تفجير جرمانا و استهداف الدروز في سوريا

عهد الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 07:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

  منذ ايام قليلة، شاهدنا مقطع فيديو يعلن فيه العقيد مروان الحمد إنشقاقه عن الجيش النظامي، وتشكيله للواء احرار جبل العرب مع مجموعة من العسكريين. وقد تغنى  العسكريون في الفيديو المذكور بشيم بني معروف، وعاداتهم في  الدفاع عن الشرف
في اشارة واضحة من العقيد بأن اللواء المُشكل هو لواء قوامه الدروز
تشكيل لواء أحرار الجبل، يعد مؤشراً واضحاً على أن البيئة الدرزية باتت اكثر إحتضاناً لمعارضي الأسد، لا المدنيين وحسب بل العسكريين الذين يقاتلون النظام. هذا غير ان، وجود مجموعة من المقاتلين الدروز يراسهم عقيد درزي منشق تشكل احراجاً  كبيراً لنظام الأسد الذي لم يفتأ على ترويج فكرة إسلامية المقاومة المسلحة في سوريا

لذلك فان استهداف مدينة جرمانا، ومن ثم استهداف المشيعيين من كانوا في طريقهم إلى مقبرة الطائفة الدرذية في مدينة جرماناً هو إستهداف واضح للطائفة الدرزية في سوريا من قبل منفذي التفجير

فمن له المصلحة في هذا الوقت في إستهداف الدروز؟ 
الموقف الجمعي للدروز تجاه النظام يختلف عن اقليات اخرى، فهو اقرب للحياد الإيجابي، مع وجود مجتمعات معارضة كبيرة ضمن الطائفة. هذا غير العلاقة العضوية بين دروز سوريا ولبنان والتي كان فيها لدروز لبنان موقف عداء دائم  ضمني وعلني تجاه نظام الأسد خاصة وان الاسد الاب كان وراء مقتل كمال جنبلاط وهو اهم زعيم معاصر للطائفة الدرزية في كل المشرق

لم يحصل في التاريخ السوري المعاصر، ان استهدف أو هُمش الدروز إلا في عصر الاسد الأب،( خاصة بعد قتل سليم حاطوم) فكان لهم دوراً ريادياً في كل مناحي الحياة السورية. بكل كانوا من مفجري الإستقلال السوري الاول ، وكان الزعيم الوطني السوري سلطان الأطرش هو قائداً للثورة السورية الكبرى ضد الإحتلال الفرنسي، وبالمناسبة منتهى الأطرش وهي ابنة سلطان الأطرش كانت من أولى المؤيدين للثورة السورية منذ اندلاعها في منتصف اذار من العام الفائت

السيارات المفخخة والتفجيرات العشوائية، هي عمل اختص به النظام السوري منذ قيامه. ومن كلف ميشيل سماحة ،المعتقل حاليا في لبنان، بزرع قنابل وعبوات ناسفة في لبنان، بغية ضرب طوائف بعينها في مسعى واضح من النظام لضرب الإستقرار الطائفي هناك، لن يعجز عن تكليف العشرات من امثال ميشيل سماحة، لزرع سيارة مفخخة  تستهدف موكب المشيعيين في مدينة جرمانا

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل