أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دريد خضير الموسوي - لغة الأستعارة بين الأدب والفن البصري















المزيد.....

لغة الأستعارة بين الأدب والفن البصري


دريد خضير الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


من اجل أن تصبح الاستعارة رؤية بصرية حياتية للإنسان تؤثر على خطابه الفكري والإنساني وحساسيته الحياتية، بعيدا عن محدودية وظائفها المعروفة في مجال اللفظ واللغة والخطاب الأدبي فهل يمكن القول بإمكانية تأسيس حقل آخر تحت عنوان الاستعارة البصرية ـ المرئية؟ وإذا كانت الاستعارة الأدبية إحدى مجالات البلاغة، وان علم البيان مرتبط بها ويدرسها كإحدى محسنات علم البديع وبالذات محسنات الأسلوب اللغوي وإحدى أهم الوسائل لإبراز المعنى الأدبي وتوضيحه.فهل يمكن للاستعارة البصرية ان تكون من الأدوات المهمة جدا لتوظيف أحاسيسنا وتجاربنا الجمالية وسلوكنا الأخلاقي ووعينا الروحي، و مجهودات الخيال في محاولة الفهم الجزئي لما لا يمكن فهمه كليا

وفيما يلي شرح مبسط لمدلولات الاستعارة الأدبية والاستعارة البصرية
الاستعارة :- هي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه. نفهم من الكلام السابق أن التشبيه لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسين وهما (المشبه والمشبه به) فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيهاً بل يصبح استعارة. لاحظ الفرق بين : "هو أسد"- رأيت أسداً يتكلم - سالم يزأر وهو يفترس الأعداء.
أنـواع الاستعـارة
استعارة تصريحية :
وهى التي حُذِفَ فيها المشبه (الركن الأول) وصرح بالمشبه به.
مثل : نسي الطين ساعة أنه طين.. شبه الشاعر الإنسان بالطين ثم حذف المشبه (الإنسان) وذكر المشبه به (الطين)على سبيل الاستعارة التصريحية
استعارة مكنية :
وهى التي حُذِفَ فيها المشبه به (الركن الثاني) وبقيت صفة من صفاته ترمز إليه.
مثل : عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر
• استخدام الشاعر للأفعال المضارعة للدلالة على الاستمرارية والدوام
• عيناك حين تبسمان : تراسل حواس حيث أعطى وظيفة الفم للعين .
• استعارة مكنية شبه العين بالإنسان الذي يبتسم .
• ترقص الأضواء : استعار مكنية شبه الأضواء بإنسان يرقص .
الاستعارة التمثيلية :
أصلها تشبيه تمثيلي حُذِفَ منه المشبه وهو (الحالة والهيئة الحاضرة) وصرح بالمشبه به وهو (الحالة والهيئة السابقة) مع المحافظة على كلماتها وشكلها وتكثر غالباً في الأمثال عندما تشبه الموقف الجديد بالموقف الذي قيلت فيه. مثل : لكل جواد كبوة - رجع بخفي حنين - سبق السيف العذل - فمن يزرعِ الشوك يجنِ الجراح، سر جمال الاستعارة : (التوضيح أو التشخيص أو التجسيم).
ألان بعدما تعرفنا على الاستعارة الأدبية للننتقل إلى الاستعارة البصرية
*** الاستعارة البصرية (المرئية) :- أن الاستعارة السينمائية بمعناها الدقيق، لا تقوم على اساس الحذف أو الإخفاء، بل تستمد وجودها مما هو ظاهر في الصورة. وفكرة الاستعارة في الصورة السينمائية، بهذا المعنى، تقوم على قدرة الصورة في احتوائها على مضمونين في آن واحد، أحدهما ظاهر أو مباشر، بينما الآخر مستتر أو غير مباشر. بعبارة أخرى، فإن الصورة السينمائية، بجانب تقديمها إلى المُشاهد بمعناها البسيط المباشر، فإنها يمكن تحميلها، في الوقت نفسه، بمعنى أعمق وغير مباشر، بحيث يشعر المشاهد بوجود آفاق أخرى وراءها غير ظاهرة. فيصبح المعنى المباشر البسيط مُمثلاً لما قد يُسمى بالبعد الأول، بينما يُمثل المعنى الآخر غير المباشر (الأعمق)، ما قد يُسمى بالبعد الثاني.
أنواع الاستعارة البصرية :- تتمثل الاستعارة البصرية بنوعان ، هما: الاستعارة الرمزية، والمعنى الرمزي. وسنوضحهما فيما يلي:
1. الاستعارة الرمزية:
تقوم الاستعارة الرمزية الناتجة عن تتابع لقطتين، على تشابه أو تنافس شكل أو مضمون لقطة ما (اللقطة الأولى)، بشكل أو مضمون (اللقطة التالية) ، بحيث ينتج المعنى الرمزي من التماثل بين معنى اللقطتين، أو من التناقض بينهما. وبعبارة أخرى، فإن اللقطة الثانية تمثل نوعاً من الاستعارة أو التورية، في الشكل أو المضمون، يتم إضفاؤه على شكل أو مضمون اللقطة الأولى. فعلى سبيل المثال:
(أ) أن يتم القطع، مثلاً، من لقطة لأب يضرب ابنه بقسوة، إلى لقطة أخرى لشخص يهوى بكرباج على حصانه (تشبيه بالتماثل في شكل الفعل).
(ب) أن تتابع لقطتان الأولى لشخص يأكل بشراهة، والثانية لكلب يقضم قطعة من العظم (تشبيه بالتماثل).
(ج) أن تقطع من لقطة لمجموعة من الشباب، محتشدة في مظاهرة، إلى لقطة لمجموعة من الشباب العابث، وهم يهرجون ويرقصون (تورية بالتناقض).
أنواع الاستعارة الرمزية:
تقسِّم الاستعارة الرمزية إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
(أ) الاستعارة التشكيلية:
ويقصد بها تلك، التي تقوم على تشابه أو تناقض بين اللقطتين ، وذلك من حيث الشكل الخاص بكل منهما.مثال على ذلك من فيلم بعنوان (.. وسقينا الفولاذ ..) حيث يقدم في اللقطة الأولى حيوان الماعز، ثم تتبعها لقطة ثانية بها وجه آدمي، ينتهي بلحية مدببة.
(ب) الاستعارة الدرامية:
أما الاستعارة اادرامية فتُمثل نوعاً أعمق من الاستعارة التشكيلية، حيث تحمل، غالباً، وجهة نظر فلسفية أو فكرية، تتجاوز مضمون الدراما نفسها، لتوحي بمعانٍ رمزية تتعلق بالحياة، أو الإنسان عموماً، أو معتقدات معينة، أو وجهة نظر شخصية، يضيفها كاتب السيناريو أو المخرج على صورة معينة.
وهذه بعض الأَمثلة على ذلك من فيلم بعنوان "على ذكر مدينة نيس"، يشير إلى لقطة لموكب الجنود، تتبعه لقطة لمجموعة من القبور.
المعنى الرمزي:
يمثل الرمز الناتج من اللقطة الواحدة، أو الوحدة الواحدة، مستوى أعمق من الرمز الناتج من الاستعارة، أو التورية الناتجة من تتابع لقطتين. وسبب ذلك أن تتابع اللقطتين، قد يشعر المشاهد بأنه يتلقى معنى رمزياً مصنوعاً، يشعره بوجود شخصية المخرج، بينما في حالة الرمز الناتج من اللقطة الواحدة، يشعر المُشاهد بأنه يشارك مشاركة إيجابية في استخلاص المعنى الرمزي. وبعبارة أخرى، فإنّ المشاهد في حالة الاستعارة الرمزية، يشعر كما لو أن المخرج يوجّه فكره ومشاعره توجيهاً محدداً، بينما في حالة رمز اللقطة الواحدة، أو الوحدة الواحدة، يشعر بأنه هو الذي يكتشف المعنى الرمزي بنفسه.
أنواع المعنى الرمزي:
(أ) الرمز التشكيلي: وهو الرمز الذي ينتج من التماثل، أو التناقض الشكلي، بين عنصرين في الصورة، أو بين عنصر موجود فيها، بينما يستحضر ذهن المشاهد العنصر الآخر. بمعنى أن تحتوي اللقطة، أو المشهد، على تكوين أو تشكيل لشيء ما أو حركة، فيرتبط ذلك بتكوين أو شكل لعنصر آخر موجود في الصورة نفسها
وهذا مثال من فيلم " بيتى ديفيز" اخراج روبرت الدريتش، يُرى ختام مشهد يصور سيطرة وكراهية ديفنز (الاخت الكبرى)، لجون كرافورد (الاخت الصغرى) .. المصابة بالشلل وفي المشهد الذي يُقدم في ذروة الأحداث، يُصعد المخرج ذلك المعنى إلى قمته، عندما تتحرك بيتى ديفنز، أمام أختها في خيلاء، لتنظر من شباك الحجرة المُغطى بأعمدة حديدية، وتنسحب الكاميرا أمام حركتها حتى تحتوي أعمدة الشِّباك في مقدمة الصورة، بتشكيل يجعلها تبدو أشبه بقضبان السجن بينما تقف ديفنز قريبة من الشباك وهي تملأ الصورة. وتبدو جون كرافورد في خلفية ضئيلة لا حول لها ولا قوة، إزاء قسوة أختها.
والصورة بهذا التكوين، قُصد بها أن تصبح تجسيداً رمزياً للسّجن النفسي، الذي تعانيه جون كرافورد من أختها، التي نصّبت من نفسها سجّانة عليها.
(ب) الرّمز الدرامي:
إِن أهم ما يميّز الرمز الدرامي عن الرمز التشكيلي، هو أنه يلعب دوراً رئيسياً في تطور الحدث الدرامي وتفسيره. فإذا كان الرمز التشكيلي يعمل على المعنى وتعميقه بشكل رمزي، فإن الرمز الدرامي ينقل إلى المشاهد، أو يشرح له، معنى ما يُفسر الموقف، أو يدفع الحدث إلى الأمام، أو وحى بما قد يحدث مستقبلاً.
ومن أمثلة ذلك: في فيلم "مكان للعشاق" إِخراج فيتورى دى سيكا، ، تظهر البطلة الخائفة من إجراء عملية جراحية خطيرة، نتيجتها غير مضمونة، وفي مشهد حاسم نراها تقف مع البطل ، بأعلى جبل، في لحظة من لحظات خوفها من الموت، الذي يتهددها باختطافها من أيام السعادة ، وتنظر حولها نحو الزهور، التي تُغطى المنطقة، وتلمح لافتة مثبتة بجوار الزهور، وقد كتب عليها ممنوع قطف الزهور من المنطقة. فينحني البطل في سرعة لقطف الزهور، وهي تتابعه وتحاول منعه من قطفها بصرخة مكتومة سريعة، لكن صرختها تجئ متأخرة، فيقتطف الزهور فعلاً، ويضعها في يدها. وتنظر إلى الزهور في يدها، وتتأملها في خوف وألم.
والرمز هنا يوحى ويفسر حالة البطلة من حيث تجسيد مخاوفها من الموت، وشدة تعلقها بالحياة، ثم شعورها بتغليب احتمال موتها على استمرار حياتها.
(وفي النهاية يمكن القول بأنه هناك استعارة تسمى الاستعارة البصرية والرمز البصري، فهما بجانب كونهما خلقا درامياً، يعتمد على التشكيل الموجود في الصورة. فهما فوق ذلك، وفي مستوى أعمق، يبدوان كرمز أيديولوجي يقول كلمته لما يتفق مع العقل الإنساني من مخترعات)


المصادر
1. جواهر البلاغة - - احمد الهاشمي
2. اللغة السينمائية – مارسيل مارتن



#دريد_خضير_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دريد خضير الموسوي - لغة الأستعارة بين الأدب والفن البصري