب ومخيف أن تنتاب الإنسان مشاعر مبهمة ، وأن تعتريه موجات من الغضب والضحك والبكاء معاً، تضاجعه حتى الغثيان، وتضطرب في أحشائه ورأسه نظم الحياة ، فيموت وهو حي, ويلهث وهو متسمر،وينتصب وهو جليس ..؟كم أكره الأغنياء ، لأنني ببساطة لست غنياً! وهذه طبيعة الأشياء! ومن يدري فقد يكون الواحد غير ذلك لو كان في صفوفهم!!كم راودتني ذاكرتي في كل مرة رأيت فيها عظيماً أو ثرياً أومبدعاً ممتشق القامة، فاستحضرتني رثاء ألقاه نوفل الياس، الشخصية الوطنية المعروفة،عندما شارك في تأبين شاعر الإنسانية وأديبها جبران خليل جبران:
قال نوفل"ثلاثة أكرههم …الله…والأرز…وجبران…لأنهم خالدون،وأنا فان"!..
كم يتوجب على ملايين الفقراء أن يستذكروا رثاء نوفل الياس وقد أضافوا إليها إسم رفيق الحريري ،مع الله والأرز وجبران!!لم أشعر أنني أحببت الحريري يوماً،ولم يمسني منه خير أو شر،تماماً كما أنني أحببت جمال عبد الناصر ،ولم يمسني منه,ومما ارتزقوا على طريقه , سوى مرارة الخيبات،وعندما كرهت الحريري لم يكن لكرهي أن ينال من قامته!!والمفارقة تكمن في أن تجد عظيماً تكرهه،أو عظيماً تحبه!وأما البقية الباقية فهم من أديم الأرض،تداس الهوينا, كما كان يرى، أبو العلاء!
جاء رفيق الحريري إلى هذه الحياة من أزقة الضياع،ومنافي الحياة،وارتحل في دنيا الله يطارد الرغيف،فيهرب منه الرغيف!واختار رحلة الخليج ككل الملايين الذين ارتحلوا بحثاً عن الكلأ..عن الرغيف المغموس بالكرامة والزلفى!ومن ذهب إلى الخلبج يعرف كم هي مسافة الرحيل طويلة بين عربان الصراع العربي الإسرائيلي وعربان النفط،عربان من غير المسلمين وعرباًن من المسلمين, منهم العرب العاربة والمستعربة..تلكم هي حكاية المواريث والإيمان والفتوى التي تقّرب القادم إلى الخليج أو تطوي به بعيداً!
رفيق الحريري واتته الفرصة إذ دنته البشرى،فأبدع في تلقيها،وأضاف إليها من نفسه، وعناده،وجوعه!واقتحم المغامرة،وخاض التجربة..وفاز..ثم فاز إلى أن أصبح, بذاته, رمزاً يختزل حكايا المغامرين والعباقرة والمكتشفين!!
رفيق الحريري هو أبرز إسم في موسوعة غينيس لأرقام الفقراء الأغنياء!
أنه أعظم فقير في الدنيا،طأطأت لغناه هامات الأباطرة ،واهتزت له التيجان المصكوكة فوق الرؤوس!!لقد فاق الحريري أبطال الملاحم والأساطير والرسالات لإنهم ببساطةلم يكتبوها،بل كتبت لهم،أما الحريري فهو الذي صاغ حروفها حرفاً حرفاً! وما أن أصبح خبازاً حتى صار ملكاً، وعندما صار ملكاً راح يعيس الجياع واليتامى والمشردين والفنانيين والكتاب والشيوخ الذين عقّتهم الأرحام!وبعدها استودع الحريري كل أوراقه في سلة الوطن، وراح ينثر بذار الحب والوطنية والإعتدال تحت كل صخرة ونبتة في لبنان..فما بقى له عدوسوى من قتلوه, وآخرين مماً لم تتسع لهم الدنيا التي ملأها رفيق الحريري!! فقرروا قتله!هكذا ببساطة قتلوا أيضاً النبات والصخر والرغيف واليتامى! وتدخلوا كي يصادروا رغيفاً وهو في طريقه إلى كوخ اليتامى!،وأطلقوا النار على فلس يتراقص وهو في الطريق إلى مأوى للعجزة,وصادروا الحب وهو في رحلة الإياب من قلوب الناس إلى أبو العطاء وسيد المكرمات!
ويبقىالفصل البديل من الحكاية..فصل سيرياتيل،مايكروسوفت العرب والعجم والديلم!
مؤسسة سيرياتيل،إسمها ليس لها،ما دام مأخوذاً من إسم سورية! وسورية ليست ماركة مسجلة!…من يستحق إسم سورية وقلبها وحبها…يناله عندما يرضع حليب سورية!!وعندما يجد فقراء سورية،ومشردوها،وأيتامها وطلابها نصيباًلهم فيما نهبته وصادرته سيرياتيل، النموذج"الوطني المتعدد الجنسيات"، فيروس العولمة السورية الآتي من كل آبار النفط،ومزارع التبغ والتنباك، ومن الشمال الإسكندنافي المتجمد في جبال نوكيا،واركسون،ومناخات آسيا القارية ذات العرق الأصفر وجبال سامسونج،وكينغ سي جونغ!
الحريري لم يصادر الثروات الوطنية لبلاده،بل جاء بثروات الآخرين ليستثمرها في بلاده.. فتمكن من إعادة بناء لبنان..ومارس الإعتدال السياسي، وشكل بشخصه ودوره وماله وخياراته الضمانة اللبنانية العربية والدولية لإستمرار لبنان وقيامته!
أما سيرياتيل فشخصنت شركات التبوغ إنتاجاً وتصديراًوتهريباًواستيراداً!وعندما جاءت المعلوماتية واقتحمت أبوابنا،كانت سيرياتيل تتربع على أرصفة الموانئ ومدرجات المطارات ومنافذ الحدود البرية، فما اجتاز طير الحدود دخولاًاو خروجاً ألا وركبت له عداداًيسجل عليه نوطات الغناء وألحان العبور …واختصت بعائداتها!
الحج هو الآخر أصبح امتيازا لسيرياتيل،فكلما التفت الساق بالساق..يصيح صوت سيرياتيل"وأذن للناس في الحج..يأتوك على كل ضامر ومن كل فج عميق"!
سيرياتيل صوتت في سوبر ستار العرب،وسيرياتيل شاركت في سان فالنتان ونشرت الورود الحمراء على شفاه مريديها دون غيرهم!…وهي تحضر سهرات المطربين وفناني الأجهزة وسقاة الخمور!!…كل شيء صديق سيرياتيل,ما عدا الفقراء,لإنهم لا يدفعون!!
سبحان الله!
رفيق الحريري جمع خبزه رغيفاَ رغيفاً،ليبني مؤسسة الحريري،مؤسسة وطنية خيرية لبنانية،عربية ترعى مئات الآلاف من طالبي العلم والتخصص وهياكل البطون الخاوية، والعجائز ممن انتهت بهم رحلة الحياة ،واقفرت بهم دنيا العقوق فتكفل بهم الأخ الكبير,حتى آخر الحياة،وآخر المشوار وآخر مكان يتوضعون فيه من الخليج إلى المحيط !أما سيرياتيل فدورها أشبه بها !فهي تلتهم الناتج الوطني تبغاً ونفطاً،ومواصلات لتصبح أكبر شركة قابضة على الوطن،وقابضةلإقتصاده،وقابضةلأرواح الفقراء الأيتام! سبحان الله!رجل كالحريري يدفع ويعطي ويهب بغير حساب،من ماله الذي لملمه قرشاً قرشاً وهو عاد به إلى الوطن، ولم يهرب به إلى سواه!
وسبحان الله!
عندما تقف سيرياتيل في الجانب الآخر, تقبض على الناس وتقبض منهم وتنهب العام والخاص وتصبح شركة متعددة الجنسيات، أمريكية ماليزية مكسيكية أوروبية…دون أن تكون سورية فوق تراب سورية!!
الوطن لو قدر لي أن أفتدي الحريري ،شهيد الفقراء،لافتديته،بكل زعماء الأمة وشيوخها وجنرالاتها!ولو قتلوا جميعاً لما اصطففت برهة في طوابير العزاء!
لو قدر لي أن أرثيه لما احتوت مرثيتي سوى كلمتين: الخلود للحريري،والموت لمن لم يقتلوا بعد!!
لو قدر لي أن أفتديه لافتديته بكل شركات الخليوي ومالكيها،وشركات النفط وسماسيرها!ولو قدر لي أن أختار فاتحة أقرأها على ضريحه،لقرأت فاتحة رسول الله"والذي نفسي بيده ماآمن بي من بات شبعان وجاره جوعان"!
ولو قدر لي أن أختار خير الكلام لرددت قول علي"والله ما جمع مال إلا من شح أو حرام"واستثنيت من هذه ،ما جمعه الحريري،لإنه مانام جائع في لبنان إلابعد أن سدّ وأده على موائده!وتناول منه ما يسد به عوزه وزاد يومه!
لم اتحدث عن الحريري رجل الجسور الممدودة،والحوارت المشرعة،!!وعرّاب الصداقات العربية ـالأجنبية..لإن كتابنا ما بخلوا ينظّرون فيه!!
كتبت عن الحريري وأنا أراه يمحض العرب جولاته وصولاته دفاعاً عن دولةالفقراء فلسطين،والعراق ولبنان وأبناءه!
أريد أن أهمس في إذن بعضهم فأقول: قتله اليهود حتى لايكون بين العرب من أمثاله!قتلوه حتى ترتد طائفته على عروبتها!،وقتلوه حتى يظهر العرب المسلمون كما كانوا أهل غدر وغيلة وخيانة !قتلوه حتى لايبقى للقضية العربية نموذج من الرجال العظام يقارب فيه أصدقاء العرب دفاعهم عن القضية العربية! قتلوه ليشعلوا حرباً لبنانية جديدة! قتلوه لإنهم قتلوا المسيح قبله!قتلوه حتى يستعجلوا انتزاع السلاح الرافض والسلاح المقاوم في لبنان!
قتلوه كي تنفذ قراراتهم إلى التوطين،وتجريد الآخرين حتى من كلمات الرفض ولاءات الهيمنة!
قتلوه،وقد قتلوا برنا دوت ومعه القرارات 181ـ194التي تنتظر التطبيق منذ ستين عاماً،قتلوه كي لا يطبقوا القرار242والقرار338التي تنتظر منذ35سنة…..!
لا بأس أن يدفع بعضهم في لبنان ثمنا باهظا لما سال من دماء الحريري! ولا بأس أن يدرك السوريون مدى فداحة توانيهم عن الانسحاب بعد إعادة بناء المؤسسات اللبنانية وتوحيد الجيش ,وإنجاز المصالحات الوطنية في لبنان…!أضاعوا الفرصة غروراً وغباءً فليدفعوا هم أيضاً!…عاشت مؤسسة الحريري!…وليمت ما سواها!!
لابأس فليبدأوا تطبيق القرارات الدولية بدءا من آخرها! أما أولها فلن تبدأ إلا عندما يقتل كل العرب!!



#حبيب_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية العلاقة السورية-اللبنانية
- المخابرات والدستور
- المخابرات وحكاية الثوابت
- -المخابرات بين -الشرعيه التاريخية-والشرعية الإسلاميه-
- المخابرات
- سورية:قضية وطن ام محنة نظام


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حبيب صالح - مؤسسة الحريري,ومؤسسات سيريا تيل- ألإنسان والوحش