رسالة إلى البريد الالكتروني للهيئة الكردية العليا ---------الوصول إلى الهيئة التي تمثلنا كان صعبا ولكن قيامها بمهامها أصعب

بلند أوسو

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 17:21
المحور: القضية الكردية
    

رسالة إلى البريد الالكتروني للهيئة الكردية العليا
الوصول إلى الهيئة التي تمثلنا كان صعبا ولكن قيامها بمهامها أصعب
يقول المناضل والقائد والرمز الإفريقي نيلسون مانديلا:(إن إحقاق الحق أصعب من إبطال الباطل).
لقد علمتنا تجارب الشعوب إنه ليس صعبا هدم نظام ديكتاتوري بالمقارنة مع بناء نظام ديمقراطي عادل مكانه.
ونحن الكرد في غربي كردستان لم نصل إلى تلك القمة المنشودة ولكن وصلنا إلى تلك اللحظة الفارقة التي ستحدد بناء عليها صورة مستقبلنا
-فهل بإمكاننا إقامة العدل محل الباطل الذي هدمناه؟
-ترى كم نحتاج من رجال القانون لوضع تلك القوانين الملائمة بنا ككرد
فدرجة رقي المجتمعات تقاس بدرجة احترامهم للقوانين الناظمة لها

- وما مدى استعداد شعبنا وتقبله للتخلص من ذهنية النظام القديم وسلوكياته وعلاقاته وتراكمات تلك العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المزيفة والجائرة ونتائجها جميعا؟.
لبناء مجتمع تسود فيه المساواة وخلق المحبة والود بين أفراده
-هل لدينا تلك الكوادر والإمكانيات لقيادة هذه المرحلة؟طبعا لا أقصد هنا القيادات السياسية فلدينا الفائض في ذلك.
-فهل نحن مستعدون بالعدة والعتاد؟
والسؤال الأهم
- هل بالإمكان تهيئة المجتمع لتقبل علاقات وأفكار وسلوكيات جديدة محل تلك العلاقات القديمة؟
في بيئة اجتماعية يعيش فيها أناس يرمون بأوساخهم بجانب حاويات القمامة ويعتقدون إن سبب ذلك هي أمريكا و(كفار أوربا)
وأخرى ثقافية ترى قضية فرج المرأة من أهم قضايا العصر ويخبئون فيه الشرف الرفيع وعشقهم لجماليات الحياة
وفئة كسرت أقلامها لترى في الفيسبوك حقلا لزرع الفرقة والقيام بدور الشرطي المنفذ لسياسات كل القوى المعادية لنا ولحريتنا كأمة كردية وقومية لها حقها في العيش بالكرامة والحرية
-هل لدينا الكفاءات البشرية من فنيين ومهندسين ومختصين في الإدارة والاقتصاد والأمور الخدمية والقضائية والتعليمية و...و...و...و.....؟
-هل لدينا تلك الإمكانات الاقتصادية لتنمية المجتمع اقتصاديا ورفع المستوى المعيشي للأفراد في مدننا الكردية في غربي كردستان ؟
-هل حسبنا الحساب لكل هذا أم أننا سنترك مصيرنا مرتبطا بمصالح الدول الإقليمية والمعادية لنا و للقدر ليتحكم بنا؟
في مثل هذه التحولات التاريخية ثمة انزلاقات خطيرة وكبيرة وهامة لتوجهات المجتمع –فمسار حركة المجتمعات عبر التاريخ ليس خطا مستقيما فقط،هنالك دوما دوائر تعم فيها الفوضى أحيانا.
-فهل لدى مجتمعنا الطاقة اللازمة للخروج من دائرة الفوضى والسير على خط التاريخ المستقيم؟
فالعلاقات القائمة إلى الآن هي نتاج تلك السياسة الخاطئة لشوفينية البعث التي زرعت في نفوس هذا الشعب أخطر مرض نفسي وهو نزعة الخلاص الفردية (كأفراد)ونزعة الخلاص الحزبية (كقيادات) وأضعفت تلك السياسات الحس الإنساني لدى الأغلبية الساحقة في مجتمعنا الكردي .فالفقراء يزدادون فقرا والعاطلون عن العمل يزدادون بؤسا وعددا والمهاجرون العابرون لأسلاك حدود الدول المجاورة تزداد طوابيرهم، ونحن ما زلنا نختلف على القماش ولونه مع احترامي لكل ألواننا وأعلامنا الكردية
ونحن كشعب يحاول كتابة تاريخ جديد من رحم دائرة الفوضى على ذاك الخط المستقيم لمسار التاريخ أمام حالة تشبه المخاض لولادة مولود جديد.
-فهل أعددنا المهد والحليب والألبسة والشروط الكفيلة لخلق بيئة مناسبة لنمو هذا المولود القادم؟
فالمرحلة التحولية هذه كما نعلم غير صحية من رائحة البارود وأصوات الرصاص وصور القتل اليومي والخلافات البينية للبيت الكردي بين الأحزاب والفئات المجتمعية.
والأهم من كل ذلك
-هل بإمكاننا إدارة اقتصاد مدننا في غربي كردستان وتأمين حياة معيشية أفضل مما كان يعيشه هذا الشعب ؟
فالسيولة اللازمة لتدريس اللغة الكردية وطبع المناهج بلغتنا الأم فقط تحتاج إلى أموال طائلة ناهيك عن المؤسسات الخدمية الضرورية لخدمة الشعب في هذه المرحلة
وإلا فالتوجه الآخر الانزلاق الخطير إلى جهة الفوضى في العلاقات الاجتماعية و الانحطاط الأخلاقي وخير مثال على ذلك(التوجه نحو زراعة القنب الهندي )
--------------------------
نسخة إلى أخوتنا الكرد خلف الحدود التي تطوق أنفاسنا
وللإخوة خلف الحدود التي رسمها لنا مغتصبوا كردستان في الشمال والشرق لكل مثقفي وممثلي ومؤسسات شعبنا هناك نحن في غربي كردستان من قدمنا آلاف الشهداء على ذرى جبالنا المتاخمة لبيوتكم ومن سنين الفقر كنا نقف معكم في ماسيكم ولإعلان تضامننا مع أوجاعكم كان شبابنا يدخلون أقبية سجون المخابرات السورية -----من هنا من وسط معاناتنا اليومية نبعث لكم تحياتنا القلبية مع تمنياتنا لكم بالرفاهية والعيش ا لرغيد طمئنونا عنكم
- هل الحركة العمرانية مزدهرة في هولير والسليمانية ومهاباد وآمد ووان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
----------------
وتحياتنا لكل الأخوة(نوارسنا المهاجرة)في بلدان ما وراء البحار طمئنونا عن عطلاتكم ورحلاتكم السياحية هل الكهرباء تنقطع لديكم؟والغاز؟والماء؟والمواد الأساسية لصنع كأس شاي ساخن لأطفالكم في الصباح؟؟،هل أمنتم الحليب وحاجياتهم المدرسية لهم؟؟،طمئنونا عبر الفضائيات------لقد اشتقنا لسماع أخباركم كثيرا
أطفالنا بأعمارهم القصيرة لا يعرفون المواد آنفة الذكر لأنهم لم يتعرفوا عليها بعد
والنسخة الأخيرة لتلك الأقلام التي لم تكتب منذ السنة والنصف إلا أحقاد حَمَلَتِها تجاه هذا المجلس أو ذاك
كسروا أقلامكم المأجورة والحبر الذي ترتزقون منه لم نعد بحاجته
ففي مدننا أمهاتكم يكتبن ملاحم البطولة في النضال ويزغردن لفلذات أكبادهن في سيرنا نحو الحرية والذين ويكتبون بحبر حبهم للحياة عناوين جديدة للعشق
-فهل من أحد منكم يقول ما فات مات ويغمس ريشته في حنانه وشوقه لوجه أمه المشتاقة لسماع أخباره وهي ترفع يديها للسماء في صلاة لوحدة الكرد وميلاد جديد لأبناء الجن وأصدقاء الجبال

أسئلة تحتاج لأجوبة من الكل ----وإلا الانزلاق نحو الهاوية ---والخروج من الأزمة إلى المأزق
د
بلند اوسو –كوباني 24-8-2012

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل