أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد فخري حسن - إسرائيل : الحرب الدائمة : اجتياح لبنان 1982















المزيد.....

إسرائيل : الحرب الدائمة : اجتياح لبنان 1982


محمد فخري حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 13:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



اللعنة على المحتل ......ليدوي الرصاص دائما تحت نوافذه ....................
.....وليـــمزق قلــــبه الرعــب .....
لويس اراغون / شاعر المقاومة الفرنسية


شكل قيام الكيان الصهيوني وما زال العقبة الكؤود في وجه المشاريع العربية والإسلامية النهظوية في الوطن العربي لما يحمله المشروع الصهيوني من تناقض أساسي مع هذين المشروعين ذات الأبعاد الحضارية الإنسانية 0( العروبة والإسلام ) مع محتوى عنصري عدواني قائم على فكرة الغزو والتوسع التي يقوم عليها المشروع الصهيوني والتي أصبحت معروفة للقاصي والداني في ربوع الكرة الأرضية من خلال السلوك المتبع من قبل صناع السوق والقرار في الكيان الصهيوني .
ولقد وقعت حروب بين العرب والكيان الصهيوني كان منها 0( الحرب الخامسة ) أو الاجتياح الصهيوني للبنان العربي عام 1982 والذي كان من الأهمية بمكان بحيث انه أسس بكل تداعياته 0(العسكرية والسياسية والنفسية ) للعدوان الصهيوني على لبنان عام 2006.
وكتاب إسرائيل الحرب الدائمة لمؤلفه الأستاذ محمد الخواجه النائب العربي المسلم في البرلمان اللبناني والعضو البارز في حركة أمل العربية / اللبنانية الصادر عن دار الفارابي عام 2011 والذي كتب مقدمته الرئيس نبيه بري السياسي والمناضل العربي المعروف والذي هو أيضا الأمين العام للحركة .
يقول بري في تقديمه للكتاب انه استخلاص لدروس الاجتياح الاسراءيلي للبنان صيف عام 1982بكل الأبعاد السياسية لهذا الاجتياح التي شكلت المقدمات للحرب العسكرية بما تضمنته لمشاهد البطولة خلال عمليات المقاومة البطولة المتفرقة وللنتائج الكارثية من قتل ودمار وفتك بالمدنيين كان أبرزها مجازر صبرا وشاتيلا التي جرت تحت رعاية مجرم الحرب شارون وشاركت فيها كثرة من الأيدي السوداء التي تلطخت بدماء الضحايا التي لايمكن إزالتها .
والكتاب بكل محتوياته وتواريخ الأحداث الحربية المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي يشكل وثيقة ضرورية يؤرخ لمرحلة كان الكثيرون يريدون القفز فوقها أو نسيانها وتناسيها لارتباطهم بادوار تدل على إنهم شركاء فيها .
تالف الكتاب من سبعة فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة وكذلك خرائط حول سير العمليات العسكرية مع صور لمشاهد من الأحداث .
ففي الفصل الأول الذي عدد فيه الكاتب الأوضاع التي سبقت العدوان الصهيوني على المستويات الأربع ( الداخلي / الإقليمي / الدولي / ألاإسرائيلي حيث أشار في الوضع الداخلي تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية وما سببته من فرز طائفي وسياسي بين اللبنانيين حيث عملت الأحزاب المسيحية على تصفية الجيوب غير المسيحية في مناطقها مثل النبعة والكرنتينا ورأس الداكونة وحارة الغوا رنة وعملت القتل بأهلها وهجرتهم إلى مناطق ذات أغلبية مسلمة فضلا عن المجازر بحق الفلسطينيين في تل الزعتر وجسر الباشا .
فضلا عن المواجهات التي كانت تحصل بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة وحركة أمل من جهة أخرى مما سبب الفوضى والتي أثرت سلبا على حياة اللبنانيين ودفعتهم إلى المطالبة العلنية والمستترة لإنهاء هذه الأوضاع بأي صورة ؟؟!!!!.
ولا ينسى الدور السوري في لبنان الذي أنقذ المسيحيين الموارنة عام 1976من القوات المشتركة ( اللبنانية والفلسطينية قبل أن ينقلب الكتائبيون على دمشق بعد زيارة السادات للقدس وأصبح الغيتو المزمع إقامته من قبلهم نقيا من الناحية الطائفية والذي تعزز مع بروز بشير الجميل كقائد أوحد للمسيحيين بعد تصفية قوات داني شمعون المعروفة بالنمور والتي تمت بطلب ودعم من إسرائيل من اجل الوصول الى كرسي الرئاسة وتوقيع اتفاقية ( سلام ) مع الكيان الصهيوني كون منصب الرئاسة من حصة الموارنة حسب الدستور الطائفي في لبنان .
وكانت بعض الدول العربية تؤيد ضمنا طموحات بشير الرئاسية نتيجة موقفها الكيدي تجاه السوريين ففي العام 1980 وجهت السعودية دعوة رسمية إلى بشير لزيارتها بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الرياض وعند عودته طمأن بشير الإسرائيليين بان السعوديين ضغطوا من اجل إنهاء القضية وهم غاضبون من تصرفات عرفات وسيفرحون إذا قمتم بإخراجه بالقوة سيحتجون ولكنهم لن يفعلوا أي شيء !!!!!؟؟؟؟؟.
أما الوضع الإقليمي فقد كان متدهورا على الصعيد العربي بعد زيارة السادات للقدس والانشقاق في الموقف العربي الرسمي بين مؤيد ومعارض وتفكك جبهة الصمود والتصدي بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية
وبالنسبة للوضع الدولي فقد كان وصول عدد من الذين يعتبرون الآباء الكلاسيكيين للمحافظين الجدد لاحقا مثل الكسندر هيغ الذي عرف بدعمه لإسرائيل وما ترمي أليه وكذلك حرب النجوم والتي تسببت في استنزاف الاتحاد السوفيتي والتي أطلقت زمن ريغان والتي ثبت لاحقا إنها احدي أفلام هوليود وما جرى في أوربا الشرقية خاصة بولندا دفع الإدارة الأميركية على تشجيع إسرائيل على الاقتصاص من حلفاء موسكو من اللبنانيين والسوريين .
وكان الداخل الإسرائيلي يعيش وضعا صعبا بعد نجاح المقاومة الفلسطينية في الحصول على اعتراف ضمني أميركي بعد المواجهة التي حصلت على الحدود عندما قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف عدد من القرة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية فضلاعن أحياء من بيروت الغربية حيث استشهد أكثر من مائتين وجرح سبعمائة من المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين وردت المقاومة بإطلاق 1230قذيفة وصاروخا من نوع كاتيوشا على37مستعمرة في مناطق الجليل الأعلى فأصيب حوالي 100 صهيوني حتى تدخل المبعوث الأميركي فيليب حبيب وعقد اتفاق وقف إطلاق النار والذي اعتبر انجازا نوعيا للمقاومة الفلسطينية .
وفي مجال التحضير للحرب وقيامها الذي خصص له الفصل الثاني والثالث فقد كانت القوات الصهيونية تتفوق من حيث العدة والعدد على المقاومة الفلسطينية واللبنانية فقد كانت القوات الصهيونية تمتلك 300دبابة من طراز 55و62ت و300 مدفع مختلف العيارات و80 حاملة جند ومئات من الشاحنات في حين كانت القوات المقاومة تمتلك 80 دبابة قديمة من طراز ت34وت54وت55و150 ناقلة جند 250 مدفع مختلف العيارات و100 رشاش مضاد للطائرات وهو تفوق واضح للجيش الصهيوني عشية الخرب واكتملت الاستعدادات مع إطلالة شهر أيار بانتظار الذريعة للحرب والتي أتت بعد تعرض السفير الصهيوني في لندن شلومو ارغوف إلى إطلاق نار من قبل جماعة أبو نضال والتي انشقت عن حركة فتح والتي رفضت إسرائيل هذه المعطيات وقررت شن الحرب .
لقد وقعت عدة معارك بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية والكيان الصهيوني بعد يوم (4حزيران) في مناطق عين الخلوة التي استبسل فيها الحاج إبراهيم ورفاقه إلى إن نالوا الشهادة وكذلك في جزين وعين الخلوة وصولا إلى معركة خلده التي اشترك فيها الجيش السوري والمقاومة الفلسطينية والتي كانت البداية المشرفة لمقاتلي حركة أمل في التصدي للآليات الصهيونية والتي تكللت بأسر إحدى الدبابات والتي بقيت بحوزة الحركة لجين انتهاء الحرب .
وقد احتوى الفصل على تفاصيل شيقة للمعارك التي دارت بين المقاومة والاختلال
وكانت معارك بيروت هي عنوان الفصل الرابع من الكتاب والتي يميز الكاتب بينها وبين المعارك الأخرى التي دارت في الجنوب كونا كانت معارك نوعية ونموذجية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والجيش السوري والتي شارك فيها أيضا بشجاعة فائقة الشيوعيون والبعثيون والقوميون إلى جانب مقاتلي حركة أمل في معارك المطار والمتحف وميدان سباق الخيل الذي كان بحق مجزرة لقوات الاحتلال والتي فوجئت بالمقاومة التي قل نضيرها والتي لعبت قذائف الار بي جي والرشاشات الخفيفة الدور الأبرز إلى جانب المقاتلين الذين ابدوا شجاعة نادرة في المقاومة والتي دفعت شارون الذي اتخذ من منزل الخائن جوني عبده مدير مخابرات الجيش اللبناني الذي وقف مع بشير الجميل في خيانته مقرا له حيث قال في لحظة إخفاق لحبيب ( لقد قذفت بكل مالدي ضدهم ومع ذلك فهم مايزالون هناك (يقصد المقاومة ) قل لعرفات : انه لم يبقى لدي سوى قنبلتي الذرية ؟؟؟؟!!!.
وقد اخفق الصهاينة في دخول بيروت وتكللت جهود حبيب في موافقة المقاومة والصهاينة على وقف إطلاق النار وهوما يعني خروج مقاتلي المنظمة من بيروت وكان مع ماخلفه من ماسي في صبرا وشاتيلا بعد أن نكثت أميركا عهدها للمنظمة بحماية المدنيين ؟.
احتلال عاصمة عربية وتنصيب أول رئيسي عربي بإرادة صهيونية كان هو عنوان الفصل الخامس والذي خصص لعملية الغدر التي قام بها شارون بعد وقف إطلاق النار وقيام المقاومين بإزالة الحواجز والشراك الخداعية الموضوعة للدروع وعودة الأهالي الى دورهم بعد أن خرجوا من المخابئ حيث دخلت الدبابات الصهيونية إلى بيروت (بعض الأحياء) وتم تنصيب بشير الجميل رئيسا للبنان رغم المعارضة الكبيرة التي أبدتها القوى الوطنية من اجل أن يحقق الصهاينة الهدف السياسي من عدوانه ولكن اغتيال بشير في اجتماع كان معدا في مقر الكتائب مع الصهاينة جعل من عملية التوصل إلى اتفاقية سلام أمرا مستحيلا ولو بعد توقيع بيان 17 أيار بين بشير والصهاينة والانتفاضة اللبنانية التي أسقطتها وكان لحركة أمل والقوى الوطنية دورا كبيرا فيها .
ويذهب الكاتب في الفصلين السادس والسابع إلى بيان تفصيلات عديدة لما آلت إليه نتاج الحرب ويشير إلى إمساك المقاومة اللبنانية والفلسطينية لبوصلة الأسلوب الناجح للمقاومة من خلال الأسلحة المضادة للدروع والاعتماد على الأسلحة الخفيفة التي يقف خلفها شبان مستعدون للاستشهاد من اجل أرضهم ومقدساتهم بعد أن يستدرك بان الكيان الصهيوني قائم على أساس انه دولة قائمة على العدوان وعلى الاستعدادات الحربية على الدوام فما إن تخرج من حرب حتى تستعد للحرب الأخرى .

اسم الكتاب :إسرائيل الحرب الدائمة – اجتياح لبنان 1982
اسم المؤلف / محمد خواجه
دار النشر / دار الفارابي
سنة الطبع /2011
عدد الصفحات/233



#محمد_فخري_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هبة الدين الشهرستاني- رجل الجهاد والتنوير
- من رواد القومية العربية
- رواد الشعر الحر في العراق
- موقف المثقفين العرب من الثورات العربية
- الماركسية في البحث النقدي
- قراءة في كتاب كوبا الحلم الغامض
- مهدي عامل قرأ في كتاب تمرحل التاريخ


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد فخري حسن - إسرائيل : الحرب الدائمة : اجتياح لبنان 1982