أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصواء الخِلالي - موتوا بجهلكم أيها المثقفون !!!!















المزيد.....

موتوا بجهلكم أيها المثقفون !!!!


قصواء الخِلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الغباء أن تتصور بأنك أذكى الاخرين . والأكثر غباء ان تتشدق بذكائك امامهم. وليس شرطا ان تتكلم فأفعالك تتحدث نيابة عنك لتكشف غبائك للجميع.
وهذا هو ما يحدث الآن فالجميع يتحدث في كل شيء ويدعي معرفة كل شيء وبالبلدي (كله بيفتي) في السياسة والرياضة والفن وووو الخ. ولكن ليست المشكله في ان العامة من البسطاء يفعلون ذلك فنحن شعب (فتاي) بالفطرة, ولكن المشكله أن بعض المثقفين وأهل الفكر قد انساقوا وأصبحوا يصدرون الفتاوى هنا وهناك في السياسه وغيرها,, دون أن يعلموا خلفيات الامور وحقيقتها ... وأن ما خفي كان اعظم. ولا أتحدث هنا عن حرية الرأي والفكر والتعبير فهي حق أصيل لكل إنسان، ولكني أتحدث عن ثوابت، وعن أن الرأي يجب أن يبنى على قواعد حقيقية وليس تكهنات. ومن هنا تجد ان أراء بعض المثقفين اكثر جهلا من أراء البسطاء والعامة, وذلك لأنهم مثقفون!!
ونجد هذا الأمر يتكرر في الكثير من الامور الحياتيه المتعلقة بالشعب المصري بل وأغلب الشعوب العربية. لكن قمة الفشل والجهل والغباء أن يكون عملك الرئيسي هو العلم بأمر معين لتعمل على اساسه ثم يصدر عملك جاهلا به. وهذا ما يحدث في الفن. فبعض الاعمال في السينما والتلفزيون أصبحت جاهلة ببواطن الامور ويخرج إلينا العمل أكثر جهلا من صانعه. فالمجتمع المصري أصابه الكثير من التغيير في كل طوائفه وفئاته منها ما هو للأفضل ومنها ما هو للأسوأ ثم تخرج بعض الاعمال الفنية لتختزل هذا التغيير في طبقة غنية أو طبقة فقيرة أو بلطجيه أو غيرهم, لنفتقد الطبقة الوسطى والواقع الحقيقي للطبقات ونفقد الشعور بأن هذا العمل ينتمي الينا. ثم نجد الحديث عن فئات المصريين من صعايدة أو فلاحين أو سواحلية او أهل المدن أو البدو مختلفا أيما اختلاف عن واقعهم. وهنا أتحدث عن فئة أنتمي إليها وعايشت كل من ينتمي إليها تقريباً وهم البدو. فحين تذكرهم بين الناس تجد الجمله الشائعة (( البدو خونه )) ويتحدث الناس عن أن البدو ليسوا من أصول مصريه وان انتماءاتهم إما الي ليبيا (بدو مطروح) أو إلي فلسطين بل وإلى إسرائيل احيانا (بدو سيناء)
وينساهم الجميع وكأنهم أموات هذا الوطن ثم يتذكرونهم في فيلم أو مسلسل بمشهد او اثنين أو عمل كامل كما حدث مؤخرا. ثم تفاجأ أنهم لا يذكرونهم بالخير ولوحتى عملاً بمبدأ "اذكروا محاسن موتاكم". ولا حتى لتحسين الصورة من باب الانسانية و "الجدعنة" ولا حتى لتوضيح الصورة الحقيقية لهذه الفئة الأصيلة من أبناء هذا الوطن .. وإنما استحكم الجهل وتمكن منهم لتجد المشهد دائماً لذلك البدوي الملثم المسلح الذي يتحدى الحكومة، ويتاجر في المخدرات، وينفذ العمليات القذرة لرجال الأعمال، ويرهب الناس ويقتل الضباط و يخون مصر ويتآمر لإسرائيل ويتاجر في السلاح وغيره. فبعض المثقفين من أهل الفن وصناعه لم يكتفوا بما فعله نظام فاسد وحكومات أفسد, وما ارتكبوه من جرائم في حق هؤلاء من اضطهاد ونبذ وتشويه صورة وفصل عن المجتمع الكبير الحاضن للجميع, ومنع من الاشتغال في الوظائف الحكوميه الهامه والمؤسسات السيادية، وتقزيم لكل عمل بطولي يقوم به أهل البدو حتى اصبحت كلمة بدوي سبه في جبين من تلحق به, وذلك على عكس الدول العربية التي يفتخر فيها أبناء البدو بأصولهم ويحترمهم المجتمع كله. بل زادوا الطين بله بأن نقلوا هذه الصورة المشوهه الجاهلة لأعمالهم الفنيه، ليرسخوا بذلك الصورة السيئة للبادية وأهلها بدون ادنى شعور بالذنب .. وحين تتحدث معهم يردون عليك بمقولة (هما يعني البدو ملائكة؟) والحقيقة ان البدو ليسوا ملائكة ولكنهم أيضاً ليسوا شياطين ايضا كما يصورونهم .. ولكنهم فئة عادية من أبناء هذا الوطن، بل ولن ابالغ اذا قلت بأنهم فئة محترمه من المصريين .. لأن الحقيقة أنه لا يزال هؤلاء البدو يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم وحتى زيهم الذي تم تشويهه في أعمالكم السينمائيه ولم تصلوا لصورته الحقيقة حتى الآن .. ولم تعرفوا أيها المثقفون بأن البدو ليسوا نسيجاً واحداً، بل فئات مختلفة كل فئة منهم لها زي مختلف فبدو سيناء (( الأمن القومي )) يختلفون في الزي واللهجة وشكل المنازل والاكل ... بل وحتى في الشكل والملامح ايضا عن بدو مطروح وعن بدو الإسكندرية وعن بدو المنيا وعن بدو الفيوم وعن بدو البحيرة وعن بدو الكثير من مناطق مصر، وإن انحدر كل هؤلاء من فرعين هم الأصل: بدو مطروح وبدو سيناء.
والخلاصة أن معظمهم في الحدود (( الأمن القومي لمصر يا ساده )) والمختصر أن الجميع قبائل عربيه أصيله وفدت من الجزيرة العربية الي ما بعد البحر الاحمر بعد الفتوحات الاسلامية لإفريقيا .. وحتى الآن يتمسكون بلهجاتهم التي تشبه الي حد كبير العربية الفصحى، ويطلقون الشعر بارتجالية ويتميزون بالجرأة والمخاطرة لان الصحراء تصنع أعظم الرجال ايها السادة ,,, يحترمون العهود ويسمعون لشيوخهم ويتعاونون مع ضعفائهم وفقراءهم يحفظون القرآن وينشرون الإسلام ويحترمون النساء ويعرفون أصولهم حتى اخر جد وأول نسب، ولم يضيعوا وسط من ضاع أصله ونسبه.
أما المرأة البدوية الفاضلة التي تم تشويهها في أعمالكم فهي تتحمل ما لا يتحمله غيرها ورغم الثراء إلا انها تصنع أعمال المنزل بيدها وصولاً الي صنع الخبز البيتي بصورة يوميه، وتحفظ القرآن وتجوده، وتطيع الزوج وتناقشه, جميلة الطله واللسان والخلق، وتصل الأرحام وإن خاصموها، ومتسامحة لدرجة أن الزوجة وضرتها يعيشون في بيت واحد ويربون الأبناء دون خلافات ويصل الأمر الي ان إحداهما لا تتناول الطعام بدون الأخرى، وهذا ليس عيباً فيها وإنما تسامح وقدرة على التماسك وطاعة الزوج والله، ومن أجل خلق جو هادئ في البيت قد لا يعكره إلا بعض الخلافات البسيطة التي سرعان ما تذوب قبل أن تشرق عليها شمس يوم جديد .
أما ابناء وشباب البادية فهم مثقفون ومتعلمون وناجحون في أعمالهم في الخارج لادأن مصر لم تفتح لهم ذراعيها. وقد تطورت هذه الفئة من الناحية العلمية كثيرا . وأما الثراء فسببه في اغلب الأحيان تجارة الاراضي والعقارات والاستيراد والتصدير وتجارة المواد الغذائية والمقاولات. أما بطولات القبائل البدويه في مصر من سيناء الي السلوم فحدث عنها ولا حرج، وأقرأوا عنها واسمعوا بها من أهلها لتجدوا أننا لدينا أبطالاً في حروب مصر كلها منذ أن قامت الدولة حتى حرب أكتوبر عام 1973 .. بل وفي حروب الوطن العربي كله لنصرة الاسلام والأوطان. وكان منهم كثيرون سافروا إلى القاهرة ليشاركوا في ثورة 25 يناير في قلب ميدان التحرير، ومنهم من خرج في مظاهرات في ميادين مصر كلها، ومنهم من حمى مؤسسات عامة وخاصة وغير ذلك الكثير.
أما عن الأعمال الفاسدة التي يقوم بها قلة من أبناء البدو فهي ترجع لأسباب عدة: منها أولاً أنهم كانوا يعيشون في ظل نظام بوليسي يشجعهم على الفساد واستخدم هذا النظام البائد بعض ضعاف النفوس من أبناء البادية لاستغلالهم في أمور اخرى .. والسبب الثاني هو الخوف من البطش بهم والشعور بأنهم منبوذون من الجميع، والشعور باستغلال الناس لهم حتى اذا خرجوا إلى المدينه يدفعون أكثر من غيرهم كأنهم اجانب .. وهذا أدى لتقوقعهم في مجتمع مغلق لا تسمعون أنتم عنه إلا اذا حدثت كارثة ليصل اليكم السيئ فقط ولا تعرفون الواقع الحقيقي لطباع هؤلاء البدو من بر ورحمة واحترام وكرم ضيافة واحتضان لأي محتاج أو غريب، ولا تعرفون ما يتمتعون به من علم وثقافة .. وأما ما يحدث الان في سيناء فهو لأنهم لم يجدوا من يتحدث معهم ويستمع اليهم ثم يعمل من أجلهم وليس مجرد زيارة لرئيس وزراء (يتغدى و يتصور ويمشي)، وأيضا ما يحدث في مطروح على الحدود الليبيه المصريه .. فهؤلاء لم يعرفهم أحد ولم يسمع شكواهم إلا الله ولم يشعر باضطهادهم سوى قليل ... يلقون الاحترام في بلدان عربيه شقيقة ويتجاهلهم وطنهم الحبيب ويهمشهم وينبذهم عن جهل وخوف وأوهام وتلفيق .. وأما السادة الذين يتهمونني بأنني أدافع عن البدو ويكيلون لي الاتهامات ويرهقون أقلامهم وأصابعهم بكتابة مقالات لا معنى لها إلا الجهل ببواطن الامور .. فسحقا لأقلامهم اذا لم تقل كلمة حق.
والشاهد أن الكثير من المثقفين من صناع الفن وأهله بل ومن السياسيين والصحفيين والنخب التي تتحدث عن البدو ومشاكلهم لا يعرفون شيئا عن البادية وأهلها .. انتم جاهلون أيها السادة بالبدو وحياتهم ومشاكلهم وانجازاتهم فقد انشئوا مدنهم وعمروا صحرائهم بمياه جوفيه ولم تقدم لهم الدولة إلا العراقيل والمعوقات.. تحتاجهم الدولة عندما تحدث كوارث ويذهبون لشيوخهم وعواقلهم لحلها وحين تنتهي لا يجدون كلمة شكر (( ويركبوا الناقة )) .. ومع ذلك لم ييأس البدو من الدولة ولطالما كانوا حائط صد ضد أي اعتداء على الحدود، وكانوا هم الحل في مشكلات تعجز فيها الحكومات .. نحن نحتاج لحكومة تحتضنهم وتعيد بناء جسر الثقة معهم والاهتمام بهم.
أما انتم أيها السادة المثقفون فالحل هو أن تتعمقوا في أسرار البادية قبل أن تكتبوا أو تنتجوا أي عمل فني أو أي حديث عن البدو ... وأن تسعوا لإظهار الحياة الحقيقيه بحلوها ومرها وكفاحها وشقائها ورخائها ... وأن تدرسوا وتعايشوا وتذهبوا إليهم لتشاهدونهم وتسمعونهم قبل أن تتحدثوا عنهم، وتصوروهم في أعمالكم.

* إعلامية وكاتبة ومذيعة بالتليفزيون المصري



#قصواء_الخِلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة لوزير الإعلام المصري


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصواء الخِلالي - موتوا بجهلكم أيها المثقفون !!!!