عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 21:51
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا
سيد الموت
من قصره المتربع على تلة علية تطل على المدينة أعلن سيد الموت سيطرته المطلقة على البلاد، في شوارع المدينة كان لا يسمع الا احتضار الضحايا وأنين الأطفال ولا يشاهد الا أكوام الجثث المتحللة.
تغير كل شيء في البلاد ...أصبحت خرابا يجول فيها زبانية القصر بحثا عن ضحايا جدد وبات العباد أشبه بالموتى يستيقظون كل صباح متسائلين على أي حي الدور اليوم في رزنامة سيد الموت ليجز أعناق ساكنيه.حتى الازقة والشوارع تغيرت تضاريسها ، فقد سويت كل البيوت بالارض ، وغدت القبور ساحات مترامية الأطراف تمتد الى ما وراء البصر.
كان سيد القصر يظن أنه مانح الحياة لشعبه ، يمن عليهم بالحياة متى شاء و بالموت حينما يغضب منهم.الكل يعي أن الموت يتربص به حتى في عقر داره .وحده سيد الموت كان مقتنعا أنه لا يموت ، وعلى الرعية الرضوخ لدكتاتورية الموت التي يمنحها دونما تفكير في اي بديل.
لكن الخوف من سيف سيد الموت لم يعد يرهب العباد فقد تعايشوا معه منذ اعتلائه سدة العرش.... اليوم باتت الشيخوخة تلاحق زبانيته ، وبدأ الخرف يأكل ثلاثة أرباع عقل السيد، وبعد ما كان يحتفي باستقبال جثمان جديد بات الخوف من الموت السمة الغالبة على ملامحه.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟