أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هيفيدار ملّا - تجاذبات الوهن النفسي وتأثيراته على الثورة السورية














المزيد.....

تجاذبات الوهن النفسي وتأثيراته على الثورة السورية


هيفيدار ملّا

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 08:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن إطالة الفجوة الزمنية للثورة و دخولها في منعطفات عدّة أنتجت دونما دراية حالة من الاحتقان وسوء الفهم لقراءة الأمور المستقبلية، التي أدت في الآونة الأخيرة إلى الابتعاد بعض الشيء عن المفهوم الوطني للنظرة المستقبلية لسوريا القادمة وتحريفها عن مسارها الصحيح ، الوضع الداخلي وتأثيراته شهد حالة من الانقسام منذ بداية الثورة بين مؤيدين للثورة وموالين للنظام والذي كان المشهد الحقيقي والواضح للصراع في المجتمع، لتنتقل بالتالي العدوى بين النشطاء من خلال التفكير الغير الجدّي قبل اتخاذ أي قرار اتجاه الغير وحصول انقسام في فكر وإيديولوجية الثوار الناتج عن صخب عام في النفوس.
إن عدم وجود قوى مؤسساتية رقيبة تامة وإعلام شفاف داخل سورية أوصلت الأمور لمجريات مشوهة المعالم نتج عنها فلتّان في الحالة القائمة، وتغير مسارات الثورة وحصرها في بوتقة واحدة، تمثلت بالفكر والمعتقد ونوع من الانتقام اتجاه الأخر، حيث بات المشهد في المرحلة الأخيرة يعتمد بشكل تام على الإعلام المتجاذب في الثورة الذي أخذ منحى الاتهامات والتهجم من قبل المعارضين والناشطين السياسيين فيما بينهم، وكان لقنوات الإعلام المتابعة للثورة دور كبير في الوقوع في هذه المصيدة التي نقلتنا لنتائج انقسامية في المجتمع، بعد أن تم اعتماد كواليس الإعلام كمطابخ لإنتاج سيناريوهات تتفق مع سياساتها وأهواءها.
أمثلة انقسامية
رغم أننا لا ننكر بأن الانشقاقات التي حصلت في الجيش وظهور الجيش الحرّ كان بمثابة سند للثورة، إلا أنه في الحقيقة لعدم وجود حاضنة عسكرية مؤسساتية فعالة كان لا بد من وجود بعض الأخطاء لدى تلك العناصر، لأنهم لا يمثلون الحالة المثلى في ظل الظروف التي تمر بها سوريا، ما خلق نوع من الانقسام في وجهات النظر ضمن حقل الانتقاد من قبل بعض النشطاء، لتصرفات غير مضبوطة لعناصر الجيش الحر المنشقين عن النظام، أو من يعمل تحت مسمى الجيش الحر، كان من تلك الانتقادات طبيعة تعامل بعض جماعات الجيش الحر مع الأسرى والمدنين أو الموالين للنظام التي شبهها النشطاء بأساليب النظام في التعامل، ليؤكد هؤلاء النشطاء أو السياسيين أو المعارضين على إن مبدأ النقد هو ما يوصل بنا للحالة المثلى التي نطمح إليها، وأن عدم اللجوء لتقديس الأشخاص مسار صحيح يبعدنا عن الأخطاء السابقة التي وقع فيها الشعب طيلة أربعة عقود اتجاه حاكم أثبت أنه قاتل بامتياز.
رغم الطموح لديمقراطية مثلى خرج من أجلها السوريون ودفعوا الثمن الباهظ من الشهداء إلا أن تلك الانتقادات خلقت حساسية وفجوة وسط الحالة الثورية، أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها انقسامات إيديولوجية تتمثل بالوعي والمعتقد لكل فرد ما خلق طرفين في النزاع أحداهما ينتقد ويهاجم تصرفات هؤلاء الذين يراهم غالبية الشعب أنهم حماة الديار الجدد، وطرف أخر يرى مهما كان الخطأ كبير لا يجب انتقاد من يدافع عن الوطن.
حالات أخرى أدت إلى انقسام مجتمعي نستطيع تصنيفها ضمن الخانة القوموية تمثلت بالتركيز الإعلامي على أن أكراد سوريا يطالبون بالانفصال من خلال العديد من التقارير التي بينت أن النظام يقوم بتسليم مقاره الأمنية للأكراد في مدنهم، من يتابع المشهد عن كسب يدرك أن تلك الهالة التي قام بها الإعلام من خلال تقارير مقدمة أودت لردود فعل وتشنجات بين النشطاء، لم تكن بذلك الحجم المصور أو الحقيقة الموجودة، كل ما ذكر من ترك المقار الأمنية وتسليمها للأكراد وبالخصوص حزب العمال الكردستاني كانت مغالطات يدركها من يعيش واقع المنطقة، فغالبية المقار الأمنية مازالت موجودة باستثناء انشقاقات من قبل بعض الضباط المتواجدين في المنطقة، بالإضافة لوجود حواجز لحزب العمال الكردستاني في المنطقة على مشارف المدن ومداخلها، إن اعتماد الإعلام لتضخيم الأمور كما حصل جراء انسحاب الأكراد من مؤتمر القاهرة الأخير للمعارضة، أدى لا شعورياً لحالة انقسام مجتمعي، وذلك لعدم وضوح الرؤية لدى هؤلاء النشطاء خاصةً وأن الأكراد لم يكونوا السبب الرئيسي في فشل ذلك المؤتمر بعد انسحاب العديد من قوى المعارضة غيرهم من المؤتمر، كل هذا الاحتقان زرع فجوة كبيرة بين فرقاء الثورة بات يتطلب الحكمة وعدم التسرع في سبق الأمور خلال نقل المعلومة، وعدم تحريفها لغايات ومدركات ومنافع شخصية.
في الأيام الأخيرة الماضية ظهرت حالة جديدة من التشنج والسخط لدى السوريين وهي استغلال أوضاع اللاجئات السوريات في المخيمات و اتهام الخليجين باستغلال ظروفهن، هذه المشادات حركة بشكل منفعل مشاعر السوريين ما أطلق حالة من الاستياء لدى المعارضين والنشطاء، وصلت لحد الجفاء اتجاه بعض الدول العربية، ما فتئ أن استطاع السوريون نشر الموضوع فيما بينهم على نطاق واسع لم يخلوا من المغالطة في تعميم الموضوع على الخليجين أو العرب ككل ، ربما كانت الصدفة أو القصد من سارت بهم إلى التهجم بنسبة كبيرة على الخليجين بشكل أكبر، في حين أنه من المعروف هناك لاجئين في تركيا والأردن ولبنان والعراق لم يتم التركيز عليهم بقدر التركيز على دول الخليج، وهذه مغالطة كبيرة عندما نعمم على شعب ما بأكمله من خلال حالات فردية لا نملك فيها أي دلائل ومواثيق جمعية مؤكدة للحالات التي جرت، رغم أنه في الحالة المقابلة كان على الخليجين الذين ساندوا الشعب والثورة السورية أن يتساءلوا عن هذا السخط والتعميم، رغم أن العديد منهم طالب بإيراد حالات موثقة تشمل التعميم والتهم الموجهة إليهم.
عينات انقسامية وأمثلة قليلة لحالات حقيقية باتت واقع للعيان، تلك الانقسامات واستمرارية ديمومتها ربما تأخذ بنا نحو نسيان الخارطة السورية المستقبلية واللجوء لتفريغ شحناتنا بعيداً عن الواقع، إن تلك الحالات أنفة الذكر عملت على تأجيج زوايا حادة وجارحة يجب لملمتها وطرحها بدقة موزونة كي لا تسبب لحالة فوضى تجر البلاد نحو دوامة الانقسام، إن نقل عدوى الانقسام الداخلي وتحويرها مع التعميم للعالم المحيط دون دراسة مركزة ستجعلنا نسير في دوامة عزلة ربما تؤثر على البيت السوري.



#هيفيدار_ملّا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الكردي في سوريا.... خطوات متلعثمة
- الكرد... وعقدة المعارضة
- اغتيال الثورة السورية
- الثورة السورية... ورهان المرحلة


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هيفيدار ملّا - تجاذبات الوهن النفسي وتأثيراته على الثورة السورية