أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - رفيق الحريري في ذمة الصراع السياسي















المزيد.....

رفيق الحريري في ذمة الصراع السياسي


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1116 - 2005 / 2 / 21 - 10:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


رفيق الحريري في ذمة الصراع السياسي
كي نفهم قصة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ( الحريري)، لابد من مغادرة مهنية وخبرة الميدان الجنائي الذي تدور فيه لعبة الفروع الجنائية بالبحث عن هوية الجناة (الفاعلين والشركاء)وغيرهم ،والتوجه فوراً إلى الميدان السياسي حيث يتم القبض التاريخي على الجناة (سدنة رأس المال والسلطة)،متلبسين بالضحية الدائمة( شعوبنا) في مسرح الصراع السياسي الذي تدور رحاه وتتعاقب فصوله في مشرقنا العربي منذ عقود، بدءً من المشروع الإمبريالي الصهيوني المنطلق من فلسطين(1948) وصولاً إلى العراق ولبنان( الآن2005)، حيث استطاع أقطاب هذا المشروع من إمبرياليين وصهاينة وأنظمة عربية وإقليمية بقيادة السيد الأمير كي ومن لف لفهم النفاذ عميقاً واستباحة الأرض والثروات والإنسان ، وهؤلاء الضواري في سياق لعبتهم اللصوصية يتحركون في محورين:
1- محور رئيسي يلتف فيه ويتحالف هؤلاء أوثق تحالف و التفاف حول هدف الحفاظ على النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي الذي تستنزف فيه سلطة رأس المال عرق ودماء الشعوب الرازحة في قيودها الظالمة.وهؤلاء الأطراف فيما يسعون إليه، يتبادلون الخدمات الجليلة في قمع وسحق هذه الشعوب وقواها الحية،ولعل حملات القمع والطغيان التي شنتها وتشنها الأنظمة العربية على ساحاتها لشل فاعلية الشعوب وقواها الحية، وأي حركة معارضة تسفر عنها هذه الساحات مثال على ذلك.
2- محور ثانوي يخوض فيه هؤلاء أبشع و أحط الصراعات والحروب والتصفيات التي ينهشون فيها لحوم بعضهم في سياق اقتسام العالم وثروات الشعوب.وفي هذا السياق بالضبط يمكن فهم( قصة اغتيال وتصفية الحريري) ككل الاغتيالات والتصفيات المباشرة أو السريريةوعمليات الإقصاء التي طالت في ميدان الصراع كلاً من عبد الناصر وكمال جنبلاط وموسى الصدر وبشير الجميل ورينيه معوض وميشيل عون والشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وأبو علي مصطفي وياسر عرفات ورفيق الحريري الآن(شباط2005) وغيرهم على اختلاف أيديولوجياتهم.
وحيث عثرنا هنا على( رفيق الحريري) في إطار لعبة الصراع السياسي في مشرقنا العربي وفي آخر قائمة التصفيات حتى الآن، فإنه بذلك قد خضع لمنطقها الجائر،ولتعقيدات المعادلة السياسية فيما يجري من ترتيبات أميركية للبيت العراقي حيث يتصاعد التوتر بين الإدارة الأميركية وبين النظام السوري الذي يعيق هذه الترتيبات مالم تؤخذ مصالحه الخاصة بعين الاعتبار(وأرجو أن ينتبه القاريء فيما يلي كيف لحقت لعنة العراق بالحريري).
إذن،وفيما النظام السوري كذلك( أي يعيق البرنامج الأمير كي في العراق ويدعم المقاومة هناك) ، فإن هذه الإدارة تلاحقه بحزمة ضغوط تصاعدت وتيرتها حتى وصلت إلى ذروة محرجة ومقلقة للنظام السوري حينما وضعت هذه الإدارة قصة وجوده العسكري في لبنان في واجهة الصراع ومن الأولويات، وبمستويين متراكبين كما يلي:
1. مستوى الضغوط الدولية من خلال المحور الأمير كي- الفرنسي الذي يستثمر القرار1559لإخراج النظام السوري من لبنان ،أو إحراجه ودفعه لتقديم التنازلات المطلوبة في العراق وفي لبنان وفي تسوية الصراع العربي الإسرائيلي بما يعني تخليه عن أوراقه المنبثقة من دعمه لحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة العراقية وغيرهم.
2. مستوى نشاط المعارضة اللبنانية التي نجحت وربما لأول مرة في رفع سقف المواجهة مع هذا النظام على الساحة اللبنانية مستفيدةً من الموقف الأمير كي الفرنسي الضاغط عليه بشكل غير مسبوق.
وعلى خلفية ماسبق يبدو أن الفأس قد وصل إلى رأس الورقة اللبنانية الثمينة التي يمسكها هذا النظام منذ عقود ككل الأوراق الأخرى،مما يعني خروج هذه الورقة من يده، بكل ما لهذا الخروج من استحقاقات خطيرة على مصيره ومصير حلفائه، سواء على الساحة اللبنانية أو الفلسطينية أو الإقليمية أو الدولية، حيث سيؤدي ضعفه أو انهياره إلى فتح ثغرة كبيرة وخطيرة داخل خندق حلفاء النظام الذين لن يتورعوا عن فعل أي شيء لدرء الاستحقاقات القادمة.
ولعلنا لو ألقينا نظرة علي الجسد السياسي للمعارضة اللبنانية النشطة الآن في وجه النظام السوري، لوجدنا أن أغلب رموزها قد رمتهم رياح الصراع السياسي خارج حرم الموالاة لهذا النظام ليجتمعوا على بر واحد يشكل قبلة للحجيج المحتملين المندفعين من فج الساحة اللبنانية، ولعله كان في طليعتهم رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي بانضمامه المحتمل إلى صفوف هذه المعارضة سيعزز أبعاد وجودها وفاعليتها عبر ثلاث مستويات :
• مستوى ملاءته المالية وثقله الاقتصادي مما يوفر لها التمويل المجدي لأنشطتها بمدياتها المختلفة، السلمية والعسكرية.
• مستوى القاعدة الشعبية التي تلتف حوله( لاسيما من طائفة السنة) والتي ستنضم إلى القاعدة التي ترتكز عليها المعارضة مما يعطي وزناً نوعياً للجسد الاجتماعي والسياسي المعارض للنظام السوري على الساحة اللبنانية.
• مستوى الدعم والمساندة الإقليمية والدولية التي ينعم بها الحريري، لاسيما من السعودية وفرنسا وأميركا وغيرهم .
لكل ماسبق كان من الطبيعي أن يستشعر من يجمعهم الموقف المعارض للإدارة الأميركية في المشرق العربي وربما في بقاع أخرى، خطورة طعن النظام السوري حليفهم المباشر وغير المباشر من خاصرته اللبنانيةعلىخلفية الانعطافة النوعية بأداء هذه المعارضة فيما لو انضم إليها الحليف المحتمل رفيق الحريري، وكان لابد من فعل شيء ما.
وتم وضع حد لحياة هذا الرجل، الذي أضاف اغتياله دلالتين إلى لوحة الصراع:
1. دلالة تكنيكية توحي من حيث اختراق التحصينات عالية التطور التكنولوجي التي احتاط بها الحريري، على خلفية مهارات ودقة ونجاح خطة تنفيذ عملية الاغتيال ( بغض النظر عن شخص منفّذ الاغتيال)، بأن مدرسة أحداث 11 أيلول تتأصل في أرض الصراع السياسي تحت سمع وبصر الأمير كان الذين يتعمق مأزقهم بأجندة هذه المدرسة.
2. الجرأة وروح المغامرة لدى المعنيين بتنفيذ الاغتيال بدفع الإدارة الأميركية التي قضم هذا الاغتيال من هيبتها، إما إلى امتصاص هذا الحدث وتسجيله في قيود عناصر مأزقها في العراق، أو الاندفاع إلى مغامرة عسكرية في مواجهة مع النظام السوري المتهم( وإن مداورةً) بدم الحريري.
ويبدو أن سحب الإدارة الأميركية لسفيرتها من دمشق للتشاور، وإعلان إيران عن استمرار وقوفها إلى جانب سوريا، وإعلان كوريا الشمالية السافر عن امتلاكها أسلحة نووية وعزم الروس على بيع السوريين الأسلحة المطلوبة متجاهلين تحذيرات شارون، سينقل المواجهة الأميركية السورية إلى أبعد من دم الحريري الذي ستبعثره رياح المجهول في اتساع جغرافية العداء للإدارة الأميركية على المستوى العالمي، حيث تقاطعت إحداثيات صراع الضواري عند البقعة التي تقرر فيها تصفية ابن جلدتهم ففخخوه هناك.
*********
نعم فلتتعافى شعوبنا ولتتخلص من كل هؤلاء الضواري الذين ينهشون لحومنا ولحوم بعضهم البعض في لعبة لصوصية باردة .
يوسف العادل19/2/2005



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب ياسين الحاج صالح بين مقالين
- الإدارة الأمريكية و العراق في قبضة شرم الشيخ
- آفاق التغيير الديمقراطي في سوريا


المزيد.....




- لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق ...
- مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع ...
- إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
- عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
- باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند ...
- نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال ...
- سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن ...
- مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل ...
- هنغاريا.. اصطدام سفينة مع  زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل ...
- علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - رفيق الحريري في ذمة الصراع السياسي