أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد فاضل نعمة - خارطة القوى السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير















المزيد.....

خارطة القوى السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير


محمد فاضل نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 07:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يشهد المجتمع المصري منذ سنوات حراك سياسي واجتماعي سريع وغير مسبوق على مستوى الفعل ورد الفعل في الشارع السياسي بلغ ذروته في ثورة 25 يناير 2011 ، التي ادت بنتائجها الى تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن سدة الرئاسة التي شغلها لمدة ثلاثون عاما امتدادا لنظام عسكري مارس الحكم لاكثر من ستين عاما .
لقد شكلت الثورة المصرية كسابقتها الثورة التونسية نمطا جديدا وغير مسبوق من اشكال التغيير السلطوية في العالم العربي من حيث الشكل والمضامين لاسباب ابرزها:
1- انها ثورة استندت الى القواعد الجماهيرية ، كاسرة بذلك احتكار النخب العسكرية والحزبية او الانقلاب من داخل النظام في احداث التغييرات السلطوية التي كانت سائدة قبل الربيع العربي .
2- اعتمدت الثورة لاول مرة على العناصر الشبابية المتنورة غير المسيسة في الغالب والتي لا تحمل اجندات سياسية واضحة باستثناء رفض الظلم واحتكار السلطة وسوء استخدامها وادارتها ، وينتمي معظم هؤلاء الشباب الى الطبقة المتوسطة المتعلمة المنفتحة على التطورات التكنلوجية الحديثة في وسائل الاتصال ، من الذين اتخذوا من العالم الافتراضي فضاءا لدعواتهم للتغيير التي استجاب لها الشارع بشكل غير مسبوق .
3- شكلت الثورة في مصر سابقة ثورية ، حيث تبنى شباب الثورة الاسلوب السلمي للتغيير على الرغم من شراسة النظام واجهزته الامنية ، واعتمد الحراك على جهود الشباب الثوري دون مساعدات خارجية تذكر او دعم عسكري او مادي داخلي، ودون تبني اجندة سياسية معينة او برنامج موحد .
لقد كان من نتاج الثورة وتداعياتها ان شهدت المرحلة الانتقالية في مصر العديد من الاحداث المؤسفة والخطيرة التي اربكت الواقع الاقتصادي وساهمت في تاكل الاحتياطيات الاجنبية وفقدان الكثير من الموارد السياحية ، اضافة الى ارتباك المشهد السياسي وعدم وضوح الرؤية بسبب ما اصاب مؤسسات الدولة المختلفة من هزال وتردد اضعف من هيبتها نسبيا وقلل من كفاءتها وفاعليتها، اضافة الى استمرار الخلافات بين الفصائل والقوى السياسية ، وتسابقها المحموم للاستحواذ على المقاعد الرئيسة في الهيئات الديمقراطية التنفيذية التي تضم مؤسسة الرئاسة والتشريعية التي تضم مجلس الشعب بمقاعده ال (498) ومجلس الشورى ، حيث اتخذت القوى السياسية من جملة مواضيع مثل شكل الدولة القادم هل هو ديني ام مدني ، وجدوى المبادىء فوق الدستورية، وسبل الانتقال الامن للمرحلة الانتقالية الى الحالة الديمقراطية التي قامت من اجلها ثورة 25 يناير ، مواضيع خلافية تارة لاسباب ايدلوجية واخرى بسبب المزايدات الانتخابية والتي مازالت قائمة لحد الان.
لقد شكلت الثورة حدا فاصلا بين مرحلتين ، حيث تميزت مرحلة مابعد الثورة بظهور العديد من القوى السياسية الجديدة اضافة الى نزول قوى اخرى الى الشارع لم يكن يسمح لها بذلك سابقا ،وانحسار دور قوى كبيرة سابقا كالحزب الوطني ، ونظرا لصعوبة حصر جميع القوى والفعاليات السياسية الحالية نتيجة لكثرتها وحداثة تشكيل بعضها وسرعة تفكهها ،لذا راعينا استعراض ابرز القوى السياسية الفاعلة في الشارع المصري فعليا وتحمل اجندات سياسية واضحة للمرحلة المقبلة ، معتمدين في تقسيمها على اساس الاختلاف الايدولوجي ، ما بين قوى اسلامية واخرى ليبرالية وثالثة يسارية ورابعة القوى والتيارات الوسطية ، كما حاولنا استعراض ابرز ملامح التحالفات بين هذه القوى خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة .

اولا / قوى الاسلام السياسي
هناك العديد من اشكال الكيانات السياسية التي يمكن ان تنضوي تحت هذا العنوان العريض في بلد محافظ كمصر ، لكن واقع الساحة السياسية ، يكشف عن ثلاث تيارات اساسية تستحوذ على اكبر مساحة من هذه القوى ، ومن الممكن ان تتبادل الادوار فيما بينها مستقبلا ،والاهمية هذه القوى وتاثيرها على الشارع السياسي المصري.. سنحاول استعراضها بشيء من التفصيل مقارنة مع القوى السياسية الاخرى :

1. القوى السلفية
تشمل خريطة التيارات السلفية في مصر مجموعتين رئيسية اولهما التيارات المعترف بها من قبل الدولة او التي حصلت على موافقات النظام على ممارسة بعض انشطتها وهي على قلتها لا تتعدى جماعتين هما الجمعية الشرعية و جماعة انصار السنة المحمدية ،والثانية تشمل التيارات والشخصيات التي تمارس انشطتها دون غطاء رسمي وفي الغالب تتعرض للتضييق الحكومي بين الحين والاخر ، من ابرزالجماعات السلفية:

أ‌- الجمعية الشرعية
اسست من قبل الشيخ محمود خطاب السبكي عام 1912 تحت اسم (الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة)، يرأسها حاليا محمد المختار محمد المهدي ، تعمل بصورة مصرح بها في المجال الخيري ولديها حوالي (350) فرعا في انحاء مصر، وتملك امكانيات مالية ضخمة ، وتصدر عنها صحيفة (التبيان) تمثل راي الجمعية في القضايا السياسية والاجتماعية ، ومن ابرز رموزها الشيخ عبد اللطيف مشتهري.

ب‌- جماعة انصار السنة المحمدية
وهي من الجمعيات المصرح ببعض انشطتها تاسست في القاهرة على يد الشيخ محمد حامد الفقي عام 1969،حيث ادمجتها الحكومة مع الجمعية الشرعية ،وعادت واستقلت من جديد عام 1972 على يد الشيخ رشاد الشافعي، وتتحكم الجماعة على مايقرب من مئة فرع والف مسجد ، وتملك قاعدة اقتصادية كبيرة نسبيا ، ويصدر عنها صحيفة ( التوحيد )، وتدعو علنا لاقامة دولة اسلامية وتطبيق حدود الله على المخالفين ، ومن ابرز رموزها اضافة الى مؤسسها ،كل من الشيوخ ،عبد الرزاق عفيفي، عبد الرحمن الوكيل ، محمد علي عبد الرحيم ، د. جمال المراكبي ،د. عبد العظيم البدوي .

ت‌- السلفية المدخلية
وهي التيار المرتبط مباشرة بالحركة الوهابية في السعودية ، سميت بالمدخلية نسبة الى منظرها الاول ربيع بن هادي المدخلي ، وهذا التيار لا يؤمن بالخروج على الحاكم قطعا حتى وان كان فاسقا بل يجب ان تسدى له النصائح ،وهي نفس المعايير الدينية التي تشجعها سلاله ال سعود في المملكة العربية السعودية للمحافظة على العرش في اطار تحالف الحاكم مع الامام ، والمدخلية تؤمن ان السلطة الدنيوية تتكون من حاكم والى جانبه مؤسسة دينية تدعمه ، وهذه الفكرة تشبه الاطار الاتفاقي الذي ربط ملوك اوربا بالكنيسة خلال العصور الوسطى وما قبلها، ومن ابرز رموزها الشيوخ، محمود لطفي عامر ،اسامة القوصي، محمد سعيد رسلان.

ث‌- الدعوة السلفية
نشات في اطار الجامعات المصرية بداية، وخصوصا جامعة الاسكندرية منتصف السبعينات ،ورفض انصارها الانضواء تحت عباءة الاخوان المسلمين ، سمو انفسهم اولا ( المدرسة السلفية ) ثم تحولت لاحقا الى الدعوة السلفية ،ويمكن ان يرتبط تغيير التسمية بتغيير الاهداف والاليات ،وتتميز هذه الجماعة بالتطرف الديني في العبادات والمعاملات ، ويميلون الى تكفير المختلف الاخر ، ومن ابرز رموزهم ، الشيوخ ، محمد اسماعيل المقدم ، احمد فريد ، سعيد عبد العظيم ، ياسر برهامي ، ابو ادريس .

ج‌- السلفية الحركية
تزامن ظهورها مع جماعة الدعوة السلفية ، لكن مركزها الرئيس كان في القاهرة ، في منطقة شبرا ،ثم انتشرت الى باقي المحافظات ، وتتبنى الجماعة الصدام المباشر مع المجتمع لتقويمه اسلاميا من وجهة نظر انصارها ،فهي تدعو الى الغاء الفواحش والسفور والمعاصي وتطبيق شرع الله بالقوة المادية ، ومن ابرز رموزهم ، الشيوخ ، فوزي السعيد ، محمد عبد المقصود ، هشام عقدة ، محمد يسري .

ح‌- السلفيون المستقلون
وهؤلاء مجموعة من المشايخ السلفية لا يجمعهم اطار تنظيمي او جماعي مستقل ، فكل شيخ مستقل بذاته يحيط به مريديه ،ويعتمد على قدراته الذاتية والكارزمية لاستقطابهم ،وعادة لا يشتغل هؤلاء المشايخ بالسياسة ،لكن الحال اختلف مع وبعد ثورة 25 يناير حيث انخرط اغلبهم في العمل او الترويج السياسي لجماعة ما ، ومن ابرز رموزهم ، الشيوخ ، محمد حسان ،محمد حسن يعقوب ، ابو اسحاق الحويني ، مصطفى العدوي .


2. الاخوان المسلمين
وهي من اكبر جماعات الاسلام السياسي واقدمها واكثرها انتشارا ،اسسها الشيخ حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي، يشير نظامها الداخلي الى ان هدفهم اصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور اسلامي شامل، ومنذ بداية تاسيس الجماعة امتزجت الدعوة الدينية بالفكرة السياسية، حيث يؤكد مؤسسها في ادبياته ( ان الجماعة ليست مجرد جماعة دعوية دينية لكنها هيئة سياسية ايضا) مؤكدا على طبيعة
دعوته السياسية بالقول ( ان مشاركتهم السياسية تاتي من منطلق الاصلاح في الامة وتطبيق تعاليم الاسلام واحكامه ).
على الرغم من تبني مؤسس الجماعة فكرا سلفيا علميا الا ان دعوة الاخوان المسلمين تميزت عن دعوات الحركات السلفية بايمان الجماعة، بحتمية العمل السياسي السلمي التدريجي ، وعدم تكفير الانظمة السياسية التي تواجه الاخوان كما يفعل السلفية ،الا انهم اشتركوا مع الحركات السلفية في الدعوة الى الدولة الاسلامية واحياء الخلافة الاسلامية فهي من وجهة نظر الاخوان رمز للوحدة الاسلامية ، وشعيرة مهمة وان من واجب المسلمين اعادة احيائها لذا فالاخوان المسلمين يجعلون فكرة الخلافة على راس مناهجهم وادبياتهم.
لا يمكن اعتبار الاخوان المسلمين جماعة محلية مصرية ، حيث امتدت افكارها واطرها التنظيمية لتشمل العديد من البلدان العربية،وانتشرت في اوساط الجاليات المسلمة في الدول غير العربية ،وللجماعة مرشد عام هو راس الهرم التنظيمي ،يساعده في ذلك مكتب للارشاد وهو يمثل الجانب التنفيذي ومجلس للشورى يمثل الجانب التشريعي للجماعة ، وتقوم العلاقة بين المرشد العام واعضاء الجماعة على مبدا السمع والطاعة وتقديم البيعة وفقا لقسم يقسمه عضو الجماعة،ويشغل منصب المرشد العام للجماعة حاليا محمد بديع وهو المرشد الثامن في تسلسل مرشدي الجماعة.


3. حزب الوسط
يعد من الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية ،لا يختلف كثيرا عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين ،ترجع فكرة تاسيسه الى قيادات الحركة الطلابية في السبعينات ، وتم تعزيزها ببعض القيادات التي انشقت عن جماعة الاخوان المسلمين منتصف التسعينات ، لذا تشترك منابع اعضائها الفكرية مع نفس الموارد الفكرية للاخوان المسلمين ، وبالتالي لديهم نفس التوجهات العامة ،وبالاخص فيما يتعلق بمبدا المرجعية الاسلامية التي تؤمن بالاسلام نظاما سياسيا للحكم، الا ان ما يميز حزب الوسط عن الحرية والعدالة هو وضوح مواقف الاول في قبول مفهوم الدولة المدنية والمواطنة ،ورؤيته الحضارية المتكاملة التي تمزج بين الاصالة والمعاصرة ، حيث يضم في عضويته عدد من النساء والاقباط ، ومن ابرز رموزه ابو العلا ماضي ، عصام عبد الرحمن سلطان ، زكريا سعيد عبدالرحمن ، فؤاد جورج محفوظ.

ثانيا / القوى الليبرالية
تعيش القوى الليبرالية في مصر بعد الثورة ازمة وجود حقيقية في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية وكذلك قدرتها على التواصل مع الشارع المصري، مقارنة باحزاب وقوى الاسلام السياسي ، حيث لم تشفع للقوى الليبرالية تاريخها العريق في الحياة السياسية المصرية .
ينتشر مؤيدو القوى الليبرالية في المحافظات المدنية والمدن الكبرى ذات النشاط الاقتصادي والتعليمي العالي ، ويتصدر هذه القوى بعد الثورة حزب الوفد ذو التاريخ العريق في الحياة السياسية والتي تعود الى بداية القرن العشرين ، وكذلك حزب الجبهة الديمقراطية وهو حزب ليبرالي اشهر رسميا عام 2007 برئاسة السعيد كامل ونائبه حمدي الفخراني ،كما ظهرت بعد الثورة احزاب ليبرالية جديدة كان ابرزها حزب المصريين الاحرار، الذي اسسه رجل الاعمال القبطي نجيب ساويرس في ابريل /2011 وانتخب احمد حسن سعيد رئيسا مؤقتا له ، ويضم الحزب مجموعة اخرى من الشخصيات الوطنية والثقافية مثل احمد فؤاد نجم واسامة الباز و محمد سلماوي، ويعتبر العديد من المراقبين ان تاسيس هذا الحزب جاء كموازن ليبرالي اوكما يسميه البعض موازن ديني لحزب الحرية والعدالة، وهناك ايضا حزب مصر الحرية الذي اسسه عمر حمزاوي.
وابرز مايميز القوى الليبرالية في المشهد السياسي المصري هو سيادة الجانب النخبوي على تياراتها ،وضعف قاعدة تاييدها الشعبي ، الا انها من جانب اخر تستفيد من دعم رجال الاعمال الليبراليين ، وشريحة كبيرة من الاقباط نتيجة للتوجس من نوايا تيارات الاسلام السياسي .
ثالثا / القوى اليسارية
ويمثلها في المشهد السياسي المصري عدد من الاحزاب اهمها حزب التجمع، الذي يرجع تاسيسه الى العام 1976 و يعتبر خالد محيي الدين المؤسس والزعيم الروحي له ،شارك الحزب في الحياة السياسية المصرية وشغل اعضاءه مقاعد برلمانية في معظم الدورات الانتخابية لمجلس الشعب منذ عام 1977 ،ومن ابرز القوى اليسارية ايضا الحزب الشيوعي المصري ذو التوجهات الماركسية اللينينية الذي يعد من اقدم الاحزاب المصرية حيث تاسس عام 1922 ، ونشط سريا عام 1924 ، حل لاكثر من مرة واعيد تاسيسه عام 1975 حيث عاد ليمارس نشاطه من جديد متخذا اقصى اليسار في الخارطة السياسية المصرية منطلقا له، وكذلك حزب الوفاق القومي، الذي تاسس عام 2000 ويراسه محمد محمود رفعت .
وتعد من ضمن القوى اليسارية ايضا القوى القومية الناصرية التي يمثلها الحزب الناصري الذي اسس في ابريل / 1992 ويتخذ من فكرة القومية العربية التي عبر عنها جمال عبد الناصر اساسا ايدلوجيا له، وحزب الكرامة ، وهو حزب يساري قومي اسس عام 2011 ومن ابرز رموزه حمدين صباحي المنافس الابرز في انتخابات الرئاسة المصرية بعد الثورة ، و حزب العمال الديمقراطي وهو حزب اشتراكي يساري يركز اهتمامه بالدرجة الاولى على النقابات المهنية واتحادات العمال .
تعاني القوى اليسارية كمثيلاتها الليبرالية من نفس العوائق والمحددات المتمثلة في ضعف التاييد الشعبي بعد الثورة ، على الرغم من فرصها في استخدام الخطاب الاشتراكي لدغدغة مشاعر المواطنين الفقراء واستقطاب دعم العمال والفلاحين .

رابعا / قوى وتيارات وسطية
ابرز ما يميز هذه القوى هو عدم وجود ملامح سياسية واضحة لها ،او عدم نضوج خطابها السياسي ، وتضم في اطارها تيارات واحزاب شكل قسم منها شباب الثورة ممن ساهموا في اسقاط النظام السابق ،ويمثلهم فيها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي اسسه محمد ابو الغار ، ويجمع في عضويته ليبراليين ويساريين ، واخرى شكلها بقايا فلول الحزب الوطني المنحل ، الذين يراهنون على العصبيات العائلية والقبلية التي ينتمي لها نخبهم السياسية ، حيث انتهجوا مسلكا برجماتيا وسطيا للتفاعل السياسي ، ومن ابرز الاحزاب التي تمثلهم حزب المواطن المصري ، الذي يضم بعض قيادات الحزب الوطني المنحل مثل محمد رجب و حمدي السيد ، وايضا حزب مصر القومي بزعامة طلعت السادات ، اضافة الى احزاب اخرى مثل حزب نهضة مصر ، وحزب مصر التنمية ، وحزب البداية .


خامسا / التحالفات السياسية
لقد شكلت اول انتخابات برلمانية مصرية بعد الثورة المحك الاول للقوى السياسية لاثبات الوجود ، والتي اشرت فوز تيارات الاسلام السياسي باغلبية المقاعد كنتيجة حتمية لخبرتها التاريخية في العمل السياسي وقدراتها التنظيمية التي تقتقد اليها القوى الثورية والشبابية، وغرابة التفاعل السياسي المصري ابان الانتخابات لا يكمن في التوجهات الشعبية التي اختارت التيار الديني في دولة مدنية كبيرة كمصر حسب ،بل امتد ليشمل خريطة التحالفات الانتخابية للقوى السياسية ، التي عكست نوع من الارباك والتداخل بين التيارات المتعارضة وكثرة الانشقاقات، ويرى البعض ان ذلك كان نتيجة حتمية لحداثة التجربة الديمقراطية الحقيقية وعدم نضوج القوى السياسية المصرية بعد الثورة ، حتى القوى ذات التاريخ العريق فان تجربتها السياسية في العمل السري كانت اكثر نضوجا من تجربتها السياسية في العمل الديمقراطي العلني ..ومن ابرز التحالفات الانتخابية التي ظهرت ابان الانتخابات الاولى بعد الثورة هي:


1- التحالف الديمقراطي من اجل مصر
يقوده حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للاخوان المسلمين ، ضم في بداية تشكيله (42) حزبا سياسيا وائتلافا ثوريا، بينها حزب الوفد والكتلة الاسلامية والحزب الناصري ، سرعان ما انفرط عقدها ، ليتبقى مايقرب من ربع عددها ، ومن ابرز القوى السياسية التي بقيت تحت عباءة التحالف ، احزاب ، الحرية والعدالة (اسلامي)، وحزب الغد (ليبرالي) ،وحزب العمل (اسلامي )، وحزب العمل الاشتراكي ( يساري )،وحزب الكرامة ( قومي ).

2- الكتلة المصرية
انطلقت هذه الكتلة بحوالي (20) كيانا سياسيا ثم سرعان ما انفرط عقدها اسوة بباقي التحالفات الهشة ، وتعد هذه الكتلة من وجهة نظر المراقبين ممثلة للتيار الليبرالي والاشتراكي من مناصري مدنية الدولة ، وضمت في اطارها كل من حزب المصريين الاحرار والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي و حزب التجمع.

3- كتلة الثورة مستمرة
وهي الكتلة التي ضمت مجموعة من القيادات الشبابية التي ساهمت بشكل فاعل في اشعال ثورة 25 يناير، وهي عبارة عن تجمع لشخصيات مستقلة ، اضافة الى مجموعة احزاب مثل حزب التحالف الشعبي و حزب التحالف المصري وحزب المساواة والتنمية .

4- الكتلة السلفية
ويتزعمها حزب النور السلفي ، وهي اكثر الكتل الانتخابية اتساقا ايدلوجيا بين اعضائها وتضم ايضا اضافة الى النور كل من حزب الاصالة و حزب الفضيلة .



#محمد_فاضل_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية بين التأصيل النظري والتغيير العربي
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بين المسؤولية الادارية وا ...
- مئة يوم من التقييم
- الوجه الآخر للمحاصصة السياسية
- الدبلوماسية الثقافية ودورها في تعزيز قرار السياسة الخارجية
- مفهوم الأمن الوطني وهاجس الدولة البوليسية
- ستراتيجية الاجتثاث والتفتيت الامريكية في العراق
- جريمة التهجير والعجز الحكومي


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد فاضل نعمة - خارطة القوى السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير