أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حليم هاتف - المسرح العراقي بعد 2003 وعودة المسرح التجاري















المزيد.....

المسرح العراقي بعد 2003 وعودة المسرح التجاري


حليم هاتف

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 16:41
المحور: الادب والفن
    


شهد المسرح العراقي منذ عام 2003 الى الان الكثير من العروض المسرحية التي استطاعت ان تؤسس لمرحلة جديدة هي مرحلة (ما بعد الحرب) والتي بدورها اعادت للمسرح حضوره المتميز بعد الخراب والانهيار الذي حل في مجتمعنا من خلال الحروب وغياب النظام وهيمنة الفوضى إذ تناولت هذه الاعمال الوجع العراقي اليومي بطرق جمالية وفكرية في اسلوب المعالجة والطرح ، ومن حسنات هذه المرحلة انها استطاعت ان تفرز جيلا واعيا مساهما في عملية بناء الانسان العراقي من خلال طرحه سبلا جديدة للتفكير مسلطة الضوء على الجوانب الفكرية في العرض والتي ساهمت بدورها في تربية ذائقة تلقي جيدة ,واذا ما استذكرنا هذه العروض المهمة كي تكون شواهدا ايجابية لهذه المرحلة مثل مسرحية (حظر تجوال ، وقلب الحدث) للمخرج مهند هادي و(الموت والعذراء، وحروب) لابراهيم حنون و(تحت الصفر) لعماد محمد و (وداعا كودو ورومولوس وصدى ) لحاتم عودة و(شواطيء الجنوح ) لمنعم سعيد ، (وبروفة في جهنم ، وهاملت تحت نصب الحرية ) للراحل هادي المهدي و ما عرض مؤخرا على خشبة المسرح الوطني (مطر صيف) للمخرج كاظم النصار ، وعودة الفنانة الكبيرة (هناء محمد ) بعد انقطاع طويل لتكون جزأ فاعلا في عملية البناء التي يشهدها مسرحنا اليوم .. كذلك ربيعنا المسرحي في الديوانية الذي قدم عروضا متميزة اثبتت هذه العروض ان عملية الاحساس بالجمال تتولد بالفطرة لدى المتلقي مما يؤكد على ان المتلقي العراقي واعي تماما لكل ما يطرح من افكار مهما كان حجم ذلك الوعي ، وغيرها من العروض التي شكلت علامات مضيئة في طريق بناء فكر مسرحي عراقي جديد , وذائقة تلقي جديدة هي الاخرى .. بالمقابل كان هناك غيابا كاملا (للمسرح التجاري) ذلك لان المهتمين بهذا النوع من المسرح كان اغلبهم قد إستقروا في بلدان مجاورة للعراق متذرعين بالوضع الامني العراقي معلنين بذلك انتمائهم الى قنوات فضائية كانت ولم تزل تسخر من الوضع العراقي وتساهم في خرابه وهي على دراية تامة بذلك ومع تدهور الوضع الامني في تلك البلدان , عاد هؤلاء الى العراق ليساهموا من جديد في خراب المسرح والموضوع بالنسبة لهم بسيط جدا لان المسرح الذي اعتادوا عليه لا يعتمد التشكيل البصري او زحزحة اللغة المنطوقة والاعتماد على الايماءة والحركة او مفاهيم مابعد حداثية كموت المؤلف او الممثل المفكر بل هو بحاجة ( لممثل نجم شباك كما يسموه ، وجسد امرأة نصف عاري ، ومطرب ، وقد يحتاج الامر الى قزم او قزمين !!) ومع تكامل هذه العناصر تتحقق (الحفلة) التي تعتبر المشهد الاساس في هكذا عروض .. والخاسر الوحيد في مشاهدة هذه العروض هو الجمهور دون ان يعلم كون هذه الاعمال هي ايضا مساهمة في خراب ذائقته الفنية وبالتالي هي نوع خبيث من الارهاب الفكري الذي يحارب الفن والذوق الرفيع ويسوق التردي والإسفاف والابتذال .. نحن بحاجة اليوم الى ممثل يساهم في عملية بناء الانسان العراقي الجديد, ولسنا بحاجة الى ممثل (حفاضة) .... ما إستفزني هنا هو وجود بعض الفنانين الذين كانوا جزء ا من الوضع العراقي اليومي ومنهم من قدم المعالجات والحلول من خلال طرحه للأعمال الفنية الرصينة والتي نفخر بها كونها سجلت حضورا عراقيا متميزا في مهرجانات عديدة حملت اسم العراق وحصلت على جوائز عديدة , فهو فنان ملتزم , فنان حقيقي يستحق منا كل التقدير ,والمفارقة المؤلمة ان الفنان الملتزم لا يجد من يدعمه او يسوق له وبالمقابل هنالك من الفنانين من يسيء عن عمد وسبق اصرار الى الوضع العراقي من خلال قنوات مأجورة تبث برامجها المسمومة علما انها لا تخلق النجومية بقدر مساهمتها في تسقيط الممثل نفسه من خلال استنزافه واستهلاكه .. وهناك تجارب كثيرة لممثلين كبار ساهمت هذه القنوات بتسقيطهم لسنا بحاجة هنا لذكر اسمائهم ....
ولابد لي ان استشهد بحادثة رواها صديقي المخرج مهند هادي حين تحدث لي عن موضوع سفره الى تركيا لتصوير بعض المشاهد في مسلسل (خارطة الطريق) وقع اختيار الجهة الانتاجية للمسلسل للمثل التركي (مماتي) فقد ابدى اعجابه بأن يشترك في مسلسل عراقي وبعد إستحصال الموافقة منه تسائل عن طبيعة الشخصية فكان جواب الجهة الانتاجية (انت ستمثل شخصية قاتل ) رفض هذا الممثل ان يمثل بلده مع بلد اخر وهو بدور قاتل لأنه على يقين ان الفنان هو واجهة مجتمعه ... نعم هكذا هي اخلاق الفنان الحقيقي , وأقول لبعض الفنانين لابد لنا ان نتعلم من هؤلاء الفنانين إختيار ما يمثل عراقيتنا لأننا ننقل صورة لمجتمعنا العراقي الذي تحمل الكثير من الاهانات سوى كانت بالاستهزاء من الشخصية الجنوبية من خلال المسرح التجاري او من خلال طرحة للمرأة العراقية بالشكل الذي لايليق بها ... وكي لا نذهب بعيدا عن موضوعنا الاساس فان ما يطرح اليوم من عروض مسرحية هو شيء مخجل , تعود جذور ذلك الى الدفع السياسي المقصود الذي كان ينتهجه النظام السابق والذي اطلق العنان لهذا النوع من المسرح ليكون مجالا لترفيه العائلة العراقية في الوقت الذي يذهب ابنائها الى جبهات القتال وهم بانتظار الموت .... فقد امتهن الكثير من الدخلاء هذه المهنة سواء كان ذلك على مستوى التمثيل او الاخراج او الانتاج الى حد اصبحت فيه هي المهنة الاساسية لهم ومنهم من عمل على تطويرها بشكل يسيء لمرجعيات المجتمع العراقي ، كذلك اغلاق (الملاهي والكبريهات ) والذي كان سببا في نزوح بعض الغجر الى المسرح .. ودخول اصحاب المهن الاخرى كمنتجين من خارج دائرة الفن كان همهم الاول الربح والاثراء على حساب الذوق العام مع الاسف مما ساعد في عملية انزلاق المسرح العراقي المعروف برصانته والتزامه نحو هاوية المسرح الهابط وساعد في انتقال احتفالات الغجر الى منصة المسرح العراقي في الوقت الذي همش الفنان الحقيقي الاكاديمي الذي كان ولا يزال يمثل واجهة المجتمع الحقيقية .. واستمر الحال حتى سقوط النظام وظهور جيل جديد تبنى المشهد المسرحي واخذ على عاتقه عملية البناء لمسرح حقيقي وكون هذا الجيل لم يغادر الواقع مع اصوات الانفجارات ومع حظر التجوال والوضع الامني السيء استطاع ان يقول كلمته الفصل في نبذه لهذا النوع من المسرح ولمدة اكثر من تسع سنوات لم تروج اي جهة اعلامية دعاية مسرحية لعروض المسرح التجاري لانهم غادروا العراق الى سوريا ليتناولوا نفس العروض هناك ومع تخلخل الوضع الأمني السوري عاد المسرح التجاري الى العراق مع عودة البعض منهم ليستمر ثانية مع رفاقه الموجودين داخل العراق في عملية الهدم الجديد .... انا هنا لا اناشد جهة معينة في ان تشكل رقابة وليس مع عودة الرقابة بقدر ما أناشد بعض الفنانين ان يكون الرقيب على هذه العروض هو الرقيب الاخلاقي ولنتعلم من تجارب الشعوب الاخرى كيفية البناء الصحيح ,بناء الانسان من خلال بث روح الالتزام ونشر الوعي الجمالي والارتفاع بذائقة المواطن صغيرا كان ام كبيرا والابتعاد عن لغة الهدم التي تتبناها القنوات المأجورة التي حملت معاول التهديم لكل البنى الجمالية العميقة من خلال تبنيها النموذج السيء والهابط في شكل عنيف من الارهاب الثقافي الذي يدس السم في العسل ليقتل كل بذرة حب وجمال تنبت في اروقة المسرح العراقي ..



#حليم_هاتف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حليم هاتف - المسرح العراقي بعد 2003 وعودة المسرح التجاري