هل تعلمت سوريا درس السياسه العالميه ؟

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1120 - 2005 / 2 / 25 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

لابد وان نتعلم كيف نكون مواطنين صالحين في اوطاننا ولابد من ان تتعلم الدول ايضا هذا الدرس .
النتزعه الاقليميه كانت و مازالت تلعب دور عظيم في طريقه تفكير الحكومات العربيه وبالتالي هي نفس طريقه تفكير الشعوب ايضا.
عندما قام صدام بغزو الكويت استنادا علي ان الكويت محافظه عراقيه تخطي حدود المواطن الدولي الصالح وغزوه للكويت لم يكن الا لتفريغ احقاده الشخصيه وارهاب الخليج العربي وتأكيد زعامته في المنطقه. ونعرف جميعا نهايه تلك القصه المحزنه التي اهدرت الاف من الارواح في كلا البلدين ناهيك عن استنزاف الموارد في غير محلها. فهذه جريمه في حد ذاتها وجب محاكمته عليها . اشترك فيها المواطن العراقي ضمنيا مندفعا بالخوف من الحكومه الطاغيه وايضا مدفوعا بالحقد الذي ولدته فيه وسائل الاعلام العراقيه. ونستطيع ان نلوم الكويت ايضا في عدم ايجاد طريقه دوليه مشروعه في منع هذه الخطوه العراقيه الغبيه من قبل النظام الفاشي العراقي. ولكن نحن لسنا بصدد النقاش حول اخطاء الكويت علي قدر من اننا في البحث عن تلك الموقف الحالي الذي استدعي ان يقف الرئيس الامريكي لكي يقول لسوريا اخرجي من لبنان الان؟
كم من مرات طالبت الدول العربيه سوريا بالانسحاب من لبنان وكم من دول اخري طالبت سوريا بالخروج من لبنان مافي دوله عربيه او اروبيه شرقيه او غربيه الا ونصحت سوريا بأن اليوم سيأتي عندما ينفذ صبر العالم من وجودها غير المشروع في لبنان. أستمدت سوريا شرعيه وجودها بأدعاء انها في لبنان لحفظ الامن ؟ اي امن هذا الذي تتحدث عنه سوريا الخلل الامني من تصارع اللبنانيين ام الاحداث المفتعله بأيعاز من سوريا لكي تستمد شرعيتها في البقاء و استنزاف الاقتصاد اللبناني و العبث في الكيان اللبناني الاجتماعي و النسيج الوطني؟

هل لبنان في حاجه لوجود سوريا؟ ام سوريا تطمع ان تذوب الحدود بين الدولتين بطريقه ما وجعل الزمن يأخذ مجراه وتطول الايام لدرجه ان ينسي العالم ان لبنان دوله تتمتع بكيان مستقل وليست محافظه سوريه. مهما كانت حجج سوريا فهي لاتصلح ولن تصلح الماضي شئ و الواقع الحالي شئ اخر .

كيف ستخرج سوريا من لبنان ؟
- تخرج فورا وتسحب قواتها مشكوره وتترك ورائها مطامع غير شرعيه في ضم لبنان .
- تتمهل وتتمايع وتموع سوريا في الخروج من لبنان وتستمر في ممارسه سياسه المراوغه وتمشي في خطوات صدام حسين وتجلب الخراب علي المنطقه اكثر مما تحتمل .
- وضع خطه واضحه وجدول زمني لكي تكسب مزيد من الوقت وينفذ صبر العالم ونعود للنتيجه المذكوره في النقطه السابقه.
- تضع سوريا خطه صادقه تظهر فيه للعالم مقصدها الامين في تسليم لبنان الي حكومه لبنان وبخطه واضحه توقع بين لبنان وسوريا وتتخذ من اي دوله عظمي كمراقب لتلك الخطوات وتكون المتحدث الدولي بالنيابه عن الدولتين . وتتطالب سوريا من السيد بوش ان يضع قدمه مكان كلاماته وان يمد يد العون الصادقه لسوريا ومساعدتها في النفقات الباهظه التي سوف تتحملها لانهاء وجودها بطريقه شرعيه كما بدأت المهمه كمهمه شرعيه. و لايمنع الامر ان تتخذ سوريا الفرصه في اظهار الطاعه للاعراف و القوانين الدوليه وتكسب احترام العالم وتفرض وجودها كمواطن صالح وتتطالب أمريكا بأتخاذ نفس القرار بأخراج قوات الاحتلال الاسرائيابه من الجولان في نفس اليوم الذي تخرج فيه سوريا من لبنان انصياعا للنداء الحازم الموجهه من الرئيس الامريكي . وبكل بساطه تخرج سوريا من لبنان وتقول لامريكا و نثبت للعالم ان امريكا دوله غير عادله و بذلك تفعل ما لم تستطيع اي دوله عربيه ان تفعله الي الان.

هذا هو الدرس الذي اردت ان تتعلمه القياده السوريه السياسه الحكميه ان تتعامل مع العالم بلغه العالم حافظوا علي الكيان السوري و اغتنموا الفرصه في اعاده الثقه في السياسه السوريه. ولعل هذه الخطوه تكون خطوه منفعه للشعب السوري و الشعب اللبناني ايضا. تستطيع سوريا ان تظل في لبنان وتظل لبنان في سوريا في اتحاد اقتصادي بطريقه ما بين القطرين ان ارد الشعب اللبناني وليس حكومه سوريا في لبنان. و التي اعتقد ان الشعب اللبناني فاض به الكيل من الوجود السوري في لبنان. فهذا الحل مرفوض حتي قبل البحث فيه.

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات