أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامح محمد إسماعيل - الاقتراض الخارجي بين سقطة الخديوى واسماعيل وتوجهات الإخوان الاقتصادية














المزيد.....

الاقتراض الخارجي بين سقطة الخديوى واسماعيل وتوجهات الإخوان الاقتصادية


سامح محمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 22:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كانت نوايا الخديوي اسماعيل طيبة في تحقيق طفرة حضارية وتوسع عسكري في الجنوب لتأمين منابع النيل ،لكنه لم يقتف أثر جده محمد على في تحقيق نهضة صناعية لتوفير نفقات طموحاته ، و سقط في فخ الاستدانة من الخارج لمعالجة العجز الاقتصادي الناجم عن تطلعاته التى لا تتفق ما حال الخزانة المصرية ، وتورط في وحل الاقتراض من الخارج حتى تدهورت الحالة الاقتصادية ولم تعد الحكومة قادرة على السداد ، حتى اذا ما جاء عام 1875م كانت بعثة كيف البريطانية تتدخل بشكل مباشر في شئون الخزانة المالية المصرية من أجل جدولة الديون، والذي أعقبه تكوين صندوق الدين 1876م ، ثم نظام المراقبة الثنائية في نفس العام وانتهى الأمر بوزارة نوبار باشا التى لم يعرف التاريخ مثالا لها ، حيث كان بها وزير فرنسي للأشغال وآخر انجليزي للمالية !! إلى أن جاءت النهاية الدرامية للأحداث بسقوط مصر مفلسة على ركبتيها أمام الاستعمار البريطاني .
ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وانحسار موجات الاستعمار العسكري التقليدى بسقوط معاقله تباعا في آسيا وافريقيا أمام حركات التحرر الوطني ، انتهجت الولايات المتحدة سياسات جديدة لبسط سيطرتها كقوة رأسمالية تحمل ميراث الغرب الاستعماري الذي خرج منهكا من الحرب ، وتقف أمام المعسكر الشرقي الذي باتت دوائره المحيطة أكثر اقترابا من دوائر المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ، وكان مشروع مارشال هو بداية تأكيد النفوذ الأمريكي في الغرب التقليدي بتقديم مساعدات اقتصادية لمعسكر الحلفاء .
وفي ضوء تلك السياسات الاقتصادية الجديدة ، تأسس صندوق النقد الدولي عام 1945م في بريتون وودز بالولايات المتحدة كمؤسسة نقدية تعمل كرأس حربة للتوسع الاقتصادي الغربي ، وتهدف إلى ربط السياسات الاقتصادية لدول العالم الثالث بسياسات النظام الرأسمالي بكل ما يتضمنه من مساوئ تعد كارثية لاقتصاديات هذه الدول التى لا تستطيع تحمل تبعات نظام السوق الحر ، لما يتضمنه ذلك من ربط السياسات الاقتصادية لدول العالم الثالث بالنظام العالمي ، وفي ضوء فقر تلك الدول وانهيار مؤساستها الاقتصادية جراء الحروب والفساد والاضطرابات الداخلية فهي تلجأ مضطرة الى الصندوق للاقتراض لمواجهة حاجاتها الداخلية ، وهنا يفرض الصندوق شروطه المجحفة التى يسعى من خلالها إلى استنزاف موارد تلك الدول والحصول على تسهيلات جمركية وضريبية وفتح الأسواق دون قيد ، وفي ظل وجود تدهور اقتصادي للدول المقترضة فإنه غالبا ما يتبع الاستدانة فرض اجراءات التقشف الحكومى وسياسات الافقار المطلق للشعوب التى تنهمك في عملية انتاجية وهمية لصالح الشركات الاستثمارية العالمية ووكلاءها المحليين ، فتتحول الشعوب المستَهلكة إلى كائنات استهلاكية ، ويصبح مجرد العمال أداوات رخيصة تستخدم بآلية رتيبة في ضوء عملية اقتصادية هزلية ، ومع فتح الباب على مصراعيه للاستثمار الاجنبي الذي يقوم هنا باستغلال العمالة الرخيصة بأجور زهيدة ، وبالتالي يستفيد القطاع الاستثماري من شروط الصندوق خاصة ما يتعلق بإزالة العوائق أمام القطاع الخاص وحرية تنقل رأس المال ، لكنه في المقابل لا يضمن أى اجراءات لحماية العمال ، أو معالجة التضخم والعجز في الميزان التجاري ، باختصار فإن شروط الصندوق تؤدي بشكل مباشر إلى تحقيق بيئة استثمارية ومناخ استهلاكي تستطيع من خلالها الشركات الكبرى والكيانات الاقتصادية العالمية تحقيق مكاسب فائقة ، وتحمى في نفس الوقت النشاط الاستهلاكي من خلال تقليص الدعم وضمان التمويل من كافة مؤسسات الاقراض .
ان ما تم من تأييد أمريكى لصعود الاخوان ، هو في مضمونه تأييد لسياساتهم الاقتصاديه ، فالاخوان في نظر الولايات المتحدة أفضل وريث ممكن لنظام مبارك ، ففي التركيبة الايديولوجية الاخوانية تكمن معطيات العقلية الرأسمالية ، فالتنظيم الدولي ينتهج سياسات بنكية حول العالم واستثمارات ترتبط بشكل مباشر بالسياسات الاقتصادية الأمريكية ، ويمثل ذلك امتدادا واضحا لنفس لما تنتهجه تركيا من سياسات اقتصادية ، ورافدا مهما في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، والايديولوجيا السياسية والفكرية للجماعة لا يعنيها كثيرا تحسن الاوضاع الاقتصادية للافراد ، بقدر ما يعنيها تكوين برجوزايات تابعة تستطيع من خلالها استغلال حالة الافقار ، فتمنح في مقابل الحصول على أصوات انتخابية .
من الناحية الاقتصادية فالعجز الكلي في الموازنة يبلغ 134مليار جنيه وبالتالي فإن قيمة القرض اقل من الربع ولا يستطيع القرض بذلك خلق بيئة استثمارية جيدة ، لكنه سيضمن تحقيق حلول مؤقتة لأزمات ملحة كالكهرباء والسولار واجور الموظفين ، لكنها لن تكون حلولا عبقرية ، لأنها ستظل خاضعة لشروط التقشف الحكومى التى ينتهجها الصندوق ، كما حلول واهية سرعان ما سوف تنفجر مع ارتفاع نسبة التضخم ، وعدم وجود فائض صناعي أو زراعي يستطيع مواجهة العجز ،حيث سيتم استخدام القرض بشكل استهلاكي لتحسين أداء المؤسسات الخدمية في الدولة ، مع رفع الدعم عن مستلزمات الانتاج وكسر كل اسوار الحماية الاقتصادية وبالتالي يصبح الخضوع لشروط الصندوق انتحارا اقتصاديا يصدر الأزمة الطاحنة للمستقبل القريب ، فهو ذات الصندوق الذي كان فيما مضى يؤيد سياسات نظيف التى أفقرت المصريين ويشيد بها لأنها ببساطة كانت تتفق مع سياسات الصندوق الرامية إلى استغلال موارد الشعوب وربطها بالنظام الاقتصادي العالمى .
وما بين سقطة الخديوى اسماعيل التى أحالت مصر إلى كيان مستعمر وتابع لعقود طويلة وبين توجهات الاخوان اليمينية التى تهدد بانفجار جديد أكثر عنفا مما حدث في 25يناير 2011م ، فاهمال البعد الاجتماعي ، وانتهاج سياسات اقتصادية كلاسيكية ثبت بالتجربة فشلها ، وتصدير الأزمة باستمرار الى المستقبل المرعب الذي أصبح يقترب بشدة كلما ، فكلما انتهجت الحكومات التى لا ترى غير ما تحت قدميها ولا تنظر للمستقبل سياسات عقيمة كلما دنت لحظة الانهيار الاقتصادي ، وما انتهجته الحكومة المصرية مؤخرا بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي يعد خطوة البداية نحو نهاية نعرفها جميعا .



#سامح_محمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة موضوعية حول موقف الجبهة القومية من الانتخابات الرئاسية
- عقيقة المولود كأسطورة طقوسية
- ليسوا أمراء وليسوا مؤمنين
- أسطورة المسيح الدجال وتغييب العقل
- تحقير المرأة في المرجعيات الفقهية
- شهيد العشق الإلهي
- صلب المسيح (رؤية جديدة)
- الصهيونية بين القومية والوطن التاريخي(رؤية تاريخية)
- رواية الحديث بين الواقع والأسطورة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامح محمد إسماعيل - الاقتراض الخارجي بين سقطة الخديوى واسماعيل وتوجهات الإخوان الاقتصادية